ثلجة وردية
03-06-2011, 06:13 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركآته
إن من أهم السجايا الحميدة , التي ينبغي أن تسود بين أفراد المجتمع هو حسن الظن بالناس , لأن الله تعالى يقول :\" يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم \" [ الحجرات :3] , ولأن سوء الظن بالناس من الكبائر الباطنة , وهو مما يذم به العبد لأن ذلك قد يدفعه إلى احتقار الناس وعدم القيام بحقوقهم , والتواني في إكرامهم وإطالة اللسان في أعرضهم وكل هذه من المهلكات .قال عليه السلام :\" إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث \" متفق عليه
عن كعب بن مالك . قال : لم أتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة قط , إلا في غزوة تبوك .. الحديث وفيه \" ولم يذكرني رسول الله صل الله عليه وسلم – حتى بلغ تبوك فقال وهو جالس في القوم بتبوك :\" ما فعل كعب بن مالك ؟\" قال رجل من بني سلمة يا رسول الله حبسه برداه والنظر في عطفيه ( أي جانبيه , وهو إشارة إلى إعجابه بنفسه ) , فقال له معاذ بن جبل : بئس ما قلت والله يا رسول الله ما علمنا عليه إلا خيراً , فسكت رسول الله \" البخاري ومسلم
إن الإنسان العاقل يحمل الأقوال والأفعال على أحسن المحامل ما وجد إلى ذلك محملا , عن سعيد بن المسيب قال : كتب إلي بعض إخواني من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ضع أمر أخيك على أحسنه مالم يأتك ما يغلبك , ولا تظنن بكلمة خرجت من امرئ مسلم شراً وأنت تجد لها في الخير محملا.
إن الشخص الذي ديدنه سوء الظن بالناس هو إنسان موهوم .. يرى دخان بدون نار , إن ضحك له إنسان ظن أنه يتهكم به , وإن مازحه إنسان ظن أنه يسخر منه , وإن زاره إنسان في بيته ظن أنه يريد به مكروهاً , وإن قدم له طعاماً أو شراباً ظن أنه مليء بالسم , وإن بالغ أحد في تحيته وإكرامه ظن أنه يخادعه .. وبالجملة فإن صاحب هذا الخلق مصاب بنقص مركب خطير .. فهو يتوقع الشر من الأخيار , ويتوهم الأذى حتى من أقرب الناس له .
وكم لسوء الظن من عواقب وخيمة , وكم له من أضرار بالغة , كم له من أثر بغيض مذموم , لأن صاحبه لا يمكن أن يصفو له عيش , أو تقر له عين , أو ينعم له بال , لأنه ينام على فراش من الجمر , ويمشي على طريق من الشوك , ويتنفس في جو مليء باللهب والدخان , يحمل سر شقائه في قلبه ,ويكن سبب بؤسه في صدره . ولو أنه أحسن الظن بالناس وترك وسوسة الشيطان , وانشغل بنفسه عن سواه لكن أفضل عند الله وعند الناس ولنفسه كذلك .
روى أبو قلابة قال : إذا بلغك عن أخيك شيء تكرهه فالتمس له عذراً , فإن لم تجد له عذراً فقل : لعل له عذراً لا أعلمه .
وليس معنى ذلك أن نسرف في حسن الظن بالناس , فنأمنهم على أموالنا بدون كتابة ولا شهادة أو نمكنهم من أعراضنا بدون خوف ولا حذر , أو نطلعهم على أسرارنا بدون تحفظ ولا احتياط .. فتلك هي الغفلة التي ينهى الإسلام عنها , وتلك هي السذاجة التي يبرأ الدين منها , وذلك هو الغباء الذي يترفع عنه عاقل رشيد \" يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم \"[ النساء : 71] , ولكن معنى ذلك ألا نتسرع في الحكم على إنسان قبل معاملته , وألا نتعجل في نسبته إلى الخيانة والتجريح بدون دليل ولا برهان .
قال حمدون : إذا زل أخ من إخوانكم فا طلبوا له سبعين عذراً فإن لم تقبله قلوبكم فاعلموا أن المعيب أنفسكم حيث ظهر لمسلم سبعون عذراً فلم تقبله .
