المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العالم الكبير مصطفي محمود


عنان
09-12-2011, 11:34 PM
العالم الكبير مصطفي محمود


http://dc12.arabsh.com/i/03087/cnmt36gqfuqw.gif



http://3.bp.blogspot.com/_vqQrR9iOPxs/SuwRykieeJI/AAAAAAAACTE/zkXqVgQJE4Q/s320/%D8%B8%E2%80%A6%D8%B7%C2%B5%D8%B7%C2%B7%D8%B8%D9%B E%D8%B8%E2%80%B0%20%D8%B8%E2%80%A6%D8%B7%C2%AD%D8% B8%E2%80%A6%D8%B8%CB%86%D8%B7%C2%AF.jpg


مُصْطَفَى مَحْمُوْد (27 دِيْسَمْبَر 1921 - 31 أُكْتُوْبَر 2009)، مُفَكِّر وَطَبِيْب وَكَاتَب وَأَدِيب مَصْرِي. هُو مُصْطَفَى كَمَال مَحْمُوْد حِسِيْن آَل مَّحْفُوْظ، مِن الْأَشْرَاف وَيَنْتَهِي نِسْبَه إِلَى عَلِي زُيِّن الْعَابِدِيْن. وَكَان تَوْأَمَا لَأَخ تُوُفِّي فِي نَفْس عَام مَوْلِدُه. تُوُفِّي وَالِدِه عَام 1939 بَعْد سَنَوَات مِن الْشَّلَل، دّرْس الْطِّب وَتُخْرِج عَام 1953 وَتُخَصَّص فِي الْأَمْرَاض الْصَّدْرِيَّة ،وَلَكِنَّه تُفْرِغ لِلْكِتَابَة وَالْبَحْث عَام 1960 تَزَوَّج عَام 1961 وَانْتَهَى الْزَّوَاج بِالْطَّلَاق عَام 1973 رِزْق بِوَلَدَيْن "أَمَل" و"أَدْهَم". تَزَوَّج ثَانِيَة عَام 1983 مِن الْسَيِّدَة زَيْنَب حَمْدِى وَانْتَهَى هَذَا الْزَّوَاج أَيْضا بِالْطَّلَاق عَام 1987.[1]

أَلْف 89 كِتَابا مِنْهَا الْكُتُب الْعِلْمِيَّة وَالْدِّيْنِيَّة وَالْفَلْسَفِيَّة وَالِاجْتِمَاعِيَّة وَالْسِّيَاسِيَّة إِضَافَة إِلَى الْحِكَايَات وَالْمَسْرَحِيَّات وَقَصَص الْرِحْلَات، وَيَتَمَيَّز أُسْلُوْبِه بِالَجاذِبِيّة مَع الْعُمْق وَالْبَسَاطِة.

قَدِم الدُّكْتُوْر مُصْطَفَى مَحْمُوْد 400 حَلْقَة مِن بَرْنَامِجَه الْتِّلْفِزْيُونِي الْشَّهِيْر (الْعِلْم وَالْإِيْمَان) وَأَنْشَأ عَام 1979 مَسْجِدِه فِي الْقَاهِرَة الْمَعْرُوْف بـ "مَسْجِد مُصْطَفَى مَحْمُوْد" وَيَتَّبِع لَه ثَلَاثَة ‏مَرَاكِز‏ ‏طِبِّيَّة‏ تَهْتَم بِعِلَاج ذَوِي الْدَّخْل الْمَحْدُوْد وَيَقْصُدُهَا الْكَثِيْر مِن أَبْنَاء مِصْر نَظَرا لَسَمِعْتُهَا الْطَّبِّيَّة، ‏وَشَكْل‏ ‏قَوَافِل‏ ‏لِلْرَّحْمَة‏ ‏مِن‏ سِتَّة عَشَر ‏طَبِيْبا‏، ‏وَيُضَم الْمَرْكَز‏ أَرْبَعَة ‏مَرَاصِد‏ ‏فَلَكِيَّة‏، ‏ومُتَحُفا ‏لِلجِيُولُوجيّا‏، يَقُوْم عَلَيْه أَسَاتِذَة مُتَخَصِّصُون. ‏وَيُضَم‏ ‏الْمُتْحَف‏ ‏مَجْمُوْعَة‏ ‏مِن‏ ‏الْصُّخُوْر‏ ‏الجْرَانْيتيَّة،‏ ‏وَالَّفَرَاشَات‏ ‏الْمُحَنَّطِة‏ ‏بِأَشْكَالِهَا‏ ‏الْمُتَنَوِّعَة‏ ‏وَبَعْض ‏الْكَائِنَات‏ ‏الْبَحْرِيَّة‏، وَالِاسْم الْصَّحِيْح لِلْمَسْجِد هُو "مَحْمُوْد" وَقَد سَمَّاه بِاسْم وَالِدِه.

تَارِيْخِه الْفِكْرِي

في أَوَائِل الْقَرْن الْفَائِت كَان الْإِلْحَاد هُو التَّيَّار الْأَوْسَع انْتِشَارَا، تِلْك الْفَتْرَة الَّتِي ظَهَر فِيْهَا مَقَال لِمَاذَا أَنَا مُلْحِد؟ لـإِسْمَاعِيْل أَدْهَم وَأَصْدَر طَه حُسَيْن كِتَابِه فِي الْشِّعْر الْجَاهِلِي، وَخَاض نَجِيْب مَّحْفُوْظ أَوْلَى تَجَارِب المُعَانَاة الْدِّيْنِيَّة وَالْظَّمَأ الْرُّوْحِي.. كَان "مُصْطَفَى مَحْمُوْد" وَقْتِهَا بَعِيْدا عَن الْأَضْوَاء لَكِنَّه لَم يَكُن بَعِيْدا عَن الْمَوْجَة الْسَائِدَة وَقْتِهَا، تِلْك الْمَوْجَة الَّتِي أَدَّت بِه إِلَى أَن يَدْخُل فِي مُرَاهَنَة عُمْرِه الَّتِي لَا تَزَال تُثِيْر الَجَدَل حَتَّى الْآَن



بِدَايَاتِه

عَاش مُصْطَفَى مَحْمُوْد فِي مَدِيْنَة طَنْطَا بِجِوَار مَسْجِد "الْسَيِّد الْبَدَوِي" الْشَّهِيْر الَّذِي يُعِد أَحَد مَزَارَات الصُّوْفِيَّة الْشَّهِيْرَة فِي مِصْر؛ مِمَّا تَرَك أَثَرَه الْوَاضِح عَلَى أَفْكَارِه وَتَوَجُّهَاتِه.

بَدَأ حَيَاتِه مُتَفَوِّقا فِي الْدِّرَاسَة، حَتَّى ضَرَبَه مَدْرَس الْلُّغَة الْعَرَبِيَّة؛ فَغَضِب وَانْقَطَع عَن الْدِّرَاسَة مُدَّة ثَلَاث سَنَوَات إِلَى أَن انْتَقَل هَذَا الْمُدَرِّس إِلَى مَدْرَسَة أُخْرَى فَعَاد مُصْطَفَى مَحْمُوْد لِمُتَابَعَة الْدِّرَاسَة.وَفِي مُنْزَل وَالِدِه أَنْشَأ مُعْمِلا صَغِيْرا يَصْنَع فِيْه الْصَّابُوْن وَالْمُبِيْدَات الْحَشَرِيّة لِيَقْتُل بِهَا الْحَشَرَات، ثُم يَقُوْم بِتَشُرِيحَهَا، وَحِيْن الْتَحَق بِكُلِّيَّة الْطَّب اشْتُهِر بـ"المُشْرحُجي"، نَظَرا لَوْقُوْفِه طُوِّل الْيَوْم أَمَام أَجْسَاد الْمَوْتَى، طَارِحا الْتَّسَاؤُلات حَوْل سَر الْحَيَاة وَالْمَوْت



اتِّهَامَات وَاعْتِرَافَات

نَذْكُر هُنَا أَن مُصْطَفَى مَحْمُوْد كَثِيْرَا مَا اتُّهِم بِأَن أَفْكَارَه وَآرَاءَه الْسِّيَاسِيَّة مُتَضَارِبَة إِلَى حَد الْتَّنَاقُض؛ إِلَّا أَنَّه لَا يَرَى ذَلِك، وَيُؤَكِّد أَنَّه لَيْس فِي مَوْضِع اتِّهَام، وَأَن اعْتِرَافِه بِأَنَّه كَان عَلَى غَيْر صَوَاب فِي بَعْض مَرَاحِل حَيَاتِه هُو دَرَّب مِن دُرُوْب الْشَّجَاعَة وَالْقُدْرَة عَلَى نَقْد الذَّات، وَهَذَا شَيْء يَفْتَقِر إِلَيْه الْكَثِيْرُوْن مِمَّن يُصَابُون بِالْجُحُوْد وَالْغُرُوْر، مِمَّا يَصِل بِهِم إِلَى عَدَم الْقُدْرَة عَلَى مُوَاجَهَة أَنْفُسِهِم وَالاعْتِرَاف بَأَخْطَائِهِم.


مُصْطَفَى مَحْمُوْد وَالْوُجُودِيَّة

يَتَزَايَد التَّيَّار الْمَادِّي فِي الْسِتِّينَات وَتُظْهِر الْفَلْسَفَة الْوُجُوْدِيَّة، لَم يَكُن (مُصْطَفَى مَحْمُوْد) بَعِيْدَا عَن ذَلِك التَّيَّار الَّذِي أَحَاطَه بِقُوَّة، يَقُوْل عَن ذَلِك: "احْتَاج الْأَمْر إِلَى ثَلَاثِيْن سَنَة مِن الْغَرَق فِي الْكُتُب، وَآَلَاف الْلَّيَالِي مِن الْخَلْوَة وَالتَّأَمُّل مَع الْنَّفْس، وَتَقْلِيْب الْفِكْر عَلَى كُل وَجْه لَأَقْطَع الْطُّرُق الْشَّائِكَة، مِن الْلَّه وَالْإِنْسَان إِلَى لُغْز الْحَيَاة وَالْمَوْت، إِلَى مَا أَكْتُب الْيَوْم عَلَى دَرْب الْيَقِيْن" ثَلَاثُوْن عَاما مِن المُعَانَاة وَالْشَّك وَالْنَّفْي وَالْإِثْبَات، ثَلَاثُوْن عَاما مِن الْبَحْث عَن الْلَّه!، قَرَأ وَقْتِهَا عَن الْبُوَذِيَّة وَالْبَرَاهمّيّة وَالزَرادْشِيْتّة وَمَارَس تَصَوَّف الْهِنْدَوْس الْقَائِم عَن وَحْدَة الْوُجُوْد حَيْث الْخَالِق هُو الْمَخْلُوْق وَالْرَّب هُو الْكَوْن فِي حَد ذَاتِه وَهُو الْطَّاقَة الْبَاطِنَة فِي جَمِيْع الْمَخْلُوْقَات. الثَّابِت أَنَّه فِي فَتْرَة شَكُّه لَم يُلْحَد فَهُو لَم يَنْف وُجُوْد الْلَّه بِشَكْل مُطْلَق؛ وَلَكِنَّه كَان عَاجِزا عَن إِدْرَاكِه، كَان عَاجِزا عَن التَّعَرُّف عَلَى الْتَّصَوُّر الْصَّحِيْح لِلَّه، هَل هُو الْأَقَانِيم الْثَّلاثَة أُم يَهْوَه أَو (كَالِي) أَم أُم أَم.... !

لَاشَك أَن هَذِه الْتَّجْرُبَة صَهَرَتْه بِقُوَّة وَصَنَعْت مِنْه مُفَكِّرَا دِيْنِيّا خَلَاقْا، لَم يَكُن (مُصْطَفَى مَحْمُوْد) هُو أَوَّل مَن دَخَل فِي هِذِه الْتَّجْرِبَة, فَعَلَهَا الْجَاحِظ قَبْل ذَلِك, فَعَلَهَا حُجَّة الْإِسْلام أَبُو حَامِد الْغَزَالِي، تِلْك الْمِحْنَة الْرُّوحِيَّة الَّتِي يَمُر بِهَا كُل مُفَكِّر بَاحَث عَن الْحَقِيقَة، ان كَان الْغَزَالِي ظَل فِي مِحْنَتِه 6 أَشْهُر فَان مُصْطَفَى مَحْمُوْد قَضَى ثَلَاثِيْن عَاما !

