ابتسـ ألم ـامة
09-04-2005, 03:29 PM
http://www.7zen.net/a/abtsamh%201.gif
هـــلا وغـــلا
- هل الحقائب جاهزة يا أم كريم ؟
- نعم .. كل شئ جاهز .. لقد أعددت لك كل ما تحتاجه في رحلتك المباركة هذه !!
- إيه يا أم كريم .. هاهو الأمل يتحقق بعد سنين طويلة من الانتظار والصبر
ليتني أجد مكانا لك في الرحلة .. ولكن كما ترين لقد دفعت تحويشة العمر
ولم يبق شئ !!
تنساب عبرات أم كريم ثم تقول :
- أدع الله أن يكتب لي زيارة لبيته الحرام كما كتبها لك يا أبا كريم ..
- لن أنساك يا زوجتي الغالية .. سأدعو لك ..
يبدأ أبو كريم في توديع زوجته
ويحمل حقائبه استعدادا للخروج من منزله .. وعند الباب يلتفت إليها :
- لقد أوصيت جارنا أبا فاضل أن يوفر لكم ما تحتاجونه ريثما أعود ..
أم كريم ( وهي تبكي ) - أسأل أن يحفظك ويعيدك إلينا بالسلامة يا أبا كريم ..
- ينظر إلى زوجته نظرة وداع .. ثم يغادر !!
المكان ( صالة المغادرة في الميناء )
نداء
( على جميع المسافرين إلى مكة المكرمة
التوجه إلى بوابة صعود السفينة استعدادا للسفر )
يتوجه أبو كريم إلى البوابة
وبعد نصف ساعة تفتح البوابة ليصعد السفينة التي ستقلّه
في رحلة طويلة إلى ميناء جدة الإسلامي
طيلة الرحلة وأفكار أبي كريم مرة وراءه
فيتذكر زوجته التي تركها تبكي
ومرة أمامه .. يحاكي نفسه بتلك البقاع المقدسة
والأماكن الطاهرة التي طالما اشتاقت لها نفسه .. وتطلعت لها روحه
بعد أيام طوال .. ورحلة مضنية .. وصلت السفينة إلى ميناء جدة الإسلامي
ها هو أبو كريم يأخذ مقعده في الحافلة المتجهة إلى مكة المكرمة
يلبي ,, ويلبي
وقد التف حول جسده النحيل إزار الإحرام ورداؤه
ومع كل " كيلو متر" يقطعه باتجاه البقاع المقدسة الطاهرة
يعظم شوقه .. ويزداد حنينه .. ولا يملك إلا أن يردد داخل نفسه
" يا ليتك كنت معي يا أم كريم .. "
وصلت الحافلة إلى البقاع المقدسة
أنت الآن يا أبا كريم .. أمام درّة الكون
أمام البقعة المباركة التي تتجه شطرها مليارات الوجوه والأفئدة عبر العالم
أنت الآن يا أبا كريم
أمام البيت الحرام الذي حج إليه أنبياء الله ورسله على مر الزمان
أمام البيت الحرام الذي قال الله عنه
(( إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين
فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا ))
أنت الآن تقف بجوار مهوى أفئدة ملايين البشر عبر التاريخ
أتوا إليه من كل فجّ عميق
ما أعظم الموقف .. وما أجلّ المكان
صور سريعة .. وخواطر مذهلة دارت في رأس أبي كريم
وهو يقف أمام البيت الحرام وينظر إليه متعجبا
يكاد قلبه أن يطير فرحا وابتهاجا
قد اختلطت في عينيه دموع الفرح ببلوغ المنى
وعبرات الشكر للمنعم المتفضّل جلّ وعلا
لم ينس أبو كريم .. حبيبة قلبه .. ورفيقة عمره
التي تركها تبكي خلفه .. بعيدا .. بعيدا .. هناك .. حزنا أن لا تجد ما تنفق
كم تمنت أن ترافقه للوقوف في هذا الموقف المهيب بجوار الكعبة المشرّفة !!
