أم غلوية
08-06-2011, 08:40 AM
أبناء امرأة لوط !
خلقنا الله بأرجل، وقال للناس سيروا في الأرض، فسار الناس يجولون العالم، استقروا في سهولها وجبالها ووديانها يسبحون في أنهارها وبحرها، ويسبّحون خالقها ويشكرونه على نعمة السير إلى الأمام!
بعد الخلق بآلاف السنوات، في مكان ما في الكرة الأرضية، اكتشف العلماء أصنافا غريبة من الناس، بعكس الناس يسيرون للخلف، ينظرون للخلف، يقودون سياراتهم للخلف، قطاراتهم تعود للمحطات ولا تذهب إليها، لا وجود لكلمة نذهب ويذهبون في قواميسهم، وأهم شعاراتهم «عائدون»!
واكتشفوا في هذه الأمة، ان مستوى النظر عندها يعاني من عيوب كثيرة، أمة لا تستطيع النظر أكثر من متر واحد أمامها ولكنها قادرة على النظر إلى ألفي سنة للوراء بكل سهولة، وتستطيع أن ترى ماذا قال وفعل المعتصم وعدد جيوشه وعسسه وحرسه، يراهم أمامه كما يرى فيلما عربيا قديما لكنه لا يستطيع أن ينظر تحت قدميه!
واكتشفوا في المختبرات خللا جينيا وراثيا في قدرات التحليل وقراءة ما يحدث أمامهم ولا يهمهم كثيرا من يحكمهم اليوم بقدر ما يهمهم من حكمهم قبل ألف سنة، ولخلل في بُعد نظرهم يعيشون في وهم أن بن لادن حالياً يسبح في إحدى جزر الكاريبي، وأن صدام مازال حيا ولديه مطعم في البصرة ومن أعدم شبيهه، وان عبدالناصر ليس زعيما حقيقياً إنما رجل آلي اخترعه الغرب ليخدع الناس بشعاراته... لكنه يستطيع أن يحلل لك وفقا لدراسات معمقة كل أحداث الماضي، ويعدد حتى أسماء أمهات القتلى في حربي صفين والجمل!
واكتشفوا سلوكيات غريبة، فهم يقرؤون الجرائد من الخلف وليس من الصفحة الأولى، ويحبون قراءة الكتب القديمة ومشاهدة المسلسلات والأفلام القديمة والاستماع إلى الأغاني المتحجرة، وفي نومهم ويقظتهم يحلمون بالعيش في الماضي ولا يتبعون أنفسهم في التفكير للأمام فآخرتها حفرة متر في متر!
واكتشفوا أيضا أن السائرين إلى الأمام في بلادهم متهمون بالزندقة والكفر والانحلال والتبعية ونكاح الأقارب، ويخرج أحدهم على قومه قائلا: «انظروا للغرب وتقدمهم ماذا جلب لهم من دمار اجتماعي وأخلاقي، وهم أبشع من الأنعام وأرذل» فيقتنعون ببساطة أن تخلفهم أشرف من تقدم غيرهم، وان بعارينهم أجمل من طائرات غيرهم، ولا غرابة أن تجد أحدهم يكتب متباهيا أن العلماء في الغرب أثبتوا أن المشي للخلف له سبع فوائد، فهو يصفي الذهن ويقوي فقرات الظهر ويبعد من الشيطان وينير قلبك وينمي العضلات ويزيد الحياء ويكثر من النعماء... وهذا ما نعرفه قبل الغرب بألف سنة!
في مكان ما قبل الآلاف من السنوات، كانت الاستعدادات جارية بعد لحظات سينزل العذاب الإلهي على قوم عصوا رب العباد، وأرسل الرب رسله إلى الصالحين منهم، اخرجوا منها ولا تنظروا للخلف، فخرجوا منها مسرعين، وهلكت امرأة نظرت إلى الخلف!
ونحن أبناء امرأة لوط...!
أعجبني هذا الموضوع وأحببت أن تشاركونني متعته ....
للكاتب : جعفر رجب,,,,
جريدة الرأي الكويتية ...
