أبووصال
30-05-2011, 02:39 PM
إن اعظم صدقه يستطيع المرء إعطائها للأخرين حقاً هي التفاؤل .
كل ماينبغي علينا يا اخوان فعله لصغارنا هو غرس الامل في عقولهم بدلاً من حقن اوردتهم بمعلومات لاقيمة لها .
فما الطائل من وراء فتح الابواب على مصراعيها لو ان صغارنا لايقوون على المشي للوصول الى هذه الابواب بسبب ما اصابهم من دوار.
فالعقل البشري يتارجح مابين امل واخر وليس بين متعه واخرى...
فاعلموا ان العالم يذخر بالعديد من المشكلات والمزيد من الظلم ,ولكن يجب ان نعلم انه من المهم ايضاً ان نمدح جمال الصباح مثلما نتحدث عن العيش في ذل وبؤس .فاننا لانستطيع كتابة اي شئ دون اظهار الامل فيه .
اعطوا الامل لانفسكم واعطوه لغيركم ولاتبخلوا .
في احد المستشفيات كان هناك مريضان هرمان في غرفة واحده كلاهما به مرض عضال ,احدهما كان مسموحا له بالجلوس في سريره لمدة ساعه يوميا بعد العصر ولحسن حظه فقد كان سريره بجانب النافذه الوحيده في الغرفه .اما الاخر فكان عليه ان يبقى مستلقيا على ظهره طوال الوقت.
كان المريضان يقضيان وقتهما في الكلام ,دون ان يرى احدهما الاخر ,لان كلا منهما كان مستلقيا على ظهره ناظرا الى السقف .تحدثا عن اهليهما وعن بيتهما وعن حياتهما ,وعن كل شئ .
وفي كل يوم بعد العصر كان الاول يجلس في سريره حسب اوامر الطبيب وينظر في النافذه ,ويصف لصاحبه العالم الخارجي .
وكان الاخر ينتظر هذه الساعه كما ينتظرها الاول .لانها تجعل حياته مفعمه بالحيويه .وهويستمع لوصف صاحبه للحياة في الخارج كان يحكي له عن الحديقه والبحيره الكبيره التي يسبح فيها البط ,وتطفو عليها اوراق الزهور الرائعه ,وعن الاطفال الذين يمرحون حولها والكبار الذين يتمشون على حافتها وعن اخرين الذين يجلسون في ظلال الاشجار بجانب الزهور ذات الالوان الجذابه .ومنظر السماء الذي كان بديعا يسر الناظرين .
كان رائعا في وصفه ورقيقا في كلامه ومبدعا في التعبير لدرجة جعلت المريض الاخر ينصت في ذهول .مستمتعا بما يسمع ومغمضا عينيه متخيلا هذا المنظر الجميل للحياة المفعمه بالزهو...
ومرت الايام والاسابيع وكل منهما سعيد بصاحبه ..
وفي احد الايام جاءت الممرضه صباحا لخدمتهما كعادتها فوجدت المريض الذي بجانب النافذه قد قضى نحبه خلال الليل .ولم يعلم الاخر بوفاته الا من خلال حديث الممرضه عبر الهاتف وهي تطلب المساعده لاخراجه من الغرفه فحزن على صاحبه اشد الحزن ...
مرت ايام عديده ومازال الصديق يحن لصديقه ويتذكره كثيرا وعندما وجد الفرصة مناسبه طلب من الممرضه ان تنقل سريره الى جانب النافذه .ليعيش باقي ايامه في مكان صاحبه .ويتذكر حديثه كلما حانت ساعة العصر .ذلك الحديث الشائق العذب الذي كان يرفع من همته ويزكي نفسه ..
وقرر ان يحاول الجلوس ليعوض مافاته في هذه الساعه ,وتحامل على نفسه وهو يتالم ورفع راسه رويدا رويدا مستعينا بذراعيه ثم اتكأ على احد مرفقيه وادار بوجهه ببطء شديد تجاه النافذه لينظر الى العالم الخارجي الذي كان يصفه له صاحبه .ولكن كانت مفاجئه ....انه لم ير امامه الا جدارا اصما من جدران المستشفى ,,فقد كانت النافذه على ساحة داخليه ..فنادى الممرضه وسالها ان كانت هذه هي النافذه التي كان صاحبه ينظر من خلالها ,
فاجابت انها هي ,,فالغرفة ليس فيها سوى نافذه واحده ..
ثم سالته عن سبب تعجبه ,,فقص عليها ماكان يرى صاحبه عبر النافذه وما كان يصفه له ...
كان تعجب الممرضه اكبر من تعجبه هو ,اذ قالت له ان المتوفي كان (اعمى)ولم يكن يرى حتى هذا الجدار الاصم ..ولعله اراد ان يجعل حياتك سعيده حتى لاتصاب باليأس فتتمنى الموت....
هنا وقفه...
انك اذا جعلت الناس سعداء فستتضاعف سعادتك ,ولكن اذا وزعت الاسى عليهم فسيزداد حزنك..قد ينسى الناس بعض ماتقوله لهم,وقد ينسون بعض ماتفعله لهم ,ولكنهم لن ينسوا الشعور الجميل الذي تزرعه في نفوسهم وتبنيه في شخصياتهم ....وليكن شعارنا جميعا وصية الله التي وردت في القران (وقولوا للناس حسناً)
اخوكم ابووصال
كل ماينبغي علينا يا اخوان فعله لصغارنا هو غرس الامل في عقولهم بدلاً من حقن اوردتهم بمعلومات لاقيمة لها .