أدى أبو كريم مناسك عمرته .. طاف وسعى .. شرب من ماء زمزم
لفتت نظره هيبة المكان .. وروعة التنظيم .. وسمو البناء .. ودقة التصميم
وهنا وهناك يرى في جنبات الحرم خدمات وإنجازات
تشهد بأن لا مثيل لها حتى الآن
كان يحدّث نفسه كلما تأمل في تلك الساحات الطاهرة
ورأى تلك الخدمات العظيمة .. ويقول
" هذا بيت الله الحرام .. يستحق هذا وأكثر "
ثم يدعو الله من كل قلبه بالخير والتوفيق والسداد
لمن ساهم في هذه الإنجازات
ذهب أبو كريم إلى مسكنه بجوار الحرم الشريف
حمد الله تعالى وأثنى عليه .. فكل الأمور تيسرت .. وصول موفق
وعمرة مباركة .. ومسكن مجاور للبيت الحرام .." اللهم لك الحمد والمنّة .."
دخل أبو كريم إلى غرفته
نظر من النافذة فإذا المسجد الحرام
كأنه جوهرة مغروسة فوق الأرض .. تأمل .. ملأ عينيه من جمال المنظر
ثم رفع يديه وقال " اللهم لا تحرم زوجتي أم كريم من الوصول لهذا المكان "
كانت تدور في ذهن أبي كريم بعض المسائل الفقهية حول أحكام العمرة
لم يتيسر له سؤال أحد من العلماء أو طلاب العلم
فهو غريب لا يعرف أحدا في هذه البلاد
كان يؤمّل أن يجد طريقة ما للوصول إلى إجابات شافية كافية لهذه المسائل
ولكن لم يجد ..!!
كانت تلك المسائل تؤرّق أبا كريم كثيرا
فهو يريد أن يؤدي المناسك كما أداها خير البشر صلى الله عليه وسلم
جال أبو كريم بنظره داخل غرفته
فكر .. وفكر .. ثم صرخ .. " نعم .. أكيد .. أكيد .. أكيد .. "
كررها أبو كريم عدة مرات
ثم التفت إلى التلفاز الموجود بركن الغرفة .. ثم قال
" أكيد عندهم هنا شرح كامل لمناسك العمرة
فأنا أرى كل شئ مسخّر لخدمة المسجد الحرام "
سارع إلى جهاز التحكم عن بعد .. وشغّل التلفاز
القناة رقم 1 .. أخبار !!
القناة رقم 2 .. تقرير علمي !!
القناة رقم 3 .. قضية سياسية !!
استمر أبو كريم في تقليب القنوات
بحثا عن قناة تهتم بمسائل الحج والعمرة لأمثاله من المساكين
الذين لا يعلمون تفاصيل أحكامها .. ولا يعرفون أحدا يسألونه عنها
القناة رقم 51 .. فيلم أجنبي !!!
القناة رقم 52 .. راقصة !!!
ذهل أبو كريم .. سقط الجهاز من يده
رجع إلى الوراء يمشي رويدا رويدا حتى وصل إلى النافذة
.. نظر ..
إنه المسجد الحرام .. أشرف بقعة على وجه الأرض !!
عاد إلى التلفاز ونظر .. إنها راقصة !!
كرر النظرة .. مرة هنا .. ومرة هناك ..
ضرب بإحدى يديه على الأخرى .. وهو يقول
" لا حول ولا قوة إلا بالله ... راقصة بجوار الحرم ؟؟
راقصة بجوار الحرم ؟؟
راقصة بجوار الحرم ؟؟.."
0
00
0
دمتم بخير
http://www.7zen.net/a/abtsamh%202.gif
كلمــات مــن ذهــب
قال أحد الحكماء
لا ترضى قول أمرئ حتى ترضى فعله
ولا ترضى فعله حتى ترضى عقله
ولا ترضى عقله حتى ترضى حياءه
هـــلا وغـــلا
- هل الحقائب جاهزة يا أم كريم ؟
- نعم .. كل شئ جاهز .. لقد أعددت لك كل ما تحتاجه في رحلتك المباركة هذه !!
- إيه يا أم كريم .. هاهو الأمل يتحقق بعد سنين طويلة من الانتظار والصبر
ليتني أجد مكانا لك في الرحلة .. ولكن كما ترين لقد دفعت تحويشة العمر
ولم يبق شئ !!
تنساب عبرات أم كريم ثم تقول :
- أدع الله أن يكتب لي زيارة لبيته الحرام كما كتبها لك يا أبا كريم ..
- لن أنساك يا زوجتي الغالية .. سأدعو لك ..
يبدأ أبو كريم في توديع زوجته
ويحمل حقائبه استعدادا للخروج من منزله .. وعند الباب يلتفت إليها :
- لقد أوصيت جارنا أبا فاضل أن يوفر لكم ما تحتاجونه ريثما أعود ..
أم كريم ( وهي تبكي ) - أسأل أن يحفظك ويعيدك إلينا بالسلامة يا أبا كريم ..
- ينظر إلى زوجته نظرة وداع .. ثم يغادر !!
المكان ( صالة المغادرة في الميناء )
نداء
( على جميع المسافرين إلى مكة المكرمة
التوجه إلى بوابة صعود السفينة استعدادا للسفر )
يتوجه أبو كريم إلى البوابة
وبعد نصف ساعة تفتح البوابة ليصعد السفينة التي ستقلّه
في رحلة طويلة إلى ميناء جدة الإسلامي
طيلة الرحلة وأفكار أبي كريم مرة وراءه
فيتذكر زوجته التي تركها تبكي
ومرة أمامه .. يحاكي نفسه بتلك البقاع المقدسة
والأماكن الطاهرة التي طالما اشتاقت لها نفسه .. وتطلعت لها روحه
بعد أيام طوال .. ورحلة مضنية .. وصلت السفينة إلى ميناء جدة الإسلامي
ها هو أبو كريم يأخذ مقعده في الحافلة المتجهة إلى مكة المكرمة
يلبي ,, ويلبي
وقد التف حول جسده النحيل إزار الإحرام ورداؤه
ومع كل " كيلو متر" يقطعه باتجاه البقاع المقدسة الطاهرة
يعظم شوقه .. ويزداد حنينه .. ولا يملك إلا أن يردد داخل نفسه
" يا ليتك كنت معي يا أم كريم .. "
وصلت الحافلة إلى البقاع المقدسة
أنت الآن يا أبا كريم .. أمام درّة الكون
أمام البقعة المباركة التي تتجه شطرها مليارات الوجوه والأفئدة عبر العالم
أنت الآن يا أبا كريم
أمام البيت الحرام الذي حج إليه أنبياء الله ورسله على مر الزمان
أمام البيت الحرام الذي قال الله عنه
(( إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين
فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا ))
أنت الآن تقف بجوار مهوى أفئدة ملايين البشر عبر التاريخ
أتوا إليه من كل فجّ عميق
ما أعظم الموقف .. وما أجلّ المكان
صور سريعة .. وخواطر مذهلة دارت في رأس أبي كريم
وهو يقف أمام البيت الحرام وينظر إليه متعجبا
يكاد قلبه أن يطير فرحا وابتهاجا
قد اختلطت في عينيه دموع الفرح ببلوغ المنى
وعبرات الشكر للمنعم المتفضّل جلّ وعلا
لم ينس أبو كريم .. حبيبة قلبه .. ورفيقة عمره
التي تركها تبكي خلفه .. بعيدا .. بعيدا .. هناك .. حزنا أن لا تجد ما تنفق
كم تمنت أن ترافقه للوقوف في هذا الموقف المهيب بجوار الكعبة المشرّفة !!
