أم غلوية
08-05-2011, 10:09 PM
هل الشعر متعة ( 2) .
وظائف خُلُقيّة:
لم يحضر الإسلام قول الشعر مثل ما فعل أفلاطون في معرض حديثه عن المدينة الفاضلة ، بل إنه رسخ القيم الفاضلة التي يدعو إليها الشعر وتمم مكارم الأخلاق ووجه الشعر وجههته الخلقية القويمة التي تبني و لا تهدم يقول د/ وليد قصاب " أستاذ الأدب والنقد بجامعة الأمام محمد بن سعود الإسلامية للتأكيد على هذا الأمر:" ثم جاء الإسلام فحدد للأدب رسالة تتمثل في الدعوة إلى الحق ومجاهدة الباطل لإرساء قيم فاضلة نبيلة ، وصارت الكلمة أمانة يحملها الشرفاء".
وقد أتى البيان النبوي متتما لموقف القران الكريم من الشعر فصل فيه وبين ما خفي عليهم في موقف القرآن من الشعر ، ورعى اتجاهات الشعراء الفكرية فوقف موجها تارة ومسددا تارة بنفس النبوة الصادق وحلم النبي الكريم فيعتبر صلى الله عليه وسلم قد تكون وجهة نظر شخصية الراعي الأول ومن أرسى دعائم وظيفة الشعر الخلقية وبيان أهميته في بناء الأخلاق.
ونجد الخلفاء رضوان الله عليهم يؤكدون على وظيفة الشعر الخلقية ، فهذا الخليفة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه يحث معلم أولاده على تعليمهم الشعر لأنه المؤدب الخلقي الأول :" يجب على الرجل تأديب ولده ، والشعر أعلى مراتب الأدب "
وقد أسهم نقاد العرب الأفذاذ في تأصيل هذه الوظيفة متخذين من وجهات نظر قائد هذه الأمة العظيم النبي الكريم معيارا لجودة الشعر و رداءته يحتكمون فيه إلى ما يدعو الشاعر من فضل وخلق في أبياته رابطين بين الدين والشعر يقول د/ وليد قصاب :" وكان هنالك فريق آخر من نقاد العرب أخذ بالمعيار الخلقي ، و آمن بدور الشعر الإصلاحي والتهذيبي ، فحاسب الشاعر على استهتاره بالقيم ومن هؤلاء الأنباري الذي كتب إلى ابن المعتز يلومه لأنه يروي شعر أبي نواس على ما فيه من فحش وجون ، ويقول له:" إن شعر هذا الخليع ألا يتلقاه الناس بألسنتهم ولا يدونونه في كتبهم ، و لايحمله متقدمهم إلى متأخرهم ".
ونجد الباقلاني الذي انتقد وعاب معلقة أمريء القيس من زاوية خلقية . كذلك ابن حزم الذي نفى كثيرا من الشعر ، لأنه يضر بأخلاق الناشئة .
في نظر النقاد قديما كان الشعر يهدف إلى قيمة أخلاقية وهذا ما ذهب إليه ابن طباطبا في كتابه عيار الشعر :"فهو فيما يمتلكه من قدرة إجرائية مدارها الإسهام في تغيير الإنسان وتغيير رؤيته للعالم فهم يعتبرون أن الشعر أنفذ من نفث السحر فهو يسخي الشحيح و يشجع الجبان ، فابن طباطبا العلوي يجمع ما بين الغايتين اللذية و الخلقية فإنه أكثر جنوحا إلى تأكيد المتعة الجمالية الخالصة ، لأنها هي التي تتحقق في الفهم أولا :" إذ تصبح في نفاذها إلى الفهم كقوة السحر ويكون أثر الشعر الجميل عندئذ أن يسل السخائم و يحلل العقد ويسخي الشحيح و يشجع الجبان"*4
فهو يدعو إلى ترسيخ الفضائل تلك التي يمتاز بها الإنسان عن الحيوان من عقل وشجاعة وعدل وعفة .
