ابو بندر الثقفي
25-03-2003, 11:58 PM
:: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ::
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ومن والاه ...
اما بعد فإن عمر الانسان مهما طال فهو قصير .. لأنه آيل في النهاية الى انقطاع محتوم ..وأجل مرسوم ..واذا تأملنا في حركة التاريخ .. وتداول الايام فيها بين بني البشر نوقن ان الحياة ماهي الا سحابة صيف ..أو ومضة طيف يمكث بريق ومضتها قليلا.. ثم يخطف مؤذنا بهلاك الحياة وهذه ارادة الله عز وجل في الخلق .. وتدبيره في الكون فلقد خلق الارض ومهدها ..ورفع السماء وزينها ..وانزل الانسان من رغد الجنان الى تلك الارض مكان الامتحان !فهي ليست مسكنه في الاصل وانما هو فيها نزيل يعمرها حيناً من الدهر ثم يزول .. ليعود الى موطنه الاصيل إن هو تخطى ذلك الامتحان ... فأي امتحان نقصد ؟ إنه امتحان الطــــــــــاعة للخالق
فمن اطاعه في أمره فقد فقه سر الحياة ..وسلك سبيل النجاة ..ومن عصاه واتبع هواه سلك سبيل الشقاء
قال تعالى ((الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم احسن عملا وهو العزيز الغفور )) صدق الله العظيم
كلنا نخطي ولكن اخي الكريم لقد شاء الله ان تكون مخطئاً.. وان يكون بنوا آدم كلهم مخطئون .. وجعل سبحانه في مشيئته حكمة بليغه تذكر خلقه بكمال صفاته .. وجمال مغفرته ورحماته
فكان خطأالانسان هو طريق معرفة صفة الكمال للرحمن وكانت التوبة من تلك الخطأ هي طريق معرفة مالديه سبحانه من جميل العفو وسعة الغفران لذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلم (( كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون )) وإلا فمن ذا الذي يعجز الله في ارضه ويعصاه في أمره لولا إذنه وارادته ولكن سبحانه بين لنا ايضا اسباب الهداية وسبيل الرشاد واسباب الغوايه وطرق الفساد
قال تعالى ((ألم نجعل له عينين * ولساناً وشفتين * وهديناه النجدين )) صدق الله العظيم
اخي ..... يامن دعاك إبليس فأغواك فتركت الطاعة واتبعت هواك ..وجعلت تتقلب في الشهوات ..وتترامى في دروب الظلمات ..ليلك سهر ومجون ..ونهارك نوم وعصيان ..قد هجرت المسجد فلا تدخله الا قليلاً وتحولت عن القرآن تحويلاً ولم تعرف الى الطاعة دليلأ فأنت أسير نفسك ..وصريع بأسك
وكلما ناداك منادي الإيمان : أن ارجع عن غيك ! لهجت بالاستغفار وأضمرت في قلبك الاصرار.. وربما سوفت توبتك الى أجل غير مسمى فألى متى هذا الغفلات ..وإلى متى المغالطات
واليك اخي جمله نم المغالطات التي تكون سبباً في تأخير التوبة وحصول الندم
خطر تسويف التوبة اخي الكريم لاشك ان اللوم على المعاصي يعتريك .. وأن تأنيب النفس من حين لآخر يؤذيك ولكنك قد تمني نفسك بالعزم على الإقلاع .. وترك محرمات المتاع ..في القريب العاجل وفي يوم آجل
فمتــــــــــى يكــــــــــــــــــون يــــــــــــــــوم توبتك ؟ إنك مخدوع ولكن لاتدري .. تغالط نفسك ..وتهدأ حسك .. وتركبُ مركباًَ يسهل الطريق الى الندامة والحسرة والدمار ..ويذلل المسير الى العذاب والخسار ...إنه التســـــــــــويف
