مشرف الحلقات
12-03-2011, 08:51 AM
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد … أما بعد :
فإن الناظر إلى حال زماننا وما فيه من قلائل وفتن ليستذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم : ( غشيتكم السكرتان: سكرة حب العيش، وحب الجهل ؛ فعند ذلك لا تأمرون بالمعروف ، ولا تنهون عن المنكر، والقائمون بالكتاب والسنة كالسابقين الأولين من المهاجرين والأنصار). رواه أبو نعيم في “الحلية”.
وإنه من خلال الأحداث الأخيرة المفجعة والتي ظهرت في البلاد الإسلامية من خروج الشعوب على حكامها ومافيها من سفك للدماء وتعطل للمصالح العامة للمسلمين ليدرك حجم الجهل والبدعة الواقع فيها كثير من الناس ومن خلال هذه الأحداث تبين أن هؤلاء الخارجين على إمامهم أنهم على غير طريقة النبي صلى الله عليه وسلم وعلى غير طريقة السلف الصالح رضي الله عنهم .
النبي صلى الله عليه وسلم أوصى بعدم الخروج على الحاكم المسلم في أحاديث كثيرة وصحيحة بأمر منه صلى الله عليه وسلم ولعلنا نأخذ بعض الأحاديث في نهيه صلى الله عليه وسلم عن الخروج ومنها المظاهرات وإن كانت سلمية زعموا فالمنع واضح في نهي النبي صلى الله عليه وسلم بالخروج على الحاكم المسلم وإن قال قائل متحمس للمظاهرات على غير هدي النبي صلى الله عليه وسلم ، بأن الحاكم هو من أذن للمظاهرات نقول طاعة النبي صلى الله عليه وسلم هي الواجبة لأنه صلى الله عليه وسلم لا يأمر إلا بخير ولا ينهى إلا عن شر ، والمظاهرات فيها شر مستطير معلوم عند العقلاء وفي تلك البلاد لا يطيعون الحاكم في أمور كثيرة فلماذا فقط يطيعونه في مخالفة أمر النبي صلى الله عليه وسلم !!!
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ( من أطاعني فقد أطاع الله ومن يعصني فقد عصا الله ومن يطع أميري فقد أطاعني ومن يعص أميري فقد عصاني )) رواه مسلم
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه – قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( عليك السمع والطاعة في عسرك ويسرك ومنشطك ومكرهك وأثرة عليك) رواه مسل
فما هي الأثرة يا ترى أليس المال وتقريب الأقرباء في السلطة وكل ماله حظ في الدنيا ، وانظروا إلى أصحاب المظاهرات كيف شابهوا الكفار بقولهم أخذ الحاكم من أموال الشعب واستأثرها هو وأولاده ؟؟؟ فما معنى وأثرة عليك ! فتأملوا !
وبعضهم يقول نريد زيادات في الرواتب ورغد العيش لا شك أن المال مطلب في الإعانة على أمور الدنيا ولكن أن يكون ذلك في مخالفة النبي صلى الله عليه وسلم فلا يمكن ذلك ، وأين يذهب أصحاب الدنيا الزائلة من هذا الحديث العظيم فهو حجة عليهم وعلى من يساندهم ويؤيدهم من خارج بلادهم وسوف يقفون أمام الله تعالى يوم القيامة وهذا الحديث خصمهم : روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة – رضي الله عنه -عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :( ثلاثة لايكلمهم الله يوم القيامة ولاينظر إليهم ولايزكيهم , ولهم عذاب أليم :
رجل على فضل ماء بالفلاة يمنعه من ابن السبيل , ورجل بايع رجلاً سلعة بعد العصر فحلف له بالله لأخذها بكذا وكذا فصدقه وهو غير ذلك ورجل بايع إماماً لايبايعه إلا لدنيا , فإن أعطاه منها وفا وإن لم يعطه منها لم يف )
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم (( لما سأله رجل :يا نبي الله أرأيت إن قامت علينا أمراء يسألوننا حقهم ويمنعوننا حقنا فما تأمرنا؟ فأعرض عنه ثم سأله فأعرض عنه ثم سأله في الثالثة فجذبه الأشعث بن قيس فقال صلى الله عليه وسلم (( اسمعوا وأطيعوا فإنما عليهم ماحملوا وعليكم ماحملتم )) رواه مسلم .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه مسلم : ( يكون بعدي أئمة لايهتدون بهداي ولايستنون بسنتي وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس قال ( حذيفة): قلت : كيف أصنع يارسول الله ؟ إن أدركت ذلك ؟؟ قال : (( تسمع وتطيع وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك , فاسمع وأطع )
ونقل ابن حجر رحمه الله الإجماع على عدم جواز الخروج على السلطان الظالم : فقال : قال ابن بطال : ( وفى الحديث حجة على ترك الخروج على السلطان ولو جار وقد اجمع الفقهاء على وجوب طاعة السلطان المتغلب والجهاد معه وأن طاعته خير من الخروج عليه لما فى ذلك من حقن الدماء وتسكين الدهماء)) فتح الباري 13/7 ونقل الامام النووى -رحمه الله – الإجماع على ذلك فقال في ((وأما الخروج عليهم وقتالهم فحرام بإجماع المسلمين وإن كانوا فسقة ظالمين وقد تظاهرت الاحاديث على ماذكرته واجمع أهل السنة انه لاينعزل السلطان بالفسق……. )) شرح النووى .
فأين هؤلاء الذين يقولون نريد كرامتنا ونريد ونريد ، وأين من يقف معهم متأثرين وفرحين بالفتن ، أنسمع لقول النبي صلى الله عليه وسلم أم نسمع لأصحاب مايسمى بالثورة المباركة ياترى ؟ كلا ولا كرامة لهؤلاء ، بل نطيع ونسمع لأمر النبي صلى الله عليه وسلم وما يدريك لعلها تكون فتنة يختبر الله تعالى بها عباده المؤمنين من يطع النبي صلى الله عليه وسلم ويسير على هديه ومن يخالفه ويسير على طريقة أهل الزيغ والابتداع في الدين والله المستعان .
وليتأمل كل مسلم عاقل هذا الموقف العظيم من الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنه فإنها ردا ً على كل من ينصر المظاهرات ونهجها ففي البخاري عن نافع قال: لما خلع قوم من أهل المدينة يزيد بن معاوية جمع ابن عمر حشمه وولده فقال: إني سمعت النبي يقول: «ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة» وإنا قد بايعنا هذا الرجل على بيع الله ورسوله وإني لا أعلم غدرًا أعظم من أن يبايع رجل على بيع الله ورسوله وإني لا أعلم غدرًا أعظم من أن يبايع رجل على بيع الله ورسوله ثم ينصب له القتال، وإني لا أعلم أحدًا منكم خلعه ولا بايع في هذا الأمر إلا كانت الفيصل بيني وبينه. قال التيمي في الحجة: “قال أهل اللغة: والفيصل: القطيعة والهجران”. وقال ابن حجر في الفتح (13/ 71): “وفي هذا الحديث وجوب طاعة الإمام الذي انعقدت له البيعة، والمنع من الخروج عليه ولو جار في حكمه، وأنه لا ينخلع بالفسق”.
انظروا لما خرج قوم من أهل المدينة يريدون نقض بيعة يزيد ماذا فعل ابن عمر رضي الله عنه !!! جمع أولاده واتخذ الطريقة الشرعية في ذلك فما أفقهك يا عبد الله بن عمر رضي الله عنك وعن إخوانك الصحابة أجمعين ، وانظروا إلى القنوات الفضائية وإلى من يقدم هذه البرامج عن المظاهرات ويؤيدها حتى أنهم وضعوا شاشات عرض تلفزيونية في مكان المظاهرات ليألبوا الناس ويحرضوهم على المظاهرات والاعتصامات فيا لهم من أصحاب فتن وشر وما أبعدهم عن منهج النبي صلى الله عليه وسلم ولو قلت لهم أين دليلك من كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم لرأيت أحدهم كأن على رأسه الطير لا يستطيع أن يجيبك فكل ما يقوله أفكارا ً وآراء مخالفة للكتاب والسنة .
ومن الشبه التي يتداولها محبي ومؤيدي الخروج على الحكام أن هذا الحاكم فاسق ومجرم بحق شعبه وذاق شعبه الهوان ؟؟؟ سبحان الله أرأيتم عدم الرجوع للكتاب والسنة ؟ كلام يستدرج به العوام من الناس ليسوغوا الخروج على الحاكم فأين أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم في وصيته ونهيه عن الخروج على الحاكم وهل النبي صلى الله عليه وسلم كان كلامه في الإمام العادل إذن ؟!
فالصبر والأمر بعدم الخروج يكون فيمن ياترى أليس في الظالم والجائر !!!
فأين يذهب أهل المظاهرات والخروج من هذا الكلام العظيم :
قال الإمام النووي -رحمه الله – ((وأما الخروج عليهم وقتالهم فحرام بإجماع المسلمين وإن كانوا فسقة ظالمين وقد تظاهرت الأحاديث على ما ذكرته واجمع أهل السنة انه لاينعزل السلطان بالفسق……. )) شرح النووى .
فماذا نقدم أيها العقلاء كلام الرسول صلى الله عليه وسلم والآثار الواردة عن الصحابة الكرام رضي الله عنهم والأئمة الأعلام أم كلام المفكرين وأصحاب الأهواء ومن عرف عنه الفتاوى المخالفة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم ( مالكم كيف تحكمون ) سورة ن الآية : 36.
فيالسماجة عقول هؤلاء ويا لتعاستهم في مخالفة النبي صلى الله عليه وسلم ( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) سورة النور الآية : 63 ،
قال ابن كثير رحمه الله تعالى : أي: فليحذر وليخْشَ من خالف شريعة الرسول باطنًا أو ظاهرًا ( أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ ) أي: في قلوبهم، من كفر أو نفاق أو بدعة، ( أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) أي: في الدنيا، بقتل، أو حَد، أو حبس، أو نحو ذلك.
عن ابن عباس، قال : « لا يأتي على الناس زمان إلا أحدثوا فيه بدعة، وأماتوا فيه سنة حتى تحيا البدع، وتموت السنن ». [ اعتقاد أهل السنة للالكائي (125) ، الإبانة لابن بطه (11) ]
وعن عاصم قال: قال أبو العالية: « تعلموا الإسلام، فإذا تعلمتوه فلا ترغبوا عنه، وعليكم بالصراط المستقيم، فإنه الإسلام، ولا تحرفوا الإسلام يمينا ولا شمالا، وعليكم بسنة نبيكم والذي كان عليه أصحابه، وإياكم وهذه الأهواء التي تلقي بين الناس العداوة والبغضاء، فرددها مرارا ».
فحدثت الحسن فقال : صدق ونصح.
قال : فحدثت حفصة بنت سيرين ، فقالت : يا باهلي ، أنت حدثت محمدا بهذا ؟
قلت: لا. قالت: فحدثه إذا. [ مصنف عبد الرزاق (20758) ، اعتقاد أهل السنة لللالكائي ]
قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب: تأمل كلام أبي العالية هذا ما أجلَّه، وأعرف زمانه الذي يحذر فيه من الأهواء التي من اتبعها فقد رغب عن الإسلام ، وتفسير الإسلام بالسنة، وخوفه على أعلام التابعين وعلمائهم من الخروج عن السنة والكتاب، … وأما الإنسان الذي يقرأها وأشباهها وهو مطمئن أنها لا تناله ويظنها في قوم كانوا أمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون. ( رسالة فضل الإسلام ) .
ومع هذه الأدلة الشرعية من سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لا ينبغي للمؤمن الذي يسعى لرضا ربه ودخول جنته أن يخالف سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ( من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى ) رواه البخاري ، وإلى كل مستمسك بسنة النبي صلى الله عليه وسلم في زمان كثر فيه أهل الضلال والفتن المخالفين لسنة خير البرية صلى الله عليه وسلم عليكم بالصبر والجهاد لإعلاء كلمة الله تعالى ونشر سنته صلى الله عليه وسلم وإن غضب الغاضبون وطعن الطاعنون فلا تحزنوا ( ألا إن الطاعنون هم الخائنون وشرار الأشرار) .
إذا يتبين لنا من خلال ماسبق أحتياجاتنا من معرفة للأدلة والأستقامة عليها .
