الـراصد
09-01-2005, 01:54 AM
نسمع ونقرأ كثيرا ممن يتجاسر النيل من أهل العلم بأنهم يسكتون وبأنهم لا يوضحون بعض المسائل ، وهذا المُتحمّس لو رجع في الحقيقة إلى سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وسيرة السلف الصالح لوجد أنه من الحكمة أحيانا السكوت .. وإخفاء بعض العلم ..
فمما يُميّز أكابر أهل العلم تصوّرهم للواقع ولنفسيّات المُخاطَبين ، فهم يُعطون المُستفتي ما يحتاج ، ويسكتون عن أشياء قد تؤدي إلى المفسدة وإلى الضرر ..
لذلك بوّب الإمام البخاري ـ رحمه الله ـ : ( باب : من ترك بعض الاختيار مخافة أن يقصر الناس عن فهمه فيقعوا في أشد منه ) . وذكر فيه حديث النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها : ( لولا حدثان قومك بكفر ؛ لهدمتُ الكعبة ، ولبنيتها على قواعد إبراهيم ، ولجعلت لها بابين ) . لاحظ أن ترك النبي صلى الله عليه وسلم لهذا الأمر كان في وقت تمكُّنٍ للمسلمين وفي وقت انتصار وحالة مدّ إسلامي في المنطقة ، ومع ذلك ترك هذا الأمر ( مخافة أن يقصر الناس عن فهمه فيقعوا في أشد منه ) كما قال البخاري ـ رحمه الله ـ .
إذا تبيّن ذلك علمنا أن مراعاة حال المُخاطبين مطلوبة وإن لزمَ الأمرُ إرجاء وتأخير بعض البيان .
لذلك يقول أبو هريرة ـ رضي الله عنه ـ : ( حفظتُ من رسول الله صلى الله عليه وسلم وعاءين : أما أحدهما فبثثته ، وأما الآخر فلو بثثته قطع هذا الحلقوم ) رواه البخاري في كتاب العلم . فهو لم يُظهر بعض أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم لمصلحة يراها راجحة ولدفعِ مفسدة ، خاصّة وأن الوقت كان زمن فتنة ، فهل نتّهم هذا الصحابي الجليل ـ رضي الله عنه وأرضاه ـ أنه من علماء السلطان أو من المثبطين أو من المُخذلين وغيرها من اتهامات يُطلقها المتهورون المُتهوّكون في حق أهل العلم !! أم نقول أنه راعى المصالح والمفاسد فرأى من المصلحة السكوت عن بعض البيان وقت الفتنة .
وحذيفة ـ رضي الله عنه ـ قبل ذلك كتم بعض أحاديث الفتن ؛ لأنها قد تؤدي إلى مفاسد ولا تحقق المصالح المرجوّة .
ويقول ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ فيما رواه الإمام مسلم : ( ما أنت بمحدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة ) .
فالناس يختلفون في استيعابهم وفي تقديرهم للأمور وفي تحليلاتهم ، كذلك أجواء الفتنة لها خصوصيتها ولها اعتبارها . وقد ثبتَ أن سعد بن أبي وقاص ـ رضي الله عنه ـ قال لابنه حين حدّثَ في القيام ببعض الأمر في الفتنة : ( يا هذا .. أتريد أن أكون رأسا في الفتنة ؟! لا ، لا والله ) .
وقال عبدالرحمن بن مهدي ـ رحمه الله ـ : ( لا يكون الرجل إماما يُقتدى به حتى يُمسك عن بعضِ ما سمع ) أخرجه مسلم في المقدمة . والإمام أحمد ـ رحمه الله ـ إمام أهل السنة في زمانه كره التحديث بالأحاديث التي فيها الخروج على السلطان وأمر أن تُشطب من مسنده وقال : لا خير في الفتنة ولا خير في الخروج .
فمما يُميّز أكابر أهل العلم تصوّرهم للواقع ولنفسيّات المُخاطَبين ، فهم يُعطون المُستفتي ما يحتاج ، ويسكتون عن أشياء قد تؤدي إلى المفسدة وإلى الضرر ..
لذلك بوّب الإمام البخاري ـ رحمه الله ـ : ( باب : من ترك بعض الاختيار مخافة أن يقصر الناس عن فهمه فيقعوا في أشد منه ) . وذكر فيه حديث النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها : ( لولا حدثان قومك بكفر ؛ لهدمتُ الكعبة ، ولبنيتها على قواعد إبراهيم ، ولجعلت لها بابين ) . لاحظ أن ترك النبي صلى الله عليه وسلم لهذا الأمر كان في وقت تمكُّنٍ للمسلمين وفي وقت انتصار وحالة مدّ إسلامي في المنطقة ، ومع ذلك ترك هذا الأمر ( مخافة أن يقصر الناس عن فهمه فيقعوا في أشد منه ) كما قال البخاري ـ رحمه الله ـ .
إذا تبيّن ذلك علمنا أن مراعاة حال المُخاطبين مطلوبة وإن لزمَ الأمرُ إرجاء وتأخير بعض البيان .
لذلك يقول أبو هريرة ـ رضي الله عنه ـ : ( حفظتُ من رسول الله صلى الله عليه وسلم وعاءين : أما أحدهما فبثثته ، وأما الآخر فلو بثثته قطع هذا الحلقوم ) رواه البخاري في كتاب العلم . فهو لم يُظهر بعض أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم لمصلحة يراها راجحة ولدفعِ مفسدة ، خاصّة وأن الوقت كان زمن فتنة ، فهل نتّهم هذا الصحابي الجليل ـ رضي الله عنه وأرضاه ـ أنه من علماء السلطان أو من المثبطين أو من المُخذلين وغيرها من اتهامات يُطلقها المتهورون المُتهوّكون في حق أهل العلم !! أم نقول أنه راعى المصالح والمفاسد فرأى من المصلحة السكوت عن بعض البيان وقت الفتنة .
وحذيفة ـ رضي الله عنه ـ قبل ذلك كتم بعض أحاديث الفتن ؛ لأنها قد تؤدي إلى مفاسد ولا تحقق المصالح المرجوّة .
ويقول ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ فيما رواه الإمام مسلم : ( ما أنت بمحدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة ) .
فالناس يختلفون في استيعابهم وفي تقديرهم للأمور وفي تحليلاتهم ، كذلك أجواء الفتنة لها خصوصيتها ولها اعتبارها . وقد ثبتَ أن سعد بن أبي وقاص ـ رضي الله عنه ـ قال لابنه حين حدّثَ في القيام ببعض الأمر في الفتنة : ( يا هذا .. أتريد أن أكون رأسا في الفتنة ؟! لا ، لا والله ) .
وقال عبدالرحمن بن مهدي ـ رحمه الله ـ : ( لا يكون الرجل إماما يُقتدى به حتى يُمسك عن بعضِ ما سمع ) أخرجه مسلم في المقدمة . والإمام أحمد ـ رحمه الله ـ إمام أهل السنة في زمانه كره التحديث بالأحاديث التي فيها الخروج على السلطان وأمر أن تُشطب من مسنده وقال : لا خير في الفتنة ولا خير في الخروج .