خبرعاجل
19-05-2011, 05:40 PM
المختصر / ترتكب أسرة آل صباح الخطأ مرة أخرى بتهاونها في التعامل مع التحديات الإقليمية وخاصة التدخلات الإيرانية في شؤون دول الخليج العربي، وذلك بعدم قراءتها المخططات الإيرانية لإقامة جمهورية إسلامية في البحرين، وعدم تعرفها جيدا على أبعاد التحركات من قبل بعض نوابها المحسوبين على إيران، والزيارات واجتماعات العمل بينهم ومعهم نواب بحرينيون في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية. يكفي حكام الكويت أن يعرفوا أنهم بصمتهم وتأييد بعض أعضاء أسرة آل صباح للمواقف الإيرانية لن يقدموا خدمة لوضعهم السياسي ولا للموقف الخليجي من التحديات الإيرانية المعلنة والصريحة للدول الخليجية.
بكل هذا الخذلان ترتكب الكويت ما ارتكبته في تسعينات القرن الماضي حين تجاهلت الدعوات لإصلاح العلاقات الكويتية العراقية والابتعاد عن تجاهل المخاطر التي تتعرض لها الكويت من جار قوي. وبدلا من إصلاح ذات البين أو الاستعداد للمخاطر بجدية، انغمس حكام الكويت في الاتكال على حسن النوايا وسمعة الغرب القوي والتحالف معه، دون أن يعلموا أن أي مبتدأ في عالم السياسة يعرف أن العمل بجدية لإبعاد المخاطر يستوجب وضع الخطط وتنفيذها، لا الولوغ في التجاهل والابتعاد عن التحالف مع إخوته في المنطقة والذين دائما ما دفعوا الثمن باهظا لقصر نظر راسمي السياسة الكويتية.
تنظر الأوساط الخليجية وخاصة في السعودية بقلق إلى البرود الكويتي وتدعو الله ألا تعود نفس السياسة المتجاهلة التي حكمت الكويت في 1990. وعلى الرغم من التحذيرات التي وجهت من قبل الساسة الخليجيين في البحرين والسعودية والإمارات لصانع القرار الكويتي، إلا أنهم ووجهوا بتعنت غريب برز في إعادة تسمية رئيس الوزراء الكويتي الشيخ ناصر المحمد الصباح مرة أخرى في ظل أصوات قوية تتهم الشيخ بأنه يميل إلى التخاذل ضد إيران، بل أن البعض يرسم علامات استفهام على تبعيته لإيران ويضرب مثلا بان هذا الشيخ زار إيران أكثر من زيارته للدول الخليجية مجتمعة.
الأمر الأخر الذي يغضب الخليجيين، هو ان ناصر المحمد الصباح يحتضن بل ويرعى شخصيات إيرانية كويتية أحدها رجل الأعمال والإعلام محمود حيدر، والذي يدير حملة دعاية ضد عرب الخليج في قنواته وصحفه، بل انه وبكلمات بارزة وصف الملك السعودي بأنه كوهين الخليج. مر هذا الوصف وكأنه يصدر في طهران لا الكويت التي حررت بدماء السعوديين وأموالهم. وبالطبع كل هذا يجعل السعوديين يتململون من جار لا يرعى وفاء ولا حياء بل يصمت ويدعم حملات الشتم والسب والقذف ضده وهو منْ هو في رعايته لهذا الجار الصغير الذي محي في ساعة واحدة لولا قبلة حياة أتته من جاره الكبير وكانت قبلة باهظة الثمن.
ما حدث في البحرين ليس ثورة مواطنين شيعة ضد حكام سنة، بل هي بدأت بمطالبات شعبية سلمية محقة، وكلنا يقف احتراما لها ولا نرضى بأن نقسم كعرب إلى شيعة أو سنة. ولكن نرفض أن يقوم الفرس عبر حزب الله فرع الخليج بهذه التحركات لإعلان مطالبه بإقامة جمهورية فارسية في البحرين. وما هي البحرين؟ هي بلد يحكمها آل خليفة وهم عرب من العتوب الذين ينتمي إليهم آل صباح أنفسهم. وكانت عشيرة العتوب التي تنحدر من قبيلة عنزه قد انتقلت من مضاربها في منطقة الافلاج جنوب الرياض إلى ضفاف الخليج بحثا عن الرزق، واستثمرت قوتها في الزبارة في قطر ثم انتقلت إلى البحرين حيث توجهت أسرة آل صباح بعدها إلى الكويت لتقيم إمارتها هناك.