أتراك ضامن أجلك ! أم تراك تقوى مدافعة الموت إن أتاك وغفلك !! وكيف إذا قبض الله روحك وأنت لاه في المعاصي أفيكون التسويف عذرك .. أم حسن الظن سترك ؟
للمعلوميه معنى التسويف : التأخير في التوبة وأسمع اخي الكريم الى هذه القصة المؤثرة لتدرك غبة الاسترسال في المحرمات وخطر مفاجأة الممات يقول صاحب القصة
كنا ثلاثة من الاصدقاء يجمع بيننا الطيش والعبث بل اربعة فقد كان الشيطان رابعا فكنا نذهب لاصطياد الفتيات الساذجات بالكلام المعسول .. ونستدرجهم الى المزارع البعيده وهناك نفاجأ بأننا قد تحولنا الى ذئاب لا ترحم توسلاتهن بعد أن ماتت قلوبنا ومات فينا الاحساس
هكذا كانت أيامنا وليالينا في المزارع في المخيمات والسيارات وعلى الشاطئ الى ان جاء اليوم الذي لا انساه
وذهبنا كالمعتاد للمزرعة كان كل شي جاهز .. الفريسة لك واحد منا ..الشراب الملعون شي واحد نسيناه هو الطعام
وبعد قليل ذهب احدنا لشراء طعام العشاء بسيارته كانت الساعة السادسة تقريبا عندما انطلق ومرت الساعة دون ان يعود ..
وفي العاشرة شعرت بالقلق فانطلقت بسيارتي ابحث عنه وفي الطريق شاهدت بعض ألسنة اللهب (النار) تندلع على جانبي الطريق
وعندما وصلت فوجئت بأنها سيارة صديقي والنار تلتهمها وهي مقلوبه على احد جانبيها ..
اسرعت كالمجنون أحاول إخراجه من السيارة المشتعله وذهلت عندما وجدت نصف جسده قد تفحم تماما ولكن كان مايزال على قيد الحياة
فنقلته على الارض وبعد دقيقة فتح عينيه واخذ يهذي النار ... النار ..
فقررت ان احمله بسيارتي واسرع به الى المستشفى ولكنه قال بصوت بــــــــــاك : لا فــــــــائدة لا أمل
فخنقتني الدموع وانا ارى صديقي يموت امامي
وفوجئت به يصرخ يقول : ماذا اقول له ؟ نظرت اليه بدهشة وسألته : من هو ؟
قال بصوت كأنه قادم من بئر عميق : الله
احسست بالرعب يجتاح جسدي ومشاعري وفجأة اطلق صديقي صرخة مدويه ولفظ اخر انفاسه
ومضت الايام لكن صورة صديقي الراحل وهو يصرخ والنار تلتهمه ماذا اقول له ؟
ماذا اقول له ؟
واعترتني رعشة غريبه
وفي الوقت نفسه سمعت المؤذن ينادي لصلاة الفجر الله اكبر فأحسست انه نداء خاص بي يدعوني لاسدل الستار على فترة مظلمه من حياتي .. يدعوني الى طريق النور والهداية ...
فاغتسلت وتوضأت وطهرت جسدي من الرذيله التي غرقت فيها لسنوات .. واديت الصلاة ومن يومها لم تفتني فريضة
تصور نفسك مكان ذلك الشاب وقد فاجأتك سكرة الموت وحسرة الفوت وأنت تلفظ انفاسك على خو ف شديد من النار والوعيد وقد هالتك حشرجة الاحتضار وآلمك ماكنت فيه من اصرار تتمنى لو يزداد في عمرك ساعات معدودات تقضيها في التوبة والطاعات
فعجل رعاك الله بالتوبة .. قبل الندم .. وقبل زوال القدم
واندب زمانا سلفا سودت فيه الصحفا ولم تزل معتكفا على القبيح الشنع
وفي النهاية هل من معتبر هل من متعظ من هل من قلب فائق هل من اذن صاغية
فالعجب كل العجب لوانك بعد هذا تستمر في غفلتك ومعاصيك وبعدك عن الله
فالبدار البدار الى دار الابرار
والحمدلله والصلاة والسلام على اشرف الانبياء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
اخي الكريم الدال على الخير كفاعلة فساعد على نشرها
قبل الندم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ومن والاه ...
