فلق الأسحار
04-11-2011, 08:41 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
القول الثبت في حكم صيام السبت
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فان من المسائل التي اختلف فيها أهل العلم قديماً وحديثاً صيام يوم السبت وقد كان فيه الاختلاف على قولين :-
القول الأول :
أنه محرم لما روى أبوداود والترمذي والنسائي وابن ماجه والحاكم والدارمي وابن خزيمة وابن حبان والطبراني وأبونعيم والبيهقي والبغوي وغيرهم من حديث عبد الله ابن بسر عن أخته الصماء بنت بسر رضي الله عنهماقالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(لَا تَصُومُوا يَوْمَ السَّبْتِ إِلا فِيمَا افْتُرِضَ عَلَيْكُمْ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ أَحَدُكُمْ إِلا لِحَاءَ عِنَبَةٍ، أَوْ عُودَ شَجَرَةٍ، فَلْيَمْضَغْهُ) صححه الدارقطني و الترمذي في السنن وأقره البغوي في شرح السنة وصححه الحاكم في مستدركه وقال هوعلى شرط البخاري ووافقه الذهبي وصححه أبوداود في سننه وقال منسوخ وصححه ابن السكن وكذلك صححه الألباني وشعيب الأرناؤوط وحسين سليم أسد وغيرهم كثير من أهل العلم. وهذا القول هو الراجح عندنا وسنرد بإذن الله على حجج المخالفين.
القول الثاني :
أن صيام السبت جائز ولا حرج فيه : وهذا قول كثير من أهل العلم منهم الزهري ومالك وأحمدو والنسائي وابن تيمية وابن عثيمين وغيرهم وهؤلاء ضعفوا حديث الصماء بأنه شاذ وأنه مضطرب والمتأمل في الحديث يجد أنه غير شاذ ولا مضطرب .
*أولاً حكمهم عليه بالشذوذ: وذلك لشذوذ متنه لا لشذوذ سنده فقالوا كما نقل الأثرم عن الامام أحمد قال الأثرم(حجة أبي عبد الله في الرخصة في صوم يوم السبت أن الأحاديث كلها مخالفة لحديث عبد الله بن بسر منها حديث أم سلمة حين سئلت أي الأيام كان رسول الله صلى الله عليه و سلم أكثر صياما لها فقالت السبت والأحد ومنها حديث جويرية أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لها يوم الجمعة أصمت أمس قالت لا قال أتريدين أن تصومي غدا فالغد هو يوم السبت تصومي غدا فالغد هو يوم السبت وحديث أبى هريرة نهى النبي صلى الله عليه و سلم عن صوم يوم الجمعة إلا مقرونا بيوم قبله أو يوم بعده فاليوم الذي بعده هو يوم السبت وقال من صام رمضان وأتبعه بست من شوال وقد يكون فيها السبت وأمر بصيام الأيام البيض وقد يكون فيها السبت ومثل هذا كثير.)انتهى كلام الأثرم رحمه الله, نقله عنه ابن مفلح في الفروع.
*أقول وبالله التوفيق القول بأن حديث عبد الله ابن بسر شاذ بسبب هذه الأحاديث غير صحيح للآتي :-
1- الحديث الأول عن ام سلمة أن النبي كان يصوم السبت والأحد ضعيف وفيه من لا يعرف كما جزم بذلك عبد الحق الإشبيلي والعلامة الألباني فبطل الإحتجاج به.
2-الحديث الثاني حديث جويرية عندما صامت يوم الجمعة فقال لها النبي (أتريدين أن تصومي بعده ), أقول : ليس هنالك تعارض بين الحديثين فمن صام الجمعة ولم يكن قد صام الخميس صار فرضاً عليه أن يصوم يوم السبت فصار موافقاً لقوله صلى الله عليه وسلم في حديث الصماء(الا فيما افترض عليكم) فلاتعارض بين الحديثين.
3-أما عن الأيام البيض : فلا حجة فيها لأن الأيام البيض اذا وقع يوم منها في يوم عيد أنتم أنفسكم تفتون بحرمة صوم هذا اليوم فكما قلتم هناك يلزمكم أن تقولوا هنا.
4-وأما عن ستة من شوال فلا يلزم فيها التتابع حتى تصلح دليلاً.
*فإذا تبين هذا علم أن القول بشذوذ الحديث باطل لايصح. *ثانياً: حكمهم عليه بالإضطراب غير صحيح:لأنهم قالوا بإضطرابه لأنه روي عن عبد الله ابن بسر وروي عن عبد الله ابن بسر عن أخته الصماء وروي عن عبدالله بن بسرعن أبيه وقيل عن الصماء عن عائشة. أقول هذه كلها زيادة ثقات وزيادة الثقة مقبولة اذا لم يخالف من هو أوثق منه فقد يكون الحديث قد ورد بكل هذه الطرق فما المانع من ذلك.قال العلامة شعيب الارناؤوط في تحقيقه لصحيح ابن حبان: نقلاً عن ابن حجر في التلخيص الحبير قال( ويحتمل أن يكون عند عبد الله عن أبيه وعن أخته، وعند أخته بواسطة، وهذه طريقة من صححه).
*وقال بعض اهل العلم منهم أبوداودصاحب السنن الحديث صحيح ولكنه منسوخ:-
وقولهم هذا ليس بالقوي فان النسخ يحتاج الى اثبات بالتاريخ وهم قالوا ذلك حتى لا يستلزم ذلك تعارضاً بين النصوص وقد ذكرنا من قبل أنه لاتعارض.
*فإذا علم ذلك فيحرم على من لم يصم اليوم - الجمعة - أن يصوم غداً يوم عرفة ومن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه.