المثير للشفقة أن أبناء العم والعشيرة الواحدة لا يمدون أيديهم لنجدة إخوتهم حين تعرضت أسرة آل خليفة لمشروع فارسي لتصفية وجودها من البحرين التي حررتها أسرة آل خليفة من الاستعمار الفارسي في النصف الثاني من القرن السابع عشر الميلادي. وهذه البحرين التي تدعي فارس أنها قطعة منها متجاهلة أن هذه الجزيرة عربية إلى النخاع، بل كانت مملكة مرهوبة الجانب اسمها دلمون قاتلت الفينيق قبل أن تصبح للفرس جينات تتوارث. هذه البحرين بقيادة آل خليفة وحين ادلهمت عليها الأمور لم تقف معها شقيقتها أسرة آل صباح، بل تداعت لها الأسر الخليجية حتى أعداء الأمس من آل ثاني أرسلوا قواتهم، بينما تهاون آل صباح راسمين علامات استفهام كبيرة، وحين ووجهوا باتهامات ساخنة أرسلوا على استحياء قاربين يقفان في البحر خجلا وحياء من فرس المنطقة.ما يثير الفزع أن ثمة مواثيق خليجية بنصرة دوله بعضها البعض في حال تعرض أمن هذه الدول إلى خطر. ولكن الشيخ ناصر المحمد حبيب الفرس لا يريد إغضاب العيون الفارسية الجميلة ولا أن تتوقف هدايا السجاد الشيرازي لقصره، وهو يتناسى أن آل صباح مردهم إلى إخوتهم في الخليج، وحتى لو تخاذل آل صباح أو حتى آل خليفة عن عروبة البحرين سنبقى نحن عرب الجزيرة أوفياء لعهد أجدادنا للؤلؤة الخليج العربي.
في ظل التهافت الكويتي سيأتي اليوم الذي تصيح فيه صفارات الإنذار في الساعة الثانية صباحا لتعلن مولد عهد جديد من الوفاء في ظل التخاذل والنكران المحزن. ولكي لا يأتي هذا اليوم، على الحكومات الخليجية وخاصة السعودية أن تفعل كل ما في وسعها لتحذير الكويتيين بأن بقاء شخص مثل ناصر المحمد في سدة رئاسة الوزراء هو خطر ليس على الكويت فقط بل على الخليج.وكي لا ننسى، فأن علينا أن نفهم أن اختراق إيران لمنظومة الأمن الكويتية وخاصة الحواسيب في وزارة الداخلية لا يتعلق بالكويت فقط بل وبكافة دول الخليج حيث أن هناك منظومة الكترونية موحدة تمكن أي دولة خليجية من الوصول إلى المعلومات الشخصية عن المواطنين في أي دولة أخرى. وهؤلاء الإيرانيون ومنْ قبض عليهم ضمن شبكة التجسس من كويتيين نعرف جيدا بل نؤكد انه وبفضل من ناصر المحمد سيتمتعون بالحرية قريبا ولن يحاسبوا ضمن مسلسل التخاذل الكويتي.
قبل ن ينتهي المقال يجب علينا التذكير: هل يعقل أن يكون عدد موظفي السفارة الإيرانية في الكويت ثلاثة ألاف موظف؟ الجواب على مكتب ناصر المحمد.
عبدالعزيز الخميس
المصدر: ميدل إيست أون لاين
بكل هذا الخذلان ترتكب الكويت ما ارتكبته في تسعينات القرن الماضي حين تجاهلت الدعوات لإصلاح العلاقات الكويتية العراقية والابتعاد عن تجاهل المخاطر التي تتعرض لها الكويت من جار قوي. وبدلا من إصلاح ذات البين أو الاستعداد للمخاطر بجدية، انغمس حكام الكويت في الاتكال على حسن النوايا وسمعة الغرب القوي والتحالف معه، دون أن يعلموا أن أي مبتدأ في عالم السياسة يعرف أن العمل بجدية لإبعاد المخاطر يستوجب وضع الخطط وتنفيذها، لا الولوغ في التجاهل والابتعاد عن التحالف مع إخوته في المنطقة والذين دائما ما دفعوا الثمن باهظا لقصر نظر راسمي السياسة الكويتية.
تنظر الأوساط الخليجية وخاصة في السعودية بقلق إلى البرود الكويتي وتدعو الله ألا تعود نفس السياسة المتجاهلة التي حكمت الكويت في 1990. وعلى الرغم من التحذيرات التي وجهت من قبل الساسة الخليجيين في البحرين والسعودية والإمارات لصانع القرار الكويتي، إلا أنهم ووجهوا بتعنت غريب برز في إعادة تسمية رئيس الوزراء الكويتي الشيخ ناصر المحمد الصباح مرة أخرى في ظل أصوات قوية تتهم الشيخ بأنه يميل إلى التخاذل ضد إيران، بل أن البعض يرسم علامات استفهام على تبعيته لإيران ويضرب مثلا بان هذا الشيخ زار إيران أكثر من زيارته للدول الخليجية مجتمعة.