اما بعد فإن عمر الانسان مهما طال فهو قصير .. لأنه آيل في النهاية الى انقطاع محتوم ..وأجل مرسوم ..واذا تأملنا في حركة التاريخ .. وتداول الايام فيها بين بني البشر نوقن ان الحياة ماهي الا سحابة صيف ..أو ومضة طيف يمكث بريق ومضتها قليلا.. ثم يخطف مؤذنا بهلاك الحياة وهذه ارادة الله عز وجل في الخلق .. وتدبيره في الكون فلقد خلق الارض ومهدها ..ورفع السماء وزينها ..وانزل الانسان من رغد الجنان الى تلك الارض مكان الامتحان !فهي ليست مسكنه في الاصل وانما هو فيها نزيل يعمرها حيناً من الدهر ثم يزول .. ليعود الى موطنه الاصيل إن هو تخطى ذلك الامتحان ... فأي امتحان نقصد ؟ إنه امتحان الطــــــــــاعة للخالق
فمن اطاعه في أمره فقد فقه سر الحياة ..وسلك سبيل النجاة ..ومن عصاه واتبع هواه سلك سبيل الشقاء
قال تعالى ((الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم احسن عملا وهو العزيز الغفور )) صدق الله العظيم
كلنا نخطي ولكن اخي الكريم لقد شاء الله ان تكون مخطئاً.. وان يكون بنوا آدم كلهم مخطئون .. وجعل سبحانه في مشيئته حكمة بليغه تذكر خلقه بكمال صفاته .. وجمال مغفرته ورحماته
فكان خطأالانسان هو طريق معرفة صفة الكمال للرحمن وكانت التوبة من تلك الخطأ هي طريق معرفة مالديه سبحانه من جميل العفو وسعة الغفران لذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلم (( كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون )) وإلا فمن ذا الذي يعجز الله في ارضه ويعصاه في أمره لولا إذنه وارادته ولكن سبحانه بين لنا ايضا اسباب الهداية وسبيل الرشاد واسباب الغوايه وطرق الفساد
قال تعالى ((ألم نجعل له عينين * ولساناً وشفتين * وهديناه النجدين )) صدق الله العظيم
اخي ..... يامن دعاك إبليس فأغواك فتركت الطاعة واتبعت هواك ..وجعلت تتقلب في الشهوات ..وتترامى في دروب الظلمات ..ليلك سهر ومجون ..ونهارك نوم وعصيان ..قد هجرت المسجد فلا تدخله الا قليلاً وتحولت عن القرآن تحويلاً ولم تعرف الى الطاعة دليلأ فأنت أسير نفسك ..وصريع بأسك
وكلما ناداك منادي الإيمان : أن ارجع عن غيك ! لهجت بالاستغفار وأضمرت في قلبك الاصرار.. وربما سوفت توبتك الى أجل غير مسمى فألى متى هذا الغفلات ..وإلى متى المغالطات
واليك اخي جمله نم المغالطات التي تكون سبباً في تأخير التوبة وحصول الندم
خطر تسويف التوبة اخي الكريم لاشك ان اللوم على المعاصي يعتريك .. وأن تأنيب النفس من حين لآخر يؤذيك ولكنك قد تمني نفسك بالعزم على الإقلاع .. وترك محرمات المتاع ..في القريب العاجل وفي يوم آجل
فمتــــــــــى يكــــــــــــــــــون يــــــــــــــــوم توبتك ؟ إنك مخدوع ولكن لاتدري .. تغالط نفسك ..وتهدأ حسك .. وتركبُ مركباًَ يسهل الطريق الى الندامة والحسرة والدمار ..ويذلل المسير الى العذاب والخسار ...إنه التســـــــــــويف
أتراك ضامن أجلك ! أم تراك تقوى مدافعة الموت إن أتاك وغفلك !! وكيف إذا قبض الله روحك وأنت لاه في المعاصي أفيكون التسويف عذرك .. أم حسن الظن سترك ؟
للمعلوميه معنى التسويف : التأخير في التوبة وأسمع اخي الكريم الى هذه القصة المؤثرة لتدرك غبة الاسترسال في المحرمات وخطر مفاجأة الممات يقول صاحب القصة
كنا ثلاثة من الاصدقاء يجمع بيننا الطيش والعبث بل اربعة فقد كان الشيطان رابعا فكنا نذهب لاصطياد الفتيات الساذجات بالكلام المعسول .. ونستدرجهم الى المزارع البعيده وهناك نفاجأ بأننا قد تحولنا الى ذئاب لا ترحم توسلاتهن بعد أن ماتت قلوبنا ومات فينا الاحساس
هكذا كانت أيامنا وليالينا في المزارع في المخيمات والسيارات وعلى الشاطئ الى ان جاء اليوم الذي لا انساه
وذهبنا كالمعتاد للمزرعة كان كل شي جاهز .. الفريسة لك واحد منا ..الشراب الملعون شي واحد نسيناه هو الطعام
وبعد قليل ذهب احدنا لشراء طعام العشاء بسيارته كانت الساعة السادسة تقريبا عندما انطلق ومرت الساعة دون ان يعود ..
