ندى
25-01-2012, 08:27 PM
هل سألت نفسك ذات يوم لماذا نكرر الفاتحة في كل يوم سبع عشرة مرة في الصلاة؟
سبع عشرة ركعة هن عدد ركعات الصلاة، وفي كل ركعة يجب أن نقرأ الفاتحة، لماذا؟
ولماذا افتتح الله بها كتابه الكريم فشرّفها بأن تكون أول سورة يبدأ بها المصحف؟ ولماذا سماها أم الكتاب؟
هل تعلم أن العلماء يقولون إن كل معاني القرآن من كلام عن صفات الله وعن الدار الآخرة وعن قصص الأمم السابقة كلها مجتمعة في الفاتحة التي لو تدبرتاها لوجدناها فعلا رائعة؛ ولاستمتعنا حقا كلّما قرأتاها؟
ستزداد حبا في الفاتحة عندما تعلم أن فيها أدب كيفية الدخول
بين يدي الله ليقبلك، ليقبل دعاءك، ليقبل توبتك، وليقبل عبوديتك. وعندما تعلم أيضا فضل الفاتحة بهذا الحديث، يقول النبي صل الله عليه وسلم: يقول الله عز وجل في حديثه القدسي: "قسمت الصلاة بيني وبين عبدي، فإذا قَال الْعَبْدُ "الْحَمْدُ لله رَبّ الْعَالَمِينَ" قَال حَمِدَنِي عَبْدِي وَإِذَا قَال "الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ"، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى "أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي"، وَإِذَا قَالَ "مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ"، قَالَ"مَجَّدَنِي عَبْدِي"، فَإِذَا قَالَ "إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ" قَالَ "هَذَا بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي"، فَإِذَا قَالَ "اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِم ولا الضَّالِّينَ" قَالَ"هَذَا لِعَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سأَلَ".
و"الصلاة" في الحديث القدسي تعني الفاتحة. فتخيّل أنك كلمّا قرأت الفاتحة صباحاً أو مساءً في سنَّة أو فرض يرد عليك ملك الملوك. إذن هناك سر في هذه الآيات التي لها خصوصية عند ملك الملوك، نعم إنه يعلمنا كيف ندخل بين يديه بأدب. فبدأت السورة بـ.... "بسم الله
الرحمن الرحيم". يعني أبدأ في الدخول عليك يا رب باسمك أنت؛ فقد جئتك لأنك أنت الرحمن الرحيم الذي ينظر لعباده نظرة الرحمة لا نظرة الانتقام على ذنوبهم وتقصيرهم، لأن السورة لو كانت أول آيه فيها "بسم الله المنتقم الجبار"لخفنا ونحن ندخل عليه بهذه السورة، لكنها كانت "بسم الله الرحمن الرحيم"؛ لتكون برداً وسلاما على قلوب من قصّر في حق الله أو عصاه. فأنا جئتك لأنك الرحمن الرحيم.
ثم يقول العبد بعدها، "الحمد لله رب العالمين". يبدأ العبد في الكلام مع الله بحمده والاعتراف بفضله عليه، وكلمة "الحمد لله" من أعظم الكلمات التي يحبها الله؛ فهي أول كلمة قالها الإنسان لمّا دخلت الروح في جسم سيدنا آدم، عطس فقالت له الملائكة "فلتحمد ربك"، فقال "الحمد لله"، فقالت له الملائكة "يرحمك ربك".
فأول كلمة قالها الإنسان "الحمد لله"، فالله يحب الحمد ويعطي عليه ثواباً لا حدود له؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "... والحمد لله تملأ الميزان"، أي تملأ ميزان الحسنات بجبال الحسنات بمجرد كلمة "الحمد لله" التي فيها اعتراف بفضل الله علينا وأننا غارقون في نعمه علينا حينئذٍ يقول الله: "حمدني عبدي".
