المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صــدفة نهايتها صدفة


حلاووه
02-08-2011, 11:16 PM
صــدفة نهايتها صدفة

رآها لأول مرة في مركز للتســوق، كانت صدفة جميلة بأن يلتقي بها في هذا الموقف حيث كانت تمشي مســرعة وسقطت حقيبة يدها ليلتقطها هو لها وحينها نبض قلبه لأول مرة لفتاة ، فقد كان عمر طــلال 19 سنة وهو من الشباب المحترمين الذين لا تلهيهم الشابات والمعاكسات إلا هذه المرة فقد لحقها عند باب السيارة محاولا أخذ رقمها ولكن حياءه منعه من ذلك ، وشاءت الصدف أن تجمعهما مرة أخرى في عيادة خاصة وعندها لم يتمالك نفسه إلا أن يحدثها فقد مرت أربعة اسابيع على لقائهما العابر ولكنه لم ينسى شكلها ولو ثانية فهي كانت تشغـل باله طيلة تلك الفترة المنصرمة، بدأ حديثه معها بالسؤال عن سبب مجيئها للعيادة فأخبرته بأنها قد أحضرت والدها معها فهو يشكو من مرض خطير عجز الطب المحلي من معالجته ولكن بمقدوره السفر إلى أية دولة خارجية والتي ستطلب من المال الكثير والذي بدوره تعجز أسرته عن تأمين ولو نصف هذا المبلغ ، وأخذوا يتحدثون طويلا وامتد حديثهم ليشمل جميع المواضيع وقطع ذلك الحديث خروج والدها من عند الطبيب وتبدو عليه نظرات الحسرة والألم وعندما همت بالخروج تركت هيفاء لطلال ورقة صغيرة مكتوب عليها رقمها واسمها. سعد طلال بذلك كثيرا فقد حصل على رقمها بدون أي مجهود منه وخرج من العيادة ناسيا موعده ومرضه ، فكر بالاتصال بها ولكنه تردد ، ظل على هذه الحال مدة أسبوع وهو ما بين أن يتصل بها وبين أن ينساها ، وفي بداية الأسبوع التالي حسم أمره وقرر أن يتصل بها في ساعة متأخرة من الليل ، أجابته بصوت حزين يغشاه البكاء، سألها عن السبب وأخبرته بأن حالة أبيها ازدادت سوءا وهو يرفض الذهاب إلى المستشفى ، ظل طلال يحدثها ويهدئ من روعها ويواسيها إلى أن هدأت وطلبت منه أن يتصل بها دوما فقد ارتاحت له كثيرا وفي نهاية المكالمة شكرته كثيرا فهو الوحيد الذي اهتم بها وبمشاعرها وخوفها على أبيها ، ومنها علم طلال بأنها البنت الكبيرة لعائلة متكونة من الأب وثلاثة بنات أكبرهن في الثامنة من عمرها وأمها هجرتهم منذ سنة بعد أن أنجبت طفلتها الأخيرة ورحلت إلى بلادها الأجنبية، فقد كرهت وضع زوجها بعد أن تقاعد من عمله وأقعده المرض وجعله يصرف من ماله إلى أن أفلس مما أجبرت هيفاء على ترك دراستها الجامعية والعمل من أجل الحصول على المال الذي تسد به تكاليف علاج والدها.
ازداد تعلق طلال بهيفاء ، فما يربطه بها ليس بداعي الشفقة وإنما بداعي الفخر بوجود فتاة تقف هذه الوقفة مع أبيها وهي تستحق بجدارة أن تنال حبه مع وسام الاحترام . لم يتركها ليوم فقد كان يقف معها جنبا إلى جنب وفي كثير من الأحيان كان يقدم لها المال متى احتاجت وبدون أن تطلبه فهو أعلم بها وبظروفها .
مرت الأيام وبدأت هيفاء تتهرب من طلال شيئا فشيئا ، فقد لاحظ عليها كثرة انشغالها وتحججها بمرض أبيها، وكلما فاتحها بموضوع الزواج تجد لها مخرجا منه ، حاول أن يبرر موقفها خاصة وأن حالة أبيها ازدادت سوءا في الآونة الأخيرة وسفره أصبح محتوما وإلا فسيموت ولكن استغراب طلال من هيفاء كان عندما أخبرها بأنه مستعد لأخذ قرض من البنك لرحلة علاج أبيها ، فقد رفضت بشدة وأنكرت عليه ما يود فعله ، فهي لا تريد أن تحصل علي صدقة وإن حاجتهم للمال لا تعني أخذ القروض من البنك فهي ليست حلا لذلك لابد لها من طريقة أخرى وهي ستتدبر ذلك بنفسها .
فاجأته ذلك اليوم بأنها غاضبة منه لعدم سؤاله عنها لفترة طويلة ورغم اعتذاره الشديد منها وتقديمه حجة انتظاره لها بعد أن وعدته هي بالاتصال بنفسها ، إلا أنها أصرت على موقفها وأنه يجب عليه أن يتركها وينساها للأبد فهو لم يعد يحبها كما تقول. حاول الاتصال بها مجددا بعد أن أغلقت سماعه الهاتف ولكن دون جدوى وبعد يومين فقط قطعت خدمة هاتفها فأصبح الاتصال بها أمراً مستحيلا، حاول الدخول إلى منزلها ولكن خوفه عليها منعه من ذلك ، إلا أنه لم يمتنع من زيارته لها في مكان عملها والمفاجأة الكبرى حينما علم بأمر تقديم استقالتها!!!!!


