<الأثري>
17-12-2010, 06:31 PM
الحمد لله وبعد
يطيب لي ان انقل لكم موعظة مفرغة لفضيلة شيخنا الشيخ صالح السحيمي حفظه الله تعالى والتي ألقاها ضمن فعاليات دورة الامام مالك في مملكة المغرب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .
أخواتي المؤمنات :
النبيّ - صلى الله عليه وسلّم – كان يخصّ النساء بموعظة , لذلك لا نجد غضاضة في أن نقتدي به – صلى الله عليه وسلّم – فنخصّكنّ بموعظة خاصّة , علمًا بأنّ ما تقدّم من دروس هو للرّجال والنساء على حدٍّ سواء , لكن للنساء أحكامٌ خاصّة معيّنة , لا بدّ من التطرق لها, وإلا فكلّ ما تقدّم من مسائل العقيدة يُخاطَب بها من ؟ الرجال والنساء على حدٍّ سواء .
ولذلك سوف نأخذ -يعني- دقائق في هذه الموعظة ثمّ نترك المجال لأسئلتكنّ إن شاء الله تعالى .
سيكون مُنطلقنا من حديثٍ عن النبيّ - صلّى الله عليه وسلّم – فيه بشارة للأخوات المؤمنات , بشارةٌ عظيمة بشّر الله بها أخواتنا المؤمنات إذا طبّقن ما يجعلهنّ مستحقّاتٍ لهذه الإيش: البشارة .
هذه البشارة هي قول النبيّ - صلّى الله عليه وسلّم - ((إذا صلّت المرأة خمسها وصامت شهرها وأطاعت زوجها وحفظت فرجها دخلت الجنّة من أيّ أبوابها الثّمانية شاءت )) .
سبحان الله .
بشارة عظيمة لمن كان لها عقلًا راجحًا وقلبًا واعيًا وسمعًا ثاقبًا وبصيرةً ثاقبة .
بشارةٌ عظيمة لمن كانت تريد العاقبة السليمة ولمن كانت تريد السعادة الأبديّة في الدارَين .
بشارةٌ عظيمة للمرأة المؤمنة الممتثلة لأوامر الله والمجتنبة لمحارم الله – سبحانه وتعالى .
إذا صلّت المرأة خمسها : أي حافظت على الصلوات الخمس في أوقاتها وبشروطها وبأركانها وواجباتها وبسننها ومحظوراتها .
إذا حافظت على الطّهارة وتعلّمت أحكام الحيض والنّفاس حتى تؤدّيَ عبادتها أداءً صحيحًا؛ أداءً يتّفق مع هدي النبيّ - صلى الله عليه وسلّم – وهذا لا يتأتّى إلا بأن تتعلّم وتتفقّه في دين الله .
ولا تقبع في خدرها لا تدري كيف تعامل ربَّها ولا كيف تصّلي خمسها ولا كيف تؤدّي فرائض ربّها .
بل ينبغي لها أن تجتهد في ما يُقرّبها إلى الله – سبحانه وتعالى – وتجتهدَ في تطبيق شرع الله في نفسها , وتجتهد في أن تؤدّيَ هذه الصلاة عل الوجه الذي يُرضي الله – تبارك وتعالى – وهذا لا يمكن أن يتحقق لها إلا بالعلم والتعلّم والفقه[.. البث انقطع.. ].لا يمكن أن تتأتّى لها إلا أن تُطبّق وتُذعن لشرع الله وتنقاد له وتحترمه وتحمد الله أن بصّرها بدينها حتى أدت تلك الأمور على الوجه الي يُرضي الله – سبحانه وتعالى – بينما كثيرٌ من النّساء يتخبطن في دياجير الظُلَم .
فأنت أختي المؤمنة , إذا منّ الله عليكِ بالهداية , وطبّقتِ هديَ النبيّ - صلّى الله عليه وسلّم – قولًا وعملًا واعتقادًا, فسوف تنالين الدرجات العُلى عند الله – سبحانه وتعالى .
ولا أظنّ امرأًة مؤمنة لا تريد الدرجات العُلى .
ولا أظنّ امرأةً مؤمنة لا تريد الفوزَ بالجنّة والنجاة من النّار .
ولا أخال امرأة مؤمنة ترضى أن تكون سلعًة للدنيئين وللقذرين وللمتاجرين بالأعراض .