والحمد لله رب العالمين .
فإن الناظر إلى حال زماننا وما فيه من قلائل وفتن ليستذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم : ( غشيتكم السكرتان: سكرة حب العيش، وحب الجهل ؛ فعند ذلك لا تأمرون بالمعروف ، ولا تنهون عن المنكر، والقائمون بالكتاب والسنة كالسابقين الأولين من المهاجرين والأنصار). رواه أبو نعيم في “الحلية”.
وإنه من خلال الأحداث الأخيرة المفجعة والتي ظهرت في البلاد الإسلامية من خروج الشعوب على حكامها ومافيها من سفك للدماء وتعطل للمصالح العامة للمسلمين ليدرك حجم الجهل والبدعة الواقع فيها كثير من الناس ومن خلال هذه الأحداث تبين أن هؤلاء الخارجين على إمامهم أنهم على غير طريقة النبي صلى الله عليه وسلم وعلى غير طريقة السلف الصالح رضي الله عنهم .
النبي صلى الله عليه وسلم أوصى بعدم الخروج على الحاكم المسلم في أحاديث كثيرة وصحيحة بأمر منه صلى الله عليه وسلم ولعلنا نأخذ بعض الأحاديث في نهيه صلى الله عليه وسلم عن الخروج ومنها المظاهرات وإن كانت سلمية زعموا فالمنع واضح في نهي النبي صلى الله عليه وسلم بالخروج على الحاكم المسلم وإن قال قائل متحمس للمظاهرات على غير هدي النبي صلى الله عليه وسلم ، بأن الحاكم هو من أذن للمظاهرات نقول طاعة النبي صلى الله عليه وسلم هي الواجبة لأنه صلى الله عليه وسلم لا يأمر إلا بخير ولا ينهى إلا عن شر ، والمظاهرات فيها شر مستطير معلوم عند العقلاء وفي تلك البلاد لا يطيعون الحاكم في أمور كثيرة فلماذا فقط يطيعونه في مخالفة أمر النبي صلى الله عليه وسلم !!!
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ( من أطاعني فقد أطاع الله ومن يعصني فقد عصا الله ومن يطع أميري فقد أطاعني ومن يعص أميري فقد عصاني )) رواه مسلم
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه – قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( عليك السمع والطاعة في عسرك ويسرك ومنشطك ومكرهك وأثرة عليك) رواه مسل
فما هي الأثرة يا ترى أليس المال وتقريب الأقرباء في السلطة وكل ماله حظ في الدنيا ، وانظروا إلى أصحاب المظاهرات كيف شابهوا الكفار بقولهم أخذ الحاكم من أموال الشعب واستأثرها هو وأولاده ؟؟؟ فما معنى وأثرة عليك ! فتأملوا !
وبعضهم يقول نريد زيادات في الرواتب ورغد العيش لا شك أن المال مطلب في الإعانة على أمور الدنيا ولكن أن يكون ذلك في مخالفة النبي صلى الله عليه وسلم فلا يمكن ذلك ، وأين يذهب أصحاب الدنيا الزائلة من هذا الحديث العظيم فهو حجة عليهم وعلى من يساندهم ويؤيدهم من خارج بلادهم وسوف يقفون أمام الله تعالى يوم القيامة وهذا الحديث خصمهم : روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة – رضي الله عنه -عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :( ثلاثة لايكلمهم الله يوم القيامة ولاينظر إليهم ولايزكيهم , ولهم عذاب أليم :
رجل على فضل ماء بالفلاة يمنعه من ابن السبيل , ورجل بايع رجلاً سلعة بعد العصر فحلف له بالله لأخذها بكذا وكذا فصدقه وهو غير ذلك ورجل بايع إماماً لايبايعه إلا لدنيا , فإن أعطاه منها وفا وإن لم يعطه منها لم يف )
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم (( لما سأله رجل :يا نبي الله أرأيت إن قامت علينا أمراء يسألوننا حقهم ويمنعوننا حقنا فما تأمرنا؟ فأعرض عنه ثم سأله فأعرض عنه ثم سأله في الثالثة فجذبه الأشعث بن قيس فقال صلى الله عليه وسلم (( اسمعوا وأطيعوا فإنما عليهم ماحملوا وعليكم ماحملتم )) رواه مسلم .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه مسلم : ( يكون بعدي أئمة لايهتدون بهداي ولايستنون بسنتي وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس قال ( حذيفة): قلت : كيف أصنع يارسول الله ؟ إن أدركت ذلك ؟؟ قال : (( تسمع وتطيع وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك , فاسمع وأطع )
ونقل ابن حجر رحمه الله الإجماع على عدم جواز الخروج على السلطان الظالم : فقال : قال ابن بطال : ( وفى الحديث حجة على ترك الخروج على السلطان ولو جار وقد اجمع الفقهاء على وجوب طاعة السلطان المتغلب والجهاد معه وأن طاعته خير من الخروج عليه لما فى ذلك من حقن الدماء وتسكين الدهماء)) فتح الباري 13/7 ونقل الامام النووى -رحمه الله – الإجماع على ذلك فقال في ((وأما الخروج عليهم وقتالهم فحرام بإجماع المسلمين وإن كانوا فسقة ظالمين وقد تظاهرت الاحاديث على ماذكرته واجمع أهل السنة انه لاينعزل السلطان بالفسق……. )) شرح النووى .
