المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : { .. في القلبِ شيءٌ من حنين !


نـسـائم الأمــل
08-12-2011, 08:55 AM
" لو كُنتَ تعلمُ أنّ السعـادةَ التي سـ تمنحُني عُمراً آخر , وترفعُ سقْفَ كِفايَتي من كُلِّ شيءٍ آخر ,
و تُحلّقُ بـ قلبي بينَ السّحَاب و ينتشي , لا تُكلّفُكَ شيئاً /
لَمـَا بخَلتَ بهـا أبدا ! "



..



1)



" غداً هو المكمّل لـ سنتنا الأولى / بدوننا !
أكتبُ إليكَ من على مقعدي المتهالك الذي توسّطتُ به مكاناً في حديقةٍ غنّاء .. يقولون انها كذلك ولكنني لا أرى من جمالهـا شيئاً !
إنه فصل الربيع ؟! لا أدري .. فـ ساعتي لم تتحرّك عقاربها منذ زمنٍ طويل , و عالمي توقّفَ عند شتاء العام ولم يتغيّر حتى هذهـِ اللحظة .. إنني أتلحّف وشاحك الزاهي | الكئيب .. و أشعرُ بالبردِ القارس ..
و بجانبي –غيرَ بعيد- كائنٌ بشريّ أنهكهُ التحديق بي بـ تلك النظراتِ التي تعني / هل هي مجنونة ؟! متوحّدة ؟! مريضةٌ عقلياً أم نفسياً ؟!
أنا أصُمُّ أذني عن الكثير من الحديث , أنا بعدك لا أسمع ولا أرى و بالكادِ أتحدث .. لم أعد أشعرُ بالرغبة في فعل أي شيءٍ قد يحبّبني و يعلّقني في هذهـِ الحياة أكثر !! مللتُ الوحدة و الانكسار و ليس في هذهـِ الدنيا مايغريني للبقاء و ما أنا إلا ذلك الكهلُ الذي أشبعتهُ التجاربُ تجاعيداً ورسمت على ملامحهِ متاهاتُ الدُنيا / علامة ! و لم يعُد يرجو شيئاً سوى أن يرحلَ إلى ذلك العالمِ الأعلى ..
حيثُ لا شيءَ قد يضيقُ بـ النفسِ و يُحزنهـا / و يُبكيهـا !!
سمعتُ أنّك تركتَ لي باقةَ وردٍ تعلوهـا بطاقةُ حمراء صغيرة , لم تكتبْ فيهـا شيئاً سوى أنك آسف !! مازلتُ أتذكّر أنني ضحكت كثيراً بقدرِ كُلِّ ذلك الألم الذي سببتهُ لي .. أيٌّ من المخلوقات أنت ؟!
ولِمَ الأسف يا صاحبي ؟! أكانت كلمةُ الوداعِ بصورتها اللطيفة ؟!
أقنعتني صديقتي بضرورةِ التجديد في الشكل والمظهر , و شرحت لي مطوّلاً كيف أنّ لهذا أكبر الأثر على نفسية الإنسان وقدرتهِ على المُضيّ قُدُمـاً .. بكيتُ كثيراً حينما وقعت عيناي على صورتنا معاً , وكرهتُ نفسي أكثر حينما حدّقتُ في المرآةِ و لم أجدني .. ولم أكُن تلك الأنثى التي كانت بجانبك في تلك الصورة , أمازالَ القَدَر يباعِدُ بين خُطواتنا أكثر ؟! أكانت هذهـ الصحوةُ واقعاً يخبرني أنّهُ لم يعد هنالك شيءٌ يربطنا أبدا .. حتّى الصورةُ التي كنتُ عليهـا تغيَّرّت .. بكيتُ كثيراً حينها ولم أكن أريدُ تشويهَ صورتي التي جمعتني بكَ يوماً ..
لا أدري بمَ أفكّر ؟! أيُعقلُ أنّكَ لن تعرفني حينما تنوي العودةَ مرة أخرى ؟! وهل سـ تعودُ أصلاً ؟!
و ذلك الصندوقُ الذي كنتُ أخبّئ به أفراحنا معاً .. لقد تفقّدتهُ بالأمس ووجدتُ فيه ثقباً كبيراً , ولم أجد بداخلهِ سوى الخواء ..
المصائب لا تأتي فُرادى ياصاحبي , و الأفراح لم تبقِ لي شيئاً مما ادّخرت تحسّباً لهذهـِ الأيام السوداء !!
قلبي مدينةٌ خاويةٌ على عروشهـا , ولم تعُدْ قابلة للسكن و الاختباء .. قلبي لم يعُد موطناً لأحد !
أحببتُكَ حتى الندم , و زرعتُ أحلامي معك على أرضٍ قاحلة .. لا منبع حُبٍّ يسقيهـا , أكلهـا الجوعُ فـ تساقطت جميعهـا و ذهبت مع الريح إلى العدم !
تمكّنتَ مني كـ هيروين , و نهشَ الحُبّ جسدي وليس هنالكِ جرعةٌ تشفي الغليل , ولا دواءٌ يخفّفُ وطأةَ الشوق إليك , و الحبلُ الذي ربطتهُ بالأمس انحلَّت عُقدتهُ وأنا أحاولُ الإمساك به وإحكامه على الرقبة !!
كُلُّ الدروب لا تؤدّي إلا إليك , و كُلُّ الوجوهـِ العابرة / أنت .. غريبٌ إمتلاككَ هذهـِ القدرةِ الرهيبة على التواجدِ في كُلّ مكانِ !! كُلُ صوتٍ يعانق مسمعي / هو صوتك , و نبرة الحديث / لا أحد يتحدّثُ سواك .. أنا أُجاري الآخرين في أحاديثهم و أسرحُ بـ فكري بعيداً لانني –أكاد أقسم- أنني لا أسمعُ إلا صوتك !!
أوصلتني –بك- إلى حافّةِ الجنون .. أحزاني –بك- لا تموت ولا تنتهي, تشرب دمّي وتقتاتُ من أيامي و عُمري / و تكبر !! و الحنينُ إليكَ وصلَ إلى ذروَته .. واللهُ هو الرحيم و أحمدهـُ أن الرحمةَ لم تكُن موكّلةٌ إلى عبادهـ !!
الحديثُ ذو شجون ....... يتبع ! "






..




2)

" أكتبُ إليكَ بـ ملءِ خيبتي / حُزنـاً ..:
أشعرُ بالرغبةِ في الإستنادِ إلى حائط والبكاء بصوتٍ عال .. ولأوّلِ مرّة تخونني عيناي وتصوم ..!
أيقنتُ أنني أصبحتُ أستجدي حتى الدموع لـ تُزيل عنّي بعضاً من همومك التي أثقلتْ صدري ! حُبّكَ كانَ يوماً غائماً ورذاذُ مطر , و كوبُ قهوةٍ ساخن .. ولكنّ العاصفةَ حلّت و آتت على كُلِ شيء .. فـ لم يعدِ الجوُّ غائماً و لا القهوةُ لذيذةٌ ساخنة .. أصبحُ لـ كُلٍّ شيء طعمُ مُرّ / !
حينما رحلت : تمنّيتُ لو أنَّ لي ذاكرةَ شخصٍ طاعنٍ في السنّ , و قلبَ أسد .. أنا بعدكَ تلك الغريبةُ في وطنٍ غريب , لا تعرفُ لغةَ أهلهِ ولا تجيدُ خلقَ قنواتٍ للتواصل , ولا تُحسنُ العودةَ إلى تلك الديار التي احتضنتها سابقاً .. اتّخذت الحديقةَ العامّةَ مسكناً لهـا و مُتنفّساً , واصبحتْ كـ المتسوّلين واضعةً قبّعتها على قارعة الطريق , تحتضنُ الكمانَ و تعزفُ لحناً لا يعرفهُ أحدُ سواهـا ..! أنا تلكَ التي تعزِفُ أحزانها وذكراك على ورقٍ و تمضي , ولا تدري ما تخبّئ الأيام ..!
إنهياراتي أصبحتْ عظيمة وأنا بالكـادِ ألملمُ شتاتي و أسيرُ في رُكب الحياة و أسترقُ النظر إلى وجوهـِ العابرين معي / كُلّهُم أنت , يا اللله .. أرهقتُ عينايَ بـ كثرةِ هرشِهـا حينما أراكَ في كُلّ ركن , وفي كُلِّ مكان .. أصبحتُ أشُكُّ في قدرتي على رؤيةِ الأشياء بـ ذات الوضوح من قبل .. أم أنّ صورتكَ طُبِعتْ على عيناي و اكتستْ بهـا كُلّ الأشياء حولي ؟!
أَكانَ وقعُ هذا الألم ووجعُ الفقد سـ يكون أقلّ لو كنتُ لا أراكَ في كُلِ شيء ؟! أم أنني أتخيّلُ فعلاً أنّك مازلتَ هنا ؟! أم كُلُّ هذا لأنني أحببتُكَ حتى نسيتُ من أنا و من أكون , و حينهـا أضعتُ هويّتي و أصبحتُ / أنت ؟!
وضعُ مفكّرةٍ صغيرة في جيب معطفي كان حلاً مناسباً لـ معضلةِ ذاكرتي البائسة / المُتخمة بك ولا شيءَ سواك !! أحاسيسي و أفكاري و عقلي أوصلتني بكَ إلى التُخمة , وبقيتُ عاجزةً عن أن أُزيلَ شيئاً من ذلك / قليلاً أو كثيرا !
أصبحتُ ألتزمُ الصمتَ كثيراً , الحديثُ لا يُسمنُ ولا يُغني من جوع .. الراحلونَ بهِ لا يعودون , و الغائبونَ لن تراهم لـ مُجرّدِ استجدائهم و النداءِ بأسمائهم في مهبِّ الريح .. الحديثُ لا يُورثُ إلا الندامة .. و الكلمةُ التي تُقال لا يُغفرُ لـ صاحبهـا ولا يُرحم .. و لو كان الكلامُ مفيداً لَمَا رحلتَ لـ مُجرّدِ أنني أغرقتكَ حبّاً و عاطفة !!
أخشى أن يأتي ذلك اليومُ الذي أذكرُ فيه إسمكَ لـ عابرٍ وافيتهُ في الطريق و سألني عنّي ..!
الناسُ ليسوا خالين مما يؤلِمُهم , وحينما أرى الأشخاصَ أمامي و أكادُ أغبطهم أتذكّر أنّهم يغبطوني كذلكَ لـ إبتسامتي التي رسمتُهـا على شفتاي , ولولاهـا لما استطعتُ المُضِيّ قُدمـاً وأنا بالكادِ أسحبُ قدمايَ لـ بُقعةٍ لم تعد تحتضننا معاً ..!
كُلُّ الطُرق بعدك مُوحشة , وليسَ لهـا نهايةٌ أو مدى .. بـ رُغمِ أنّك لم تكنْ يوماً قريباً لـ درجةِ الإلتصاق الشديدِ بي , ولكنَّ وجودكَ كان كفيلاً بـ أن يكونَ طوقَ الامانِ و الطمأنينة !
أحمِدُ الله أنّ الألم في داخلي , لا يعلمه ويراهـ و يُحسُّ بهِ سواي .. لقد ملأَ حُزني عليكَ من الألم في جوفي / كـ فُقّاعةٍ صابونيّةٍ لا تتوقّفُ عن الكبر , و كفاني اللهُ شرَّ إنفجارهـا , القريب !! من قالَ أنَّ الكتمانَ أفضل ؟! نحنُ نلجأ إليه حينما نصلُ إلى مرحلةٍ نعجزُ فيهـا عن ترجمةِ إحساسنا و ألمنـا , وحينما تقصُرُ كُلّ قواميس الكلمات عن تكوين جُملةٍ واحدةٍ مُعبّرة !!
أنا لا أرى في الآخرين من يُعوّضني عنك , ويملأُ خواء صدري في غيابك .. لقد أغنَيتني عمّن سواك و أعميتَ عينايَ وقلبي عن أي مخلوقٍ آخر .. والنتيجة / قلبٌ موغِلُ في حُزنه , عاجِزٌ عن النسيان , مليءٌ بـ الخيبة !!
و إنّ اللهَ مع الصـابرين , حسبي ربّي وهو نِعم الوكيل !! "

بشاش
08-12-2011, 10:04 AM
سلمت على موضوعك


الله يعطيك العافية

صانع الإبداع
08-12-2011, 12:18 PM
؛

طرح رائع .ْ.
ألف شكر لك .ْ.

http://www.trateal.com/vb/images/xx/gRb66634.gif (http://www.trateal.com/vb/images/xx/gRb66634.gif)

كريم الشـمري
08-12-2011, 12:24 PM
طرح رائع .ْ.
ألف شكر لك .ْ.

دانة الكون
08-12-2011, 01:02 PM
موضوع قمه الرووووعه
مميزه بانتقائك نسائم
كتبتي فابدعتي

سلمتِ .. الله يعطيك العافيه.

الدووووخي
09-12-2011, 01:38 PM
تصفيف جميل ومرتب للموضوع ..

ابدعتي نسائم الامل ..

الله يعطيك العافيه ..