بشاش
19-10-2011, 05:01 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُم مسْلِمُونَ)
عباد الله؛ إنَّ النَّاظر بعين البصر والبصيرة إلى الخلق يجد عجبًا،
يجدهم غادِين جادِّين في بيع أنفسهم؛
ففائز رابح، ومَغْبُون خاسر،
فرابح قد رجحت ميزانه، وخاسر أَوْبَقَهُ عدوانه،
رابح دان نفسه وحاسبها، وعمل لما بعد الموت فزكى،
صعد بها وارتقى، وخاض المتاعب وركب الأهوال وانتقى،
وإلى العلياء ارتقى،
فكان الكيِّس العاقل الفاطن ذا الذكا.
خاف مقام ربه، ونهى النفس عن الهوى.
فآفة المرء الهوى، فمن علا على هواه عَقْلُه فقد نجا.
أعتق نفسه وشرَّفها، وزكَّاها، وقد أفلح من زكَّاها.
فأَرْبِحْ بها من صَفْقَةٍ لمبايع *** وأَعْظِمْ بها أعظم بها ثمَّ أعْظِمِ
وخاسر نَسِيَ مصيره فانغمس في المحرَّمات على غير بصيرة،
أقبلَ على الدنيا لاهِثًا في شَرَهِ بهيمة،
يجيد السباحة من أجلها في كل بحر،
ويلبس لها أكثر من ثوب، ويمثِّل بها أكثر من دور،
ويتكلم لها بأكثر من لسان، ويركب لها كل مطيَّة.
باع دينه بعَرَضٍ منها،
وهبط والهبوط هيِّن، والهابط لم تكن نفسه يومًا أَبِيَّةٌ،
أتبع نفسه هواها، وتمنَّى على الله الأماني حتى داهمته المنيَّة.
فَهَمُّه في اليوم أكلٌ وكِسَا *** وهَمُّه بالليل خَمْرٌ ونِسَا
خاب عاجز خائر بَائِر، خسر نفسه فأوبَقَهَا وأهلكها،
وبثمن بخسٍ باعها، فيا لها من رزيَّة ! دسَّاها وقد خاب من دسَّاها.
فكان كفائق عينيه عمدًا *** فأصبح لا يضيء له نهار
بل كان كالحمار لا يُزكَّى *** فيدفع الجوع ولا يُزكَّى
شاد للأولى فهلا *** كان للأخرى يشيد
(مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ للْعَبِيدِ)
لا نعجب من خطئه، واتباع هواه معشر المؤمنين؛
إذ لا عجب ولا غرابة أن يخطئ الإنسان،
وتصدر منه الإساءة والسَّفه، والجهل والظلم، فكل ابن آدم خطَّاء،
والمعصوم من عصمه الله، لكن العجب منه يوم،
يدرك خطأه وإساءته وسفهه وجهله وظلمه،
ثم يظل متلبسًا بذلك، مصرًّا عليه، آمنا مكر الله به، ووعيده له.
(أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ)
يقول [ابن القيم] -رحمه الله-:
الذنب بمنزلة شرب السمِّ، والتوبة تِرْيَاقُه ودواؤه،
والطَّاعة هي الصحة والعافية، وصحة وعافية مستمرة
خير من صحة يتخللها مرض وشرب سمٍّ،
وصحة يتخللها مرض وشربُ سمٍّ خير من بلاء دائم.
من حاد حب الكمال تعنُّتًا *** يتبدل الأدنى ويبقى الأحقرَ
فاغتنم حياتك عمرك فلكل *** غادٍ روحة ولكل وضَّاءٍ سِرَار
يا من بدرت منه الخطيئة وكلنا ذاك، عودة عودة إلى أفْيَاء الطاعة،
الباب مفتوح، والظل والرخاء من وراء الباب فالزم سُدة الباب،
وقم في الدُّجى، واصرخ بلسان الذُّل، مع وجيف القلب،
وواكف الدَّمع، يا أيها العزيز مسَّنا وأهلنا الضُّرُّ.