أخذ يبحث عنها هنا وهناك ويجلس لساعات طويلة في الأماكن التي كان يلتقي فيها بها لعله يجدها، ولكن دون فائدة إلى أن أخته الجرأة بعد شهر بأن يذهب إلي بيتها، دق الجرس وظل ينتظر أمام البيت قرابة النصف ساعه إلى أن مر أحدهم بجانب البيت ولم يتردد طلال بالسؤال عن اهل البيت فأخبره بأنهم مسافرين لدولة أوروبية لعلاج رب الأسرة وذلك بعد أن تزوجت ابنته من صاحب شركة كبيرة تكلف بكل ذلك ، صعق طلال لسماعه هذا الخبر ولم يصدق، ضاقت به الدنيا وأصبح دائم الجلوس عند باب بيتها لعلها ترجع وتنفي ما وصله من أخبار، فكيف لها أن تتزوج وهي تحب طلال وهو يحبها بجنون وكان تعده بالزواج القريب .
مرت ثلاثة أشهر على هذا الحال إلى أن أتى ذلك اليوم الذي يرى فيه طلال نزول هيفاء من السيارة مع والدها وأخواتها مطوقة بذراعي زوجها الطاعن في السن، التقت عيناه بعينيها ولكنها لم تبده أي اعتبار ودخلت إلى منزلها، علم طلال بعد ذلك أن أبيها شفي تماما من مرضه ولكنه أصيب بشلل نصفي جراء جرعة خاطئة من الدواء أخذها بإهمال.
اسودت الدنيا في عيني طلال، اعتزل الناس وأصحابه، وأصبح كثير الجلوس في البيت ، وانقلب حاله من السعادة إلى الحزن، فقد كان في كل وقته يفكر بها وكيف أخذت منه، وكيف باعته من أجل المال، صورتها وهي تنزل من السيارة برفقة زوجها لم تفارق خياله، بدأت في رأسه أفكار الانتقام لحبه ، يريدها أن تخسر كل شيء فتعرف حينها بأن خسارة حبها هي أعظم من خسارة كل شيء، وفكرة تلو أخرى يقلبها في عقلها إلى أن فكر بتقديم أوراقه للعمل في شركة زوج هيفاء وما هي إلا أيام حتى تم القبول على طلبه وعين في قسم الإدارة قريب من المدير. لم يكن طلال يخطط لشيء ولكن كل الذي أراده هو أن تراه محبوبته إذا ما جاءت مرة لتزور زوجها فتتحسف على تركها الانسان الذي أحبها.
بدأت الأرباح تدر على الشركة بنسب عالية وملحوظة وكل ذلك بفضل مهارة طلال وذكائه وأراد المدير أن يكافئه فضاعف مرتبه وقدم له دعوة للعشاء في بيته ، استبشر طلال بتلك الدعوة فقد حانت الفرصة للقاء حبه، ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن ، فقد كانت الدعوة في بيته من زوجته الأولى بحضور أبنائه وفشلت رغبة طلال هذه المرة ولكنه لم ييأس من ذلك فكان يبذل كل ما بوسعه ليقدم شيئا مميزا للمدير عله يحصل على دعوة في بيت هيفاء ولكنه لم يحصل على ذلك.
علم طلال بعد ذلك بأن زواج هيفاء من المدير ما زال أمرا سريا لا يعلم به أحد من أهل الزوج ولا من أصحابه فهو لا يملك شبئا حتى الشركة ليست باسمه وإنما هي ملك لأحد أخوات زوجته. لم يرد طلال أن يؤذي هيفاء وأهلها بافشاء هذا السر ولكن أراد القدر أن يكشف هذا السر عن طريق أحد جيران هيفاء والذين يعملون بنفس الشركة فعلمت أسرته بذلك وأجبروه بأن يطلق هيفاء وإلا فإن بساط الفقر هو جزاءه.
وافق الزوج على ذلك وبدون تردد وتم تطليق هيفاء وعلم طلال بذلك ولكنه ولأول مرة لم يشعر بفرحة لهذا الأمر مع أنه كان يتوق لذلك ليسخر منها ، ولكنه هذه المرة تركها لحالها ولم يسأل عنها ولم يهتم أبدا بذلك.
بعد مرور أربع سنوات بينما كان طلال في مركز للتسوق مع زوجته وابنته حيث اختفت ابنته فجأة وبينما هو يبحث عنها من جهة وزوجته تبحث عنها من جهة أخرى ، سمع صوت زوجته من الجهة الأخرى وهي تشكر امرأة على اهتمامها بابنتها، وصل طلال عند مصدر الصوت وشكر المرأة بدوره وحمل ابنته ، وحينما هم بالذهاب نادته المرأة باسمه ليدقق بالنظر إليها وعرف أنها هي بنفسها هيفاء ولكن يبدو عليها التعب والارهاق، تركها بدون أن يجيبها ماسكا بيد زوجته ...!!!!