* والحمد لله أولاً وآخرا.
القول الثبت في حكم صيام السبت
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فان من المسائل التي اختلف فيها أهل العلم قديماً وحديثاً صيام يوم السبت وقد كان فيه الاختلاف على قولين :-
القول الأول :
أنه محرم لما روى أبوداود والترمذي والنسائي وابن ماجه والحاكم والدارمي وابن خزيمة وابن حبان والطبراني وأبونعيم والبيهقي والبغوي وغيرهم من حديث عبد الله ابن بسر عن أخته الصماء بنت بسر رضي الله عنهماقالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(لَا تَصُومُوا يَوْمَ السَّبْتِ إِلا فِيمَا افْتُرِضَ عَلَيْكُمْ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ أَحَدُكُمْ إِلا لِحَاءَ عِنَبَةٍ، أَوْ عُودَ شَجَرَةٍ، فَلْيَمْضَغْهُ) صححه الدارقطني و الترمذي في السنن وأقره البغوي في شرح السنة وصححه الحاكم في مستدركه وقال هوعلى شرط البخاري ووافقه الذهبي وصححه أبوداود في سننه وقال منسوخ وصححه ابن السكن وكذلك صححه الألباني وشعيب الأرناؤوط وحسين سليم أسد وغيرهم كثير من أهل العلم. وهذا القول هو الراجح عندنا وسنرد بإذن الله على حجج المخالفين.
القول الثاني :
أن صيام السبت جائز ولا حرج فيه : وهذا قول كثير من أهل العلم منهم الزهري ومالك وأحمدو والنسائي وابن تيمية وابن عثيمين وغيرهم وهؤلاء ضعفوا حديث الصماء بأنه شاذ وأنه مضطرب والمتأمل في الحديث يجد أنه غير شاذ ولا مضطرب .
*أولاً حكمهم عليه بالشذوذ: وذلك لشذوذ متنه لا لشذوذ سنده فقالوا كما نقل الأثرم عن الامام أحمد قال الأثرم(حجة أبي عبد الله في الرخصة في صوم يوم السبت أن الأحاديث كلها مخالفة لحديث عبد الله بن بسر منها حديث أم سلمة حين سئلت أي الأيام كان رسول الله صلى الله عليه و سلم أكثر صياما لها فقالت السبت والأحد ومنها حديث جويرية أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لها يوم الجمعة أصمت أمس قالت لا قال أتريدين أن تصومي غدا فالغد هو يوم السبت تصومي غدا فالغد هو يوم السبت وحديث أبى هريرة نهى النبي صلى الله عليه و سلم عن صوم يوم الجمعة إلا مقرونا بيوم قبله أو يوم بعده فاليوم الذي بعده هو يوم السبت وقال من صام رمضان وأتبعه بست من شوال وقد يكون فيها السبت وأمر بصيام الأيام البيض وقد يكون فيها السبت ومثل هذا كثير.)انتهى كلام الأثرم رحمه الله, نقله عنه ابن مفلح في الفروع.
*أقول وبالله التوفيق القول بأن حديث عبد الله ابن بسر شاذ بسبب هذه الأحاديث غير صحيح للآتي :-
1- الحديث الأول عن ام سلمة أن النبي كان يصوم السبت والأحد ضعيف وفيه من لا يعرف كما جزم بذلك عبد الحق الإشبيلي والعلامة الألباني فبطل الإحتجاج به.
2-الحديث الثاني حديث جويرية عندما صامت يوم الجمعة فقال لها النبي (أتريدين أن تصومي بعده ), أقول : ليس هنالك تعارض بين الحديثين فمن صام الجمعة ولم يكن قد صام الخميس صار فرضاً عليه أن يصوم يوم السبت فصار موافقاً لقوله صلى الله عليه وسلم في حديث الصماء(الا فيما افترض عليكم) فلاتعارض بين الحديثين.
3-أما عن الأيام البيض : فلا حجة فيها لأن الأيام البيض اذا وقع يوم منها في يوم عيد أنتم أنفسكم تفتون بحرمة صوم هذا اليوم فكما قلتم هناك يلزمكم أن تقولوا هنا.
4-وأما عن ستة من شوال فلا يلزم فيها التتابع حتى تصلح دليلاً.
*فإذا تبين هذا علم أن القول بشذوذ الحديث باطل لايصح. *ثانياً: حكمهم عليه بالإضطراب غير صحيح:لأنهم قالوا بإضطرابه لأنه روي عن عبد الله ابن بسر وروي عن عبد الله ابن بسر عن أخته الصماء وروي عن عبدالله بن بسرعن أبيه وقيل عن الصماء عن عائشة. أقول هذه كلها زيادة ثقات وزيادة الثقة مقبولة اذا لم يخالف من هو أوثق منه فقد يكون الحديث قد ورد بكل هذه الطرق فما المانع من ذلك.قال العلامة شعيب الارناؤوط في تحقيقه لصحيح ابن حبان: نقلاً عن ابن حجر في التلخيص الحبير قال( ويحتمل أن يكون عند عبد الله عن أبيه وعن أخته، وعند أخته بواسطة، وهذه طريقة من صححه).
*وقال بعض اهل العلم منهم أبوداودصاحب السنن الحديث صحيح ولكنه منسوخ:-
وقولهم هذا ليس بالقوي فان النسخ يحتاج الى اثبات بالتاريخ وهم قالوا ذلك حتى لا يستلزم ذلك تعارضاً بين النصوص وقد ذكرنا من قبل أنه لاتعارض.
*فإذا علم ذلك فيحرم على من لم يصم اليوم - الجمعة - أن يصوم غداً يوم عرفة ومن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه.
* والحمد لله أولاً وآخرا.