راضـــي
24-03-2005, 11:14 AM
هذه مجموعة قصائد للمتنبي أتمنى ان تنال الاعجـــاب
*** على قدر اهل العزم تأتي العزائم ***
على قدر أهل العزم تأتي العزائم **** وتأتي على قدر الكرام المكارم
و تعـظم في عين الصغير صغارها **** وتصغــر في عين العظيم العظائم
يكلف سيف الــدولة اليوم همه **** و قد عجزت عنه الجيوش الخضارم
و يطلب عند الناس ما عند نفسه **** و ذلك ما لا تدعيه الضراغــم
يفدي أتم الطيــر عمرا سلاحه **** نسور الفلا أحداثها و االقشاعم
و ما ضرها خلق بغير مخالب **** وقد خلقت أسيافه و القوائم
هل الحدث الحمراء تعرف لونها **** و تعلم أي الساقيين االغمائم
سقتها الغمام الغر قبل نزولــه **** فلما دنا منها سقتها الجماجم
بناها فاعلى و القنا يقرع القنا **** و موج المنايا حولها متلاطم
و كان بها مثل الجنون فاصبحت **** ومن جثث القتلى عليها تمائم
طريدة دهــر ساقها فرددتها **** على الدين بالخطي و الدهر راغم
تفيت الليالي كل شيء اخذته **** و هن لما يأخذن منك غوارم
إذا كان ما تنويه فعلا مضــارعا **** مضى قبل ان تلقى عليه الجوازم
و كيف ترجى الروم و الفرس هدمها **** و ذا الطعن آساس لها و دعائم
و قــد حاكموها و المنايا حواكم **** فما مات مظلوم ولا عاش ظالم
أتوك يجــرون الحديــد كأنما ****سروا بجياد مالهــن قوائــم
إذا برقوا لم تعرف البيض منهم **** ثيابهم من مثلها و العمائم
خميس بشرق الأرض و الغرب **** زحفه و في أذن الجوزاءمنه زمازم
تجمّــَع فيه كل لِِسْنٍ و أمة **** فما يُفهم الحدَّاث إلا التراجم
فللّه وقت ذوب الغش ناره **** فلم يبق إلا صارم أو ضبارم
تقطَّع مالا يقطع الدهر و القنا **** و فر من الفرسان من لا يصادم
وقفت و ما في الموت شك لواقف **** كأنك في جفن الردى و هو نائم
تمر بك الأبطال كلمى هزيمة **** و وجهك وضاح و ثغرك باسم
تجاوزت مقدار الشجاعة و النهى **** إلى قول قوم انت بالغيب عالم
ضممت جناحيهم على القلب ضمة **** تموت الخوافي تحتها و القوادم
بضرب اتى الهامات و النصر غائب **** و صار إلى اللبات و النصر قاد
حقرت الردينيات حتى طرحتها **** و حتى كأن السيف للرمح شاتم
و من طلب الفتح الجليل فإنما **** مفاتيحه البيض الخفاف الصوارم
نثرتهم فوق الأُحَيدب كله **** كما نثرت فوق العروس الــدراهم
تدوس بك الخيل الوكور على الذرى **** و قد كثرت حول الوكور المطاعم
تظن فراخ الفتخ أنك زرتها **** بأُماتها وهي العتــاق الصلادم
إذا زلقــت مشَّيتها ببطونها **** كما تتمشى في الصعيـد الأراقـم
أفي كل يوم ذا الدُّمستق مقدم **** قفاه على الإقدام للوجه لائم
أيُنكر ريح الليث حتى يَذوقَه **** وقد عرفت ريح الليوث البهائم
و قد فجعته بابنه و ابن صهره **** و بالصهر حملات الأمير الغواشم
مضى يشكر الأصحاب في فوته الظُّبى **** لما شغلتها هامهم و المعاصم
و يفهم صوت المشرفية فيهم **** على أن أصوات السيوف أعاجم
يُسَرُّ بما أعطاك لا عن جهالة **** و لكن مغنوما نجا منك غانم
