المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خطوات في طلب الحق ـ خطبة الجمعة للشيخ حافظ العنزي


أبو رائد
20-11-2011, 01:53 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الأخوة والأخوات الكرام

إليكم خطبة الجمعة 22 / 12 / 1432هـ

لفضيلة الشيخ / حافظ العنزي


http://www.alraidiah.net/ggg//uploads/images/domain-55cb356ade.jpg (http://www.alraidiah.net/ggg//uploads/images/domain-55cb356ade.jpg)



الحمد لله الذي اعزنا بالإسلام وأكرمنا بسنة سيد الأنام ، الحمد لله الذي جمع شملنا ووحد صفنا وأظهر أمننا وكبت عدونا
واشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وعد عباده إذا وحدوه ولم يشركوا به أن يكونوا من الآمنين وأن يقهر عدوهم فيجعلهم عليهم ممكنين.
واشهد أن محمدا عبده ورسوله بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وكشف الله به الغمة وأنار به الظلمة فمن اتبع سنته أعزه الله ومن أعرض عنها وخالفها أذله الله وكتب عليه الصغار والهوان كائنا من كان.
صلى الله عليه وعلى أله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
(يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون)
عباد الله: اتقوا الله تعالى حق التقوى، واعبدوا ربكم واذكروه واشكروه، قال الله تعالى:
واعلموا عباد الله: أن أنفع الحديث وأصدقه وأنفعه كلام الله - عز وجل -، وأن أحسن الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم -، وأن شر الأمور محدثاتها وأن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة.
أيها المسلمون : حديثنا اليوم عن رحلة كل يزعم أنه يمتطيها وكل يدعي أنه على جادتها , وهي لا تقر لأكثرهم بذلك , إنها رحلة الوصول إلى الحق ، هذه الرحلة العظيمة مهمة العمر ، البحث عن الحق , والصدق في طلبه واعتقاده واعتناقه ، كم من عباد الله ممن يزعم ذلك , والله يعلم إن أكثرهم لكاذبون ، ابتداء من الوصول إلى الإسلام لأهل الأديان الأخرى أو إلى المعتقد الصحيح من أهل الإسلام , واختيار الصراط السوي بين السبل والمناهج والأحزاب ، وانتهاء بالوصول للحق في شخص بعينه أو كتاب بعينه أو مسألة بعينها ، إن الله تعالى هو الحق ويحب الحق ويغار على الحق ، قال - صلى الله عليه وسلم -: " أتعجبون من غيرة سعد؟ لأنا أغير منه والله أغير مني "، وأعظم الغيرة أن الله يغار على الحق.
عباد الله: إنه الدعاء الذي وضعه الله في الفاتحة؛ لأنك تحتاجه مع كل نفس: ﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾ [الفاتحة/6] في المسائل الكبار والصغار والأصول والجزئيات والأشخاص والمناهج ، كم أنت بحاجة إلى هذا الصراط المستقيم في كل ثانية، في كل تصرف، لو كان هناك دعاء أنفع للمسلم من هذا الدعاء لاختاره الله للفاتحة أم القرآن، السبع المثاني .
إخواني في الله: إن الوصول إلى الحق يحتاج إلى أسباب وتجاوز عقبات نذكر أهمها لحاجتنا الماسة إلى هذا ، وقد قامت الحجة علينا في هذه الدنيا .