فأين هؤلاء الذين يقولون نريد كرامتنا ونريد ونريد ، وأين من يقف معهم متأثرين وفرحين بالفتن ، أنسمع لقول النبي صلى الله عليه وسلم أم نسمع لأصحاب مايسمى بالثورة المباركة ياترى ؟ كلا ولا كرامة لهؤلاء ، بل نطيع ونسمع لأمر النبي صلى الله عليه وسلم وما يدريك لعلها تكون فتنة يختبر الله تعالى بها عباده المؤمنين من يطع النبي صلى الله عليه وسلم ويسير على هديه ومن يخالفه ويسير على طريقة أهل الزيغ والابتداع في الدين والله المستعان .
وليتأمل كل مسلم عاقل هذا الموقف العظيم من الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنه فإنها ردا ً على كل من ينصر المظاهرات ونهجها ففي البخاري عن نافع قال: لما خلع قوم من أهل المدينة يزيد بن معاوية جمع ابن عمر حشمه وولده فقال: إني سمعت النبي يقول: «ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة» وإنا قد بايعنا هذا الرجل على بيع الله ورسوله وإني لا أعلم غدرًا أعظم من أن يبايع رجل على بيع الله ورسوله وإني لا أعلم غدرًا أعظم من أن يبايع رجل على بيع الله ورسوله ثم ينصب له القتال، وإني لا أعلم أحدًا منكم خلعه ولا بايع في هذا الأمر إلا كانت الفيصل بيني وبينه. قال التيمي في الحجة: “قال أهل اللغة: والفيصل: القطيعة والهجران”. وقال ابن حجر في الفتح (13/ 71): “وفي هذا الحديث وجوب طاعة الإمام الذي انعقدت له البيعة، والمنع من الخروج عليه ولو جار في حكمه، وأنه لا ينخلع بالفسق”.
انظروا لما خرج قوم من أهل المدينة يريدون نقض بيعة يزيد ماذا فعل ابن عمر رضي الله عنه !!! جمع أولاده واتخذ الطريقة الشرعية في ذلك فما أفقهك يا عبد الله بن عمر رضي الله عنك وعن إخوانك الصحابة أجمعين ، وانظروا إلى القنوات الفضائية وإلى من يقدم هذه البرامج عن المظاهرات ويؤيدها حتى أنهم وضعوا شاشات عرض تلفزيونية في مكان المظاهرات ليألبوا الناس ويحرضوهم على المظاهرات والاعتصامات فيا لهم من أصحاب فتن وشر وما أبعدهم عن منهج النبي صلى الله عليه وسلم ولو قلت لهم أين دليلك من كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم لرأيت أحدهم كأن على رأسه الطير لا يستطيع أن يجيبك فكل ما يقوله أفكارا ً وآراء مخالفة للكتاب والسنة .