ثَلَاثُوْن عَاما أَنْهَاهَا بِأَرْوَع كَتَبَه وَأَعْمَقَهَا (حِوَار مَع صَدِيْقِي الْمُلْحِد)، (رَحِلْتَي مِن الْشَّك إِلَى الْإِيْمَان)، (الْتَّوْرَاة)، (لُغْز الْمَوْت)، (لُغْز الْحَيَاة)، وَغَيْرِهَا مِن الْكُتُب شَدِيْدَة الْعُمْق فِي هَذِه الْمِنْطَقَة الْشَّائِكَة..الْمُرَاهَنَة الْكُبْرَى الَّتِي خَاضَهَا لَا تَزَال تَلْقَى بِآْثَارِهَا عَلَيْه حَتَّى الْآَن كَمَا سَنَرَى لَاحِقَا.

وَمِثْلَمَا كَان الْغَزَالِي كَان مُصْطَفَى مَحْمُوْد؛ الْغَزَالِي حَكَى عَن الْإِلْهَام الْبَاطِنّى الَّذِي أَنْقَذَه بَيْنَمَا صَاحِبُنْا اعْتُمِد عَلَى الْفِطْرَة، حَيْث الْلَّه فِطْرَة فِي كُل بَشَرِي وبَديهَة لَا تُنْكَر, يَقْتَرِب فِي تِلْك الْنَّظَرِيَّة كَثِيْرا مِن نَظَرِيَّة (الْوَعْي الْكَوْنِي) لِلْعَقَّاد. اشْتَرَى قِطْعَة أَرْض مِن عَائِد أَوَّل كَتَبَه (الْمُسْتَحِيْل)، وَأَنْشَأ بِه جَامِع مُصْطَفَى مَحْمُوْد بِه 3 مَرَاكِز طِبِّيَّة وَمُسْتَشْفَى وَأَرْبَع مَرَاصِد فَلَكِيَّة وَصُخُوّرا جْرَانْيتيَّة.

عنان
09-12-2011, 11:37 PM
الْعِلْم وَالْإِيْمَان

يُرْوَى مُصْطَفَى مَحْمُوْد أَنَّه عِنْدَمَا عَرَض عَلَى الْتِّلْفِزْيُون مَشْرُوْع بَرْنَامَج الْعِلْم وَالْإِيْمَان, وَافَق الْتِّلْفِزْيُون رَاصِدا 30 جُنَيْه لِلْحَلَقَة !، وَبِذَلِك فَشِل الْمَشْرُوْع مُنْذ بِدَايَتِه إِلَا أَن أَحُد رِجَال الْأَعْمَال عِلْم بِالْمْوَضُوع فَأَنْتَج الْبَرْنَامَج عَلَى نَفَقَتِه الْخَاصَّة لِيُصْبِح مِن أَشْهَر الْبَرَامِج التَّلَفِزْيُونِيَّة وَأَوْسَعَهَا انْتِشَارا عَلَى الْإِطْلَاق، لَا زَال الْجَمِيْع يَذْكُرُوْن سَهْرَة الْإِثْنَيْن الْسَّاعَة الْتَّاسِعَة وَمُقَدِّمَة الْنَّاى الْحَزِيِنَة فِي الْبَرْنَامَج وافْتِتَاحِيّة مُصْطَفَى مَحْمُوْد (أَهْلَا بِيَكُم)! إِلَا أَنَّه كَكُل الْأَشْيَاء الْجَمِيْلَة كَان لَا بُد مِن نِهَايَة, لِلْأَسَف هُنَاك شَخْص مَا أَصْدَر قَرَارا بِرَفْع الْبَرْنَامَج مِن خَرِيْطَة الْبَرَامِج التِلِيفِزْيُونِيّة!!

الْأَزَمَات

تَعْرِض لأزَمَات فِكْرِيَّة كَثِيْرَة كَان أَوَّلُهَا عِنْدَمَا قَدِم لِلْمُحَاكَمَة بِسَبَب كِتَابَه (الْلَّه وَالْإِنْسَان) وَطَلَب عَبْد الْنَاصِر بِنَفْسِه تَقْدِيْمُه لِلْمُحَاكَمَة بِنَاء عَلَى طَلَب الْأَزْهَر بِاعْتِبَارِهَا قَضِيَّة كَفَر!..إِلَا أَن الْمُحْكَمَة اكْتَفَت بِمُصَادَرَة الْكِتَاب, بَعْد ذَلِك أَبْلِغْه الْرَّئِيْس الْسَّادَات أَنَّه مُعْجَب بِالْكِتَاب وَقَرَّر طَبْعُه مُرَّة أُخْرَى!.

كَان صِدِّيْقا شَخْصِيَّا لِلْرَّئِيْس الْسَّادَات وَلَم يُحْزِن عَلَى أَحَد مِثْلَمَا حَزَن عَلَى مَصْرَعِه يَقُوْل فِي ذَلِك "كَيْف لْمُسْلِمِيْن أَن يُقَتَّلُوٓا رَجُلا رَد مَظَالِم كَثِيْرَة وَأَتَى بِالْنَصْر وَسَاعِد الْجَمَاعَات الْإِسْلَامِيَّة وَمَع ذَلِك قَتَلُوْه بِأَيْدِيْهِم.. وَعِنْدَمَا عَرَض الْسَّادَات الْوِزَارَة عَلَيْه رَفَض قَائِلا: "أَنَا‏ ‏فَشَلَت‏ ‏فِي‏ ‏إِدَارَة‏ ‏أَصْغَر‏ ‏مُؤَسَّسَة‏ ‏وَهِي‏ الْأَسِرَّة.. فَأَنَا مُطْلَق لَمَرَّتَيْن.. فَكَيْف بِي أُدِيْر وَزَارَة كَامِلَة..!!؟؟ ". فَرَفَض مُصْطَفَى مَحْمُوْد الْوِزَارَة كَمَا سَيَفْعَل بَعْد ذَلِك جَمَال حَمْدَان مُفَضَّلِا الْتَّفَرُّغ لِلْبَحْث الْعِلْمِي..



أَزِمَّة كِتَاب الْشَّفَاعَة

الْأَزِمَّة الْشَّهِيْرَة أَزِمَّة كِتَاب الْشَّفَاعَة (أَي شَفَاعَة الْرَّسُوْل مُحَمَّد صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم قِي إِخْرَاج الْعُصَاة مَن الْمُسْلِمِيْن مِن الْنَّار وَادْخَالَهُم الْجَنَّة) عِنْدَمَا قَال إِن الْشَّفَاعَة الْحَقِيقِيَّة غَيَّر الَّتِي يُرَوِّج لَهَا عُلَمَاء الْحَدِيْث وَان الْشَّفَاعَة بِمَفْهُوْمِهَا الْمَعْرُوْف اشْبَه بِنَوْع مِن الْوَاسِطَة وَالِاتَكَالِيّة عَلَى شَفَاعَة الْنَّبِى وَعَدَم الْعَمَل وَالاجْتِهَاد أَو انَهَا تُعْنَى تَغْيِيْر لِحُكْم الْلَّه قِي هَؤُلَاء الْمُذْنِبُون وَان الْلَّه الارْحَم بِعَبِيْدِه وَالاعْلَم بِمَا يَسْتَحِقُّوْنَه وَقْتِهَا هُوَجِم الْرَّجُل بِأَلْسِنَة حَادَّة وَصَدَّر 14 كِتَابا لِلْرَّد عَلَيْه عَلَى رَأْسِهَا كِتَاب الدُّكْتُوْر مُحَمَّد فُؤَاد شَاكِر أُسْتَاذ الْشَرِيعَة الْإِسْلَامِيَّة.. كَان رَدا قَاسِيا لِلْغَايَة دَوِّن أَي مُبَرَّر.. وَاتَّهَمُوه بِأَنَّه مُجَرَّد طَبِيْب لَا عَلَاقَة لَه بِالْعِلْم! [3] وَفِي لَحْظَة حَوَّلُوه إِلَى مَارِق خَارِج عَن الْقَطِيْع، حَاوَل أَن يَنْتَصِر لِفِكْرِه وَيَصْمُد أَمَام التَّيَّار الَّذِي يُرِيْد رَأْسِه، إِلَّا أَن كَبَّر سِنِّه وَضَعَّفَه هَزَمَّاه فِي الْنِّهَايَة. تَقْرِيْبا لَم يُتَعَامَل مَع الْمَوْضُوْع بحِيَادّيّة إِلَا فَضِيْلَة الدُّكْتُوْر نَصْر فَرِيْد وَاصِل عِنَدَمّا قَال: "الدُّكْتُوْر مُصْطَفَى مَحْمُوْد رَجُل عَلِم وَفَضْل وَمَشْهُوْد لَه بِالْفَصَاحَة وَالْفَهْم وَسَعَة الْإِطِّلاع وَالْغَيْرَة عَلَى الْإِسْلَام فَمَا أَكْثَر الْمَوَاقِف الَّتِي أَشْهُر قَلِمَه فِيْهَا لِلْدِّفَاع عَن الْإِسْلَام وَالْمُسْلِمِيْن وَالذَّوْد عَن حِيَاض الْدِّيْن وَكَم عَمَل عَلَى تَنْقِيَة الْشَرِيعَة الْإِسْلامِيَّة مِن الْشَّوَائِب الَّتِي عُلِّقَت بِهَا وَشَهِدَت لَه الْمَحَافِل الَّتِي صَال فِيْهَا وَجَال دِفَاعَا عَن الدَّيْن". الْمُثِيْر لِلْأَسَف أَن الْرَّجُل لَم يُنْكِر الْشَّفَاعَة أَصْلَا ! رَأْيِه يَتَلَخَّص فِي أَن الْشَّفَاعَة مَقَيِّدَّةْاو غَيْبِيَّة إِلَى أَقْصَى حَد وَان الْاعْتِمَاد عَلَى الْشَّفَاعَة لَم يُؤَدَّى الَا إِلَى التَّكَاسُل عَن نُصْرَة الْدِّيْن وَالْتَّحَلِّى بِالْعَزِيْمَة وَالَارَادَة قِي الْفَوْز بِدُخُوْل الْجَنَّة وَالاتِّكَال عَلَى الْشَّفَاعَة وَهُو مَا يَجِب الْحَذَر مِنْه .. وَالْأَكْثَر إِثَارَة لِلْدَّهْشَة أَنَّه اعْتَمَد عَلَى آَرَاء عُلَمَاء كِبَار عَلَى رَأْسِهِم الْإِمَام مُحَمَّد عَبْدُه، لَكِنَّهُم حَمَّلُوه الْخَطِيْئَة وَحْدَه

عْتِزَالُه

كَانَت مِحْنَة شَدِيْدَة أَدَّت بِه إِلَى أَن يَعْتَزِل الْكِتَابَة إِلَا قَلِيْلا وَيْنَقَطِع عَن الْنَّاس حَتَّى أَصَابَتْه جُلْطَة مِّخِيْه عَام 2003 وَيَعِيْش مُنْعَزِلا وَحِيْدَا. وَقَد بَرَع الدُّكْتُوْر مُصْطَفَى مَحْمُوْد فِي فُنُوْن عَدِيْدَة مِنْهَا الْفِكْر وَالْأَدَب، وَالْفَلْسَفَة وَالْتَّصَوُّف، وَأَحْيَانا مَا تُثِيْر أَفْكَارَه وَمَقَالَاتِه جَدَلا وَاسْعَا عَبْر الْصُحُف وَوَسَائِل الْإِعْلام. قَال عَنْه الْشَّاعِر الْرَّاحِل كَامِل الْشِّنَّاوِي ”إِذَا كَان مُصْطَفَى مَحْمُوْد قَد أَلْحَد فَهُو يُلْحَد عَلَى سِجَّادَة الصَّلَاة، كَان يَتَصَوَّر أَن الْعِلْم يُمْكِن أَن يُجِيْب عَلَى كُل شَيْء، وَعِنْدَمَا خَاب ظَنُّه مَع الْعِلْم أَخْذ يَبْحَث فِي الْأَدْيَان بَدْء بِالْدِّيَانَات الْسَّمَاوِيَّة وَانْتِهَاء بِالْأَدْيَان الْأَرْضِيَّة وَلَم يَجِد فِي الْنِّهَايَة سِوَى الْقُرْآَن الْكَرِيْم“.


تَكْرِيْمُه ثَقَافِيَّا

بِتَارِيْخ الِاثْنَيْن 2/6/2008 كَتَب الْشَّاعِر فَيْصَل أَكْرَم مَقَالَا فِي (الْثَّقَافِيّة) - الْإِصْدَار الْأُسْبُوْعِي لَّصَحِيْفَة (الْجَزِيرَة) بِعُنْوَان (ذَاكِرَة اسْمُهَا لُغْز الْحَيَاة.. ذَاكِرَة اسْمُهَا مُصْطَفَى مَحْمُوْد) وَطَالَب الْصَّحِيْفَة بِإِصْدَار مِلَف (خَاص) عَن مُصْطَفَى مَحْمُوْد - تَكْرِيمَا لَه، وَبِالْفِعْل.. فِي تَارِيْخ الِاثْنَيْن 7/7/2008 صَدَر الْعَدَد الْخَاص مِن (الْجَزِيرَة الْثَّقَافِيّة) وَكَان مِن الْغِلاف إِلَى الْغِلاف عَن مُصْطَفَى مَحْمُوْد، ضَم الْمِلَف كِتَابَات لَثَّلَاثِيْن مَثَقَّفَا عَرَبِيَّا مِن مُحِبِّي مُصْطَفَى مَحْمُوْد، وَمَن أَبْرَزِهِم: د. غَازِي الْقْصِيْبِي، د. زَغْلُول النَّجَّار، د. إِبْرَاهِيْم عِوَض، د. سَيَّار الْجَمِيْل.. وَغَيْرِهِم مِن الْأُدَبَاء وَالْمُفَكِّرَيْن وَالأَكَادِيمِّيِّين، بِالْإِضَافَة إِلَى الْشَّاعِر فَيْصَل أَكْرَم الَّذِي قَام بِإِعْدَاد الْمِلَف كَامِلَا وَتَقْدِيْمِه بِصُوْرَة اسْتِثْنَائِيَّة. كَمَا ضُم الْعَدَد الْخَاص، صُوَرَا خَاصَّة وَكَلِمَة بِخَط يَد مُصْطَفَى مَحْمُوْد وَأُخْرَى بِخَط ابْنَتَه أَمَل.
وَفَاتِه

تُوَفَّى الدُّكْتُوْر مُصْطَفَى مَحْمُوْد قِي الْسَّاعَة الْسَّابِعَة وَالْنِّصْف مِن صَبَاح الْسَّبْت 31 أُكْتُوْبَر (2009) الْمُوَافِق 12 ذُو الْقِعْدَة 1430 هـ، بَعْد رِحْلَة عَلَاج اسْتَمَرَّت عِدَّة شُهُور عَن عُمَر نَاهَز 88 عَاما، وَقَد تَم تَشْيِيع الْجِنَازَة مِن مَسْجِدِه بِالْمُهَنْدِسِيْن

شمس الرائدية
10-12-2011, 03:33 AM
//
معلومات وآفيه عن شخصية مصطفى محمود ..
آلف شكـــر لك ..’’

دانة الكون
11-12-2011, 12:28 AM
رحمه الله
سيره عظيمه
و معلومات شامله

الله يعطيك العافيه.

الدووووخي
13-12-2011, 01:26 PM
الله يعطيـك العافيه على المعلومات ..

ثلجة وردية
30-12-2011, 04:41 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركآته
http://www.upsaudi.net/upfiles/xwl19061.gif
عواآأإ‘آأفي على طرح ــك المميز..
بإنتظار القاآأإ‘دمـ بكل شووق
لـ روحك الطيبة
وردةمن جنان الخلد،،..}❀✿❀

عنان
30-12-2011, 05:01 PM
الف شكر لكم

رانيا
01-01-2012, 01:05 AM
عالم جليل

بوركتي عنان

سـَمآ ♪
02-01-2012, 10:03 AM
الف شكرلك ع الطرح...~ْ

عنان
08-01-2012, 08:25 PM
تشرفت فيكم

صانع الإبداع
30-01-2012, 07:38 PM


* محتوى رآئع .ْ..ّ!!
الله يعطيك ألف عافية على موضوعك .ْ..ّ!!!

:101:

هــداية
13-02-2012, 11:04 PM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

للأمل بقية
14-02-2012, 07:06 PM
لأول مرة أعرف أنه طبيب
رحمه الله رحمة واسعة , وسلمتِ عزيزتي على النقل المميز

الدر المنثور
14-02-2012, 08:58 PM
سلمت على الطـــــرح
:101:

رواء الروح
15-02-2012, 08:01 AM
بارك الله بك

بشاش
01-07-2012, 01:25 AM
سلمت على موضوعك


يعطيك العافية