:101::101::101:
وظائف خُلُقيّة:
لم يحضر الإسلام قول الشعر مثل ما فعل أفلاطون في معرض حديثه عن المدينة الفاضلة ، بل إنه رسخ القيم الفاضلة التي يدعو إليها الشعر وتمم مكارم الأخلاق ووجه الشعر وجههته الخلقية القويمة التي تبني و لا تهدم يقول د/ وليد قصاب " أستاذ الأدب والنقد بجامعة الأمام محمد بن سعود الإسلامية للتأكيد على هذا الأمر:" ثم جاء الإسلام فحدد للأدب رسالة تتمثل في الدعوة إلى الحق ومجاهدة الباطل لإرساء قيم فاضلة نبيلة ، وصارت الكلمة أمانة يحملها الشرفاء".
وقد أتى البيان النبوي متتما لموقف القران الكريم من الشعر فصل فيه وبين ما خفي عليهم في موقف القرآن من الشعر ، ورعى اتجاهات الشعراء الفكرية فوقف موجها تارة ومسددا تارة بنفس النبوة الصادق وحلم النبي الكريم فيعتبر صلى الله عليه وسلم قد تكون وجهة نظر شخصية الراعي الأول ومن أرسى دعائم وظيفة الشعر الخلقية وبيان أهميته في بناء الأخلاق.
ونجد الخلفاء رضوان الله عليهم يؤكدون على وظيفة الشعر الخلقية ، فهذا الخليفة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه يحث معلم أولاده على تعليمهم الشعر لأنه المؤدب الخلقي الأول :" يجب على الرجل تأديب ولده ، والشعر أعلى مراتب الأدب "
وقد أسهم نقاد العرب الأفذاذ في تأصيل هذه الوظيفة متخذين من وجهات نظر قائد هذه الأمة العظيم النبي الكريم معيارا لجودة الشعر و رداءته يحتكمون فيه إلى ما يدعو الشاعر من فضل وخلق في أبياته رابطين بين الدين والشعر يقول د/ وليد قصاب :" وكان هنالك فريق آخر من نقاد العرب أخذ بالمعيار الخلقي ، و آمن بدور الشعر الإصلاحي والتهذيبي ، فحاسب الشاعر على استهتاره بالقيم ومن هؤلاء الأنباري الذي كتب إلى ابن المعتز يلومه لأنه يروي شعر أبي نواس على ما فيه من فحش وجون ، ويقول له:" إن شعر هذا الخليع ألا يتلقاه الناس بألسنتهم ولا يدونونه في كتبهم ، و لايحمله متقدمهم إلى متأخرهم ".
ونجد الباقلاني الذي انتقد وعاب معلقة أمريء القيس من زاوية خلقية . كذلك ابن حزم الذي نفى كثيرا من الشعر ، لأنه يضر بأخلاق الناشئة .
في نظر النقاد قديما كان الشعر يهدف إلى قيمة أخلاقية وهذا ما ذهب إليه ابن طباطبا في كتابه عيار الشعر :"فهو فيما يمتلكه من قدرة إجرائية مدارها الإسهام في تغيير الإنسان وتغيير رؤيته للعالم فهم يعتبرون أن الشعر أنفذ من نفث السحر فهو يسخي الشحيح و يشجع الجبان ، فابن طباطبا العلوي يجمع ما بين الغايتين اللذية و الخلقية فإنه أكثر جنوحا إلى تأكيد المتعة الجمالية الخالصة ، لأنها هي التي تتحقق في الفهم أولا :" إذ تصبح في نفاذها إلى الفهم كقوة السحر ويكون أثر الشعر الجميل عندئذ أن يسل السخائم و يحلل العقد ويسخي الشحيح و يشجع الجبان"*4
فهو يدعو إلى ترسيخ الفضائل تلك التي يمتاز بها الإنسان عن الحيوان من عقل وشجاعة وعدل وعفة .
:101::101::101: