أبو رائد
28-03-2011, 09:51 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ثمانية لا تفنى ولكنها قابلة للفناء بمشيئة الله
المخلّدات أو المخلوقات التي لا تفنى بمشيئة الله طبعا , فهي التي نظمها الإمام جلال الدّين السَّيوطي فقال :
ثمانية حُكْمُ البقاء يعُمُّها ** من الخلق والباقون في حيِّز العدمْ
هي العرش والكرسي نار وجنة ** وعجب وأرواح كذا اللوح والقلم
وسأحاول أن أُدَلِّل عليها من القرآن والسنة وأقوال سلف الأمة من العلماء سائلة الله أن يفتح
على قلبي من بركات علمه، وأن يجعل عملي في رضاه، وأن يتقبله مني فأقول و بالله التّوفيق
1_ العرش لا يفنى لأن الله عز وجل مُستوٍ عليه إستواء يليق بجلاله، قال تعالى :{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى } طه5
2_والكرسي تَبَعٌ للعرش فقد روى الحاكم في مستدركه من حديث ابن
عباس رضي الله عنهما قال : " الكرسي موضع القدمين والعرش لا يقدر قدره إلا الله تعالى"
قال الذّهبي في التلخيص حديث صحيح على شرط البخاري ومسلم و قال الإمام ابن القيم في قصيدته
" الكافية الشافية في الإنتصار للفرقة الناجية "
والعرش والكرسي لا يفنيهما *** أيضا وإنّهما لمخلوقان
3+4_وأما الجنّة والنّار فيكفي في عدم فنائهما قول الإمام أبي جعفر الورّاق الطّحاوي في كتابه المشهور
الذي يعتبر مرجع أهل السنة والجماعة في أمور العقيدة والمسمى " العقيدة الطحاوية "
فقال والجنة والنار مخلوقتان لا تفنيان أبدا ولا تبيدان ,وإن الله تعالى خلق الجنة والنار قبل الخلق ,
وخلق لهما أهلا فمن شاء منهم إلى الجنة فضلا منه ,ومن شاء منهم إلى النار عدلا منه ,
وكل يعمل لما قد فرغ له وصائر إلى ما خلق له "
5_وأما العَجْب فهو عَجْبُ الذَّنَب أو عَجْب الظَّهْرو قد قال فيه رسول الله
"ليس من الإنسان شيء إلا يبلى إلا عظماً واحداً وهو عجب الذنب ومنه يُرَكَّب الخلق يوم القيامة " متفق عليه
وفي حديث آخر قال:"إن في الإنسان عظما لا تأكله الأرض أبداً،
قالوا أي عظم هو؟ قال: عجب الذنب" رواه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ,
قال الإمام ابن القيم في نوننيته :
وكذاك عجب الظهر لا يبلى بل ***** منه تركب خلقة الانسان
:{كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ}
وفي الحديث الشريف :{كل ابن آدم يفنى إلا عجب الذنب}
ولا تعارض بينهما لأن الحديث خاص والآية عامة، فيكون عجب الذنب
مستثنى من الفناء والعدم كما يستثنى عرش الرحمن والجنة والنار باتفاق السلف وأهل السنة .
6 _وأما الرّوح فقد روى الإمام مالك في الموطأ والنَّسائي ابن ماجة في السنن والإمام أحمد
في مسنده كلهم من حديث كعب بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله" إنما نسمة المؤمن طير تعلق بشجر الجنة حتى يرجعه الله تبارك وتعالى إلى جسده يوم يبعثه الله "
ونسمة المؤمن روحه , قال الإمام ابن القيم في نوننيته :
وكذلك الأرواح لا تبلى كما *** تبلى الجسوم ولا بلى اللحمان
فالشأن للأرواح بعد فراقها *** أبدانها والله أعظم شأن
إما عذاب او نعيم دائم*** قد نعمت بالرَّوْحٍ والرّيحان
7+8_و أما اللّوح والقلم فقد روى البخاري في صحيحه من حديث عمران بن حصين الطويل وفيه
أن النبي قال: "كان الله ولم يكن شيء غيره، وكان عرشه على الماء،
وكتب في الذكر كل شيء، وخلق السموات والأرض"
قال الحافظ ابن حجر أن المراد بالذكر هنا: هو اللوح المحفوظ ,
و ذكر الإمام السيوطي في " الدّر المنثور " من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال:
" خلق الله اللوح المحفوظ لمسيرة مائة عامٍ فقال للقلم قبل أن يخلق الخلق:
اكتب علمي في خلقي، فجرى بما هو كائن إلى يوم القيامة ".