أدى أبو كريم مناسك عمرته .. طاف وسعى .. شرب من ماء زمزم
لفتت نظره هيبة المكان .. وروعة التنظيم .. وسمو البناء .. ودقة التصميم
وهنا وهناك يرى في جنبات الحرم خدمات وإنجازات
تشهد بأن لا مثيل لها حتى الآن
كان يحدّث نفسه كلما تأمل في تلك الساحات الطاهرة
ورأى تلك الخدمات العظيمة .. ويقول
" هذا بيت الله الحرام .. يستحق هذا وأكثر "
ثم يدعو الله من كل قلبه بالخير والتوفيق والسداد
لمن ساهم في هذه الإنجازات
ذهب أبو كريم إلى مسكنه بجوار الحرم الشريف
حمد الله تعالى وأثنى عليه .. فكل الأمور تيسرت .. وصول موفق
وعمرة مباركة .. ومسكن مجاور للبيت الحرام .." اللهم لك الحمد والمنّة .."
دخل أبو كريم إلى غرفته
نظر من النافذة فإذا المسجد الحرام
كأنه جوهرة مغروسة فوق الأرض .. تأمل .. ملأ عينيه من جمال المنظر
ثم رفع يديه وقال " اللهم لا تحرم زوجتي أم كريم من الوصول لهذا المكان "
كانت تدور في ذهن أبي كريم بعض المسائل الفقهية حول أحكام العمرة
لم يتيسر له سؤال أحد من العلماء أو طلاب العلم
فهو غريب لا يعرف أحدا في هذه البلاد
كان يؤمّل أن يجد طريقة ما للوصول إلى إجابات شافية كافية لهذه المسائل
ولكن لم يجد ..!!
كانت تلك المسائل تؤرّق أبا كريم كثيرا
فهو يريد أن يؤدي المناسك كما أداها خير البشر صلى الله عليه وسلم
جال أبو كريم بنظره داخل غرفته
فكر .. وفكر .. ثم صرخ .. " نعم .. أكيد .. أكيد .. أكيد .. "
كررها أبو كريم عدة مرات
ثم التفت إلى التلفاز الموجود بركن الغرفة .. ثم قال
" أكيد عندهم هنا شرح كامل لمناسك العمرة
فأنا أرى كل شئ مسخّر لخدمة المسجد الحرام "
سارع إلى جهاز التحكم عن بعد .. وشغّل التلفاز
القناة رقم 1 .. أخبار !!
القناة رقم 2 .. تقرير علمي !!
القناة رقم 3 .. قضية سياسية !!
استمر أبو كريم في تقليب القنوات
بحثا عن قناة تهتم بمسائل الحج والعمرة لأمثاله من المساكين
الذين لا يعلمون تفاصيل أحكامها .. ولا يعرفون أحدا يسألونه عنها
القناة رقم 51 .. فيلم أجنبي !!!
القناة رقم 52 .. راقصة !!!
ذهل أبو كريم .. سقط الجهاز من يده
رجع إلى الوراء يمشي رويدا رويدا حتى وصل إلى النافذة
.. نظر ..
إنه المسجد الحرام .. أشرف بقعة على وجه الأرض !!
عاد إلى التلفاز ونظر .. إنها راقصة !!
كرر النظرة .. مرة هنا .. ومرة هناك ..
ضرب بإحدى يديه على الأخرى .. وهو يقول
" لا حول ولا قوة إلا بالله ... راقصة بجوار الحرم ؟؟
راقصة بجوار الحرم ؟؟
راقصة بجوار الحرم ؟؟.."
0
00
0
دمتم بخير
http://www.7zen.net/a/abtsamh%202.gif
كلمــات مــن ذهــب
قال أحد الحكماء
لا ترضى قول أمرئ حتى ترضى فعله
ولا ترضى فعله حتى ترضى عقله
ولا ترضى عقله حتى ترضى حياءه