قد هيّأوكِ لأمرٍ لو فطنتِ له فاربأي بنفسك أن ترعي مع الهَمل
نعم يا أمة الله , اعتمدي على الله , واجتهدي في ما يُقرّبكِ إلى الله وتأهبي لليوم الذي نُعرض فيه على الله ,((يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ)).
هل استعددنا ليوم المعاد وهل حقّقنا ما أراده الله من العباد , وما خوّفهم به يومَ التناد ؟
يومَ ((لا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا )) .
فيا أمة الله كوني كما أراد الله منكِ , امرأةً مطيعةً لله , مطبّقةً لشرع الله , ممتثلةً لأوامر الله , بعيدًة عن مساخط الله – سبحانه وتعالى .
إذا صلّت المرأة خمسها , يعني أدّت الصلوات الخمس على الوجه الذي يُرضي الله , وهذا لا يمكن أن يتأتى لها إلا أن تكون ملمّةً بأحكام العبادة والطهارة , لا يمكن أن يكون كذلك إلا إذا كانت مُلمّة بأحكام العبادة وبأحكام الطهارة بشكلٍ خاص .
ثمّ قال : إذا صلّت المرأة خمسها و وماذا ؟
وصامت شهرها . صامت شهر رمضان بدون تحيُّل وبدون تمحّل وبدون تضجّر وبدون مضايقة , بل عرفت أحكام الصوم حال الحيض وحال النفاس فأدّت ذلك كلّه على الوجه الذي يُرضي الله - تبارك وتعالى.
ثمّ قال : وأطاعت زوجها.
بأن تعطيه حقوقه وأنلا توطئ فراشه أحدًا يكرهه , وأن تكون طوع بنانه , ورهن إشارته , لا تردّ له طلبًا إلا إذا كان فيه مما يُسخط الله – تبارك وتعالى .
هذا هو طبع المؤمنة الحقّة , أنها تحافظ على أمور زوجها وعلى أسراره وتُطيعه وتتفانى في طاعته .
يقول النبيّ - صلّى الله عليه وسلّم - ((لو كنت آمرًا أحدًا أن يسجد لأحدٍ لأمرت المرأة أن تسجدَ لزوجها )) .
إنتبه : لو كنت آمرًا , لكنّ السجود لا يجوز إلا لمن ؟ إلا لله – عزّ وجلّ .
فيجب عليها أن تقوم بتلك الحقوق على الوجه الذي يُرضي الله وألا تُقصّر في شيءٍ منها .
(( وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَة)) .
تقول أسماء – رضي الله عنها – ((كنت أخدم الزبير خدمة البيت كلّه)) .
الزبير بن العوّام – رضي الله عنه – وهي أسماء بنت الصديق , أبي بكرٍ الصدّيق – رضي الله عنه . قالت:(( كنت أخدم الزبير خدمة البيت كلّه )) , يعني كانت تقوم بخدمة الزبير في جميع ما يحتاجه في بيته.
وكانت الصحابيات مثالًا يُحتذى في القيام بهذه الخدمة وفي القيام بهذا الأمر على الوجه الذي يُرضي الله – سبحانه وتعالى .
فينبغي أن نتأسّى بهم وأن نقتديَ بهم وأن نسير على منهاجهم وأن نتقرّب إلى الله - عزّ وجل , بأن تتقرّبن إلى الله بخدمة الزوج وبطاعته في حدود طاعة الله – سبحانه وتعالى .
ونحن لا نقول إنّ الرجل يعني سيفٌ مسلط على المرأة , لكن نقول على كلّ منهما حقوق. والمرأة تتحمّل العبء الأكبر في ذلك.
ولذلك أخبر النبيّ - صلّى الله عليه وسلّم أنّ الدنيا متاع , وخير متاعها من ؟ الزوجة الصالحة التي إذا أمرتها أطاعتك وإذا نظرت إليها سرّتك وإذا غبتَ عنها حفظتك في نفسها ومالك.
فينبغي أن نكون كذلك أخواتي المؤمنات , ينبغي أن تكنّ كذلك , تقمنَ بجميع الحقوق التي أوجب الله عليكنّ وتؤدّين ذلك على الوجه الذي يُرضي الله - سبحانه وتعالى .
هذا هو طريق النجاة يا أمة الله .
ثمّ قال : وحفظت فرجها .
إبتعدت عن التّلويث والتلوّث , تكون حَصانًا رزانًا كما وصف حسّانٌ - رضي الله عنه وأرضاه – أمّنا أمّ المؤمنين رضي الله عنها وأرضاها وأخزى الله من أبغضها وقلاها . أقول وصفها بقوله
حصانٌ رزانٌ ما تُزنّ بريبةٍ
أي لا تُظنُّ بريبةٍ وبشبهةٍ , رضيَ الله عنها وأرضاها .
فينبغي أن تكون المرأة حصانًا رزانًا لا تترك لللصوص فرصةً أن يسرقوا من حيائها أو من حشمتها أو من حالها ولو مثقال ذرّة , تؤدّي حقوق ربّها , تؤدّي حقوق زوجها , تستر نفسها , لا تجرّ العار على دينها ولا على أهلها . بل هي فخورةٌ بدينها , لا تجري وراء الموضة , وما أدراك ما الموضة , يكون همّها ما يوافق ماذا؟ دينها , ما يوافق سنّة رسولنا – صلّى الله عليه وسلّم , يكون همّها أن تحفظ دينها من كلّ دخيل ومن كلّ كدر , فتؤدّيه صافيًا مصَفّى وتعتزّ به وتفتخر به وتسمو به على غيرها .
هذا هو شأن المرأة المؤمنة , المرأة المؤمنة التي تريد أن تكون امرأةً صالحة تنال هذا الفضل العظيم الذي وعد الله به المؤمنات, فإذا كان الأمر كذلك فهي تطلبه بتطبيق ما بينّاه وما بينّاه في ضوء الأحاديث التي ذُكرت .
تجتهد في طاعة الله , تؤدّي الصلوات الخمس , تصوم الشهر , تطيع الزوج , تحفظ الفرج .
لا تكون فتنة , تستتر بستر الله الذي أمرها أن تستتر به حتى لا تكون فتنةً للناس , وحتّى لا تكون فتنةً للمؤمنين .
فلذلك فإنه لا بدّ من التنبّه لهذا الأمر . فإذا حققت هذه الأوصاف , ما الذي يحصل ؟ دخلت الجنّة من أيّ أبوابها الثمانية شاءت .
فكيف بكِ يا أمة الله و كيف بكِ ترضين للصوص أن يجعلوكِ من سَقَط المتاع ؟! يتمتّعون بك في ريعان شبابك, ثمّ يرمونك ما بين عشيّة وضحاها في بعض المزابل .
إنّ نساء الغرب الآن يُطالبن بالعودة إلى البيوت والحياة القديمة اللاتي عهدنَها قبل مئة عام ,لأنها وصلت إلى حدّ من المهانة والإحتقار لم يصل إليه عصرٌ قط, في الوقت الذي يزعمون فيه التقدّم والرقيّ للمرأة . بالعكس , هم الذين سلبوها حقوقها ولا يفهمون إلا أنّها قد وُجدت لماذا؟ لمجرّد المتعة الرخيصة , فإذا ما قضوا منهنّ وطرًا رموهنّ كما تُرمى الخِرق في الزبالة . نعم هذا هو الواقع الذي يدّعيه أهل الغرب , ولذلك هناك مناداة على مستوىً عالٍ في الدول الغربيّة في أن تعود المرأة إلى ماذا ؟ إلى عهدها القديم وإلى لزوم بيتها , لأنها لا تكاد الآن تبلغ السادسة عشرة من عمرها وقد خُرّبتْ حتى صارت تبحث عن لقمة العيش وتطرق جميع الأبواب من أجل ذلك . أليس كذلك؟
الآباء مهمتم تنتهي عند البلوغ , بل ربّما تمرّدت عليهم قبل البلوغ فتركوها.
الأزواج يزهدون فيهنّ , لأنّها لا تكتفي بالزوج بل تتخذ لها أخلاء وعشقاء كما يتخذ الزوج خليلات وعشيقات .
هذه شريعة الغاب والعياذ بالله .
فانظرن الى هذه البشارة يا إماء الله . ((...دخلت الجنّة من أيّ أبوابها الثّمانية شاءت )).
فعلى المرأة المسلمة أن تستبشر بهذا الحديث ,وتأخذه حرفيًّا إذا أرادت سلامة عقيدتها وسلامة منهجها وسلامة دينها , بل وسلامة صحّتها .
أسأل الله الكريم ربّ العرش العظيم أن يوفّفني وإياكم لما فيه رضاه .
وصلّى الله وسلّم وبارك على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين .
للاستماع للمادة الصوتيةhttp://g-olamaa.com/seheemy/sound/269.mp3
يطيب لي ان انقل لكم موعظة مفرغة لفضيلة شيخنا الشيخ صالح السحيمي حفظه الله تعالى والتي ألقاها ضمن فعاليات دورة الامام مالك في مملكة المغرب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .
أخواتي المؤمنات :
النبيّ - صلى الله عليه وسلّم – كان يخصّ النساء بموعظة , لذلك لا نجد غضاضة في أن نقتدي به – صلى الله عليه وسلّم – فنخصّكنّ بموعظة خاصّة , علمًا بأنّ ما تقدّم من دروس هو للرّجال والنساء على حدٍّ سواء , لكن للنساء أحكامٌ خاصّة معيّنة , لا بدّ من التطرق لها, وإلا فكلّ ما تقدّم من مسائل العقيدة يُخاطَب بها من ؟ الرجال والنساء على حدٍّ سواء .
ولذلك سوف نأخذ -يعني- دقائق في هذه الموعظة ثمّ نترك المجال لأسئلتكنّ إن شاء الله تعالى .
سيكون مُنطلقنا من حديثٍ عن النبيّ - صلّى الله عليه وسلّم – فيه بشارة للأخوات المؤمنات , بشارةٌ عظيمة بشّر الله بها أخواتنا المؤمنات إذا طبّقن ما يجعلهنّ مستحقّاتٍ لهذه الإيش: البشارة .
هذه البشارة هي قول النبيّ - صلّى الله عليه وسلّم - ((إذا صلّت المرأة خمسها وصامت شهرها وأطاعت زوجها وحفظت فرجها دخلت الجنّة من أيّ أبوابها الثّمانية شاءت )) .
سبحان الله .
بشارة عظيمة لمن كان لها عقلًا راجحًا وقلبًا واعيًا وسمعًا ثاقبًا وبصيرةً ثاقبة .
بشارةٌ عظيمة لمن كانت تريد العاقبة السليمة ولمن كانت تريد السعادة الأبديّة في الدارَين .
بشارةٌ عظيمة للمرأة المؤمنة الممتثلة لأوامر الله والمجتنبة لمحارم الله – سبحانه وتعالى .
إذا صلّت المرأة خمسها : أي حافظت على الصلوات الخمس في أوقاتها وبشروطها وبأركانها وواجباتها وبسننها ومحظوراتها .
إذا حافظت على الطّهارة وتعلّمت أحكام الحيض والنّفاس حتى تؤدّيَ عبادتها أداءً صحيحًا؛ أداءً يتّفق مع هدي النبيّ - صلى الله عليه وسلّم – وهذا لا يتأتّى إلا بأن تتعلّم وتتفقّه في دين الله .
ولا تقبع في خدرها لا تدري كيف تعامل ربَّها ولا كيف تصّلي خمسها ولا كيف تؤدّي فرائض ربّها .
بل ينبغي لها أن تجتهد في ما يُقرّبها إلى الله – سبحانه وتعالى – وتجتهدَ في تطبيق شرع الله في نفسها , وتجتهد في أن تؤدّيَ هذه الصلاة عل الوجه الذي يُرضي الله – تبارك وتعالى – وهذا لا يمكن أن يتحقق لها إلا بالعلم والتعلّم والفقه[.. البث انقطع.. ].لا يمكن أن تتأتّى لها إلا أن تُطبّق وتُذعن لشرع الله وتنقاد له وتحترمه وتحمد الله أن بصّرها بدينها حتى أدت تلك الأمور على الوجه الي يُرضي الله – سبحانه وتعالى – بينما كثيرٌ من النّساء يتخبطن في دياجير الظُلَم .
فأنت أختي المؤمنة , إذا منّ الله عليكِ بالهداية , وطبّقتِ هديَ النبيّ - صلّى الله عليه وسلّم – قولًا وعملًا واعتقادًا, فسوف تنالين الدرجات العُلى عند الله – سبحانه وتعالى .
ولا أظنّ امرأًة مؤمنة لا تريد الدرجات العُلى .
ولا أظنّ امرأةً مؤمنة لا تريد الفوزَ بالجنّة والنجاة من النّار .
ولا أخال امرأة مؤمنة ترضى أن تكون سلعًة للدنيئين وللقذرين وللمتاجرين بالأعراض .