و لســت مليكا هازما لنظيره **** ولكنك التوحيد للشرك هازم
تشرّف عدنان به لا ربيعة **** و تفتخر الدنيا به لا العواصم
لك الحمد في الدر الذي لي لفظه **** فإنك معطيه و إني ناظم
و إني لتعدو بي عطاياك في الوغى **** فلا انا مذموم ولا انت نادم
على كل طيار إليها برجله **** إذا وقعت في مسمعيه الغماغم
ألا ايه السيف الذي ليس مغمدا **** و لا فيه مرتاب ولا منه عاصم
هنيئا لضرب الهام والمجد و العلى **** و راجيك و الإسلام أنك سالم
ولم لا يقي الرحمن حديك ما وقى **** و تفليقه هام العدى بك دائم
============
*** بدر وبحر***
وفاؤكما كالربع أشجاه طاسمه **** بأن تُسعدا و الدمع أشفاه ساجمه
و ما أنا إلا عاشق كل عاشق ****أعقُّ خليلـيه الصفيين لائمـه
و قد يتزيا بالهوى غير أهله **** ويستصحب الإنسان من لا يلائمه
بليت بلى الأطلال إن لم أقف بها **** وقوف شحيح غاب في الترب خاتمه
كئيبا توقاني العواذل في الهوى **** كما يتوقى ريض الخيل حازمه
قفي تغرمي الأولى من اللحظ مهجتي **** بثانية و المتلف الشيء غارمه
سقانا و حيانا بك الله إنما **** على العيس نور و الخدور كمائمه
و ما حاجة الأضعان حولك في الدجى **** إلى قمر ما واجد لك عادمه
إذا ظفرت منك العيون بنظرة **** أثاب بها معيي المطي و رازمه
حبيب كأن الحسن كان يحبه **** فآثره أو جار في الحسن قاسمه
تحول رماح الخط دمن سبائه **** و تسبى له من كل حي كرائمه
و يضحي غبار الخيل أدنى ستوره **** و آخرها نشر الكِباء الملازمه
و ما استغربت عيني فراق رأيته **** ولا علمتني غير ما القلب عالمه
فلا يتهمني الكاشحون فإنني **** رعيت الردى حتى حلت لي علاقمه
مُشِبُّ الذي يبكي الشباب مُشِيبُهُ **** فكيف توقيه و بانيه هادمه
وتكملة العيش الصبى و عقيبه **** و غائب لون العارضين و قادمه
و ما خضب الناس البياض لأنه **** قبيح ولكن أحسن الشعر فاحمه
و أحسن من ماء الشبيبة كله **** حيا بارق في مفازة أنا شائمه
عليها رياض لم تَحُكْها سحابة **** و أغصان دوح لم تغن حمائمه
و فوق حواشي كل ثوب موجه **** من الدُّر سمط لم يُثَقِّبه ناظمه
ترى حيوان البر مصطلحا به **** يحارب ضد ضده و يسالمه
إذا ضربته الريح ماج كأنه **** تجول مذاكيه و تدأى ضراغمه
و في صورة الرمي ذي التاج ذلة **** لأبلج لا تيجان إلا عمائمه
تقبل أفواه الملوك بساطه **** ويكبر عنها كُمُّهُ و براجمه
قياما لمن يشفي من الداء كيُّه **** ومن بين أذني كل قَرم مواسمه
قبائعها تحت المرافق هيبة **** و أنفذ مما في الجفون عزائمه
له عسكرا خيل و طير إذا رمى **** بها عسكرا لم يبق إلا جماجمه
أجِلَّتها من كل طاغ ثيابه **** و موطئها من كل باغ ملاغمه
فقد مل ضوء الصبح مما تُغيره **** و مل سواد الليل مما تزاحمه
و مل القنى مما تدق صدوره **** و مل حديد الهند مما تلاطمه
سحاب من العقبان يزحف تحتها **** سحاب إذا استسقت سقتها صوارمه
سلكت صروف الدهر حتى لقيته **** على ظهر عزم مُئيَدات قوائمه
مهالك لم تصحب بها الذيب نفسه **** و لاحملت فيها الغراب قوائمه
فأبصرت بدرا لايرى البدر مثله **** و خاطبت بحرا لايرى العِبر عائمه
غضبت له لما رأيت صفاته **** بلا واصف و الشعر تهذي طماطمه
و كنت إذا يممت أرضا بعيدة **** سريت فكنت السر و الليل كاتمه
لقد سل سيف الدولة المجد معلما **** فلا المجد مخفيه و لا الضرب ثالمه
على عاتق الملك الأغر نجاده **** و في يد جبار السماوات قائمه
تحاربه الأعداء و هي عبيده **** و تدخر الأموال وهي غنائمه
و يستكبرون الدهر و الدهر دونه **** و يستعظمون الموت و الموت خادمه
و إن الذي سمى علي لمنصف **** وإن الذي سماه سيفا لظالمه
و ما كل سيف يقطع الهام حده **** و تقطع لَزْبات الزمان مكارمه
========
*** الخيل و الليل ***
واحر قلباه ممن قلبه شبم **** ومن بجسمي وحالي عنده سقـم
ما لي أكتم حبا قد برى جسدي **** وتدعي حب سيف الدولة الأمم
إن كان يجمعـنا حب لغرته **** فليت أنا بقدر الحب نقتسـم
قد زرته و سيوف الهند مغمدة **** وقد نظرت إليه و السيوف دم
فكان أحسن خلق الله كلهم **** وكان أحسن مافي الأحسن الشيم
فوت العدو الذي يممته ظفر **** في طيه أسف في طيه نعم
قد ناب عنك شديد الخوف واصطنعت **** لك المهابة مالا تصنع البهم
ألزمت نفسك شيـئا ليس يلزمها ****أن لا يواريهم بحر و لا علم
أكلما رمت جــيشا فانثنى هربا **** تصرفت بك في آثاره الهمــم
عليك هــــزمهم في كل معتـرك **** و ما عليك بهم عار إذا انهزموا
أما ترى ظفرا حلوا سوى ظفر**** تصافحت فيه بيض الهندو اللمم
يا أعدل الناس إلا في معاملتي **** فيك الخصام و أنت الخصم والحكم
أعيذها نظـرات منك صادقة **** أن تحسب الشحم فيمن شحمه ورم
وما انتفاع اخي الدنيا بناظره ****إذا استـوت عنده الأنوار و الظلم
سيعلـم الجمع ممن ضم مجلسنا **** بانني خير من تسعى به قدم
انا الذي نظر العمى إلى ادبي **** و أسمعـت كلماتي من به صمم
انام ملء جفوني عن شواردها **** ويسهر الخلق جراها و يختصم
و جاهل مده في جهله ضحكي **** حتى اتته يد فراسة و فم
إذا رايت نيوب الليث بارزة **** فلا تظنن ان الليث يبتسـم
و مهجـة مهجتي من هم صاحبها **** أدركته بجواد ظهره حرم
رجلاه في الركض رجل و اليدان يد **** وفعله ماتريد الكف والقدم
ومرهف سرت بين الجحفلين به **** حتى ضربت و موج الموت يلتطم
الخيل والليل والبيــداء تعرفني **** والسيف والرمح والقرطاس و القلم
صحبـت في الفلوات الوحش منفردا ****حتى تعجـب مني القور و الأكم
يا من يعز علينا ان نفارقهـم **** وجداننـا كل شيء بعدكم عدم
ما كان أخلقـنا منكم بتكرمة **** لو ان أمركم من أمرنا أمم
إن كان سركم ما قال حاسدنا **** فما لجرح إذا أرضاكم ألم
و بيننا لو رعيتم ذاك معرفــة **** غن المعارف في اهل النهى ذمم
كم تطلبون لنا عيبا فيعجزكم **** و يكره الله ما تأتون والكرم
ما أبعد العيب و النقصان عن شرفي **** أنا الثريا و ذان الشيب و الهرم
ليـت الغمام الذي عندي صواعقه **** يزيلهن إلى من عنده الديم
أرى النوى تقتضينني كل مرحلة **** لا تستقـل بها الوخادة الرسم
لئن تركن ضميرا عن ميامننا **** ليحدثن لمن ودعتهم نـدم
إذا ترحلت عن قـوم و قد قـدروا **** أن لا تفارقهم فالراحلون هم
شر البلاد مكان لا صديق به **** و شر ما يكسب الإنسان ما يصم
و شر ما قنصته راحتي قنص **** شبه البزاة سواء فيه و الرخم
بأي لفظ تقول الشعر زعنفة **** تجوز عندك لا عرب ولا عجم
هذا عتابك إلا أنه مقة **** قد ضمن الدر إلا أنه كلم
========
حَيا وَأَيسَرُ ما قاسَيـتُ مـا قَتَـلا
وَالبَينُ جارَ عَلى ضَعفي وَما عَـدَلا
وَالوَجدُ يَقوى كَما تَقوى النَوى أَبَداً
وَالصَبرُ يَنحَلُ في جِسمي كَما نَحِلا
وَلا مُفارَقَةُ الأَحبـابِ مـا وَجَـدَت
لَها المَنايا إِلـى أَرواحِنـا سُبُـلا
بِما بِجَفنَيكِ مِن سِحرٍ صِلـي دَنِفـاً
يَهوى الحَياةَ وَأَمّا إِن صَدَدتِ فَـلا
إِلّا يَشِب فَلَقَـد شابَـت لَـهُ كَبِـدٌ
شَيباً إِذا خَضَّبَتـهُ سَلـوَةٌ نَصَـلا
يُجَـنُّ شَوقـاً فَلَـولا أَنَّ رائِحَـةً
تَزورُهُ في رِياحِ الشَرقِ ما عَقَـلا
ها فَاِنظُري أَو فَظُنّي بي تَرى حُرَقاً
مَن لَم يَذُق طَرَفاً مِنهـا فَقَـد وَأَلا
عَلَّ الأَميرَ يَرى ذُلّي فَيَشفَـعَ لـي
إِلى الَّتي تَرَكَتني في الهَوى مَثَـلا
أَيقَنـتُ أَنَّ سَعيـداً طالِـبٌ بِدَمـي
لَمّا بَصُرتُ بِـهِ بِالرُمـحِ مُعتَقِـلا
وَأَنَّني غَيرُ مُحصٍ فَضـلَ والِـدِهِ
وَنائِلٌ دونَ نَيلـي وَصفَـهُ زُحَـلا
قَيـلٌ بِمَنبِـجَ مَـثـواهُ وَنائِـلُـهُ
في الأُفقِ يَسأَلُ عَمَّن غَيـرَهُ سَـأَلا
يَلوحُ بَدرُ الدُجى في صَحنِ غُرَّتِـهِ
وَيَحمِلُ المَوتُ في الهَيجاءِ إِن حَمَلا
تُرابُهُ فـي كِـلابٍ كُحـلُ أَعيُنِهـا
وَسَيفُهُ في جَنـابٍ يَسبِـقُ العَـذَلا
لِنورِهِ في سَماءِ الفَخـرِ مُختَـرَقٌ
لَو صاعَدَ الفِكرُ فيهِ الدَهرَ ما نَـزَلا
هُوَ الأَميرُ الَّذي بـادَت تَميـمُ بِـهِ
قِدماً وَساقَ إِلَيهـا حَينُهـا الأَجَـلا
لَمّا رَأَتـهُ وَخَيـلُ النَصـرِ مُقبِلَـةً
وَالحَربُ غَيرُ عَوانٍ أَسلَموا الحِلَلا
وَضاقَتِ الأَرضُ حَتّى كانَ هارِبُهُـم
إِذا رَأى غَيرَ شَـيءٍ ظَنَّـهُ رَجُـلا
فَبَعدَهُ وَإِلى ذا اليَومِ لَـو رَكَضَـت
بِالخَيلِ في لَهَواتِ الطِفلِ ما سَعَـلا
فَقَد تَرَكتَ الأُلـى لاقَيتُهُـم جَـزَراً
وَقَد قَتَلتَ الأُلى لَـم تَلقَهُـم وَجَـلا
كَم مَهمَهٍ قَذَفٍ قَلـبُ الدَليـلِ بِـهِ
قَلبُ المُحِبِّ قَضاني بَعدَمـا مَطَـلا
عَقَدتُ بِالنَجمِ طَرفي فـي مَفـاوِزِهِ
وَحُرَّ وَجهي بِحَرِّ الشَمسِ إِذ أَفَـلا
أَنكَحتُ صُمَّ حَصاها خُـفَّ يَعمَلَـةٍ
تَغَشمَرَت بي إِلَيكَ السَهلَ وَالجَبَـلا
لَو كُنتَ حَشوَ قَميصي فَوقَ نُمرُقِها
سَمِعتَ لِلجِنِّ في غيطانِهـا زَجَـلا
حَتّى وَصَلتُ بِنَفسٍ مـاتَ أَكثَرُهـا
وَلَيتَني عِشتُ مِنها بِالَّـذي فَضَـلا
أَرجو نَداكَ وَلا أَخشى المِطالَ بِـهِ
يا مَن إِذا وَهَبَ الدُنيا فَقَـد بَخِـلا
تحياتي للجميــــع
أكـــــــادونيــا
*** على قدر اهل العزم تأتي العزائم ***
على قدر أهل العزم تأتي العزائم **** وتأتي على قدر الكرام المكارم
و تعـظم في عين الصغير صغارها **** وتصغــر في عين العظيم العظائم
يكلف سيف الــدولة اليوم همه **** و قد عجزت عنه الجيوش الخضارم
و يطلب عند الناس ما عند نفسه **** و ذلك ما لا تدعيه الضراغــم
يفدي أتم الطيــر عمرا سلاحه **** نسور الفلا أحداثها و االقشاعم
و ما ضرها خلق بغير مخالب **** وقد خلقت أسيافه و القوائم
هل الحدث الحمراء تعرف لونها **** و تعلم أي الساقيين االغمائم
سقتها الغمام الغر قبل نزولــه **** فلما دنا منها سقتها الجماجم
بناها فاعلى و القنا يقرع القنا **** و موج المنايا حولها متلاطم
و كان بها مثل الجنون فاصبحت **** ومن جثث القتلى عليها تمائم
طريدة دهــر ساقها فرددتها **** على الدين بالخطي و الدهر راغم
تفيت الليالي كل شيء اخذته **** و هن لما يأخذن منك غوارم
إذا كان ما تنويه فعلا مضــارعا **** مضى قبل ان تلقى عليه الجوازم
و كيف ترجى الروم و الفرس هدمها **** و ذا الطعن آساس لها و دعائم
و قــد حاكموها و المنايا حواكم **** فما مات مظلوم ولا عاش ظالم
أتوك يجــرون الحديــد كأنما ****سروا بجياد مالهــن قوائــم
إذا برقوا لم تعرف البيض منهم **** ثيابهم من مثلها و العمائم
خميس بشرق الأرض و الغرب **** زحفه و في أذن الجوزاءمنه زمازم
تجمّــَع فيه كل لِِسْنٍ و أمة **** فما يُفهم الحدَّاث إلا التراجم
فللّه وقت ذوب الغش ناره **** فلم يبق إلا صارم أو ضبارم
تقطَّع مالا يقطع الدهر و القنا **** و فر من الفرسان من لا يصادم
وقفت و ما في الموت شك لواقف **** كأنك في جفن الردى و هو نائم
تمر بك الأبطال كلمى هزيمة **** و وجهك وضاح و ثغرك باسم
تجاوزت مقدار الشجاعة و النهى **** إلى قول قوم انت بالغيب عالم
ضممت جناحيهم على القلب ضمة **** تموت الخوافي تحتها و القوادم
بضرب اتى الهامات و النصر غائب **** و صار إلى اللبات و النصر قاد
حقرت الردينيات حتى طرحتها **** و حتى كأن السيف للرمح شاتم
و من طلب الفتح الجليل فإنما **** مفاتيحه البيض الخفاف الصوارم
نثرتهم فوق الأُحَيدب كله **** كما نثرت فوق العروس الــدراهم
تدوس بك الخيل الوكور على الذرى **** و قد كثرت حول الوكور المطاعم
تظن فراخ الفتخ أنك زرتها **** بأُماتها وهي العتــاق الصلادم
إذا زلقــت مشَّيتها ببطونها **** كما تتمشى في الصعيـد الأراقـم
أفي كل يوم ذا الدُّمستق مقدم **** قفاه على الإقدام للوجه لائم
أيُنكر ريح الليث حتى يَذوقَه **** وقد عرفت ريح الليوث البهائم
و قد فجعته بابنه و ابن صهره **** و بالصهر حملات الأمير الغواشم
مضى يشكر الأصحاب في فوته الظُّبى **** لما شغلتها هامهم و المعاصم
و يفهم صوت المشرفية فيهم **** على أن أصوات السيوف أعاجم
يُسَرُّ بما أعطاك لا عن جهالة **** و لكن مغنوما نجا منك غانم
و لســت مليكا هازما لنظيره **** ولكنك التوحيد للشرك هازم
تشرّف عدنان به لا ربيعة **** و تفتخر الدنيا به لا العواصم
لك الحمد في الدر الذي لي لفظه **** فإنك معطيه و إني ناظم
و إني لتعدو بي عطاياك في الوغى **** فلا انا مذموم ولا انت نادم
على كل طيار إليها برجله **** إذا وقعت في مسمعيه الغماغم
ألا ايه السيف الذي ليس مغمدا **** و لا فيه مرتاب ولا منه عاصم
هنيئا لضرب الهام والمجد و العلى **** و راجيك و الإسلام أنك سالم
ولم لا يقي الرحمن حديك ما وقى **** و تفليقه هام العدى بك دائم
============
*** بدر وبحر***
وفاؤكما كالربع أشجاه طاسمه **** بأن تُسعدا و الدمع أشفاه ساجمه
و ما أنا إلا عاشق كل عاشق ****أعقُّ خليلـيه الصفيين لائمـه
و قد يتزيا بالهوى غير أهله **** ويستصحب الإنسان من لا يلائمه
بليت بلى الأطلال إن لم أقف بها **** وقوف شحيح غاب في الترب خاتمه
كئيبا توقاني العواذل في الهوى **** كما يتوقى ريض الخيل حازمه
قفي تغرمي الأولى من اللحظ مهجتي **** بثانية و المتلف الشيء غارمه
سقانا و حيانا بك الله إنما **** على العيس نور و الخدور كمائمه
و ما حاجة الأضعان حولك في الدجى **** إلى قمر ما واجد لك عادمه
إذا ظفرت منك العيون بنظرة **** أثاب بها معيي المطي و رازمه
حبيب كأن الحسن كان يحبه **** فآثره أو جار في الحسن قاسمه
تحول رماح الخط دمن سبائه **** و تسبى له من كل حي كرائمه
و يضحي غبار الخيل أدنى ستوره **** و آخرها نشر الكِباء الملازمه
و ما استغربت عيني فراق رأيته **** ولا علمتني غير ما القلب عالمه
فلا يتهمني الكاشحون فإنني **** رعيت الردى حتى حلت لي علاقمه
مُشِبُّ الذي يبكي الشباب مُشِيبُهُ **** فكيف توقيه و بانيه هادمه
وتكملة العيش الصبى و عقيبه **** و غائب لون العارضين و قادمه
و ما خضب الناس البياض لأنه **** قبيح ولكن أحسن الشعر فاحمه
و أحسن من ماء الشبيبة كله **** حيا بارق في مفازة أنا شائمه
عليها رياض لم تَحُكْها سحابة **** و أغصان دوح لم تغن حمائمه
و فوق حواشي كل ثوب موجه **** من الدُّر سمط لم يُثَقِّبه ناظمه
ترى حيوان البر مصطلحا به **** يحارب ضد ضده و يسالمه
إذا ضربته الريح ماج كأنه **** تجول مذاكيه و تدأى ضراغمه
و في صورة الرمي ذي التاج ذلة **** لأبلج لا تيجان إلا عمائمه
تقبل أفواه الملوك بساطه **** ويكبر عنها كُمُّهُ و براجمه
قياما لمن يشفي من الداء كيُّه **** ومن بين أذني كل قَرم مواسمه
قبائعها تحت المرافق هيبة **** و أنفذ مما في الجفون عزائمه
له عسكرا خيل و طير إذا رمى **** بها عسكرا لم يبق إلا جماجمه
أجِلَّتها من كل طاغ ثيابه **** و موطئها من كل باغ ملاغمه
فقد مل ضوء الصبح مما تُغيره **** و مل سواد الليل مما تزاحمه
و مل القنى مما تدق صدوره **** و مل حديد الهند مما تلاطمه
سحاب من العقبان يزحف تحتها **** سحاب إذا استسقت سقتها صوارمه
سلكت صروف الدهر حتى لقيته **** على ظهر عزم مُئيَدات قوائمه
مهالك لم تصحب بها الذيب نفسه **** و لاحملت فيها الغراب قوائمه
فأبصرت بدرا لايرى البدر مثله **** و خاطبت بحرا لايرى العِبر عائمه
غضبت له لما رأيت صفاته **** بلا واصف و الشعر تهذي طماطمه
و كنت إذا يممت أرضا بعيدة **** سريت فكنت السر و الليل كاتمه
لقد سل سيف الدولة المجد معلما **** فلا المجد مخفيه و لا الضرب ثالمه
على عاتق الملك الأغر نجاده **** و في يد جبار السماوات قائمه
تحاربه الأعداء و هي عبيده **** و تدخر الأموال وهي غنائمه
و يستكبرون الدهر و الدهر دونه **** و يستعظمون الموت و الموت خادمه
و إن الذي سمى علي لمنصف **** وإن الذي سماه سيفا لظالمه
و ما كل سيف يقطع الهام حده **** و تقطع لَزْبات الزمان مكارمه
========
*** الخيل و الليل ***
واحر قلباه ممن قلبه شبم **** ومن بجسمي وحالي عنده سقـم
ما لي أكتم حبا قد برى جسدي **** وتدعي حب سيف الدولة الأمم
إن كان يجمعـنا حب لغرته **** فليت أنا بقدر الحب نقتسـم
قد زرته و سيوف الهند مغمدة **** وقد نظرت إليه و السيوف دم
فكان أحسن خلق الله كلهم **** وكان أحسن مافي الأحسن الشيم
فوت العدو الذي يممته ظفر **** في طيه أسف في طيه نعم
قد ناب عنك شديد الخوف واصطنعت **** لك المهابة مالا تصنع البهم
ألزمت نفسك شيـئا ليس يلزمها ****أن لا يواريهم بحر و لا علم
أكلما رمت جــيشا فانثنى هربا **** تصرفت بك في آثاره الهمــم
عليك هــــزمهم في كل معتـرك **** و ما عليك بهم عار إذا انهزموا
أما ترى ظفرا حلوا سوى ظفر**** تصافحت فيه بيض الهندو اللمم
يا أعدل الناس إلا في معاملتي **** فيك الخصام و أنت الخصم والحكم
أعيذها نظـرات منك صادقة **** أن تحسب الشحم فيمن شحمه ورم
وما انتفاع اخي الدنيا بناظره ****إذا استـوت عنده الأنوار و الظلم
سيعلـم الجمع ممن ضم مجلسنا **** بانني خير من تسعى به قدم
انا الذي نظر العمى إلى ادبي **** و أسمعـت كلماتي من به صمم
انام ملء جفوني عن شواردها **** ويسهر الخلق جراها و يختصم
و جاهل مده في جهله ضحكي **** حتى اتته يد فراسة و فم
إذا رايت نيوب الليث بارزة **** فلا تظنن ان الليث يبتسـم
و مهجـة مهجتي من هم صاحبها **** أدركته بجواد ظهره حرم
رجلاه في الركض رجل و اليدان يد **** وفعله ماتريد الكف والقدم
ومرهف سرت بين الجحفلين به **** حتى ضربت و موج الموت يلتطم
الخيل والليل والبيــداء تعرفني **** والسيف والرمح والقرطاس و القلم
صحبـت في الفلوات الوحش منفردا ****حتى تعجـب مني القور و الأكم
يا من يعز علينا ان نفارقهـم **** وجداننـا كل شيء بعدكم عدم
ما كان أخلقـنا منكم بتكرمة **** لو ان أمركم من أمرنا أمم
إن كان سركم ما قال حاسدنا **** فما لجرح إذا أرضاكم ألم
و بيننا لو رعيتم ذاك معرفــة **** غن المعارف في اهل النهى ذمم
كم تطلبون لنا عيبا فيعجزكم **** و يكره الله ما تأتون والكرم
ما أبعد العيب و النقصان عن شرفي **** أنا الثريا و ذان الشيب و الهرم
ليـت الغمام الذي عندي صواعقه **** يزيلهن إلى من عنده الديم
أرى النوى تقتضينني كل مرحلة **** لا تستقـل بها الوخادة الرسم
