عبد الله بن شنار
27-12-2004, 10:55 AM
أعماق البحار
في أواسط البحار وعلى عمق سحيق تعيش حيوانات مضيئة ومدهشة كأسماك "Lantern"، وهي أسماك ذات فكين طويلين هزيلين وخدين غائرين. وفي المياه الباردة جداً والموحلة توجد بعض الرخويات "Mollusk" ذات الصمامين وهي تعيش لأكثر من مائتين وخمسين سنة. على تلك الأعماق تكون المياه صافية وضوء النهار أن يصل إلى عمق مائة متر تقريباً. أما في المياه الهائجة القريبة من الشاطئ والتي تحمل معها حبات الرمل وبعض المواد العالقة فإن أشعة الشمس تتضاءل على عمق أمتار قليلة. وعندما ننزل إلى الأعماق فإننا نجد أمامنا أفواجاً كبيرة من الأسماك المندفعة، كأنها تشكل في تحركها مجموعة من الطائرات التي تقوم سوياً ببعض الحركات الحرة، كأنها معلقة في الفضاء، فهي تتقلب وتدور حول نفسها، تسرع ثم تبطئ في سيرها بحيث أنها تحافظ على مسافة الأمان بينها وبيننا وبين بعضها البعض أيضاً.
إن الأسماك المفترسة فإنها عادة تعيش لوحدها، أما تلك الصغيرة فإنها تشكل مجموعات كبيرة حيث أنها تستطيع بهذه الطريقة حماية نفسها بنفسها وتسهيل عملية التكاثر فيما بينها. إن ما يستنتج من هذا هو أن الاستراتيجية المتبعة من الطرف الأضعف هي التكاثر بسرعة لسد الفراغ الذي تتركه الأسماك التي تقع فريسة لأسماك أخرى. عند مشاهدة الأسماك بطريقة مباشرة في البيئة التي تعيش بها فإننا نلاحظ شيئاً مهماً وهو أن البحار والمحيطات لها بعد عمودي، ولهذا فإن الأسماك تتحرك في مجال ثلاثي الأبعاد، مثل الطيور تماماً. إذن نستطيع القول أن الحيوانات البحرية يمكنها الطيران حسب طبيعة بيئتها، فهي ليست كالحيوانات البرية مجبرة على الالتصاق بالأرض. كل سمة بإمكانها أن تتجه نحو الأسفل ونحو الأعلى، كما تفعل الطيور. بإمكانها أن تهبط إلى عمق معين ثم تغوص بسرعة ورأسها باتجاه الأسفل كأنها تتحرك في وسط هوائي. كما أن الطائرات لها ارتفاعات ملائمة ومحددة يجب أن تحلق عليها، كذلك الأسماك وكل الحيوانات البحرية يجب أن تبقى على عمق معين ومناسب لها.
في الطبقات العليا تعيش الحيوانات التي لها علاقة مباشرة بالعوالق "Plankton" مثل الميدوزة (وهي إحدى الغرغونات الثلاث – الميدوزة، رئة البحر، قنديل البحر: وهو سمك هلامي)، الانشوجا(نوع السمك الصغير) والأرينجا التي تعتبر من النباتيات لأنها تتغذى على الفيتوبلانكتون "Fitoplankton". عندما ننزل تدريجياً إلى الطبقات السفلى فإننا سنجد حيوانات متنوعة قد تلاءمت مع طبيعة الحياة البحرية حسب تفاوت مستوى البعد عن سطح البحر، حيث تجد غذاءها وفريستها. على سبيل المثال، على عمق قليل تعيش الحيتان وأسماك التونة التي تتغذى على العوالق الحيوانية "Zooplankton" والأسماك الصغيرة والمحار. بعد عمق مائتي متر، حيث الظلام يصبح شديداً، نجد العوالق الحيوانية التي تتغذى على اللحوم تتجول في الليل ما بين المنطقة المظلمة وسطح البحر: حيث تعيش هنا أسماك أم الحبر (الحبّار)، الكلامار (وهي أسماك من فصيلة الهلاميَّات) والعنبر (حوت كبير ذو أسنان حادة) الذي يفضل المياه العميقة، فهو ينزل إلى عمق ألفي متر. وعلى هذا العمق تعيش تلك الحيوانات البحرية المدهشة (أسماك Lantern) التي ترسل بضوئها البيولوجي للاستنارة به، حتى يساعدها أيضاً في استخدام طريقتها الخاصة التي تمكنها من الوصول لفريستها. توجد على هذا العمق كذلك بعض العوالق "Plankton" غير الحية التي تترسب للقاع ببطء بعد موتها.
إن جميع الترسبات التي تتساقط إلى القاع مثل فتات الصخور والأسماك الميتة وقطع بعض الحيوانات التي وقعت فريسة، تأتي من الطبقات القريبة من سطح البحر. إضافة لهذا فإننا نجد بالطبع ترسبات كثيرة قد حملتها الأنهار، فهي تستمر في انزلاقها نحو الأسفل عبر الوديان الطويلة "Canyon " والموجودة في المنطقة الشديدة الانحدار، المغمورة بالمياه : " Platform Continental" . كما نعرف فإن المواد في الطبيعة لا تضيع هكذا، فهذه الترسبات تدخل في السلسلة الغذائية، ولذلك سنجد في الأعماق السحيقة كائنات حية تتغذى على كل شيء قد ترسب إلى الأعماق. إذن فإن السلسلة الغذائية مستمرة حتى في المياه العميقة الموحلة، حيث البكتيريات تعمل على إحكام هذه الحلقة. إن كثافة تواجد الكائنات الحية تختلف حسب تفاوت مستوى العمق، فهي تتضاءل في المنطقة قليلة الضوء وتستمر تضاؤلاً في المناطق المظلمة. إن الإشعاعات الشمسية تضمحل تدريجياً عند الهبوط إلى الطبقات السفلى، وهذا ينتج عنه انخفاض في درجات الحرارة وذلك فإن مجموع العمليات المتصلة ببناء البروتوبلازما وحرقها "Metabolism" يجب أن تتلاءم مع هذا التغير.
عندما نصل إلى الأعماق فإننا سنشعر بأن المياه باردة جداً، فدرجتها تقارب درجة حرارة المياه في المناطق القطبية أو الاستوائية (تلك الواقعة على الخط أو المدار الاستوائي)، فهي تتراوح بين 2 إلى 5 درجات. إن هذه البيئة الباردة تسمح للعيش بداخلها لبعض الحيوانات البحرية فقط، أي تلك التي تكون عملية بناء وحرق البروتوبلازما "Metabolism" فيها بطيئة جداً، وهذا ينتج عنه تمكن هذه الحيوانات لفترة زمنية طويلة. في المحيط الأطلسي، على سبيل المثال، نجد بعض الرخويات "Mollusk" التي لا يتجاوز طولها 3 سنتمترات، تستطيع العيش لفترة زمنية تتجاوز 250 عاماً.
http://www.podvodoi.ru/Photos/Photogallery/Mollusks/smalltridakna.jpg
.
http://www.podvodoi.ru/Photos/Photogallery/Mollusks/bigtridakna.jpg
.
http://www.podvodoi.ru/Photos/Photogallery/Mollusks/mollusk.jpg
في أواسط البحار وعلى عمق سحيق تعيش حيوانات مضيئة ومدهشة كأسماك "Lantern"، وهي أسماك ذات فكين طويلين هزيلين وخدين غائرين. وفي المياه الباردة جداً والموحلة توجد بعض الرخويات "Mollusk" ذات الصمامين وهي تعيش لأكثر من مائتين وخمسين سنة. على تلك الأعماق تكون المياه صافية وضوء النهار أن يصل إلى عمق مائة متر تقريباً. أما في المياه الهائجة القريبة من الشاطئ والتي تحمل معها حبات الرمل وبعض المواد العالقة فإن أشعة الشمس تتضاءل على عمق أمتار قليلة. وعندما ننزل إلى الأعماق فإننا نجد أمامنا أفواجاً كبيرة من الأسماك المندفعة، كأنها تشكل في تحركها مجموعة من الطائرات التي تقوم سوياً ببعض الحركات الحرة، كأنها معلقة في الفضاء، فهي تتقلب وتدور حول نفسها، تسرع ثم تبطئ في سيرها بحيث أنها تحافظ على مسافة الأمان بينها وبيننا وبين بعضها البعض أيضاً.
إن الأسماك المفترسة فإنها عادة تعيش لوحدها، أما تلك الصغيرة فإنها تشكل مجموعات كبيرة حيث أنها تستطيع بهذه الطريقة حماية نفسها بنفسها وتسهيل عملية التكاثر فيما بينها. إن ما يستنتج من هذا هو أن الاستراتيجية المتبعة من الطرف الأضعف هي التكاثر بسرعة لسد الفراغ الذي تتركه الأسماك التي تقع فريسة لأسماك أخرى. عند مشاهدة الأسماك بطريقة مباشرة في البيئة التي تعيش بها فإننا نلاحظ شيئاً مهماً وهو أن البحار والمحيطات لها بعد عمودي، ولهذا فإن الأسماك تتحرك في مجال ثلاثي الأبعاد، مثل الطيور تماماً. إذن نستطيع القول أن الحيوانات البحرية يمكنها الطيران حسب طبيعة بيئتها، فهي ليست كالحيوانات البرية مجبرة على الالتصاق بالأرض. كل سمة بإمكانها أن تتجه نحو الأسفل ونحو الأعلى، كما تفعل الطيور. بإمكانها أن تهبط إلى عمق معين ثم تغوص بسرعة ورأسها باتجاه الأسفل كأنها تتحرك في وسط هوائي. كما أن الطائرات لها ارتفاعات ملائمة ومحددة يجب أن تحلق عليها، كذلك الأسماك وكل الحيوانات البحرية يجب أن تبقى على عمق معين ومناسب لها.