"الرحمن الرحيم"، نعم يأرب أنت رب العالمين، والرب هو الذي يُربِّي ويرعى وأنت يأرب.. رب العالمين.. برحمتك وحلمك علينا، ترانا في المعصية وتصبر علينا، وترانا مقصرين وتقبل القليل، وترانا ننساك كثيراً وأنت لا تنسى رزقنا ولا حفظنا. فما أعظمك يأرب العالمين يا أرحم الراحمين، حينئذ يقول الله: "أثنى عليّ عبدي".
هل تلاحظون هذا الأدب في الدخول على الله، إننا جئناك يا رحيم نعترف بفضلك علينا وأنك تعاملنا برحمتك.
ثم يقول العبد "مالك يوم الدين"، يعني يا رب أعترف باليوم الآَخِر، و"يوم الدين" يعني يوم الجزاء يوم لا ينفع وقتها إلا الدين فمن أتى بغير دين وتديُّن لن يفرح ولن ينجو هذا اليوم. فأنا أعترف يا رب بيوم القيامة، وبالبعث، وأنك أنت مالكه كما أنك يارب أنت مالك الدنيا؛ فمصيرنا بين يديك دنيا وآخرة.
تخيل واحد يدخل بين يدي الله يقول له جئتك يارب لأنك أنت الرحمن الرحيم، وأبدأ كلامي معك أني أعترف بنعمتك عليّ وأنك يارب مالك يوم الدين، يوم الحساب والجزاء، وأنا أعترف بذلك، وعندها يقول الله: "مجدني عبدي"..
ثم يقول العبد "إياك نعبد وإياك نستعين" يعني يا رب ليس لي رب سواك أعبده وأطيعه وأطلب حاجاتي منه وأعتمد عليه وأتوكل عليه، فأعِنّي يا رب حتى أستطيع أن أعبدك، أعِنّي وساعدني لأني أعبدك وأستعينك، عندها يقول الله: "هذا بيني وبين عبدي".
ثم يدعو العبد الدعاء الذي هو طلب العبد من ربه في هذه السورة الكريمة.. لكن انظر متى يطلب العبد من ربه يطلب بعد أن يدخل بأدب، بعد أن يحمد الله ويثني عليه ويعترف بفضله ويتذلل له، يعترف أنه لن يستطع أن يفعل أي شيء إلا بعد الاستعانة بالله عز وجل. ثم يقول العبد "اهدنا الصراط المستقيم".. يا رب خذ بيدي وثبتني على طريقك الذي يوصِّل إلى رضاك، يارب اهدني لأني بدونك لن أهتدي؛ لأنك أنت الذي تملك قلبي وتملك سعادتي وتعاستي، وتملك روحي وجنتي؛ فأنا الآن واقف على بابك، أدعوك وأتضرع إليك فلا يملك مصيري إلا أنت، ولا يملك نجاتي إلا أنت؛ فأنا لعلمي بذلك ألجأ إليك وليس لي إلاّ أنت.
يارب ابعث لي من يأخذ بيدي وأعِنّي على أن أرى طريق الحق وطريق الباطل، وخذ بيدي لأثبت على طريق الحق، واجعلني أشكر نعمتك، وأصبر على بلائك، خذ بيدي إليك أخذ الكرام عليك.
"صراط الذين أنعمت عليهم" بالهداية وحب الخير وحب النبي صلى الله عليه وسلم وحب كل عمل يقربنا إليك، "غير المغضوب عليهم" وهم الذين علموا الحق ثم اختاروا غيره وعرفوا الخير ورفضوه. "ولا الضالين" أي الذين تاهوا وضلّوا في البحث عن رضاك، فلجأوا إلى غيرك فلم يجدوا شيئاً لأن كل شيء بيد رب العالمين. عندها يقول الله:
"هذا لعبدي ولعبدي ما سأل"..
اللهم علّمنا الأدب في الدخول بين يديك
وارزقنا حب التوكُّل عليك ولا تجعل حاجتنا إلا إليك
سبع عشرة ركعة هن عدد ركعات الصلاة، وفي كل ركعة يجب أن نقرأ الفاتحة، لماذا؟
ولماذا افتتح الله بها كتابه الكريم فشرّفها بأن تكون أول سورة يبدأ بها المصحف؟ ولماذا سماها أم الكتاب؟
هل تعلم أن العلماء يقولون إن كل معاني القرآن من كلام عن صفات الله وعن الدار الآخرة وعن قصص الأمم السابقة كلها مجتمعة في الفاتحة التي لو تدبرتاها لوجدناها فعلا رائعة؛ ولاستمتعنا حقا كلّما قرأتاها؟
ستزداد حبا في الفاتحة عندما تعلم أن فيها أدب كيفية الدخول
بين يدي الله ليقبلك، ليقبل دعاءك، ليقبل توبتك، وليقبل عبوديتك. وعندما تعلم أيضا فضل الفاتحة بهذا الحديث، يقول النبي صل الله عليه وسلم: يقول الله عز وجل في حديثه القدسي: "قسمت الصلاة بيني وبين عبدي، فإذا قَال الْعَبْدُ "الْحَمْدُ لله رَبّ الْعَالَمِينَ" قَال حَمِدَنِي عَبْدِي وَإِذَا قَال "الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ"، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى "أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي"، وَإِذَا قَالَ "مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ"، قَالَ"مَجَّدَنِي عَبْدِي"، فَإِذَا قَالَ "إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ" قَالَ "هَذَا بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي"، فَإِذَا قَالَ "اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِم ولا الضَّالِّينَ" قَالَ"هَذَا لِعَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سأَلَ".
و"الصلاة" في الحديث القدسي تعني الفاتحة. فتخيّل أنك كلمّا قرأت الفاتحة صباحاً أو مساءً في سنَّة أو فرض يرد عليك ملك الملوك. إذن هناك سر في هذه الآيات التي لها خصوصية عند ملك الملوك، نعم إنه يعلمنا كيف ندخل بين يديه بأدب. فبدأت السورة بـ.... "بسم الله
الرحمن الرحيم". يعني أبدأ في الدخول عليك يا رب باسمك أنت؛ فقد جئتك لأنك أنت الرحمن الرحيم الذي ينظر لعباده نظرة الرحمة لا نظرة الانتقام على ذنوبهم وتقصيرهم، لأن السورة لو كانت أول آيه فيها "بسم الله المنتقم الجبار"لخفنا ونحن ندخل عليه بهذه السورة، لكنها كانت "بسم الله الرحمن الرحيم"؛ لتكون برداً وسلاما على قلوب من قصّر في حق الله أو عصاه. فأنا جئتك لأنك الرحمن الرحيم.
ثم يقول العبد بعدها، "الحمد لله رب العالمين". يبدأ العبد في الكلام مع الله بحمده والاعتراف بفضله عليه، وكلمة "الحمد لله" من أعظم الكلمات التي يحبها الله؛ فهي أول كلمة قالها الإنسان لمّا دخلت الروح في جسم سيدنا آدم، عطس فقالت له الملائكة "فلتحمد ربك"، فقال "الحمد لله"، فقالت له الملائكة "يرحمك ربك".
فأول كلمة قالها الإنسان "الحمد لله"، فالله يحب الحمد ويعطي عليه ثواباً لا حدود له؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "... والحمد لله تملأ الميزان"، أي تملأ ميزان الحسنات بجبال الحسنات بمجرد كلمة "الحمد لله" التي فيها اعتراف بفضل الله علينا وأننا غارقون في نعمه علينا حينئذٍ يقول الله: "حمدني عبدي".
