عبدالله العوفي
29-03-2011, 03:38 AM
قال القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد البزاز الأنصاري :
كنتُ مجاورًا بمكة - حرسها الله تعالى - فأصابني يومًا من الأيام جوع شديد لم أجد شيئًا أدفع به عني الجوع ، فوجدتُ كيسًا من إبريسم * مشدودًا بشرابة من إبريسم أيضًا ، فأَخذته وجئت به إلى بيتي، فحللته فوجدتُ فيه عقدًا من لؤلؤ لم أرَ مثله
فخرجتُ ، فإذا الشيخ ينادي عليه ، ومعَه خرقة فيها خمسمائة دينار وهو يقول: هذا لمن يَرد علينا الكيس الذي فيه اللؤلؤ ، فقلت : أنا محتاج ، وأنا جائع ، فآخذ هذا الذهب فأنتفع به ، وأرد عليه الكيس ، فقُلت له : تعالى إليّ ، فأخذته وجئت به إلى بيتي ، فأعطاني علامة الكيس، وعلامة الشرابة ، وعلامة اللؤلؤ وعَدَدَه ، والخيط الذي هو مَشدُود به ، فأخرجته ودَفعته إليه . فسلم إليّ خمسمائة دينار،
فما أخذتها ، وقلت : يجب عليّ أن أعيده إليك ولا آخذ له جزاء ، فقال لي: لا بد أن تأخذ . ألح عليَّ كثيرًا ، فلم أقبل ذلك منه، فتركني ومضى.
وأما ما كان مني : فإني خرجتُ من مكة وركبتُ البحر ،
فانكسر المركب ، وغرق الناس ، وهلكت أموالهم ،
وسلمتُ أنا على قطعة من المركب ،
فبقيت مُدّةً في البحر لا أدري أين أذهب ،
فوصَلت إلى جزيرة فيها قوم ،
فقعَدتُ في بعض المساجد ،
فسمعوني أقرأ ،
فلم يبق في تلك الجزيرة أحد إلاَّ جاء إليّ
وقال : علمني القرآن .
فحصل لي من أولئك القوم شيء كثير من المال .
قال : ثم إني رأيتُ في ذلك المسجد
أوراقًا من مصحف ،
فأخذتها أقرأ فيها
فقالوا لي : تحسن الكتابة ?.
فقلت : نعم ،
فقالوا: علمنا الخط ، فجاءوا بأولادهم من الصبيان والشباب ، فكنتُ أعلمهم ،
فحصل لي أيضًا من ذلك شيء كثير
فقالوا لي بعد ذلك : عندنا صبيَّةً يتيمة ، ولها شيء من الدُنيا نريد أن تتزوج بها ، فامتنعتُ ، فقالوا : لا بل وألزموني ، فأجبتهم إلى ذلك .
فلمَّا زفوها إليَّ مددتُ عيني أنظر إليها ، فوجدت ذلك العقد بعينه معلقًا في عنقها ،
فما كان لي حينئذ شغل إلاَّ النظر إليه . فقالوا : يا شيخ ، كسرتَ قلب هذه اليتيمة من نظرك إلى هذا العقد ، ولم تنظر إليها ،
فقصصتُ عليهم قصة العقد
فصاحوا .. وصرخوا بالتهليل .. والتكبير،
حتى بلغ إلى جميع أهل الجزيرة ، فقلتُ : ما بكم ؟!!
فقالو ا: ذلك الشيخ الذي أخذ منك العقد أبو هذه الصَّبية ، وكان يقول :
ما وجدتُ في الدنيا مسلمًا إلاَّ هذا الذي رد عليَّ هذا العقد
وكان يدعو ويقول :
اللهمَّ اجمعْ بيني وبينَه حتَّى أُزوجه بابنَتي
والآن قد حصلت ،
فبقيتُ معها مدة ورزقتُ منها بولدين .
ثمَّ إنَّها ماتت فورثت العقد أنا وولداي ، ثمَّ مات الولدان فحصل العقد لي فبعته بمائة ألف دينار
وهذا المال الذي ترون معي من بقايا ذلك المال .
انتهت القصة
وبعد
نحن بانتظار التعليقات والفوائد المستنبطة من هذه القصة العجيبة منكم فإلى فوائدكم وتعليقاتكم
كنتُ مجاورًا بمكة - حرسها الله تعالى - فأصابني يومًا من الأيام جوع شديد لم أجد شيئًا أدفع به عني الجوع ، فوجدتُ كيسًا من إبريسم * مشدودًا بشرابة من إبريسم أيضًا ، فأَخذته وجئت به إلى بيتي، فحللته فوجدتُ فيه عقدًا من لؤلؤ لم أرَ مثله
فخرجتُ ، فإذا الشيخ ينادي عليه ، ومعَه خرقة فيها خمسمائة دينار وهو يقول: هذا لمن يَرد علينا الكيس الذي فيه اللؤلؤ ، فقلت : أنا محتاج ، وأنا جائع ، فآخذ هذا الذهب فأنتفع به ، وأرد عليه الكيس ، فقُلت له : تعالى إليّ ، فأخذته وجئت به إلى بيتي ، فأعطاني علامة الكيس، وعلامة الشرابة ، وعلامة اللؤلؤ وعَدَدَه ، والخيط الذي هو مَشدُود به ، فأخرجته ودَفعته إليه . فسلم إليّ خمسمائة دينار،
فما أخذتها ، وقلت : يجب عليّ أن أعيده إليك ولا آخذ له جزاء ، فقال لي: لا بد أن تأخذ . ألح عليَّ كثيرًا ، فلم أقبل ذلك منه، فتركني ومضى.
وأما ما كان مني : فإني خرجتُ من مكة وركبتُ البحر ،
فانكسر المركب ، وغرق الناس ، وهلكت أموالهم ،
وسلمتُ أنا على قطعة من المركب ،
فبقيت مُدّةً في البحر لا أدري أين أذهب ،
فوصَلت إلى جزيرة فيها قوم ،
فقعَدتُ في بعض المساجد ،
فسمعوني أقرأ ،
فلم يبق في تلك الجزيرة أحد إلاَّ جاء إليّ
وقال : علمني القرآن .
فحصل لي من أولئك القوم شيء كثير من المال .
قال : ثم إني رأيتُ في ذلك المسجد
أوراقًا من مصحف ،
فأخذتها أقرأ فيها
فقالوا لي : تحسن الكتابة ?.
فقلت : نعم ،
فقالوا: علمنا الخط ، فجاءوا بأولادهم من الصبيان والشباب ، فكنتُ أعلمهم ،
فحصل لي أيضًا من ذلك شيء كثير
فقالوا لي بعد ذلك : عندنا صبيَّةً يتيمة ، ولها شيء من الدُنيا نريد أن تتزوج بها ، فامتنعتُ ، فقالوا : لا بل وألزموني ، فأجبتهم إلى ذلك .
فلمَّا زفوها إليَّ مددتُ عيني أنظر إليها ، فوجدت ذلك العقد بعينه معلقًا في عنقها ،
فما كان لي حينئذ شغل إلاَّ النظر إليه . فقالوا : يا شيخ ، كسرتَ قلب هذه اليتيمة من نظرك إلى هذا العقد ، ولم تنظر إليها ،
فقصصتُ عليهم قصة العقد
فصاحوا .. وصرخوا بالتهليل .. والتكبير،
حتى بلغ إلى جميع أهل الجزيرة ، فقلتُ : ما بكم ؟!!
فقالو ا: ذلك الشيخ الذي أخذ منك العقد أبو هذه الصَّبية ، وكان يقول :
ما وجدتُ في الدنيا مسلمًا إلاَّ هذا الذي رد عليَّ هذا العقد
وكان يدعو ويقول :
اللهمَّ اجمعْ بيني وبينَه حتَّى أُزوجه بابنَتي
والآن قد حصلت ،
فبقيتُ معها مدة ورزقتُ منها بولدين .
ثمَّ إنَّها ماتت فورثت العقد أنا وولداي ، ثمَّ مات الولدان فحصل العقد لي فبعته بمائة ألف دينار
وهذا المال الذي ترون معي من بقايا ذلك المال .
انتهت القصة
وبعد
نحن بانتظار التعليقات والفوائد المستنبطة من هذه القصة العجيبة منكم فإلى فوائدكم وتعليقاتكم