فديت 2 ربوني
12-08-2011, 02:08 AM
وَرُحْمَاكَ ...ظَهْرِي بَعْدَ أُمِّي قَدِ انْقَصَمْ!!
د. عبدالله بن ثاني
http://www.al-jazirah.com/20110811/325.jpg
بعد سبع سنوات من موتها أرثيها اليوم...أمي ماتت، وهكذا الأم يموت معها كل معنى للحياة، وأكثر ما يعصرني رمضان وذكراه بين يديها في حي عفيراء..
وَمَا الجُودُ إلا فِي عُفَيْرَاءَ وَالكَرَمْ
دِيَارٌ بِهَا النَّعْمَاءُ قَامَتْ عَلَى قَدَمْ
عُفَيْرَاءُ يَا أمَّ المَسَاكِينِ كُلَّمَا
أَصَابَ النَّوَى كُنْتِ دَوَاءً لِذِي سَقَمْ
وَمَا ضَرَّنِي أنِّي فُجِعْتُ بِمِثْلهَا
فَلَيْسِتْ لِرَوْعَاتِ الخُطُوبِ بِهَا ألَمْ
بِنَفْسِيَ مَنْ غَارَتْ بِلَيْلِي نُجُومُهُ
وَزِيلَتْ لَهُِ الأوْتَادُ وَاسْوَدَّتِ القِمَمْ
سَكَتِّ السِّنينَ السَّالفَاتِ عَلَى الطَّوَى
وَظَنّكِ سَاقِي البَيْنِ طِفْلاً قَدِ انْفَطِمْ
وَحَثُّوا تُرَابَاً فِي مُحَيَّاكِ مُوحِشَاً
وَلَمْ يَكُ إلا النَّقْعُ وَالجُوعُ والظُّلَمْ
تَعَالَيْ نُغَنّي لِلرّعَاةِ نَشِيدَهُمْ
وَنَسْتَدْفِعُ البَلْوَى وَنَسْتَمْطِرُ الرَّحِمْ
فَمَا أَصْبَرَ القَوْسَ الحَزِينَ وَرَبُّهُ
يُقَاسِي وَحَالَتْ دُونَ عَرْعَرنِا التُّهَمْ
رَمَتْنِي سِهَامُ المَوْتِ رمْيَ مَنِيَّةٍ
وَكَانَ جَنَاحَاهَا مِنَ الحُزْنِ والسَّأَمْ
إلَى اللهِ أشْكُو فِي الحَمَادِ شِكَايةً
أَرَى الأَرْضَ مِنْهَا فِي عَزَاءٍ وَفِي يُتُمْ
سَقَتْنِي الغَوَادِي وَالمُغِيرَاتُ صَبَّحَتْ
مَحَاجِرَ أمِّي وَالكَوَاكِبَ وَالنُّظُمْ
صَبَرْتُ عَلَى حَالٍ كَشَفْرَةِ مُصْلَتٍ
وَمَا كَانَ غَيْرُ اللهِ يُبْرِئُ مَا انْثَلَمْ
وَأنْطََقَنِي مَا حلَّ وَالوِتْرُ شَاهِدٌ
وَأوْغَلَ لَيْْلِي يا عُفَـيْرَاءُ وَادْلَهَمْ
أفِيضِي عَليَّ المَاءَ إنِّي صَدٍ لهَا
فَلَمْ تَسْلُ رُوحِي بَعْدَ أمِّي وَلَمْ تَقُمْ
وَما بِي عَلَيْهَا اليَوْمَ أطْنَبَ حَسْرَةً
وحُزْنِي عَليْهَا الدَّهْرَ مَا أوْرَقَ السَّلَمْ
أَفِيضِي عليَّ المَاءَ مِنْ حُرَّ ثُكْلهَا
فَعَيْنَايَ فِي جَفْنِ المَقَابِرِ لَمْ تَنَمْ
فَكَمْ شَاهِقٍ يَهْوِي إذَا مَا ذَكَرْتُهَا
وَكَمْ زَفْرةٍ تَبْكِي ذُرَاهَا وَمَا انْهَدَمْ
فَجُودِي دَمَاً مِثْلَ التِّلاعِ وَسَيْلِهَا
فَإِنِّي رَأَيْتُ النَّوْحَ مِنْها بِكُلِّ فَمْ
وَرِقِّي لِحَالِي وَالأسَى مِلْءُ خَافِقِي
