فرحان الدهمشي
30-01-2011, 07:00 PM
وإن لكم في الأنعام لعبرة ... هذه بعض المواقف التي وقفت على بعضها ورأيتها أمامي رأي العين ، وبعضها سمعتها من بعض الأحبة عن قصص لبعض الحيوانات وقد تأملت في هذه المواقف لعلي أستفيد منها وأفيد أحبتي ومن له حق علي في النصيحة والتذكير ...
براءة الطليان .. _ طبعا الطليان لا يظن أحد أنني أقصد منتخب إيطاليا فإني لست أفقه في الكرة والمنتخبات شيئا غير النادر اليسير وهذا والحمد لله أمر فيه سعه ولا يخرج المؤمن من دائرة أهل السنة والجماعة جهله بها والحمد لله _ الطليان المقصود به هو جمع طلي عند من يرعون الأغنام وتسمى البهم .. حتى هذه التسمية البهم كانت معروفة عند العرب في الجاهلية وقد استعملها الشعراء كما قال مجنون ليلى وهو يتغزل بمعشوقته ليلى :
تعلقت ليلى وهي غر صغيرة ... ولم يبد للأعيان من صدرها حجم
صبيان نرعى البهم ياليت أننا ... إلى اليوم لم نكبر ولم تكبر البهم
الشاهد : كنت مسافرا وقد أطلت المقام في سفري فلما رجعت من سفري كان الوقت الذي دخلت فيه البلدة قد قارب على آذان العصر فدخلت البيت فسلمت على والدتي وإخوتي فسألت عن أبي فقالوا هو عند الغنم ، فذهبت إليه إلى مكان الغنم في صحراء قريبة منا ومعي قهوة وشاي فلما أتيت إليه وسلمت جلسنا نأخذ أخبار بعضنا وعلومنا وأحوالنا ، وكان هناك مجموعة من الطليان كانت قريبة منا قد جائت مع أبي وكان أحد هذه الطليان فيه نسبة من الدلع يعني مغرور .. فقال لي أبي بلهجته الدارجة : شف الطلي هذا وش يسوي هالحين أبي أطرده و هاوشه ..
فأخذ أبي ينط عليه ويزجره ويكرشه ويقهره .. فإذا هذا الطلي ينظر باستغراب إلينا ثم جاء مسرعا إلى أبي واضعا رأسه على صدره .. يقول لي أبي هذا الطلي غالي عندي وكل ما هاوشته جاء سوى زي كذا ..
فتعجبت في هذا الطلي كيف أن هذه المعاملة الحسنة من أبي لهذا الطلي جعلته بهذه الليونة والسهولة ،فأخذت أفكر في أحوالنا وواقعنا كيف أننا مع بعضنا البعض نتنكر لجميل الأصحاب ونأخذ كل زلة بعين الاعتبار ولا نغفر له تلك الزلة وهذه هي فطرة الله التي فطر الناس عليها تحدث أخطاء بينهم وبين البعض فلماذا نحملها مالا تحتمل ولا نبحث لها المحمل الحسن ، ترى حتى الزوجين مع بعضهم البعض أين التغافل عن الزلات والتغافي عن الأخطاء والصبر على بعضهم البعض كان ابن المبارك العالم الرباني أمير المؤمنين في الحديث يقول :
إذا صاحبت قوما أهل ود ... فكن لهمُ كذي الرحم الشفيق
ولا تأخــذ بزلـة كـل خل ... فتبقى في الزمان بلا رفيقي ..
الحقيقة هذه الخاطرة عشتها مع هذه الطليان وصدق الله إن لكم في الأنعام لعبرة ..
ولا تستغرب من هذا الكلام فابن القيم رحمه الله له كلام جميل لطيف عن تخلق بعض الناس ببعض صفات البهائم أظنه في مدارج السالكين وكيف أن بعض الناس أخذ منها بعض الأخلاق سواءا كان هذا الخُلُق حسنا أو قبيحا .. بل جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : رأس الكفر نحو المشرق والفخر والخيلاء في أهل الخيل والإبل والفدادين أهل الوبر والسكينة في أهل الغنم . الحديث رواه البخاري رحمه الله ،وحتى تكلم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن هذا الحديث بكلام جميل رائع في كتابه اقتضاء الصراط المستقيم في مخالفة أهل الجحيم .. وذكر فيه أن الطبع سراق والنفس تتأثر بمن تخالط وتجالس ..
وأذكر أنني قرأت شيئا من كتاب : تفضيل الكلاب على كثير ممن لبس الثياب لابن المرزبان وله قصة هذا الكتاب فياليت الأحبة يقرئونه ..
وإذا كان أحد الأحبة يريد أن يتحفنا ببغض الفوائد والإضافات فحي هلا .
ولي عودة مع موقع ثاني مؤثر جدا عشته ورأيته أمامي فيه عبرة وعظه ..
فانتظرونا قريبا بإذن الله ..
براءة الطليان .. _ طبعا الطليان لا يظن أحد أنني أقصد منتخب إيطاليا فإني لست أفقه في الكرة والمنتخبات شيئا غير النادر اليسير وهذا والحمد لله أمر فيه سعه ولا يخرج المؤمن من دائرة أهل السنة والجماعة جهله بها والحمد لله _ الطليان المقصود به هو جمع طلي عند من يرعون الأغنام وتسمى البهم .. حتى هذه التسمية البهم كانت معروفة عند العرب في الجاهلية وقد استعملها الشعراء كما قال مجنون ليلى وهو يتغزل بمعشوقته ليلى :
تعلقت ليلى وهي غر صغيرة ... ولم يبد للأعيان من صدرها حجم
صبيان نرعى البهم ياليت أننا ... إلى اليوم لم نكبر ولم تكبر البهم
الشاهد : كنت مسافرا وقد أطلت المقام في سفري فلما رجعت من سفري كان الوقت الذي دخلت فيه البلدة قد قارب على آذان العصر فدخلت البيت فسلمت على والدتي وإخوتي فسألت عن أبي فقالوا هو عند الغنم ، فذهبت إليه إلى مكان الغنم في صحراء قريبة منا ومعي قهوة وشاي فلما أتيت إليه وسلمت جلسنا نأخذ أخبار بعضنا وعلومنا وأحوالنا ، وكان هناك مجموعة من الطليان كانت قريبة منا قد جائت مع أبي وكان أحد هذه الطليان فيه نسبة من الدلع يعني مغرور .. فقال لي أبي بلهجته الدارجة : شف الطلي هذا وش يسوي هالحين أبي أطرده و هاوشه ..
فأخذ أبي ينط عليه ويزجره ويكرشه ويقهره .. فإذا هذا الطلي ينظر باستغراب إلينا ثم جاء مسرعا إلى أبي واضعا رأسه على صدره .. يقول لي أبي هذا الطلي غالي عندي وكل ما هاوشته جاء سوى زي كذا ..
فتعجبت في هذا الطلي كيف أن هذه المعاملة الحسنة من أبي لهذا الطلي جعلته بهذه الليونة والسهولة ،فأخذت أفكر في أحوالنا وواقعنا كيف أننا مع بعضنا البعض نتنكر لجميل الأصحاب ونأخذ كل زلة بعين الاعتبار ولا نغفر له تلك الزلة وهذه هي فطرة الله التي فطر الناس عليها تحدث أخطاء بينهم وبين البعض فلماذا نحملها مالا تحتمل ولا نبحث لها المحمل الحسن ، ترى حتى الزوجين مع بعضهم البعض أين التغافل عن الزلات والتغافي عن الأخطاء والصبر على بعضهم البعض كان ابن المبارك العالم الرباني أمير المؤمنين في الحديث يقول :
إذا صاحبت قوما أهل ود ... فكن لهمُ كذي الرحم الشفيق
ولا تأخــذ بزلـة كـل خل ... فتبقى في الزمان بلا رفيقي ..
الحقيقة هذه الخاطرة عشتها مع هذه الطليان وصدق الله إن لكم في الأنعام لعبرة ..
ولا تستغرب من هذا الكلام فابن القيم رحمه الله له كلام جميل لطيف عن تخلق بعض الناس ببعض صفات البهائم أظنه في مدارج السالكين وكيف أن بعض الناس أخذ منها بعض الأخلاق سواءا كان هذا الخُلُق حسنا أو قبيحا .. بل جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : رأس الكفر نحو المشرق والفخر والخيلاء في أهل الخيل والإبل والفدادين أهل الوبر والسكينة في أهل الغنم . الحديث رواه البخاري رحمه الله ،وحتى تكلم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن هذا الحديث بكلام جميل رائع في كتابه اقتضاء الصراط المستقيم في مخالفة أهل الجحيم .. وذكر فيه أن الطبع سراق والنفس تتأثر بمن تخالط وتجالس ..
وأذكر أنني قرأت شيئا من كتاب : تفضيل الكلاب على كثير ممن لبس الثياب لابن المرزبان وله قصة هذا الكتاب فياليت الأحبة يقرئونه ..
وإذا كان أحد الأحبة يريد أن يتحفنا ببغض الفوائد والإضافات فحي هلا .
ولي عودة مع موقع ثاني مؤثر جدا عشته ورأيته أمامي فيه عبرة وعظه ..
فانتظرونا قريبا بإذن الله ..