أما الأسباب : فالأول _عباد الله_ أن نعرف طبيعة الحق , إن من أروع الكلمات التي نُقلت عن السلف قول من قال منهم , إن الحق عيوف والباطل شلوف شغوف ، ذليل مهين يتبع كل أحد ، وأما الحق فهو شريف وعزيز وعيوف يعاف الأماكن التي لا تصلح له والقلوب التي لا تصلح له والأشخاص الذين لا يصلحون له , لأن الحق من الحق والله هو الحق وهو العزيز الغني الحميد _ جل ربنا وتعالى ، فإذا كانت هذه طبيعة الحق فاحرص أولا على تطهير قلبك لأن الحق عيوف يشم قلبك ثم لا يقربه لأنه لا يصلح له، طهر قلبك من الكبر وأخبث الكبر وأنتنه رائحة بطر الحق ، أن يأتيك الحق فترده ، طهر قلبك حتى يتأهل أن يعلق به الحق ويتمكن فيه الحق ، عليك بالتواضع ، عليك بالصدق فإن الصدق له رائحة وله طبيعة وله حقيقة وله سر ، اصدق مع الله في طلب الحق ، كل بني آدم يزعم أنه يطلب الحق ويريد الحق وأن الحق إذا تبين له فإنه لا يقدم عليه شيئا ، وأكثرهم الكاذبون ، فاصدق مع الله في طلب الحق ولا تحاول أن تجمع بين الحق والباطل في قلبك , لأن الحق عيوف وهو من الحق ، والله - عز وجل - لا يرضى الشركة ، يقول: " أنا أغنى الشركاء عن الشرك "، فالحق إذا ابتلي بباطل معه في الحق إما أن يمرض ويضعف وإما أن يخرج ويدع القلب لهذا الباطل ، وأيضا : اعرف أن الحق عزيز ، فلا ترده من أول مرة فربما لا يعود إليك , لأنه عزيز ، لأنه شريف ، لا يعود مرة أخرى .
واسمع لعقوبة الله تعالى لمن يتردد قال تعالى : ﴿ وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴾ [الأنعام/110].
غار الحق للحق، فقال: ﴿ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ ﴾ لا يستحقونه مرة أخرى إلا أن يعفو الله ويصفح .
والأمر الآخر : لا تردد فإن الحق يحب العزَّام الصادق الصبور ، لا تتردد ، فإنك إن ترددت ستخسر ولو بعد حين , واستمع
لقول الله تعالى : ( لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى ﴾ [الحديد/10].
قال سهيل بن عمرو لما استاء أبو سفيان أن يدخل على عمر بن الخطاب ( بلالا وصهيبا وعمارا) ويحجب هو على الباب قال له سهيل : " لا تغضب يا أبا سفيان، هذا صنع يديك، دعوا ودُعينا وأسرعوا وأبطأنا، ووالله لو كان الشأن في باب عمر إنه لخطب يسير ولكنهم سيسبقونك إلى جنات عرضها السماوات والأرض، عُرض عليهم كما عُرض علينا، وأسرعوا وأبطأنا . فالله المستعان , إذا كان هذا الأمر يحصل مع الصحابة أفضل خلق الله بعد الأنبياء فكيف بمن بعدهم !
فيا عباد الله: اعرفوا طبيعة الحق فإن هذا أحرى أن توفقوا له ، الحرص والصبر عليه ، إن الحق ثقيل والباطل خفيف ، والحق يحتاج إلى صبر قد يكون عندك اعتقادات سابقة , تصورات سابقة ، أو إعجاب بذلك الشيخ ، أو ذلك الكتاب ، أو تلك العقيدة ، ثم انتقلت من هذه الحال إلى الحال الجديدة لا يكون بسهولة ، إنه أشد من فطام الصبي ، ولذلك مدح الله أهل الكتاب الذين آمنوا برسولهم ثم صبروا حتى آمنوا بهذا الرسول ، فقال : ﴿ أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ ﴾ [القصص/54].
وقال - صلى الله عليه وسلم -: " ثلاثة يؤتون أجرهم مرتين: أحدهم رجل صدَّق بنبيه ثم لما سمع بي صدق بي وآمن "، نعم يستحقون ذلك , لأن الانتقال يحتاج إلى صبر إلى عزم وصدق وتواضع ، هذا السبب الأول .
السبب الثاني في رحلة الوصول إلى الحق : ( الدعاء ) : اعرف أنك لن تنال الحق بجهدك ، ولكن بفضل الله , فانطرح بين يدي الله ، اسأل الله صادقاً الهداية للصراط المستقيم ، إذا دعوت بالفاتحة فاعلم أن الله لا يسمع الدعاء من قلب لاهي ، قل بقلبك وبصدقك اهدنا الصراط المستقيم ، كل مرة قل ذلك الدعاء الذي وصى به النبي _ صلى الله عليه وسلم _ أصحابه ، قال : قولوا اللهم اهدنا وسددنا ، وتذكروا بالهداية هداية الطريق , وبالسداد سداد السهم ، اللهم اهدنا وسددنا ، دائما على لسانك وعلى قلبك ، لا تثق بنفسك طرفة عين ، انطرح بين يدي الله ، قل ذلك ذلك الدعاء الذي كان يدعو به النبي _ صلى الله عليه وسلم -ويعلمه لأصحابه، " اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل عالم الغيب والشهادة فاطر السماوات والأرض أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم "
قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب لجميع الذين ناصحهم : "إذا سمعت هذا الكلام فنفر قلبك منه فهذا ليس بعجب، فإن العجب ليس من الهالك كيف هلك، ولكن من الناجي كيف نجا، وإن وجدت من قلبك نوع مرن وإصغاء إلى هذا الحق فاستغل هذه الفرصة واهجم على الشياطين وانطرح بين يدي الله وتضرع إليه ومرغ وعفر وجهك في التراب واسأل الله أن يهديك"، فاستغل _ياعبد الله _ ذلك فإن الهداية محض فضل الله تعالى.
السبب الثالث - عباد الله - من الأسباب آية واحدة في كتاب الله قال الله: ﴿ قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ ﴾ واحدة فقط إن فعلتموها عرفتم الحق وعلق في قلوبكم ﴿ أَنْ تَقُومُوا ﴾ القومة ، الصبر ، العزم ، التواضع ، الحرص على تبديل الحال ، الحرص على تتبع الحق أينما كان ﴿ أَنْ تَقُومُوا ﴾ ولا حق إلا بعد قومة وبعد صبر وبعد عض على النواجذ وصبر على تغيير الحال؛ لأنه ثقيل ، قومتكم لله ، ليس انتقال من منهج إلى منهج أو شيخ إلى شيخ أو دنيا إلى دنيا ، ما قمتم إلا لله طلبا للحق وحرصا عليه ، ﴿ مَثْنَى وَفُرَادَى ﴾ الجمهور لا يزيدونك إلا ضلالاً مثنى أو فرادى أنت لوحدك أو مع من تصطفيه وتثق به . ﴿ ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا ﴾ اعمل قلبك وعقلك الذي وهبه الله لك وانظر في الحق فإن له علامة لا تخطئه، شريف عزيز يوافق الفطرة، لا يتناقض، لا يضطرب، ثقيل، خصائص الحق التي لا تخفى عليك، فإنكم إن فعلتم هذه الأربع قال الله: ﴿ ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ ﴾ والله ليس بمجنون ﴿ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ ﴾ [سبأ/46].
فهذه الأربع مع الدعاء، مع معرفة الحق مع تجهيز التربة والقلب، حري أن يعلق الحق بقلبك، وأن تصبر على اطراح المعتقدات الفاسدة تنظيف قلبك منها ولزوم الحق.
واعلم أخي الموحد أن أمامك عقبات تحول بينك وبين الحق وتقطع عنك هذه الرحلة في الوصول للحق:
أول هذه العقبات :التعلق بالرجال وآراء الرجال دون الرجوع إلى الدليل وتلمس الحق ، أبو طالب كان يعرف الحق ويشتهي الحق ويريد الوصول إلى الحق منعه من ذلك شيخه عبد المطلب، سد عليه الأفق وأخذ بمجامع قلبه ، كلما جاءه الحق عند موته يقولون: ترغب عن ملة عبد المطلب؟ شيخك؟ آباؤك؟، فمات هذا الشقي المخذول الذي لا يستحق الحق ولو كان الله يعلم منه أنه يستحق الحق لساقه إليه، جاءته وسائل لم تأتي لغيره، جاءه الرسول بنفسه - صلى الله عليه وسلم -، والحق بنفسه، ولكنه ليس من أهل الحق، والحق عيوف، ليس كل أحدا يذهب إليه.
أيها الموحد: اجعل بين قلبك وبين أقوال الرجال مسافة حتى إذا خالفوا الحق هان عليك اطراحهم وإتباع الحق ، احذر من هذا المغناطيس، احذر من هذا التقليد الأعمى، احذر من وضع القلائد في عنقك، فإن أكثر من هلك بذلك ، ولسان حالهم أو صميم مقالهم : (منذ أن خلقنا الله ونحن على هذه الحال ؟! ما بال القرون الأولى؟ إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثرهم مقتدون ونحو ذلك ).
العقبة الثانية : الهوى، قاتل الله الهوى، مفسد للوصول للحق والأهواء لا تنتهي، لها ألوان وأشكال، قال الله:"﴿ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى﴾ [النجم/23].
ينظر الرجل فيرى أن دنياه في القول الآخر، أن شهرته في القول الآخر، أنه إن اتبع الحق فقد كذا وكذا، فقد أصحابه، فقد دنيا، فقد شهرة، فقد مصالح، فقد الجمهور , وهكذا تكثر الحسابات حتى يذهب الحق مع هذه الحسابات .
بارك الله لي ولكم في القرآن والسنة ونفعني وإياكم بما فيهما من الآيات والحكمة , أقول ماسمعتم واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين , فيا فوز المستغفرين .
الخطبة الثانية :
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على بنيه الذي أصطفى .
أم بعد : فاتقوا الله عباد الله واعلموا أن من اتقاه فقد نجا.
أيها المسلمون ومن العقبات في الوصول إلى الحق : العقبة الثالثة : الاغترار بالأكثر ، فإن أكثر بني آدم ضلوا بسبب ذلك ، الكثرة طاغية ، عقبة أما الوصول للحق ، يُحتقر الحق لأجل قلة أهله:
قال الله: ﴿ قُلْ لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ ﴾ [المائدة/100]
وقال الله:﴿ وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ﴾ [الأنعام/116]. والقرآن مملوء بهدم هذه العقبة ولكن أكثر الناس لم يتجاوزها ، الحق مع هؤلاء القلة ؟ أنؤمن لك واتبعك الأرذلون ؟ ونحو ذلك .
العقبة الرابعة : لا تنظر للأشهر ، فإن أكثر الناس يقيس الحق بالأشهر، هذا مغمور كيف يكون الحق معه ؟ كما قالوا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - كيف يكون الحق معه وهو مغمور؟ وقالوا: ﴿وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ﴾ [الزخرف/31] - من مشاهير مكة أو من مشاهير الطائف ، كيف ينزل على هذا الرجل وفيه من هو أشهر منه وأعرف منه؟ سبحان الله ، الذي يخرج في القنوات وفي الصحف وفي المنتديات ويكون مشهورا فالحق معه عند بعض الناس ، والمغمور ليس معه حق ، كم ضل بسببها أُناس ، الكثرة والشهرة .
قدم الخليل بن أحمد من عُمان وكان على مذهب أهل عُمان ، ولكنه كان رجلا صالحا يعلم الله من الصدق والصبر والتواضع ، فلما قدم البصرة جالس إمامها أيوب بن أبي تميمة السختياني ، فشم أيوب منه رائحة الصدق ، ولكن علم أن أكبر عقبة عنده شيوخه ، بيئته ، مذهبه ، اعتقاده ، فأوصاه بوصية واحدة فقط وقال له : إنك لم تعرف خطأ شيخك حتى تجلس إلى غيره ، فنفع اللهُ الخليل بهذه الوصية وانتقل إلى مذهب أهل السنة.