لئن تركن ضميرا عن ميامننا **** ليحدثن لمن ودعتهم نـدم
إذا ترحلت عن قـوم و قد قـدروا **** أن لا تفارقهم فالراحلون هم
شر البلاد مكان لا صديق به **** و شر ما يكسب الإنسان ما يصم
و شر ما قنصته راحتي قنص **** شبه البزاة سواء فيه و الرخم
بأي لفظ تقول الشعر زعنفة **** تجوز عندك لا عرب ولا عجم
هذا عتابك إلا أنه مقة **** قد ضمن الدر إلا أنه كلم
========
حَيا وَأَيسَرُ ما قاسَيـتُ مـا قَتَـلا
وَالبَينُ جارَ عَلى ضَعفي وَما عَـدَلا
وَالوَجدُ يَقوى كَما تَقوى النَوى أَبَداً
وَالصَبرُ يَنحَلُ في جِسمي كَما نَحِلا
وَلا مُفارَقَةُ الأَحبـابِ مـا وَجَـدَت
لَها المَنايا إِلـى أَرواحِنـا سُبُـلا
بِما بِجَفنَيكِ مِن سِحرٍ صِلـي دَنِفـاً
يَهوى الحَياةَ وَأَمّا إِن صَدَدتِ فَـلا
إِلّا يَشِب فَلَقَـد شابَـت لَـهُ كَبِـدٌ
شَيباً إِذا خَضَّبَتـهُ سَلـوَةٌ نَصَـلا
يُجَـنُّ شَوقـاً فَلَـولا أَنَّ رائِحَـةً
تَزورُهُ في رِياحِ الشَرقِ ما عَقَـلا
ها فَاِنظُري أَو فَظُنّي بي تَرى حُرَقاً
مَن لَم يَذُق طَرَفاً مِنهـا فَقَـد وَأَلا
عَلَّ الأَميرَ يَرى ذُلّي فَيَشفَـعَ لـي
إِلى الَّتي تَرَكَتني في الهَوى مَثَـلا
أَيقَنـتُ أَنَّ سَعيـداً طالِـبٌ بِدَمـي
لَمّا بَصُرتُ بِـهِ بِالرُمـحِ مُعتَقِـلا
وَأَنَّني غَيرُ مُحصٍ فَضـلَ والِـدِهِ
وَنائِلٌ دونَ نَيلـي وَصفَـهُ زُحَـلا
قَيـلٌ بِمَنبِـجَ مَـثـواهُ وَنائِـلُـهُ
في الأُفقِ يَسأَلُ عَمَّن غَيـرَهُ سَـأَلا
يَلوحُ بَدرُ الدُجى في صَحنِ غُرَّتِـهِ
وَيَحمِلُ المَوتُ في الهَيجاءِ إِن حَمَلا
تُرابُهُ فـي كِـلابٍ كُحـلُ أَعيُنِهـا
وَسَيفُهُ في جَنـابٍ يَسبِـقُ العَـذَلا
لِنورِهِ في سَماءِ الفَخـرِ مُختَـرَقٌ
لَو صاعَدَ الفِكرُ فيهِ الدَهرَ ما نَـزَلا
هُوَ الأَميرُ الَّذي بـادَت تَميـمُ بِـهِ
قِدماً وَساقَ إِلَيهـا حَينُهـا الأَجَـلا
لَمّا رَأَتـهُ وَخَيـلُ النَصـرِ مُقبِلَـةً
وَالحَربُ غَيرُ عَوانٍ أَسلَموا الحِلَلا
وَضاقَتِ الأَرضُ حَتّى كانَ هارِبُهُـم
إِذا رَأى غَيرَ شَـيءٍ ظَنَّـهُ رَجُـلا
فَبَعدَهُ وَإِلى ذا اليَومِ لَـو رَكَضَـت
بِالخَيلِ في لَهَواتِ الطِفلِ ما سَعَـلا
فَقَد تَرَكتَ الأُلـى لاقَيتُهُـم جَـزَراً
وَقَد قَتَلتَ الأُلى لَـم تَلقَهُـم وَجَـلا
كَم مَهمَهٍ قَذَفٍ قَلـبُ الدَليـلِ بِـهِ
قَلبُ المُحِبِّ قَضاني بَعدَمـا مَطَـلا
عَقَدتُ بِالنَجمِ طَرفي فـي مَفـاوِزِهِ
وَحُرَّ وَجهي بِحَرِّ الشَمسِ إِذ أَفَـلا
أَنكَحتُ صُمَّ حَصاها خُـفَّ يَعمَلَـةٍ
تَغَشمَرَت بي إِلَيكَ السَهلَ وَالجَبَـلا
لَو كُنتَ حَشوَ قَميصي فَوقَ نُمرُقِها
سَمِعتَ لِلجِنِّ في غيطانِهـا زَجَـلا
حَتّى وَصَلتُ بِنَفسٍ مـاتَ أَكثَرُهـا
وَلَيتَني عِشتُ مِنها بِالَّـذي فَضَـلا
أَرجو نَداكَ وَلا أَخشى المِطالَ بِـهِ
يا مَن إِذا وَهَبَ الدُنيا فَقَـد بَخِـلا
تحياتي للجميــــع
أكـــــــادونيــا