رباب
02-02-2012, 06:18 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فائدة تأخر الفاعل وتقديم الجار والمجرور عليه في آية يس ( وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى )
أولاً – جاء الفاعل في آية القصص ( وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى ) متقدمًا ،وهو (رجل) وهذا موافق للترتيب المعروف في اللغة .
وأما في سورة يس فقد تأخر الفاعل وتقدم الجار والمجرور عليه .
ثانياً - تكلم العلماء حول هذا الموضع وذكروا أجوبة متعددة لسر تقديم الجار والمجرور وهو قوله تعالى (من أقصى المدينة ) على الفاعل في آية سورة يس ، ومن الأجوبة التي ذكروها :
1.أن في تقديم الجار والمجرور على الفاعل إشارة إلى معنى جليل وهو أن بعد المكان لا يعوق من أراد الإستجابة واتباع المرسلين ، كما أن القرب قد لا يكون من دواعي الإجابة . وكأن في هذه الآيات التي وردت هذه الآية في سياقها مثالاً لحال كفار قريش من أهل مكة ، وحال الأنصار من أهل المدينة ، حين جاء أهل المدينة مع بعدهم وآمنوا بالرسول ، وكفار قريش من أهل مكة لم يؤمنوا مع قربهم . [ انظر تفصيل هذا الإستنباط في كتاب :ملاك التأويل القاطع بذوي الإلحاد والتعطيل في توجيه المتشابه اللفظ من آي التنزيل للحافظ أحمد بن ابراهيم الغرناطي 2/904- 907 ] .
2. أن في ذلك إشادة بأهل أقصى المدينة وثناء عليهم ، وأنه قد يوجد الخير في الأطراف ما لايوجد في الوسط ، وأن الإيمان يسبق إليه الضعفاء الذين يسكنون في الغالب في أطراف المدن ؛ لأنهم لا يصدهم عن الحق ما فيه أهل السيادة من ترف وعظمة إذ المعتاد أنهم يسكنون وسط المدينة . [ ذكر هذا التوجيه الطاهر ابن عاشور في التحرير والتنوير 11/365-366 ] .
3. أن في ذلك تبكيتاً للمخاطبين من القوم الذين كفروا بالرسل ، إذ جاء هذا الرجل الناصح من أقصى مكان فيها وهو لم يحضر ما يحضرون ، ولم يشهد ما يشهدون من الآيات والنذر . [ ذكره الإسكافي في درة التنزيل نقلاً عن كتاب خصائص التعبير القرآني لعبد العظيم المطعني 2/187-188 ] .
ومن الأجوبة كذلك : أن ترتيب كلمات الجملة في الآية على حسب السياق والمقصود منه . ففي قصة موسى في سورة القصص كان المقصود هو الإشارة إلى موقف الرجل الناصح الذي جاء يحذر موسى ، وينصحه بمغادرة المدينة ، ولم يكن المقصود بيان المكان الذي جاء منه . وأما في قصة أصحاب القرية في سورة يس فإن المقصود هو المكان الذي قدم منه الرجل أولاً ، ليشير إلى وصول دعوة الرسل الثلاثة إلى أبعد نقطة في المدينة ، وهي أقصى المدينة ، فلماذا لا يستجيب أهل القرية للرسل وهم قريبون منهم ؟! ولهذا قدم المكان والله أعلم . [مع قصص السابقين في القرآن لصلاح الخالدي 3/252-253 ] .
فائدة تأخر الفاعل وتقديم الجار والمجرور عليه في آية يس ( وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى )
أولاً – جاء الفاعل في آية القصص ( وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى ) متقدمًا ،وهو (رجل) وهذا موافق للترتيب المعروف في اللغة .
وأما في سورة يس فقد تأخر الفاعل وتقدم الجار والمجرور عليه .
ثانياً - تكلم العلماء حول هذا الموضع وذكروا أجوبة متعددة لسر تقديم الجار والمجرور وهو قوله تعالى (من أقصى المدينة ) على الفاعل في آية سورة يس ، ومن الأجوبة التي ذكروها :
1.أن في تقديم الجار والمجرور على الفاعل إشارة إلى معنى جليل وهو أن بعد المكان لا يعوق من أراد الإستجابة واتباع المرسلين ، كما أن القرب قد لا يكون من دواعي الإجابة . وكأن في هذه الآيات التي وردت هذه الآية في سياقها مثالاً لحال كفار قريش من أهل مكة ، وحال الأنصار من أهل المدينة ، حين جاء أهل المدينة مع بعدهم وآمنوا بالرسول ، وكفار قريش من أهل مكة لم يؤمنوا مع قربهم . [ انظر تفصيل هذا الإستنباط في كتاب :ملاك التأويل القاطع بذوي الإلحاد والتعطيل في توجيه المتشابه اللفظ من آي التنزيل للحافظ أحمد بن ابراهيم الغرناطي 2/904- 907 ] .
2. أن في ذلك إشادة بأهل أقصى المدينة وثناء عليهم ، وأنه قد يوجد الخير في الأطراف ما لايوجد في الوسط ، وأن الإيمان يسبق إليه الضعفاء الذين يسكنون في الغالب في أطراف المدن ؛ لأنهم لا يصدهم عن الحق ما فيه أهل السيادة من ترف وعظمة إذ المعتاد أنهم يسكنون وسط المدينة . [ ذكر هذا التوجيه الطاهر ابن عاشور في التحرير والتنوير 11/365-366 ] .
3. أن في ذلك تبكيتاً للمخاطبين من القوم الذين كفروا بالرسل ، إذ جاء هذا الرجل الناصح من أقصى مكان فيها وهو لم يحضر ما يحضرون ، ولم يشهد ما يشهدون من الآيات والنذر . [ ذكره الإسكافي في درة التنزيل نقلاً عن كتاب خصائص التعبير القرآني لعبد العظيم المطعني 2/187-188 ] .
ومن الأجوبة كذلك : أن ترتيب كلمات الجملة في الآية على حسب السياق والمقصود منه . ففي قصة موسى في سورة القصص كان المقصود هو الإشارة إلى موقف الرجل الناصح الذي جاء يحذر موسى ، وينصحه بمغادرة المدينة ، ولم يكن المقصود بيان المكان الذي جاء منه . وأما في قصة أصحاب القرية في سورة يس فإن المقصود هو المكان الذي قدم منه الرجل أولاً ، ليشير إلى وصول دعوة الرسل الثلاثة إلى أبعد نقطة في المدينة ، وهي أقصى المدينة ، فلماذا لا يستجيب أهل القرية للرسل وهم قريبون منهم ؟! ولهذا قدم المكان والله أعلم . [مع قصص السابقين في القرآن لصلاح الخالدي 3/252-253 ] .