أبو رائد
03-08-2011, 10:13 AM
الله يجزاك خير

ويعطيك العافية

على موضوعك

صانع الإبداع
03-08-2011, 10:40 PM
http://www.alraidiah.org/up/up/31213873220110731.png (http://www.alraidiah.org/up/up/31213873220110731.png)








الله يعطيك العافية
:101:







http://www.alraidiah.org/up/up/31213876920110731.png (http://www.alraidiah.org/up/up/31213876920110731.png)

عاشق القمم
04-08-2011, 04:13 AM
http://www.alraidiah.org/up/up/31204750620110730.png (http://www.alraidiah.org/up/up/31204750620110730.png)








سلمت
ويعطيك العافية على موضوعك ..
:101:








http://www.alraidiah.org/up/up/31204752220110730.png (http://www.alraidiah.org/up/up/31204752220110730.png)

حلاووه
04-08-2011, 04:31 AM
يعافيكم ربي ع المرور

رواء الروح
04-08-2011, 07:47 PM
سلمت:101::101:

أبو الوليد
05-10-2011, 01:26 AM
.
http://www.alraidiah.org/up/up/22951235720081217.gif








سلمت على القصة

و الله يعطيك العافية








::

:101: وفقكم الباري :101:
http://www.alraidiah.org/up/up/22951247020081217.gif
:101: .. .. ومضـــــــــــــــــــــة .. .. :101:

لآ إله إلا أنت .. .. سبحانكـ .. إني كنت من الظالمين .....!!

دانة الكون
02-11-2011, 10:45 PM
قصه جميله جداً

الله يعطيك العافيه.

بشاش
11-11-2011, 06:12 PM
آلله يعطيك العافية

كريم الشـمري
08-12-2011, 06:45 PM
جزاك الله خيرا

علـى الطرح الرااااااائع

جروح الوافيه
17-02-2012, 03:48 PM
تسلم يمينك ع الطرح

الياسمين
17-02-2012, 07:26 PM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

خفجاااويه
17-02-2012, 10:21 PM
تسلم الايادي
اشكرك

الدووووخي
17-02-2012, 11:30 PM
الله يعطيك العافيــه على القصــة ..