abw_slman
06-05-2005, 03:06 AM
اخرج أيها التاريخ ..
اخرج من جلباب [ كنا ، وماضينا ، ومجدنا ، وعزنا ، وأيامنا الخوالي .. ]
اخرج لتجد الذين حثوا عليك التراب أمس .. يقفون اليوم كأعجاز نخل خاوية ..
قد هبت عليهم .. ريح صرصر عاتية .. سخرها عليهم عدوهم .. عندما طأطأت له الرؤوس ، وخضعت له الأعناق ، وسارت نحوه حبوا الركبان .. لتشتري رضاه بغضب رب السماء والأرض ..
ليستبدلوا الذي هو أدنى .. بالذي هو خير ..
اخرج لتجد الرجال قد مسخها الله خرافا .. عندما لم يبق من الرجال إلا [ الذكور ] ..
خراف همها أن تعيش .. فهي تأكل لتعيش ، وما أكثر ما عاشت لتأكل .. لا هدف لها إلا تلك الغاية السامية التي تضمن لها الوجودية والحياتية ... أكل وشرب وتكاثر ..
سأحدثك عنها خبرا .. و أستودعك سرا ، لا أحبذ أن يعرفه غيرك ، ولا أتمنى أن تنقله لأحد أبدا ، حتى أخلع عنك ذلك الجلباب .. وأخبرك بما لم تحط به علما ..
هل سمعت عن خراف الضاد .. ؟
لا أظنك عرفت أو عاشرت أو خالطت أحدهم .. فما عرفتَ إلا الأسود ، وما حفظت َ إلا الشجعان ، وما سجلت إلا الأبطال ، وما نقلت إلا قصص الإقدام ، ومغامرات ميادين الوغى ، وبطولات ساحات الوطيس ، أما الخراف فما كان لها ذكر في سطورك ، ولا خبر في أحبارك ، ولا استشهاد في صفحاتك .. إلا النزر اليسير من أخبار الطفيليين والحمقى والمغفلين ...
واليوم .. لن تجد أسدا واحدا تذكره في نقولاتك ، ولا بطولة توردها في أخبارك ، ولن تحفظ إلا الخراف ذكرها وأخبارها ، الخراف التي ترتع في مراعي الخيانة ، وساحات الغدر ، وميادين الضعف والإهانة ...
وهي خراف ضادية الشكل واللسان ، وما ينفع الشكل واللسان ، إن لم يكن إسلامي الاعتقاد ، رباني المنهج ، محمدي المذهب .. قرآني الدستور ، سلفي التقرير ..
سجل في صفحاتك السوداء أيها التاريخ .. أن خراف الضاد .. عاشت زمنا تأكل من مراعي الذهب ، وتشرب من مياه النور [ النفط ] وبما أن الله قد أنعم عليها بتلك النعم .. ولأنها لا تستطيع أن ترد عن نفسها الأخطار ، ولا أن تحمي بقرونها الديار ، ولا تقلل من تدفق الأنهار ، فقد سخر الله عليهم بذنوبها .. من لا يخافه فيهم ولا يرحمهم ، ذئاب شرسة ، تترقبها كي تفترس سمانها قبل عجافها .. فها هو الذئب [ الروسي ] جاء من أعالي جبال سيبيريا ، قد أهلكه صقيعها ، وشرده جليدها ، جاء يبحث عن الدفء في المياه ، ويبحث عن النور في باطن الأرض ، كي يمد جسمه بالطاقة ، ليعيش وتعيش قطعانه بدفء وسلام في مراتع الخراف .. التي كانت مرابعا للأسود ..
لكن ذئبا أسود اللون ، ساميّ الملامح ، كاوبوي الرداء ، أراد أن يقتسم ، لأنه حاضر القسمة ، ومن حضر القسمة فليقتسم ، فحاول أن يقضي على الذئب الروسي ، ويشل حركته ، ويعمي بصيرته ، ويفرق شمله ، رغبة منه في الظفر بالكعكعة وحده ، والفوز بالخراف خالصة لبطنه ومعدته ، لا يشاركه فيها أحد .. . فساعد الخراف على التغلب على الذئب الروسي ، مدها بقرون ، وزودها بوسائل حماية ، ودربها على كيفية مناطحة الذئب ، ساعدت على القضاء عليه ، وتحقق له ما أراد ..
فقد ارتمت الخراف في أحضانه ، طلبا للأمان ، ونجاة من الانهيار ، فأعطاها الأمان ، ومنحها الاطمئنان ، وحقق من خلالها ما كان يصعب عليه تحقيقه لوحده ، فقد حقق هدفين برمية واحدة ، فقضى على الذئب الروسي ، وكسب ثقة الخراف الضادية ، حتى أعطته مراعيها ، وسمحت له بأن يغترف من أنهارها ، شربة لا يظمأ بعدها أبدا ..
وبعد أن تأكد الذئب الأسود من خلو الساحة إلا منه ، انقلب على الخراف ، كأنما انقلب السحر على الساحر ، فبدأ يهددها ، ويسيرها كيفما يشاء ، ولما لم تذعن له ولم ترضخ لمطالبه ، أكل أسمنها ، وهدد الخراف ذات القرون ، بأن مصير قرونها التكسير ، ومصيرها الأكل والتمزيق والتقطيع بأنياب لا ترحم ولا تُنزع من جسد زُرعت فيه .
وبعد أن اضطربت حياة الخراف ، بذلك الترويع المخيف ، بدأت تهرول من جديد باتجاه الذئب الروسي ، بحثا عن الأمان ، وما علمت أن الخراف التي تهرب من الذئاب إلى الذئاب .. مصيرها الموت .. الذي لا يختلف طعمه إن كان بأنياب ذئاب الروس ، أم بأنياب ذئاب [ السام ] .. لكنها لا تعلم أن موت الشجاع له طعم الجنة !!
أيها التاريخ ..
اخرج فما عاد لنا بك حاجة ، لأنك ستكون شاهدا علينا .. ستنقل لأجيالنا القادمة .. فضائحنا ، وستبين لهم سوأتنا .. سجلها ثم زدها عتمة وسوادا ... قد أخبرتك الخبر ، وأودعتك السر ، لكني سأحثو عليك التراب.. إلى أن ينفلق الإصباح من جديد ، فيشق السواد ، بنور تشخص له الأبصار ، وتتسامى فيه المقاصد ، وتعلو به الرؤوس ..
كل التقدير لكم
__________________
اخرج من جلباب [ كنا ، وماضينا ، ومجدنا ، وعزنا ، وأيامنا الخوالي .. ]
اخرج لتجد الذين حثوا عليك التراب أمس .. يقفون اليوم كأعجاز نخل خاوية ..
قد هبت عليهم .. ريح صرصر عاتية .. سخرها عليهم عدوهم .. عندما طأطأت له الرؤوس ، وخضعت له الأعناق ، وسارت نحوه حبوا الركبان .. لتشتري رضاه بغضب رب السماء والأرض ..
ليستبدلوا الذي هو أدنى .. بالذي هو خير ..
اخرج لتجد الرجال قد مسخها الله خرافا .. عندما لم يبق من الرجال إلا [ الذكور ] ..
خراف همها أن تعيش .. فهي تأكل لتعيش ، وما أكثر ما عاشت لتأكل .. لا هدف لها إلا تلك الغاية السامية التي تضمن لها الوجودية والحياتية ... أكل وشرب وتكاثر ..
سأحدثك عنها خبرا .. و أستودعك سرا ، لا أحبذ أن يعرفه غيرك ، ولا أتمنى أن تنقله لأحد أبدا ، حتى أخلع عنك ذلك الجلباب .. وأخبرك بما لم تحط به علما ..
هل سمعت عن خراف الضاد .. ؟
لا أظنك عرفت أو عاشرت أو خالطت أحدهم .. فما عرفتَ إلا الأسود ، وما حفظت َ إلا الشجعان ، وما سجلت إلا الأبطال ، وما نقلت إلا قصص الإقدام ، ومغامرات ميادين الوغى ، وبطولات ساحات الوطيس ، أما الخراف فما كان لها ذكر في سطورك ، ولا خبر في أحبارك ، ولا استشهاد في صفحاتك .. إلا النزر اليسير من أخبار الطفيليين والحمقى والمغفلين ...
واليوم .. لن تجد أسدا واحدا تذكره في نقولاتك ، ولا بطولة توردها في أخبارك ، ولن تحفظ إلا الخراف ذكرها وأخبارها ، الخراف التي ترتع في مراعي الخيانة ، وساحات الغدر ، وميادين الضعف والإهانة ...
وهي خراف ضادية الشكل واللسان ، وما ينفع الشكل واللسان ، إن لم يكن إسلامي الاعتقاد ، رباني المنهج ، محمدي المذهب .. قرآني الدستور ، سلفي التقرير ..
سجل في صفحاتك السوداء أيها التاريخ .. أن خراف الضاد .. عاشت زمنا تأكل من مراعي الذهب ، وتشرب من مياه النور [ النفط ] وبما أن الله قد أنعم عليها بتلك النعم .. ولأنها لا تستطيع أن ترد عن نفسها الأخطار ، ولا أن تحمي بقرونها الديار ، ولا تقلل من تدفق الأنهار ، فقد سخر الله عليهم بذنوبها .. من لا يخافه فيهم ولا يرحمهم ، ذئاب شرسة ، تترقبها كي تفترس سمانها قبل عجافها .. فها هو الذئب [ الروسي ] جاء من أعالي جبال سيبيريا ، قد أهلكه صقيعها ، وشرده جليدها ، جاء يبحث عن الدفء في المياه ، ويبحث عن النور في باطن الأرض ، كي يمد جسمه بالطاقة ، ليعيش وتعيش قطعانه بدفء وسلام في مراتع الخراف .. التي كانت مرابعا للأسود ..
لكن ذئبا أسود اللون ، ساميّ الملامح ، كاوبوي الرداء ، أراد أن يقتسم ، لأنه حاضر القسمة ، ومن حضر القسمة فليقتسم ، فحاول أن يقضي على الذئب الروسي ، ويشل حركته ، ويعمي بصيرته ، ويفرق شمله ، رغبة منه في الظفر بالكعكعة وحده ، والفوز بالخراف خالصة لبطنه ومعدته ، لا يشاركه فيها أحد .. . فساعد الخراف على التغلب على الذئب الروسي ، مدها بقرون ، وزودها بوسائل حماية ، ودربها على كيفية مناطحة الذئب ، ساعدت على القضاء عليه ، وتحقق له ما أراد ..
فقد ارتمت الخراف في أحضانه ، طلبا للأمان ، ونجاة من الانهيار ، فأعطاها الأمان ، ومنحها الاطمئنان ، وحقق من خلالها ما كان يصعب عليه تحقيقه لوحده ، فقد حقق هدفين برمية واحدة ، فقضى على الذئب الروسي ، وكسب ثقة الخراف الضادية ، حتى أعطته مراعيها ، وسمحت له بأن يغترف من أنهارها ، شربة لا يظمأ بعدها أبدا ..
وبعد أن تأكد الذئب الأسود من خلو الساحة إلا منه ، انقلب على الخراف ، كأنما انقلب السحر على الساحر ، فبدأ يهددها ، ويسيرها كيفما يشاء ، ولما لم تذعن له ولم ترضخ لمطالبه ، أكل أسمنها ، وهدد الخراف ذات القرون ، بأن مصير قرونها التكسير ، ومصيرها الأكل والتمزيق والتقطيع بأنياب لا ترحم ولا تُنزع من جسد زُرعت فيه .
وبعد أن اضطربت حياة الخراف ، بذلك الترويع المخيف ، بدأت تهرول من جديد باتجاه الذئب الروسي ، بحثا عن الأمان ، وما علمت أن الخراف التي تهرب من الذئاب إلى الذئاب .. مصيرها الموت .. الذي لا يختلف طعمه إن كان بأنياب ذئاب الروس ، أم بأنياب ذئاب [ السام ] .. لكنها لا تعلم أن موت الشجاع له طعم الجنة !!
أيها التاريخ ..
اخرج فما عاد لنا بك حاجة ، لأنك ستكون شاهدا علينا .. ستنقل لأجيالنا القادمة .. فضائحنا ، وستبين لهم سوأتنا .. سجلها ثم زدها عتمة وسوادا ... قد أخبرتك الخبر ، وأودعتك السر ، لكني سأحثو عليك التراب.. إلى أن ينفلق الإصباح من جديد ، فيشق السواد ، بنور تشخص له الأبصار ، وتتسامى فيه المقاصد ، وتعلو به الرؤوس ..
كل التقدير لكم
__________________