قد هيّأوكِ لأمرٍ لو فطنتِ له فاربأي بنفسك أن ترعي مع الهَمل
نعم يا أمة الله , اعتمدي على الله , واجتهدي في ما يُقرّبكِ إلى الله وتأهبي لليوم الذي نُعرض فيه على الله ,((يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ)).
هل استعددنا ليوم المعاد وهل حقّقنا ما أراده الله من العباد , وما خوّفهم به يومَ التناد ؟
يومَ ((لا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا )) .
فيا أمة الله كوني كما أراد الله منكِ , امرأةً مطيعةً لله , مطبّقةً لشرع الله , ممتثلةً لأوامر الله , بعيدًة عن مساخط الله – سبحانه وتعالى .
إذا صلّت المرأة خمسها , يعني أدّت الصلوات الخمس على الوجه الذي يُرضي الله , وهذا لا يمكن أن يتأتى لها إلا أن تكون ملمّةً بأحكام العبادة والطهارة , لا يمكن أن يكون كذلك إلا إذا كانت مُلمّة بأحكام العبادة وبأحكام الطهارة بشكلٍ خاص .
ثمّ قال : إذا صلّت المرأة خمسها و وماذا ؟
وصامت شهرها . صامت شهر رمضان بدون تحيُّل وبدون تمحّل وبدون تضجّر وبدون مضايقة , بل عرفت أحكام الصوم حال الحيض وحال النفاس فأدّت ذلك كلّه على الوجه الذي يُرضي الله - تبارك وتعالى.
ثمّ قال : وأطاعت زوجها.
بأن تعطيه حقوقه وأنلا توطئ فراشه أحدًا يكرهه , وأن تكون طوع بنانه , ورهن إشارته , لا تردّ له طلبًا إلا إذا كان فيه مما يُسخط الله – تبارك وتعالى .
هذا هو طبع المؤمنة الحقّة , أنها تحافظ على أمور زوجها وعلى أسراره وتُطيعه وتتفانى في طاعته .
يقول النبيّ - صلّى الله عليه وسلّم - ((لو كنت آمرًا أحدًا أن يسجد لأحدٍ لأمرت المرأة أن تسجدَ لزوجها )) .
إنتبه : لو كنت آمرًا , لكنّ السجود لا يجوز إلا لمن ؟ إلا لله – عزّ وجلّ .
فيجب عليها أن تقوم بتلك الحقوق على الوجه الذي يُرضي الله وألا تُقصّر في شيءٍ منها .
(( وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَة)) .
تقول أسماء – رضي الله عنها – ((كنت أخدم الزبير خدمة البيت كلّه)) .
الزبير بن العوّام – رضي الله عنه – وهي أسماء بنت الصديق , أبي بكرٍ الصدّيق – رضي الله عنه . قالت:(( كنت أخدم الزبير خدمة البيت كلّه )) , يعني كانت تقوم بخدمة الزبير في جميع ما يحتاجه في بيته.
وكانت الصحابيات مثالًا يُحتذى في القيام بهذه الخدمة وفي القيام بهذا الأمر على الوجه الذي يُرضي الله – سبحانه وتعالى .
فينبغي أن نتأسّى بهم وأن نقتديَ بهم وأن نسير على منهاجهم وأن نتقرّب إلى الله - عزّ وجل , بأن تتقرّبن إلى الله بخدمة الزوج وبطاعته في حدود طاعة الله – سبحانه وتعالى .
ونحن لا نقول إنّ الرجل يعني سيفٌ مسلط على المرأة , لكن نقول على كلّ منهما حقوق. والمرأة تتحمّل العبء الأكبر في ذلك.
ولذلك أخبر النبيّ - صلّى الله عليه وسلّم أنّ الدنيا متاع , وخير متاعها من ؟ الزوجة الصالحة التي إذا أمرتها أطاعتك وإذا نظرت إليها سرّتك وإذا غبتَ عنها حفظتك في نفسها ومالك.
فينبغي أن نكون كذلك أخواتي المؤمنات , ينبغي أن تكنّ كذلك , تقمنَ بجميع الحقوق التي أوجب الله عليكنّ وتؤدّين ذلك على الوجه الذي يُرضي الله - سبحانه وتعالى .
هذا هو طريق النجاة يا أمة الله .
ثمّ قال : وحفظت فرجها .
إبتعدت عن التّلويث والتلوّث , تكون حَصانًا رزانًا كما وصف حسّانٌ - رضي الله عنه وأرضاه – أمّنا أمّ المؤمنين رضي الله عنها وأرضاها وأخزى الله من أبغضها وقلاها . أقول وصفها بقوله
حصانٌ رزانٌ ما تُزنّ بريبةٍ
أي لا تُظنُّ بريبةٍ وبشبهةٍ , رضيَ الله عنها وأرضاها .
فينبغي أن تكون المرأة حصانًا رزانًا لا تترك لللصوص فرصةً أن يسرقوا من حيائها أو من حشمتها أو من حالها ولو مثقال ذرّة , تؤدّي حقوق ربّها , تؤدّي حقوق زوجها , تستر نفسها , لا تجرّ العار على دينها ولا على أهلها . بل هي فخورةٌ بدينها , لا تجري وراء الموضة , وما أدراك ما الموضة , يكون همّها ما يوافق ماذا؟ دينها , ما يوافق سنّة رسولنا – صلّى الله عليه وسلّم , يكون همّها أن تحفظ دينها من كلّ دخيل ومن كلّ كدر , فتؤدّيه صافيًا مصَفّى وتعتزّ به وتفتخر به وتسمو به على غيرها .
هذا هو شأن المرأة المؤمنة , المرأة المؤمنة التي تريد أن تكون امرأةً صالحة تنال هذا الفضل العظيم الذي وعد الله به المؤمنات, فإذا كان الأمر كذلك فهي تطلبه بتطبيق ما بينّاه وما بينّاه في ضوء الأحاديث التي ذُكرت .
تجتهد في طاعة الله , تؤدّي الصلوات الخمس , تصوم الشهر , تطيع الزوج , تحفظ الفرج .
لا تكون فتنة , تستتر بستر الله الذي أمرها أن تستتر به حتى لا تكون فتنةً للناس , وحتّى لا تكون فتنةً للمؤمنين .
فلذلك فإنه لا بدّ من التنبّه لهذا الأمر . فإذا حققت هذه الأوصاف , ما الذي يحصل ؟ دخلت الجنّة من أيّ أبوابها الثمانية شاءت .
فكيف بكِ يا أمة الله و كيف بكِ ترضين للصوص أن يجعلوكِ من سَقَط المتاع ؟! يتمتّعون بك في ريعان شبابك, ثمّ يرمونك ما بين عشيّة وضحاها في بعض المزابل .
إنّ نساء الغرب الآن يُطالبن بالعودة إلى البيوت والحياة القديمة اللاتي عهدنَها قبل مئة عام ,لأنها وصلت إلى حدّ من المهانة والإحتقار لم يصل إليه عصرٌ قط, في الوقت الذي يزعمون فيه التقدّم والرقيّ للمرأة . بالعكس , هم الذين سلبوها حقوقها ولا يفهمون إلا أنّها قد وُجدت لماذا؟ لمجرّد المتعة الرخيصة , فإذا ما قضوا منهنّ وطرًا رموهنّ كما تُرمى الخِرق في الزبالة . نعم هذا هو الواقع الذي يدّعيه أهل الغرب , ولذلك هناك مناداة على مستوىً عالٍ في الدول الغربيّة في أن تعود المرأة إلى ماذا ؟ إلى عهدها القديم وإلى لزوم بيتها , لأنها لا تكاد الآن تبلغ السادسة عشرة من عمرها وقد خُرّبتْ حتى صارت تبحث عن لقمة العيش وتطرق جميع الأبواب من أجل ذلك . أليس كذلك؟
الآباء مهمتم تنتهي عند البلوغ , بل ربّما تمرّدت عليهم قبل البلوغ فتركوها.
الأزواج يزهدون فيهنّ , لأنّها لا تكتفي بالزوج بل تتخذ لها أخلاء وعشقاء كما يتخذ الزوج خليلات وعشيقات .
هذه شريعة الغاب والعياذ بالله .
فانظرن الى هذه البشارة يا إماء الله . ((...دخلت الجنّة من أيّ أبوابها الثّمانية شاءت )).
فعلى المرأة المسلمة أن تستبشر بهذا الحديث ,وتأخذه حرفيًّا إذا أرادت سلامة عقيدتها وسلامة منهجها وسلامة دينها , بل وسلامة صحّتها .
أسأل الله الكريم ربّ العرش العظيم أن يوفّفني وإياكم لما فيه رضاه .
وصلّى الله وسلّم وبارك على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين .
للاستماع للمادة الصوتيةhttp://g-olamaa.com/seheemy/sound/269.mp3