تاريخ الإصدار : 7-6-20011م - الثلاثاء
تقبلوا تحـــــياتي
:101::101::101:
خلقنا الله بأرجل، وقال للناس سيروا في الأرض، فسار الناس يجولون العالم، استقروا في سهولها وجبالها ووديانها يسبحون في أنهارها وبحرها، ويسبّحون خالقها ويشكرونه على نعمة السير إلى الأمام!
بعد الخلق بآلاف السنوات، في مكان ما في الكرة الأرضية، اكتشف العلماء أصنافا غريبة من الناس، بعكس الناس يسيرون للخلف، ينظرون للخلف، يقودون سياراتهم للخلف، قطاراتهم تعود للمحطات ولا تذهب إليها، لا وجود لكلمة نذهب ويذهبون في قواميسهم، وأهم شعاراتهم «عائدون»!
واكتشفوا في هذه الأمة، ان مستوى النظر عندها يعاني من عيوب كثيرة، أمة لا تستطيع النظر أكثر من متر واحد أمامها ولكنها قادرة على النظر إلى ألفي سنة للوراء بكل سهولة، وتستطيع أن ترى ماذا قال وفعل المعتصم وعدد جيوشه وعسسه وحرسه، يراهم أمامه كما يرى فيلما عربيا قديما لكنه لا يستطيع أن ينظر تحت قدميه!
واكتشفوا في المختبرات خللا جينيا وراثيا في قدرات التحليل وقراءة ما يحدث أمامهم ولا يهمهم كثيرا من يحكمهم اليوم بقدر ما يهمهم من حكمهم قبل ألف سنة، ولخلل في بُعد نظرهم يعيشون في وهم أن بن لادن حالياً يسبح في إحدى جزر الكاريبي، وأن صدام مازال حيا ولديه مطعم في البصرة ومن أعدم شبيهه، وان عبدالناصر ليس زعيما حقيقياً إنما رجل آلي اخترعه الغرب ليخدع الناس بشعاراته... لكنه يستطيع أن يحلل لك وفقا لدراسات معمقة كل أحداث الماضي، ويعدد حتى أسماء أمهات القتلى في حربي صفين والجمل!
واكتشفوا سلوكيات غريبة، فهم يقرؤون الجرائد من الخلف وليس من الصفحة الأولى، ويحبون قراءة الكتب القديمة ومشاهدة المسلسلات والأفلام القديمة والاستماع إلى الأغاني المتحجرة، وفي نومهم ويقظتهم يحلمون بالعيش في الماضي ولا يتبعون أنفسهم في التفكير للأمام فآخرتها حفرة متر في متر!
واكتشفوا أيضا أن السائرين إلى الأمام في بلادهم متهمون بالزندقة والكفر والانحلال والتبعية ونكاح الأقارب، ويخرج أحدهم على قومه قائلا: «انظروا للغرب وتقدمهم ماذا جلب لهم من دمار اجتماعي وأخلاقي، وهم أبشع من الأنعام وأرذل» فيقتنعون ببساطة أن تخلفهم أشرف من تقدم غيرهم، وان بعارينهم أجمل من طائرات غيرهم، ولا غرابة أن تجد أحدهم يكتب متباهيا أن العلماء في الغرب أثبتوا أن المشي للخلف له سبع فوائد، فهو يصفي الذهن ويقوي فقرات الظهر ويبعد من الشيطان وينير قلبك وينمي العضلات ويزيد الحياء ويكثر من النعماء... وهذا ما نعرفه قبل الغرب بألف سنة!
في مكان ما قبل الآلاف من السنوات، كانت الاستعدادات جارية بعد لحظات سينزل العذاب الإلهي على قوم عصوا رب العباد، وأرسل الرب رسله إلى الصالحين منهم، اخرجوا منها ولا تنظروا للخلف، فخرجوا منها مسرعين، وهلكت امرأة نظرت إلى الخلف!
ونحن أبناء امرأة لوط...!
أعجبني هذا الموضوع وأحببت أن تشاركونني متعته ....
للكاتب : جعفر رجب,,,,
جريدة الرأي الكويتية ...
تاريخ الإصدار : 7-6-20011م - الثلاثاء
تقبلوا تحـــــياتي
:101::101::101: