المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : زكريا يناجي ربه


دانة الكون
17-11-2011, 03:56 AM
زكريا يناجي ربه بما يثقل كاهله

نشأ نبي الله زكريا عليه السلام، في وسط خضم متلاطم الاتجاهات، وعاش منذ فتوته على الوفاء بالعهد، قائما على الدعوة، حافظا للعقيدة. وكان همه الوحيد هو طاعة الله وعبادته،
وأمله هداية الناس وردهم إلى جادة الصواب، وكان دأبه التنقل بين محرابه وحانوته، سعيا وراء الرزق الحلال، فإن أصاب مالا سد رمق الجائع، ومسح دمعة البائس، ثم يرجع إلى
محرابه فارغ اليدين إلا من فضل الله، صامتا إلا عن ذكر الله.
هكذا عاش زكريا عليه السلام، حياة رائعة، حافلة بالمآثر والمزايا. فقد كان قنوعا، رضي النفس، نقي الضمير، لا تحرك دواخله نزعات النفس البشرية، وعلى رأسها الرغبة في
الذرية والامتداد، لقد اكتفى من حياته بالقيام على خدمة الهيكل، ورعاية شؤون الدين، فلم يؤرقه كبر سنه، وهو بلا ولد، بل كان يجد غنى كبيراً وهو عاكف على العبادة والتضحية
في شؤون الدنيا من أجل الآخرة التي هي بغية كل مؤمن موقن.
وكان زكريا قد صار في سن الشيخوخة، وبلغ من العمر التسعين عاما، ووهن العظم منه واشتعل رأسه شيباً عندما راودته فكرة احتلت حيز تفكيره، وملكت عليه مدار ضميره ومشاعره.
فقد صار على قاب قوسين أو أدنى من الموت، وهو لا يجد من يرث حكمته، ويضطلع بأمانة الدعوة إلى الله من بعده. إنه يخاف على الدين.
لقد كانت تلك الافكار تجول في خاطره، وتضطرب بين حنايا صدره. ولكنه ظل صابراً متجملاً إلا من زفرات يلفظها إذ أجث الليل، أو دعوات يرفعها إلى الله. كلما احتوته الوحدة والعزلة.
ويذهب زكريا عليه السلام يوماً إلى المحراب كعادته. ويدخل على كفيلته مريم بنت عمران في محرابها الخاص في الهيكل فيجد عندها رزقاً.
ويسأل تلك العابدة، عن مصدر رزقها، ويسمعها بعفوية خالصة تقول له “هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب”.

اعتكاف

اشتعلت في نفس زكريا الرغبة في المولود. فاعتكف في محرابه بعيداً عن الناس، وعن الوجود الأرضي، ورفع يديه إلى السماء، وسرح في إشراقة النفس وهو يناجي ربه في
الخفاء ويقول: (رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيباً، ولم اكن بدعائك رب شقياً. وإني خفت الموالي من ورائي وكانت امرأتي عاقراً، فهب لي من لدنك ولياً، يرثني
ويرث من آل يعقوب، واجعله رب رضياً”.
فما أجمل مناجاة زكريا، بعيداً عن عيون الناس، بعيداً عن أسماعهم، وفي غرفة منفردة، يخلص فيها لربه، ويكشف له عما يثقل كاهله ويكرب صدره، لأنه يضيق بوجود أولئك
الموالي من بعده، فهو يخافهم، لأنه يخاف على العقيدة منهم. وها هو ينادي ربه عن قرب واتصال، وبلا واسطة، وحتى إنه لم يستعمل حرف النداء. فهو على يقين بأنه لم يكن
يوما ليشقى بدعاء ربه، بل كان يستجيب له كلما دعاه. وها هو الآن يناجي.
هذه كانت حالة زكريا، وهو يشكو إلى ربه ما أصابه من وهن العظم واشتعال الرأس بالشيب، وهو على يقين بأن الله قد عوده على أن يستجيب له إذا دعاه، فلم يشق مع دعائه
لربه وهو في فتوته وقوته، فما أشد حاجته الآن وهو في هرمه وكبره إلى أن يستجيب الله له ويتم نعمته عليه.
وترتسم لحظة الاستجابة في رعاية وعطف ورضا. يستجيب الله في الملأ الأعلى وتنادي الملائكة زكريا وهو قائم يصلي في المحراب عن الله عز وجل قوله: (يا زكريا إنا نبشرك
بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميا”.
والمتأمل للآية السابقة يجد أن الله سبحانه وتعالى لم يقف كرمه عند الاستجابة، بل تخطاه إلى تبشير عبده الصالح بأنه سيرزقه الولد، وبأنه اختار اسم هذا الولد وفقًا لرغبة أبيه.
وهل كانت رغبة زكريا إلا أن تبقى العقيدة قائمة حية، وهل اسم “يحيى” إلا حياة تلك العقيدة من بعد حافظها وحاملها. لقد اختار الله اسم الغلام ليدل على استجابته لعبده ونجواه،
وليريه من آياته الاختيار الفريد الذي لم يسبقه اختيار في الأرض كلها ومنذ وجود البشرية حتى ذلك التاريخ.

حرارة الاستجابة

تغمر زكريا حرارة الاستجابة، ولكنه وهو يثق بوعد الله، يريد أن يعرف كيف يكون تحقيقه، وهو رجل شيخ، بلغ من الكبر عتيا، وامرأته عاقر في مثل سنه، ولم تلد له في
فتوته وصباه. فقال ليطمئن قلبه: “رب أنىّ يكون لي غلام وكانت امرأتي عاقرا، وقد بلغت من الكبر عتيا؟”.
ويأتيه جواب ربه الحاسم: “قال كذلك قال ربك هو عليّ هين”؟
نعم إنه أمر هين على الله، وسهل. وقد ذكر عبده بمثل قريب في نفسه وهو إيجاده وخلقه، وهو مثل لكل كائن حي، ولكل شيء في هذا الوجود، فقال عز وجل: “وقد خلقتك
من قبل ولم تك شيئا”.
إنه المثل الحي الناطق في كل منا، فنحن جميعا لم نك شيئا قبل إرادة الله سبحانه، التي ليس عندها هين وصعب في الخلق. إنها إرادة واحدة تقول للشيء: كن.. فيكون.
ويشاء الشيخ أن يزيد اطمئنانًا، فيطلب آية وعلامة على تحقق البشرى فعلا. ويعطيه الله سبحانه الآية التي تناسب الجو النفسي الذي كان فيه الدعاء، وكانت فيه الاستجابة،
ليؤدي بها حق الشكر لله الذي وهبه على الكبر غلاما.
وتلك العلامة هي أن ينقطع زكريا عن الناس، ويحيا مع الله، ثلاث ليال، لا ينطلق لسانه إلا إذا سبح ربه، ويحتبس إذا كلم الناس، وهو سوي معافى في جوارحه، لم يصب لسانه
عوج ولا آفة. فكان قول الله له عز من قائل: “آيتك ألا تكلم الناس ثلاث ليال سويا”.

وتتحقق الإرادة الإلهية، ويولد يحيى، ليحمل الأمانة فيحيا فيها وتحيا هي فيه حتى يقوم من بعد زكريا من يواصل الدعوة إلى الحق فتظل قائمة على مر الدهور والأزمان.
فسلام الله على زكريا إنه كان عبدا نقيا تقيا.

شمس الرائدية
17-11-2011, 04:08 AM
.
ســـرد جميل لـ شخصية زكريا و الآحداث التي مر عليها ..
سلمت آناملكِ عزيزتي ..’’

صانع الإبداع
17-11-2011, 12:41 PM
..
>>

الله يعطيك العافية على هذه السيرة المميزة
تحياتي
..
^ _ ^
:101:

ححرف!
17-11-2011, 12:42 PM
،,
..

اعجبتني مرررره."
الف شككر لك."
:101:



~

دانة الكون
18-11-2011, 02:21 AM
.

ســـرد جميل لـ شخصية زكريا و الآحداث التي مر عليها ..

سلمت آناملكِ عزيزتي ..’’



الاجمل تواجدك
الله يسلمك و يعافيك

شاكره مرورك.

دانة الكون
18-11-2011, 02:22 AM
..

>>

الله يعطيك العافية على هذه السيرة المميزة
تحياتي
..
^ _ ^

:101:


التميز تواجدك
و الله يعافيك و يسلمك

شاكره مرورك.

دانة الكون
18-11-2011, 02:23 AM
،,
..

اعجبتني مرررره."
الف شككر لك."
:101:



~









العفو...

شاكره مرورك.

عـــهود
18-11-2011, 01:14 PM
جزاك الله خير من أجمل القصص التي تبعث الأمل

دانة الكون
19-11-2011, 10:18 AM
جزاك الله خير من أجمل القصص التي تبعث الأمل


اجمعين
الاجمل تواجدك عهود

شاكره مرورك.

الدووووخي
21-11-2011, 12:20 AM
الله يعطيك العافية على هذه السيرة المميزة

بشاش
22-11-2011, 11:16 AM
....... سلمت على موضوعك .......

....... الله يعطيك العافية .......

دانة الكون
22-11-2011, 12:46 PM
الله يعطيك العافية على هذه السيرة المميزة



الله يعافيك و يسلمك

شاكره مرورك.

دانة الكون
22-11-2011, 12:47 PM
....... سلمت على موضوعك .......



....... الله يعطيك العافية .......




الله يسلمك و يعافيك

شاكره مرورك.

كريم الشـمري
07-12-2011, 09:36 PM
الله يعطيك العافيه

دانة الكون
09-12-2011, 12:08 AM
الله يعطيك العافيه


الله يعافيك و يسلمك

شاكره مرورك.

ثلجة وردية
30-12-2011, 04:49 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركآته
http://www.upsaudi.net/upfiles/xwl19061.gif
عواآأإ‘آأفي على طرح ــك المميز..
بإنتظار القاآأإ‘دمـ بكل شووق
لـ روحك الطيبة
وردةمن جنان الخلد،،..}❀✿❀

دانة الكون
30-12-2011, 05:52 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

الله يعافيك و يسلمك

شاكره مرورك.

الدر المنثور
15-02-2012, 11:11 AM
سيرة ومعلومات مميزهـ
جزاك الله كــل خير
:101:

للأمل بقية
15-02-2012, 03:09 PM
سلمت على النقل

هــداية
15-02-2012, 07:54 PM
الله يعطيك العافيه

دانة الكون
24-05-2012, 03:36 AM
سيرة ومعلومات مميزهـ
جزاك الله كــل خير
:101:


شاكره مرورك.

دانة الكون
24-05-2012, 03:38 AM
سلمت على النقل


شاكره مرورك.

دانة الكون
24-05-2012, 03:40 AM
الله يعطيك العافيه


شاكره مرورك.

ghassano
06-08-2012, 04:56 AM
بارك الله فيك ويعطيك الصحة والعافية ...

شمس الأبداع
10-08-2012, 01:57 AM
طرح قيم
يعطيك العافيه.

Do0o0sha
10-08-2012, 05:23 AM
الله يععطيك العافيــــــــــــــــــه ..

ام رجوان
10-08-2012, 10:54 PM
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

روح أنسانه
22-08-2012, 06:20 AM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

بسمــة امل
25-08-2012, 05:31 AM
يعطيك الف عافيه على الطرح
موضوع اعجبني ..
كل الشكر على جهودك


تحيتي

فايزة11
26-08-2012, 02:43 AM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

دانة الكون
18-10-2012, 07:57 AM
بارك الله فيك ويعطيك الصحة والعافية ...
شاكره مرورك :101::101:

دانة الكون
18-10-2012, 07:58 AM
طرح قيم
يعطيك العافيه.

شاكره مرورك :101::101:

دانة الكون
18-10-2012, 07:58 AM
الله يععطيك العافيــــــــــــــــــه ..
شاكره مرورك :101::101:

دانة الكون
18-10-2012, 07:58 AM
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
شاكره مرورك :101::101:

دانة الكون
18-10-2012, 07:59 AM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
شاكره مرورك :101::101:

دانة الكون
18-10-2012, 07:59 AM
يعطيك الف عافيه على الطرح
موضوع اعجبني ..
كل الشكر على جهودك


تحيتي
شاكره مرورك :101::101:

دانة الكون
18-10-2012, 07:59 AM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
شاكره مرورك :101::101: