عبدالله بن مهدي
12-12-2011, 03:24 PM
عِـــيـادة
ينصرف الذهن عند سماع كلمة ( عيادة ) إلى غرفة الطبيب التي يمارس فيها الكشف على مرضاه أو إلى مكان ممارسة الرقية التي امتهنها البعض ، وأعدوا لها أماكن خاصة ، وأطلقوا عليها - مجازا – اسم عيادة ، وبما أن الأمر متعلق بالمرض سواء كان بدنيا أو نفسيا فإن الموضوع الذي أريد هو عيادة المريض كحق للمسلم على أخيه ، والمقصود بها زيارته ، وسميت بذلك لأن الناس يعودون إلى المريض الذي يحبسه مرضه عن شهود الناس مرة بعد أخرى ، ولقد عاد النبي صلى الله عليه وسلم غلاماً يهودياً ودعاه إلى الإسلام فأسلم.
وللعيادة آداب منها أنه لا تتم عيادة المريض كل يوم لأن ذلك يثقل عليه ، فالمريض يحتاج سواء كان في المستشفى أو في بيته بحاجة للراحة التي تساهم في سرعة شفائه ، وقد يستأنس المريض برؤية بعض الأصدقاء أو الأقران ، ويشق عليه انقطاعهم عن عيادته ، وعلى هؤلاء تترتب مسؤولية كبيرة في عيادته بالقدر المناسب بحيث تكون العيادة خفيفة حتى لا يرهقوه أو يشقوا على أهله ، فالمريض تمر به أوقات يتألم فيها أو تمر به حالات من الألم أو تحدث منه أفعال لا يحب أن يراه عليها أحد ؛ فيتسبب له من يطيل الجلوس عنده بشيء من الألم والحرج وإرهاقه بالأسئلة المتكررة ، كما أنه يجب على العائد مراعاة حال المريض ومصلحته ، والتنسيق مع أهله أو الاتفاق معه إن كان قادرا ، وعليه أن يراعي في العيادة ما يراعيه في الزيارة من اختيار الوقت المناسب لظروف المريض وأهله ، والبعد عمّا يجلب المشقة لهم ، ومن ذلك كثرة الزيارات التي ترهق المريض ، وتساهم في معاناته وزيادة مرضه ، أما إذا كان المريض في المستشفى فإن الأوقات - في الغالب - تكون محددة ، لكن هناك من يتجاوزها فيأتي في غيرها أو يتأخر فلا يخرج إلا وقد سبب إحراجا للمريض ، وإزعاجا لغيره من المرضى ، ومن الأمور التي ليست في مصلحة المريض عيادته عندما يكون في العناية المركزة.
ومن الدعاء للمريض قوله صلى الله عليه وسلم : ( لا بأس ، طهور إن شاء الله ) ، وفي هذا الدعاء بشرى للمريض بحصول الشفاء والتعافي ، وفيه تهوين عليه فيما يجد من ألم ، وتطييب لنفسه.
عبد الله بن مهدي الشمري - نشر في الدرة في يوم الاثنين الموافق : 12/12/2011
ينصرف الذهن عند سماع كلمة ( عيادة ) إلى غرفة الطبيب التي يمارس فيها الكشف على مرضاه أو إلى مكان ممارسة الرقية التي امتهنها البعض ، وأعدوا لها أماكن خاصة ، وأطلقوا عليها - مجازا – اسم عيادة ، وبما أن الأمر متعلق بالمرض سواء كان بدنيا أو نفسيا فإن الموضوع الذي أريد هو عيادة المريض كحق للمسلم على أخيه ، والمقصود بها زيارته ، وسميت بذلك لأن الناس يعودون إلى المريض الذي يحبسه مرضه عن شهود الناس مرة بعد أخرى ، ولقد عاد النبي صلى الله عليه وسلم غلاماً يهودياً ودعاه إلى الإسلام فأسلم.
وللعيادة آداب منها أنه لا تتم عيادة المريض كل يوم لأن ذلك يثقل عليه ، فالمريض يحتاج سواء كان في المستشفى أو في بيته بحاجة للراحة التي تساهم في سرعة شفائه ، وقد يستأنس المريض برؤية بعض الأصدقاء أو الأقران ، ويشق عليه انقطاعهم عن عيادته ، وعلى هؤلاء تترتب مسؤولية كبيرة في عيادته بالقدر المناسب بحيث تكون العيادة خفيفة حتى لا يرهقوه أو يشقوا على أهله ، فالمريض تمر به أوقات يتألم فيها أو تمر به حالات من الألم أو تحدث منه أفعال لا يحب أن يراه عليها أحد ؛ فيتسبب له من يطيل الجلوس عنده بشيء من الألم والحرج وإرهاقه بالأسئلة المتكررة ، كما أنه يجب على العائد مراعاة حال المريض ومصلحته ، والتنسيق مع أهله أو الاتفاق معه إن كان قادرا ، وعليه أن يراعي في العيادة ما يراعيه في الزيارة من اختيار الوقت المناسب لظروف المريض وأهله ، والبعد عمّا يجلب المشقة لهم ، ومن ذلك كثرة الزيارات التي ترهق المريض ، وتساهم في معاناته وزيادة مرضه ، أما إذا كان المريض في المستشفى فإن الأوقات - في الغالب - تكون محددة ، لكن هناك من يتجاوزها فيأتي في غيرها أو يتأخر فلا يخرج إلا وقد سبب إحراجا للمريض ، وإزعاجا لغيره من المرضى ، ومن الأمور التي ليست في مصلحة المريض عيادته عندما يكون في العناية المركزة.
ومن الدعاء للمريض قوله صلى الله عليه وسلم : ( لا بأس ، طهور إن شاء الله ) ، وفي هذا الدعاء بشرى للمريض بحصول الشفاء والتعافي ، وفيه تهوين عليه فيما يجد من ألم ، وتطييب لنفسه.
عبد الله بن مهدي الشمري - نشر في الدرة في يوم الاثنين الموافق : 12/12/2011