فما الطائل من وراء فتح الابواب على مصراعيها لو ان صغارنا لايقوون على المشي للوصول الى هذه الابواب بسبب ما اصابهم من دوار.
فالعقل البشري يتارجح مابين امل واخر وليس بين متعه واخرى...
فاعلموا ان العالم يذخر بالعديد من المشكلات والمزيد من الظلم ,ولكن يجب ان نعلم انه من المهم ايضاً ان نمدح جمال الصباح مثلما نتحدث عن العيش في ذل وبؤس .فاننا لانستطيع كتابة اي شئ دون اظهار الامل فيه .
اعطوا الامل لانفسكم واعطوه لغيركم ولاتبخلوا .
في احد المستشفيات كان هناك مريضان هرمان في غرفة واحده كلاهما به مرض عضال ,احدهما كان مسموحا له بالجلوس في سريره لمدة ساعه يوميا بعد العصر ولحسن حظه فقد كان سريره بجانب النافذه الوحيده في الغرفه .اما الاخر فكان عليه ان يبقى مستلقيا على ظهره طوال الوقت.
كان المريضان يقضيان وقتهما في الكلام ,دون ان يرى احدهما الاخر ,لان كلا منهما كان مستلقيا على ظهره ناظرا الى السقف .تحدثا عن اهليهما وعن بيتهما وعن حياتهما ,وعن كل شئ .
وفي كل يوم بعد العصر كان الاول يجلس في سريره حسب اوامر الطبيب وينظر في النافذه ,ويصف لصاحبه العالم الخارجي .
وكان الاخر ينتظر هذه الساعه كما ينتظرها الاول .لانها تجعل حياته مفعمه بالحيويه .وهويستمع لوصف صاحبه للحياة في الخارج كان يحكي له عن الحديقه والبحيره الكبيره التي يسبح فيها البط ,وتطفو عليها اوراق الزهور الرائعه ,وعن الاطفال الذين يمرحون حولها والكبار الذين يتمشون على حافتها وعن اخرين الذين يجلسون في ظلال الاشجار بجانب الزهور ذات الالوان الجذابه .ومنظر السماء الذي كان بديعا يسر الناظرين .
كان رائعا في وصفه ورقيقا في كلامه ومبدعا في التعبير لدرجة جعلت المريض الاخر ينصت في ذهول .مستمتعا بما يسمع ومغمضا عينيه متخيلا هذا المنظر الجميل للحياة المفعمه بالزهو...
ومرت الايام والاسابيع وكل منهما سعيد بصاحبه ..
وفي احد الايام جاءت الممرضه صباحا لخدمتهما كعادتها فوجدت المريض الذي بجانب النافذه قد قضى نحبه خلال الليل .ولم يعلم الاخر بوفاته الا من خلال حديث الممرضه عبر الهاتف وهي تطلب المساعده لاخراجه من الغرفه فحزن على صاحبه اشد الحزن ...
مرت ايام عديده ومازال الصديق يحن لصديقه ويتذكره كثيرا وعندما وجد الفرصة مناسبه طلب من الممرضه ان تنقل سريره الى جانب النافذه .ليعيش باقي ايامه في مكان صاحبه .ويتذكر حديثه كلما حانت ساعة العصر .ذلك الحديث الشائق العذب الذي كان يرفع من همته ويزكي نفسه ..
وقرر ان يحاول الجلوس ليعوض مافاته في هذه الساعه ,وتحامل على نفسه وهو يتالم ورفع راسه رويدا رويدا مستعينا بذراعيه ثم اتكأ على احد مرفقيه وادار بوجهه ببطء شديد تجاه النافذه لينظر الى العالم الخارجي الذي كان يصفه له صاحبه .ولكن كانت مفاجئه ....انه لم ير امامه الا جدارا اصما من جدران المستشفى ,,فقد كانت النافذه على ساحة داخليه ..فنادى الممرضه وسالها ان كانت هذه هي النافذه التي كان صاحبه ينظر من خلالها ,
فاجابت انها هي ,,فالغرفة ليس فيها سوى نافذه واحده ..
ثم سالته عن سبب تعجبه ,,فقص عليها ماكان يرى صاحبه عبر النافذه وما كان يصفه له ...
كان تعجب الممرضه اكبر من تعجبه هو ,اذ قالت له ان المتوفي كان (اعمى)ولم يكن يرى حتى هذا الجدار الاصم ..ولعله اراد ان يجعل حياتك سعيده حتى لاتصاب باليأس فتتمنى الموت....
هنا وقفه...
انك اذا جعلت الناس سعداء فستتضاعف سعادتك ,ولكن اذا وزعت الاسى عليهم فسيزداد حزنك..قد ينسى الناس بعض ماتقوله لهم,وقد ينسون بعض ماتفعله لهم ,ولكنهم لن ينسوا الشعور الجميل الذي تزرعه في نفوسهم وتبنيه في شخصياتهم ....وليكن شعارنا جميعا وصية الله التي وردت في القران (وقولوا للناس حسناً)
اخوكم ابووصال