هيا فالنَّفَس يخرج ولا يعود، والعين تطرف ولا تطرف الأخرى
إلا بين يديْ العزيز الحميد، فلابد من ساعة طاهرة، تكون الرؤوس بها فاغرة،
إذا استوفت النفس مكيالها، وزُلْزِلت الأرض زلزالها،
فما لك من فرصة للإياب، ولن يرجع العمر بعد الذهاب،
تقدم فما زال للصلح باب، وبالموت يغلق باب المتاب
(وَاللهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلا عَظِيمًا)
قال تعالى
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُم مسْلِمُونَ)
عباد الله؛ إنَّ النَّاظر بعين البصر والبصيرة إلى الخلق يجد عجبًا،
يجدهم غادِين جادِّين في بيع أنفسهم؛
ففائز رابح، ومَغْبُون خاسر،
فرابح قد رجحت ميزانه، وخاسر أَوْبَقَهُ عدوانه،
رابح دان نفسه وحاسبها، وعمل لما بعد الموت فزكى،
صعد بها وارتقى، وخاض المتاعب وركب الأهوال وانتقى،
وإلى العلياء ارتقى،
فكان الكيِّس العاقل الفاطن ذا الذكا.
خاف مقام ربه، ونهى النفس عن الهوى.
فآفة المرء الهوى، فمن علا على هواه عَقْلُه فقد نجا.
أعتق نفسه وشرَّفها، وزكَّاها، وقد أفلح من زكَّاها.
فأَرْبِحْ بها من صَفْقَةٍ لمبايع *** وأَعْظِمْ بها أعظم بها ثمَّ أعْظِمِ
وخاسر نَسِيَ مصيره فانغمس في المحرَّمات على غير بصيرة،
أقبلَ على الدنيا لاهِثًا في شَرَهِ بهيمة،
يجيد السباحة من أجلها في كل بحر،
ويلبس لها أكثر من ثوب، ويمثِّل بها أكثر من دور،
ويتكلم لها بأكثر من لسان، ويركب لها كل مطيَّة.
باع دينه بعَرَضٍ منها،
وهبط والهبوط هيِّن، والهابط لم تكن نفسه يومًا أَبِيَّةٌ،
أتبع نفسه هواها، وتمنَّى على الله الأماني حتى داهمته المنيَّة.
فَهَمُّه في اليوم أكلٌ وكِسَا *** وهَمُّه بالليل خَمْرٌ ونِسَا
خاب عاجز خائر بَائِر، خسر نفسه فأوبَقَهَا وأهلكها،
وبثمن بخسٍ باعها، فيا لها من رزيَّة ! دسَّاها وقد خاب من دسَّاها.
فكان كفائق عينيه عمدًا *** فأصبح لا يضيء له نهار
بل كان كالحمار لا يُزكَّى *** فيدفع الجوع ولا يُزكَّى
شاد للأولى فهلا *** كان للأخرى يشيد
(مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ للْعَبِيدِ)
لا نعجب من خطئه، واتباع هواه معشر المؤمنين؛
إذ لا عجب ولا غرابة أن يخطئ الإنسان،
وتصدر منه الإساءة والسَّفه، والجهل والظلم، فكل ابن آدم خطَّاء،
والمعصوم من عصمه الله، لكن العجب منه يوم،
يدرك خطأه وإساءته وسفهه وجهله وظلمه،
ثم يظل متلبسًا بذلك، مصرًّا عليه، آمنا مكر الله به، ووعيده له.
(أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ)
يقول [ابن القيم] -رحمه الله-:
الذنب بمنزلة شرب السمِّ، والتوبة تِرْيَاقُه ودواؤه،
والطَّاعة هي الصحة والعافية، وصحة وعافية مستمرة
خير من صحة يتخللها مرض وشرب سمٍّ،
وصحة يتخللها مرض وشربُ سمٍّ خير من بلاء دائم.
من حاد حب الكمال تعنُّتًا *** يتبدل الأدنى ويبقى الأحقرَ
فاغتنم حياتك عمرك فلكل *** غادٍ روحة ولكل وضَّاءٍ سِرَار
يا من بدرت منه الخطيئة وكلنا ذاك، عودة عودة إلى أفْيَاء الطاعة،
الباب مفتوح، والظل والرخاء من وراء الباب فالزم سُدة الباب،
وقم في الدُّجى، واصرخ بلسان الذُّل، مع وجيف القلب،
وواكف الدَّمع، يا أيها العزيز مسَّنا وأهلنا الضُّرُّ.
هيا فالنَّفَس يخرج ولا يعود، والعين تطرف ولا تطرف الأخرى
إلا بين يديْ العزيز الحميد، فلابد من ساعة طاهرة، تكون الرؤوس بها فاغرة،
إذا استوفت النفس مكيالها، وزُلْزِلت الأرض زلزالها،
فما لك من فرصة للإياب، ولن يرجع العمر بعد الذهاب،
تقدم فما زال للصلح باب، وبالموت يغلق باب المتاب
(وَاللهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلا عَظِيمًا)