ومن الشبه التي يتداولها محبي ومؤيدي الخروج على الحكام أن هذا الحاكم فاسق ومجرم بحق شعبه وذاق شعبه الهوان ؟؟؟ سبحان الله أرأيتم عدم الرجوع للكتاب والسنة ؟ كلام يستدرج به العوام من الناس ليسوغوا الخروج على الحاكم فأين أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم في وصيته ونهيه عن الخروج على الحاكم وهل النبي صلى الله عليه وسلم كان كلامه في الإمام العادل إذن ؟!
فالصبر والأمر بعدم الخروج يكون فيمن ياترى أليس في الظالم والجائر !!!
فأين يذهب أهل المظاهرات والخروج من هذا الكلام العظيم :
قال الإمام النووي -رحمه الله – ((وأما الخروج عليهم وقتالهم فحرام بإجماع المسلمين وإن كانوا فسقة ظالمين وقد تظاهرت الأحاديث على ما ذكرته واجمع أهل السنة انه لاينعزل السلطان بالفسق……. )) شرح النووى .
فماذا نقدم أيها العقلاء كلام الرسول صلى الله عليه وسلم والآثار الواردة عن الصحابة الكرام رضي الله عنهم والأئمة الأعلام أم كلام المفكرين وأصحاب الأهواء ومن عرف عنه الفتاوى المخالفة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم ( مالكم كيف تحكمون ) سورة ن الآية : 36.
فيالسماجة عقول هؤلاء ويا لتعاستهم في مخالفة النبي صلى الله عليه وسلم ( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) سورة النور الآية : 63 ،
قال ابن كثير رحمه الله تعالى : أي: فليحذر وليخْشَ من خالف شريعة الرسول باطنًا أو ظاهرًا ( أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ ) أي: في قلوبهم، من كفر أو نفاق أو بدعة، ( أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) أي: في الدنيا، بقتل، أو حَد، أو حبس، أو نحو ذلك.
عن ابن عباس، قال : « لا يأتي على الناس زمان إلا أحدثوا فيه بدعة، وأماتوا فيه سنة حتى تحيا البدع، وتموت السنن ». [ اعتقاد أهل السنة للالكائي (125) ، الإبانة لابن بطه (11) ]
وعن عاصم قال: قال أبو العالية: « تعلموا الإسلام، فإذا تعلمتوه فلا ترغبوا عنه، وعليكم بالصراط المستقيم، فإنه الإسلام، ولا تحرفوا الإسلام يمينا ولا شمالا، وعليكم بسنة نبيكم والذي كان عليه أصحابه، وإياكم وهذه الأهواء التي تلقي بين الناس العداوة والبغضاء، فرددها مرارا ».
فحدثت الحسن فقال : صدق ونصح.
قال : فحدثت حفصة بنت سيرين ، فقالت : يا باهلي ، أنت حدثت محمدا بهذا ؟
قلت: لا. قالت: فحدثه إذا. [ مصنف عبد الرزاق (20758) ، اعتقاد أهل السنة لللالكائي ]
قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب: تأمل كلام أبي العالية هذا ما أجلَّه، وأعرف زمانه الذي يحذر فيه من الأهواء التي من اتبعها فقد رغب عن الإسلام ، وتفسير الإسلام بالسنة، وخوفه على أعلام التابعين وعلمائهم من الخروج عن السنة والكتاب، … وأما الإنسان الذي يقرأها وأشباهها وهو مطمئن أنها لا تناله ويظنها في قوم كانوا أمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون. ( رسالة فضل الإسلام ) .
ومع هذه الأدلة الشرعية من سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لا ينبغي للمؤمن الذي يسعى لرضا ربه ودخول جنته أن يخالف سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ( من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى ) رواه البخاري ، وإلى كل مستمسك بسنة النبي صلى الله عليه وسلم في زمان كثر فيه أهل الضلال والفتن المخالفين لسنة خير البرية صلى الله عليه وسلم عليكم بالصبر والجهاد لإعلاء كلمة الله تعالى ونشر سنته صلى الله عليه وسلم وإن غضب الغاضبون وطعن الطاعنون فلا تحزنوا ( ألا إن الطاعنون هم الخائنون وشرار الأشرار) .
إذا يتبين لنا من خلال ماسبق أحتياجاتنا من معرفة للأدلة والأستقامة عليها .
والحمد لله رب العالمين .