"الرحمن الرحيم"، نعم يأرب أنت رب العالمين، والرب هو الذي يُربِّي ويرعى وأنت يأرب.. رب العالمين.. برحمتك وحلمك علينا، ترانا في المعصية وتصبر علينا، وترانا مقصرين وتقبل القليل، وترانا ننساك كثيراً وأنت لا تنسى رزقنا ولا حفظنا. فما أعظمك يأرب العالمين يا أرحم الراحمين، حينئذ يقول الله: "أثنى عليّ عبدي".
هل تلاحظون هذا الأدب في الدخول على الله، إننا جئناك يا رحيم نعترف بفضلك علينا وأنك تعاملنا برحمتك.
ثم يقول العبد "مالك يوم الدين"، يعني يا رب أعترف باليوم الآَخِر، و"يوم الدين" يعني يوم الجزاء يوم لا ينفع وقتها إلا الدين فمن أتى بغير دين وتديُّن لن يفرح ولن ينجو هذا اليوم. فأنا أعترف يا رب بيوم القيامة، وبالبعث، وأنك أنت مالكه كما أنك يارب أنت مالك الدنيا؛ فمصيرنا بين يديك دنيا وآخرة.
تخيل واحد يدخل بين يدي الله يقول له جئتك يارب لأنك أنت الرحمن الرحيم، وأبدأ كلامي معك أني أعترف بنعمتك عليّ وأنك يارب مالك يوم الدين، يوم الحساب والجزاء، وأنا أعترف بذلك، وعندها يقول الله: "مجدني عبدي"..
ثم يقول العبد "إياك نعبد وإياك نستعين" يعني يا رب ليس لي رب سواك أعبده وأطيعه وأطلب حاجاتي منه وأعتمد عليه وأتوكل عليه، فأعِنّي يا رب حتى أستطيع أن أعبدك، أعِنّي وساعدني لأني أعبدك وأستعينك، عندها يقول الله: "هذا بيني وبين عبدي".
ثم يدعو العبد الدعاء الذي هو طلب العبد من ربه في هذه السورة الكريمة.. لكن انظر متى يطلب العبد من ربه يطلب بعد أن يدخل بأدب، بعد أن يحمد الله ويثني عليه ويعترف بفضله ويتذلل له، يعترف أنه لن يستطع أن يفعل أي شيء إلا بعد الاستعانة بالله عز وجل. ثم يقول العبد "اهدنا الصراط المستقيم".. يا رب خذ بيدي وثبتني على طريقك الذي يوصِّل إلى رضاك، يارب اهدني لأني بدونك لن أهتدي؛ لأنك أنت الذي تملك قلبي وتملك سعادتي وتعاستي، وتملك روحي وجنتي؛ فأنا الآن واقف على بابك، أدعوك وأتضرع إليك فلا يملك مصيري إلا أنت، ولا يملك نجاتي إلا أنت؛ فأنا لعلمي بذلك ألجأ إليك وليس لي إلاّ أنت.
يارب ابعث لي من يأخذ بيدي وأعِنّي على أن أرى طريق الحق وطريق الباطل، وخذ بيدي لأثبت على طريق الحق، واجعلني أشكر نعمتك، وأصبر على بلائك، خذ بيدي إليك أخذ الكرام عليك.
"صراط الذين أنعمت عليهم" بالهداية وحب الخير وحب النبي صلى الله عليه وسلم وحب كل عمل يقربنا إليك، "غير المغضوب عليهم" وهم الذين علموا الحق ثم اختاروا غيره وعرفوا الخير ورفضوه. "ولا الضالين" أي الذين تاهوا وضلّوا في البحث عن رضاك، فلجأوا إلى غيرك فلم يجدوا شيئاً لأن كل شيء بيد رب العالمين. عندها يقول الله:
"هذا لعبدي ولعبدي ما سأل"..
اللهم علّمنا الأدب في الدخول بين يديك
وارزقنا حب التوكُّل عليك ولا تجعل حاجتنا إلا إليك