الأمر الأخر الذي يغضب الخليجيين، هو ان ناصر المحمد الصباح يحتضن بل ويرعى شخصيات إيرانية كويتية أحدها رجل الأعمال والإعلام محمود حيدر، والذي يدير حملة دعاية ضد عرب الخليج في قنواته وصحفه، بل انه وبكلمات بارزة وصف الملك السعودي بأنه كوهين الخليج. مر هذا الوصف وكأنه يصدر في طهران لا الكويت التي حررت بدماء السعوديين وأموالهم. وبالطبع كل هذا يجعل السعوديين يتململون من جار لا يرعى وفاء ولا حياء بل يصمت ويدعم حملات الشتم والسب والقذف ضده وهو منْ هو في رعايته لهذا الجار الصغير الذي محي في ساعة واحدة لولا قبلة حياة أتته من جاره الكبير وكانت قبلة باهظة الثمن.
ما حدث في البحرين ليس ثورة مواطنين شيعة ضد حكام سنة، بل هي بدأت بمطالبات شعبية سلمية محقة، وكلنا يقف احتراما لها ولا نرضى بأن نقسم كعرب إلى شيعة أو سنة. ولكن نرفض أن يقوم الفرس عبر حزب الله فرع الخليج بهذه التحركات لإعلان مطالبه بإقامة جمهورية فارسية في البحرين. وما هي البحرين؟ هي بلد يحكمها آل خليفة وهم عرب من العتوب الذين ينتمي إليهم آل صباح أنفسهم. وكانت عشيرة العتوب التي تنحدر من قبيلة عنزه قد انتقلت من مضاربها في منطقة الافلاج جنوب الرياض إلى ضفاف الخليج بحثا عن الرزق، واستثمرت قوتها في الزبارة في قطر ثم انتقلت إلى البحرين حيث توجهت أسرة آل صباح بعدها إلى الكويت لتقيم إمارتها هناك.
المثير للشفقة أن أبناء العم والعشيرة الواحدة لا يمدون أيديهم لنجدة إخوتهم حين تعرضت أسرة آل خليفة لمشروع فارسي لتصفية وجودها من البحرين التي حررتها أسرة آل خليفة من الاستعمار الفارسي في النصف الثاني من القرن السابع عشر الميلادي. وهذه البحرين التي تدعي فارس أنها قطعة منها متجاهلة أن هذه الجزيرة عربية إلى النخاع، بل كانت مملكة مرهوبة الجانب اسمها دلمون قاتلت الفينيق قبل أن تصبح للفرس جينات تتوارث. هذه البحرين بقيادة آل خليفة وحين ادلهمت عليها الأمور لم تقف معها شقيقتها أسرة آل صباح، بل تداعت لها الأسر الخليجية حتى أعداء الأمس من آل ثاني أرسلوا قواتهم، بينما تهاون آل صباح راسمين علامات استفهام كبيرة، وحين ووجهوا باتهامات ساخنة أرسلوا على استحياء قاربين يقفان في البحر خجلا وحياء من فرس المنطقة.ما يثير الفزع أن ثمة مواثيق خليجية بنصرة دوله بعضها البعض في حال تعرض أمن هذه الدول إلى خطر. ولكن الشيخ ناصر المحمد حبيب الفرس لا يريد إغضاب العيون الفارسية الجميلة ولا أن تتوقف هدايا السجاد الشيرازي لقصره، وهو يتناسى أن آل صباح مردهم إلى إخوتهم في الخليج، وحتى لو تخاذل آل صباح أو حتى آل خليفة عن عروبة البحرين سنبقى نحن عرب الجزيرة أوفياء لعهد أجدادنا للؤلؤة الخليج العربي.
في ظل التهافت الكويتي سيأتي اليوم الذي تصيح فيه صفارات الإنذار في الساعة الثانية صباحا لتعلن مولد عهد جديد من الوفاء في ظل التخاذل والنكران المحزن. ولكي لا يأتي هذا اليوم، على الحكومات الخليجية وخاصة السعودية أن تفعل كل ما في وسعها لتحذير الكويتيين بأن بقاء شخص مثل ناصر المحمد في سدة رئاسة الوزراء هو خطر ليس على الكويت فقط بل على الخليج.وكي لا ننسى، فأن علينا أن نفهم أن اختراق إيران لمنظومة الأمن الكويتية وخاصة الحواسيب في وزارة الداخلية لا يتعلق بالكويت فقط بل وبكافة دول الخليج حيث أن هناك منظومة الكترونية موحدة تمكن أي دولة خليجية من الوصول إلى المعلومات الشخصية عن المواطنين في أي دولة أخرى. وهؤلاء الإيرانيون ومنْ قبض عليهم ضمن شبكة التجسس من كويتيين نعرف جيدا بل نؤكد انه وبفضل من ناصر المحمد سيتمتعون بالحرية قريبا ولن يحاسبوا ضمن مسلسل التخاذل الكويتي.
قبل ن ينتهي المقال يجب علينا التذكير: هل يعقل أن يكون عدد موظفي السفارة الإيرانية في الكويت ثلاثة ألاف موظف؟ الجواب على مكتب ناصر المحمد.
عبدالعزيز الخميس
المصدر: ميدل إيست أون لاين