العقبة الخامسة: الألقاب: وتنفير الناس عن الحق بالألقاب ، هؤلاء وهابية حشوية علماء سلطان وغيرها (قبل أيام حدثني أحد الشباب الذين يحرصون على تلمس الحق نحسبه كذلك والله حسيبه قال : حذرني أحدهم من أن أتلقى العلم من الشيخ الفلاني لأنه مع الدولة ؟!! سبحان الله الهذا الحد وصل بنا انتكاس الفطر الهذا الحد وصل بنا الأمر -حتى في الوقت الذي يموج فيه المسلمون من حولنا في الفتن ونحن في أمن واستقرار مقيمين لشعائر ديننا رافعين راية التوحيد والسنة _ نجد مثل هذه الأفكار , إذا تحذر هذا الشاب من الذي كما تقول مع الدولة , فأنت مع من ؟!!!
كم لعب الشيطان على ضعاف العقول بهذه الألقاب فصدهم عن الحق؟ كان الشيطان يشيع عن الرسل أنهم كهنة سحرة كذابين، كذا وكذا، وكم انطلت هذه الحيلة على الضعاف؟ ضعاف العقول السفهاء ؟ فيترك الحق لأجل هذه الألقاب ؟.
والسادسة أختها : الإشاعات ، هذا يقول كذا وهذا يقول كذا وهو كله محض افتراء، فكيف إذا كنا في آخر الزمان وقد بُين لنا أنه في آخر الزمان تُنزع من الناس الأمانة، لا يُؤتمنون على قول ولا نسبة ولا كلام ولا حكاية ولا شيء، نُزعت منهم الأمانة، وإن كان في ظواهرهم صادقا؟ فإن أنجاك الله من صنم الرجال بغير الحق ومن الهوى، أرأيت من اتبع إلهه هواة أفأنت تكون عليه وكيلا؟ ومن النظر للأكثر ومن النظر للأشهر ومن الألقاب ومن الإشاعات وكان قلبك فيه تواضع وصدق وصبر وعزم وعرفت خصائص الحق وأنه عيوف وانطرحت بين يدي الله وقمت لله لوحدك أو معك من تحب وتفكرت فحري أن تصل إلى الحق ، وإذا وصلت إلى الحق بعد هذه الصعوبة ستجد فيه الراحة واليقين وذهاب التشعب والاضطراب والحيرة ، تنتظم لك الأمور ، فإن ربك شكور يكافئك على هذا التعب في الوصول إلى الحق بالراحة التي تجدها بعد ذلك ، وصاحب الباطل وإن كان سلك الطريق الأيسر إلا أنه في حيرة وفي اضطراب وفي تعب وفي اكتئاب وفي ذلة وفي مهانة كما قال - صلى الله عليه وسلم -: جُعلت الذلة والصغار على من خالف أمري ، وقال الله : ﴿ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا﴾ [النساء/82].
اللهم أنت الحق ومنك الحق ولا يُوصل للحق إلا عن طريقك، اللهم اهدنا للحق، اللهم اهدنا للحق، اللهم اهدنا وسددنا، اللهم اهدنا وسددنا، اللهم اهدنا وسددنا،

دانة الكون
20-11-2011, 02:04 PM
خطبه راائعه جداً
جزاه الله كل خير

الله يعطيك العافيه ابو رائد.

أيمن البلوشي
20-11-2011, 05:59 PM
الله يقويهم......!!!


نتمنى ان قد استفيد من هذه الخطبة الطيبة وفي يوم طيب...!!!

بادة طيبة......!!!

أبو رائد.....!!!

أبو الوليد
20-11-2011, 06:12 PM
.
http://www.alraidiah.org/up/up/22951235720081217.gif





الله يجزاه خير أبو فهد



خطبة طيبة



بارك الله فيه




وسلمت على النقل يا ../ أبو رائد





::
:101: وفقكم الباري :101:
http://www.alraidiah.org/up/up/22951247020081217.gif
:101: .. .. ومضـــــــــــــــــــــة .. .. :101:

من شجرة واحده تصنع مليون عود كبريت ..!!
ويمكن لعود كبريت واحد أن يحرق مليون شجرة ..!
لذلك
لا تدع أمر سلبي واحد يؤثر على ملايين الإيجابيات في حياتك .