في الطبقات العليا تعيش الحيوانات التي لها علاقة مباشرة بالعوالق "Plankton" مثل الميدوزة (وهي إحدى الغرغونات الثلاث – الميدوزة، رئة البحر، قنديل البحر: وهو سمك هلامي)، الانشوجا(نوع السمك الصغير) والأرينجا التي تعتبر من النباتيات لأنها تتغذى على الفيتوبلانكتون "Fitoplankton". عندما ننزل تدريجياً إلى الطبقات السفلى فإننا سنجد حيوانات متنوعة قد تلاءمت مع طبيعة الحياة البحرية حسب تفاوت مستوى البعد عن سطح البحر، حيث تجد غذاءها وفريستها. على سبيل المثال، على عمق قليل تعيش الحيتان وأسماك التونة التي تتغذى على العوالق الحيوانية "Zooplankton" والأسماك الصغيرة والمحار. بعد عمق مائتي متر، حيث الظلام يصبح شديداً، نجد العوالق الحيوانية التي تتغذى على اللحوم تتجول في الليل ما بين المنطقة المظلمة وسطح البحر: حيث تعيش هنا أسماك أم الحبر (الحبّار)، الكلامار (وهي أسماك من فصيلة الهلاميَّات) والعنبر (حوت كبير ذو أسنان حادة) الذي يفضل المياه العميقة، فهو ينزل إلى عمق ألفي متر. وعلى هذا العمق تعيش تلك الحيوانات البحرية المدهشة (أسماك Lantern) التي ترسل بضوئها البيولوجي للاستنارة به، حتى يساعدها أيضاً في استخدام طريقتها الخاصة التي تمكنها من الوصول لفريستها. توجد على هذا العمق كذلك بعض العوالق "Plankton" غير الحية التي تترسب للقاع ببطء بعد موتها.
إن جميع الترسبات التي تتساقط إلى القاع مثل فتات الصخور والأسماك الميتة وقطع بعض الحيوانات التي وقعت فريسة، تأتي من الطبقات القريبة من سطح البحر. إضافة لهذا فإننا نجد بالطبع ترسبات كثيرة قد حملتها الأنهار، فهي تستمر في انزلاقها نحو الأسفل عبر الوديان الطويلة "Canyon " والموجودة في المنطقة الشديدة الانحدار، المغمورة بالمياه : " Platform Continental" . كما نعرف فإن المواد في الطبيعة لا تضيع هكذا، فهذه الترسبات تدخل في السلسلة الغذائية، ولذلك سنجد في الأعماق السحيقة كائنات حية تتغذى على كل شيء قد ترسب إلى الأعماق. إذن فإن السلسلة الغذائية مستمرة حتى في المياه العميقة الموحلة، حيث البكتيريات تعمل على إحكام هذه الحلقة. إن كثافة تواجد الكائنات الحية تختلف حسب تفاوت مستوى العمق، فهي تتضاءل في المنطقة قليلة الضوء وتستمر تضاؤلاً في المناطق المظلمة. إن الإشعاعات الشمسية تضمحل تدريجياً عند الهبوط إلى الطبقات السفلى، وهذا ينتج عنه انخفاض في درجات الحرارة وذلك فإن مجموع العمليات المتصلة ببناء البروتوبلازما وحرقها "Metabolism" يجب أن تتلاءم مع هذا التغير.
عندما نصل إلى الأعماق فإننا سنشعر بأن المياه باردة جداً، فدرجتها تقارب درجة حرارة المياه في المناطق القطبية أو الاستوائية (تلك الواقعة على الخط أو المدار الاستوائي)، فهي تتراوح بين 2 إلى 5 درجات. إن هذه البيئة الباردة تسمح للعيش بداخلها لبعض الحيوانات البحرية فقط، أي تلك التي تكون عملية بناء وحرق البروتوبلازما "Metabolism" فيها بطيئة جداً، وهذا ينتج عنه تمكن هذه الحيوانات لفترة زمنية طويلة. في المحيط الأطلسي، على سبيل المثال، نجد بعض الرخويات "Mollusk" التي لا يتجاوز طولها 3 سنتمترات، تستطيع العيش لفترة زمنية تتجاوز 250 عاماً.
http://www.podvodoi.ru/Photos/Photogallery/Mollusks/smalltridakna.jpg
.
http://www.podvodoi.ru/Photos/Photogallery/Mollusks/bigtridakna.jpg
.
http://www.podvodoi.ru/Photos/Photogallery/Mollusks/mollusk.jpg