وفي العاشرة شعرت بالقلق فانطلقت بسيارتي ابحث عنه وفي الطريق شاهدت بعض ألسنة اللهب (النار) تندلع على جانبي الطريق
وعندما وصلت فوجئت بأنها سيارة صديقي والنار تلتهمها وهي مقلوبه على احد جانبيها ..
اسرعت كالمجنون أحاول إخراجه من السيارة المشتعله وذهلت عندما وجدت نصف جسده قد تفحم تماما ولكن كان مايزال على قيد الحياة
فنقلته على الارض وبعد دقيقة فتح عينيه واخذ يهذي النار ... النار ..
فقررت ان احمله بسيارتي واسرع به الى المستشفى ولكنه قال بصوت بــــــــــاك : لا فــــــــائدة لا أمل
فخنقتني الدموع وانا ارى صديقي يموت امامي
وفوجئت به يصرخ يقول : ماذا اقول له ؟ نظرت اليه بدهشة وسألته : من هو ؟
قال بصوت كأنه قادم من بئر عميق : الله
احسست بالرعب يجتاح جسدي ومشاعري وفجأة اطلق صديقي صرخة مدويه ولفظ اخر انفاسه
ومضت الايام لكن صورة صديقي الراحل وهو يصرخ والنار تلتهمه ماذا اقول له ؟
ماذا اقول له ؟
واعترتني رعشة غريبه
وفي الوقت نفسه سمعت المؤذن ينادي لصلاة الفجر الله اكبر فأحسست انه نداء خاص بي يدعوني لاسدل الستار على فترة مظلمه من حياتي .. يدعوني الى طريق النور والهداية ...
فاغتسلت وتوضأت وطهرت جسدي من الرذيله التي غرقت فيها لسنوات .. واديت الصلاة ومن يومها لم تفتني فريضة
تصور نفسك مكان ذلك الشاب وقد فاجأتك سكرة الموت وحسرة الفوت وأنت تلفظ انفاسك على خو ف شديد من النار والوعيد وقد هالتك حشرجة الاحتضار وآلمك ماكنت فيه من اصرار تتمنى لو يزداد في عمرك ساعات معدودات تقضيها في التوبة والطاعات
فعجل رعاك الله بالتوبة .. قبل الندم .. وقبل زوال القدم
واندب زمانا سلفا سودت فيه الصحفا ولم تزل معتكفا على القبيح الشنع
وفي النهاية هل من معتبر هل من متعظ من هل من قلب فائق هل من اذن صاغية
فالعجب كل العجب لوانك بعد هذا تستمر في غفلتك ومعاصيك وبعدك عن الله
فالبدار البدار الى دار الابرار
والحمدلله والصلاة والسلام على اشرف الانبياء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
اخي الكريم الدال على الخير كفاعلة فساعد على نشرها
قبل الندم