قال الإمام ابن القيم في نونيته :
وكتابة القلم الشريف تعقّبت *** ايجاده من غير فصل زمان
لمّا براه الله قال أكتب كذا *** فغدا بأمر الله ذا جريان
فجرى بما هو كائن أبدا الى*** يوم الميعاد بقدرة الرحمن
قال تعالى : إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ * ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ [الزمر:30-31]
فكل شيء يفنى ممن أوجب الله علية الفناء إلا الأشياء التي كتب الله لها البقاء
والله تعالى أعلم
ثمانية لا تفنى ولكنها قابلة للفناء بمشيئة الله
المخلّدات أو المخلوقات التي لا تفنى بمشيئة الله طبعا , فهي التي نظمها الإمام جلال الدّين السَّيوطي فقال :
ثمانية حُكْمُ البقاء يعُمُّها ** من الخلق والباقون في حيِّز العدمْ
هي العرش والكرسي نار وجنة ** وعجب وأرواح كذا اللوح والقلم
وسأحاول أن أُدَلِّل عليها من القرآن والسنة وأقوال سلف الأمة من العلماء سائلة الله أن يفتح
على قلبي من بركات علمه، وأن يجعل عملي في رضاه، وأن يتقبله مني فأقول و بالله التّوفيق
1_ العرش لا يفنى لأن الله عز وجل مُستوٍ عليه إستواء يليق بجلاله، قال تعالى :{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى } طه5
2_والكرسي تَبَعٌ للعرش فقد روى الحاكم في مستدركه من حديث ابن
عباس رضي الله عنهما قال : " الكرسي موضع القدمين والعرش لا يقدر قدره إلا الله تعالى"
قال الذّهبي في التلخيص حديث صحيح على شرط البخاري ومسلم و قال الإمام ابن القيم في قصيدته
" الكافية الشافية في الإنتصار للفرقة الناجية "
والعرش والكرسي لا يفنيهما *** أيضا وإنّهما لمخلوقان
3+4_وأما الجنّة والنّار فيكفي في عدم فنائهما قول الإمام أبي جعفر الورّاق الطّحاوي في كتابه المشهور
الذي يعتبر مرجع أهل السنة والجماعة في أمور العقيدة والمسمى " العقيدة الطحاوية "
فقال والجنة والنار مخلوقتان لا تفنيان أبدا ولا تبيدان ,وإن الله تعالى خلق الجنة والنار قبل الخلق ,
وخلق لهما أهلا فمن شاء منهم إلى الجنة فضلا منه ,ومن شاء منهم إلى النار عدلا منه ,
وكل يعمل لما قد فرغ له وصائر إلى ما خلق له "
5_وأما العَجْب فهو عَجْبُ الذَّنَب أو عَجْب الظَّهْرو قد قال فيه رسول الله
"ليس من الإنسان شيء إلا يبلى إلا عظماً واحداً وهو عجب الذنب ومنه يُرَكَّب الخلق يوم القيامة " متفق عليه
وفي حديث آخر قال:"إن في الإنسان عظما لا تأكله الأرض أبداً،
قالوا أي عظم هو؟ قال: عجب الذنب" رواه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ,
قال الإمام ابن القيم في نوننيته :
وكذاك عجب الظهر لا يبلى بل ***** منه تركب خلقة الانسان
:{كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ}
وفي الحديث الشريف :{كل ابن آدم يفنى إلا عجب الذنب}
ولا تعارض بينهما لأن الحديث خاص والآية عامة، فيكون عجب الذنب
مستثنى من الفناء والعدم كما يستثنى عرش الرحمن والجنة والنار باتفاق السلف وأهل السنة .
6 _وأما الرّوح فقد روى الإمام مالك في الموطأ والنَّسائي ابن ماجة في السنن والإمام أحمد
في مسنده كلهم من حديث كعب بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله" إنما نسمة المؤمن طير تعلق بشجر الجنة حتى يرجعه الله تبارك وتعالى إلى جسده يوم يبعثه الله "
ونسمة المؤمن روحه , قال الإمام ابن القيم في نوننيته :
وكذلك الأرواح لا تبلى كما *** تبلى الجسوم ولا بلى اللحمان
فالشأن للأرواح بعد فراقها *** أبدانها والله أعظم شأن
إما عذاب او نعيم دائم*** قد نعمت بالرَّوْحٍ والرّيحان
7+8_و أما اللّوح والقلم فقد روى البخاري في صحيحه من حديث عمران بن حصين الطويل وفيه
أن النبي قال: "كان الله ولم يكن شيء غيره، وكان عرشه على الماء،
وكتب في الذكر كل شيء، وخلق السموات والأرض"
قال الحافظ ابن حجر أن المراد بالذكر هنا: هو اللوح المحفوظ ,
و ذكر الإمام السيوطي في " الدّر المنثور " من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال:
" خلق الله اللوح المحفوظ لمسيرة مائة عامٍ فقال للقلم قبل أن يخلق الخلق:
اكتب علمي في خلقي، فجرى بما هو كائن إلى يوم القيامة ".
قال الإمام ابن القيم في نونيته :
وكتابة القلم الشريف تعقّبت *** ايجاده من غير فصل زمان
لمّا براه الله قال أكتب كذا *** فغدا بأمر الله ذا جريان
فجرى بما هو كائن أبدا الى*** يوم الميعاد بقدرة الرحمن
قال تعالى : إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ * ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ [الزمر:30-31]
فكل شيء يفنى ممن أوجب الله علية الفناء إلا الأشياء التي كتب الله لها البقاء
والله تعالى أعلم