وَهَيْهَاتَ يَحْكِي بَعْدَ أُمّي وَقَدْ بَكَمْ
أطُوفُ عَلَى مَنْ هُنَّ فِي مِثْلِ سِنِّهَا
فَمَا بَرِئَ اليُتْمُ الذِي بِي وَلا الْتَأَمْ
بَسَطّتُ لَهَا عَيْنِي تُرَابَاً مِنَ الرِّضَا
وَشَابَ عِذَارُ الدَّهْرِ وَابْيَضَّتِ الّلَمَمْ
أُفَتّشُ عَنْهَا البَيْتَ فِي كُلِّ غُرْفَةٍ
أَرَاهَا وَفِي كُلِّ الزَّوَايَا لَهَا حَرَمْ
فَكُـلُّ مَكَانٍ عَطَّرَتْهُ قُـرُنْفُلاً
وَكُلُّ زَمَانٍ زَعْفَرَتْهُ مِنَ القِيَمْ
وَرَبِّ مُقَامُ الأُنْسِ مَالَذَّ بَعْدَهَا
وَصَارَ فِرَاشُ الدِفْءِ روحَاً بِلا طَعَمْ
إذَا جَاءَ شَهْرُ الصَّوْمِ ألْفَى كُفُوفَهَا
سَحَابَاً عَلَى ظَمْأى وَظِلاً عَلَى ضَرَمْ
بِكِلْتَا يَدَيْهَا تَقْسِمُ الزَّادَ بَيْنَنَا
وَيَمْنَحُنَا الآذَانُ نُعْمَى عَلَى النِّعَمْ
وَكَيْفَ اصْطِبَارِي وَالتَّرَاويحُ أجْهَشَتْ
فَلِلّهِ مَا أَعْـطَى وَلِلّهِ مَا قَسَمْ
عَلَيْهَا مِنَ الرَّحْمَنِ كُلُّ غَمَامَةٍ
وَإنْ ذُمَّـتِ الدُّنْيَا فَأُمِّـيَ لَمْ تُذّمْ
حَرَثْتُ عَلَيْهَا الأرْضَ شَوْقَاً مِنَ الضَّنَى
وَخَضَّبَتِ الرَّمْضَاءُ عًشْرِي بِكُلِّ دَمْ
فَيَارَبِّ يَارَبّ الأُمُومَةِ كُلِّـهَا
وَرُحْمَاكَ ظَهْرِي بَعْدَ أُمِّي قَدِ انْقَصَمْ
د. عبدالله بن ثاني
http://www.al-jazirah.com/20110811/325.jpg
بعد سبع سنوات من موتها أرثيها اليوم...أمي ماتت، وهكذا الأم يموت معها كل معنى للحياة، وأكثر ما يعصرني رمضان وذكراه بين يديها في حي عفيراء..
وَمَا الجُودُ إلا فِي عُفَيْرَاءَ وَالكَرَمْ
دِيَارٌ بِهَا النَّعْمَاءُ قَامَتْ عَلَى قَدَمْ
عُفَيْرَاءُ يَا أمَّ المَسَاكِينِ كُلَّمَا
أَصَابَ النَّوَى كُنْتِ دَوَاءً لِذِي سَقَمْ
وَمَا ضَرَّنِي أنِّي فُجِعْتُ بِمِثْلهَا
فَلَيْسِتْ لِرَوْعَاتِ الخُطُوبِ بِهَا ألَمْ
بِنَفْسِيَ مَنْ غَارَتْ بِلَيْلِي نُجُومُهُ
وَزِيلَتْ لَهُِ الأوْتَادُ وَاسْوَدَّتِ القِمَمْ
سَكَتِّ السِّنينَ السَّالفَاتِ عَلَى الطَّوَى
وَظَنّكِ سَاقِي البَيْنِ طِفْلاً قَدِ انْفَطِمْ
وَحَثُّوا تُرَابَاً فِي مُحَيَّاكِ مُوحِشَاً
وَلَمْ يَكُ إلا النَّقْعُ وَالجُوعُ والظُّلَمْ
تَعَالَيْ نُغَنّي لِلرّعَاةِ نَشِيدَهُمْ
وَنَسْتَدْفِعُ البَلْوَى وَنَسْتَمْطِرُ الرَّحِمْ
فَمَا أَصْبَرَ القَوْسَ الحَزِينَ وَرَبُّهُ
يُقَاسِي وَحَالَتْ دُونَ عَرْعَرنِا التُّهَمْ
رَمَتْنِي سِهَامُ المَوْتِ رمْيَ مَنِيَّةٍ
وَكَانَ جَنَاحَاهَا مِنَ الحُزْنِ والسَّأَمْ
إلَى اللهِ أشْكُو فِي الحَمَادِ شِكَايةً
أَرَى الأَرْضَ مِنْهَا فِي عَزَاءٍ وَفِي يُتُمْ
سَقَتْنِي الغَوَادِي وَالمُغِيرَاتُ صَبَّحَتْ
مَحَاجِرَ أمِّي وَالكَوَاكِبَ وَالنُّظُمْ
صَبَرْتُ عَلَى حَالٍ كَشَفْرَةِ مُصْلَتٍ
وَمَا كَانَ غَيْرُ اللهِ يُبْرِئُ مَا انْثَلَمْ
وَأنْطََقَنِي مَا حلَّ وَالوِتْرُ شَاهِدٌ
وَأوْغَلَ لَيْْلِي يا عُفَـيْرَاءُ وَادْلَهَمْ
أفِيضِي عَليَّ المَاءَ إنِّي صَدٍ لهَا
فَلَمْ تَسْلُ رُوحِي بَعْدَ أمِّي وَلَمْ تَقُمْ
وَما بِي عَلَيْهَا اليَوْمَ أطْنَبَ حَسْرَةً
وحُزْنِي عَليْهَا الدَّهْرَ مَا أوْرَقَ السَّلَمْ
أَفِيضِي عليَّ المَاءَ مِنْ حُرَّ ثُكْلهَا
فَعَيْنَايَ فِي جَفْنِ المَقَابِرِ لَمْ تَنَمْ
فَكَمْ شَاهِقٍ يَهْوِي إذَا مَا ذَكَرْتُهَا
وَكَمْ زَفْرةٍ تَبْكِي ذُرَاهَا وَمَا انْهَدَمْ
فَجُودِي دَمَاً مِثْلَ التِّلاعِ وَسَيْلِهَا
فَإِنِّي رَأَيْتُ النَّوْحَ مِنْها بِكُلِّ فَمْ
وَرِقِّي لِحَالِي وَالأسَى مِلْءُ خَافِقِي
وَهَيْهَاتَ يَحْكِي بَعْدَ أُمّي وَقَدْ بَكَمْ
أطُوفُ عَلَى مَنْ هُنَّ فِي مِثْلِ سِنِّهَا
فَمَا بَرِئَ اليُتْمُ الذِي بِي وَلا الْتَأَمْ
بَسَطّتُ لَهَا عَيْنِي تُرَابَاً مِنَ الرِّضَا
وَشَابَ عِذَارُ الدَّهْرِ وَابْيَضَّتِ الّلَمَمْ
أُفَتّشُ عَنْهَا البَيْتَ فِي كُلِّ غُرْفَةٍ
أَرَاهَا وَفِي كُلِّ الزَّوَايَا لَهَا حَرَمْ
فَكُـلُّ مَكَانٍ عَطَّرَتْهُ قُـرُنْفُلاً
وَكُلُّ زَمَانٍ زَعْفَرَتْهُ مِنَ القِيَمْ
وَرَبِّ مُقَامُ الأُنْسِ مَالَذَّ بَعْدَهَا
وَصَارَ فِرَاشُ الدِفْءِ روحَاً بِلا طَعَمْ
إذَا جَاءَ شَهْرُ الصَّوْمِ ألْفَى كُفُوفَهَا
سَحَابَاً عَلَى ظَمْأى وَظِلاً عَلَى ضَرَمْ
بِكِلْتَا يَدَيْهَا تَقْسِمُ الزَّادَ بَيْنَنَا
وَيَمْنَحُنَا الآذَانُ نُعْمَى عَلَى النِّعَمْ
وَكَيْفَ اصْطِبَارِي وَالتَّرَاويحُ أجْهَشَتْ
فَلِلّهِ مَا أَعْـطَى وَلِلّهِ مَا قَسَمْ
عَلَيْهَا مِنَ الرَّحْمَنِ كُلُّ غَمَامَةٍ
وَإنْ ذُمَّـتِ الدُّنْيَا فَأُمِّـيَ لَمْ تُذّمْ
حَرَثْتُ عَلَيْهَا الأرْضَ شَوْقَاً مِنَ الضَّنَى
وَخَضَّبَتِ الرَّمْضَاءُ عًشْرِي بِكُلِّ دَمْ
فَيَارَبِّ يَارَبّ الأُمُومَةِ كُلِّـهَا
وَرُحْمَاكَ ظَهْرِي بَعْدَ أُمِّي قَدِ انْقَصَمْ