..}❀✿
إن من أهم السجايا الحميدة , التي ينبغي أن تسود بين أفراد المجتمع هو حسن الظن بالناس , لأن الله تعالى يقول :\" يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم \" [ الحجرات :3] , ولأن سوء الظن بالناس من الكبائر الباطنة , وهو مما يذم به العبد لأن ذلك قد يدفعه إلى احتقار الناس وعدم القيام بحقوقهم , والتواني في إكرامهم وإطالة اللسان في أعرضهم وكل هذه من المهلكات .قال عليه السلام :\" إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث \" متفق عليه
عن كعب بن مالك . قال : لم أتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة قط , إلا في غزوة تبوك .. الحديث وفيه \" ولم يذكرني رسول الله صل الله عليه وسلم – حتى بلغ تبوك فقال وهو جالس في القوم بتبوك :\" ما فعل كعب بن مالك ؟\" قال رجل من بني سلمة يا رسول الله حبسه برداه والنظر في عطفيه ( أي جانبيه , وهو إشارة إلى إعجابه بنفسه ) , فقال له معاذ بن جبل : بئس ما قلت والله يا رسول الله ما علمنا عليه إلا خيراً , فسكت رسول الله \" البخاري ومسلم
إن الإنسان العاقل يحمل الأقوال والأفعال على أحسن المحامل ما وجد إلى ذلك محملا , عن سعيد بن المسيب قال : كتب إلي بعض إخواني من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ضع أمر أخيك على أحسنه مالم يأتك ما يغلبك , ولا تظنن بكلمة خرجت من امرئ مسلم شراً وأنت تجد لها في الخير محملا.
إن الشخص الذي ديدنه سوء الظن بالناس هو إنسان موهوم .. يرى دخان بدون نار , إن ضحك له إنسان ظن أنه يتهكم به , وإن مازحه إنسان ظن أنه يسخر منه , وإن زاره إنسان في بيته ظن أنه يريد به مكروهاً , وإن قدم له طعاماً أو شراباً ظن أنه مليء بالسم , وإن بالغ أحد في تحيته وإكرامه ظن أنه يخادعه .. وبالجملة فإن صاحب هذا الخلق مصاب بنقص مركب خطير .. فهو يتوقع الشر من الأخيار , ويتوهم الأذى حتى من أقرب الناس له .
وكم لسوء الظن من عواقب وخيمة , وكم له من أضرار بالغة , كم له من أثر بغيض مذموم , لأن صاحبه لا يمكن أن يصفو له عيش , أو تقر له عين , أو ينعم له بال , لأنه ينام على فراش من الجمر , ويمشي على طريق من الشوك , ويتنفس في جو مليء باللهب والدخان , يحمل سر شقائه في قلبه ,ويكن سبب بؤسه في صدره . ولو أنه أحسن الظن بالناس وترك وسوسة الشيطان , وانشغل بنفسه عن سواه لكن أفضل عند الله وعند الناس ولنفسه كذلك .
روى أبو قلابة قال : إذا بلغك عن أخيك شيء تكرهه فالتمس له عذراً , فإن لم تجد له عذراً فقل : لعل له عذراً لا أعلمه .
وليس معنى ذلك أن نسرف في حسن الظن بالناس , فنأمنهم على أموالنا بدون كتابة ولا شهادة أو نمكنهم من أعراضنا بدون خوف ولا حذر , أو نطلعهم على أسرارنا بدون تحفظ ولا احتياط .. فتلك هي الغفلة التي ينهى الإسلام عنها , وتلك هي السذاجة التي يبرأ الدين منها , وذلك هو الغباء الذي يترفع عنه عاقل رشيد \" يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم \"[ النساء : 71] , ولكن معنى ذلك ألا نتسرع في الحكم على إنسان قبل معاملته , وألا نتعجل في نسبته إلى الخيانة والتجريح بدون دليل ولا برهان .
قال حمدون : إذا زل أخ من إخوانكم فا طلبوا له سبعين عذراً فإن لم تقبله قلوبكم فاعلموا أن المعيب أنفسكم حيث ظهر لمسلم سبعون عذراً فلم تقبله .
..}❀✿