اميرة
06-02-2012, 05:34 PM
قصة السراب
~ سجين السراب ~
الهدوء هو سيد المكان سوى من أصوات الموج الهادئ على غير العاده , و في تلك البقعة التي سادها ظلام أناره ضوء البدر جسد نحيل كان يوما ما يتوقد شبابا و فتوه , جلست ضاما أطرافي بحيرة يشوبها أمل كاد أن يخنق بقسوة اليأس ..
جراح هو اسمي أنا , أنا الذي أصبحت بقايا جراح الذي تشبث بالحياة بإيمان قوي عمر قلبه المتهالك ..
نظراتي لا معنى لها تتقلب في شتى الأنحاء , أسدلت أجفاني و تنهدت تنهيدة عميقه و بهدوء و سكينه قمت برسم شخبطات على تلك الرمال دون أي معنى لها , ليتداخل بفكري خيال شريط متقطع لبداية المأساة ..
صوت صراخ يصم الآذان
و أصوات مجلجلة تقول الله أكبر يا كفره
و أخرى تصدح سلموا أنفسكم
اتقوا الله فيما تفعلون نحن مسلمون أمثالكم
لتعاد الأصوات لا أنتم كفره و نحن مجاهدون
أصوات طلقات تكاد أن تصيبك بالصمم , و أجساد ملطخة بالدماء قد تناثرت , بقع دم , و ذاك الرفيق الذي مات بين يدي , و صوت الرصاص يدوي فوق رأسي , سكن كل شيء و أنا قد انكفأت عليه أبكي , لا أعرف ما الذي دهاني وقتها فقد حاولوا بي أن أترك رفيقي و اتخذ مكاني للدفاع إلا أنني لم أتحرك أبدا , انتهى كل شي و صوت القيد يعانق أذني ..
رحلة جديدة لمأساة الضياع
لم أكن كغيري من السجناء فأنا سجين أمن دولة و لي خطر لا يستهان به , قضيت أيامي الأولى بين جدران أسئلة و تحقيقات لا تنتهي و أنا مع هذا كله أجيب إجابة واحده لا أعلم ..
لا شيء أثر بي لا فقدي لأهلي و لا حتى العذاب الذي ألاقيه , فقط نظرة عيني ذاك الضابط الذي استلم قضيتي ليتغير كل شي , لم أعد أعذب و لا حتى أسأل فقط بدأت أتحدث بلا هواده :
كنت كغيري من الشباب لاهٍ ساهٍ لا أعبأ بصلاة ولا غيرها و كان لي أخٌ ملتزم ما فتئ يذكرني و ينصحني و كذلك أهلي , حتى جاء ذاك اليوم الذي قلبت فيه حياتي رأسا على عقب , فقد وقعت في حبال أولئك الذين يلعبون بعقول شباب المسلمين من ضعاف الدين و كنت أنا منهم , لتحال حياتي مع أهلي و من أعرف لجحيم لا يطاق فقد أصبحت كالأعمى المسير أقذف السباب لكل من أراه لا يحرص على دينه , لم أكن لأفكر حينها بقول رسولنا الكريم عليه افضل الصلاة والسلام (( الدين النصيحه )) حتى والدتي لم تسلم مني فلا احترام و لا أدب فأرفع صوتي لأقل شي أراه يصدر منها ولا يعجبني , أختي و هي أختي كنت ألقبها بلقب .. أصر على أسنانه و أغمض عينيه قهرا قال بصوت عال بعض الشيء : يا إلهي لا أعرف كيف تجرأت بأن أتلفظ بذاك اللفظ المنحط .. أخفض رأسه و وضع يديه على وجهه يمسح دموعا تهدد بنزولها , بعد برهة أكمل : أتعلم كل ذاك لأنها لم تكن لترتدي العباءة و غيرها من سلسلة الدنو الأخلاقي الذي كنت أتعامل بها مع الناس , حتى اعتزلتهم و في عقلي يقين بأن بلادنا بلاد كفر و حاكمنا كافر يجب علينا محاربته لأخوض غمار ثلاث عمليات كنا نعتقد بأنها جهاديه و ما هي إلا التخريب بعينه , في الرابعه منها سقطت و مات رفيقي أمام عيني لتصاب حواسي بالشلل ..
هنا رفعت رأسي لتلتقي مقلتاي بدمع عانق أهدابها بعينا الضابط , كانت مقلتاه قد اغرورقت بالدموع ليقول بعد برهة : كان لي أخ في مثل عمرك قضى نحبه شهيدا في البوسنه و الهرسك أحسبه كذلك و الله حسيبه و شتان بين الاثنان ..
لا اعرف كيف أصف مشاعري حزن احتضنه الأسى و ألم عصر قلبي , كانت لكلماته الأسهم القاضيه لشتات فكري , عدت لزنزانتي و قد قبض قلبي و هم جثا على صدري , و أسئلة تتوارد في خاطري ماذا لو كنت أنا المقتول بدل رفيقي ؟؟ كيف سأقابل ربي ؟؟ بدأت تلك الغشاوة التي أصيبت بها روحي تنجلي رويدا رويدا , ليتسلل إلى أذني ذلك الصوت الندي معلنا صلاة الظهر
الله أكبر
الله أكبر
أشهد أن لا إله إلا الله
و أشهد أن محمدا رسول الله
ارتخت أطرافي و سرى الخدر في جسدي , كنت حينها كظامئ غدا شهورا لا يشرب الماء سوى قطرة قطره , و بصوت يكاد يسمع رددت مع المؤذن ...
قمت بعدها طالبا من السجان أن يسمح لي بالصلاة بالمسجد , وقف يرمقني بنظرات ذات مغزى ثم سمح لي ..
توضأت ثم اتجهت للمسجد لأصلي الظهر جماعه حينها أحسست بلذة الصلاة وحلاوتها فأنا لم أصلها جماعة منذ ثلاثة أشهر أي منذ أن بدأنا نطارد من قبل أمن الدولة , أما دموعي فكانت كنبع لا ينضب , عندما انتهيت من الصلاة أكملتها بالسنة ثم قصدت أحد الأعمدة لأستند عليه وقبل أن أشرع في قراءة ما تيسر من القرآن الكريم , بدا إمام مسجدنا الطيب بإلقاء درس بسيط يتحدث عن عظم ذنب عقوق الوالدين و أن رضا الله تعالى من رضاهما , جلست مشدوها و كأنني أسمع حديثه لأول مرة في حياتي , قبل أن ينهي حديثه خرجت متجها لزنزانتي و عذاب آخر سيطر علي إنه غضب والداي علي , ليتني أستطيع أن أقبل أقدامهما علني أحضا برضاهما ..
أسندت رأسي إلى الجدار ودموعي تنسكب بحرارة تحرقني , و أنا أحادث نفسي ( رباه ماذا فعلت بنفسي ؟ ) أخفضت رأسي و أجهشت بالبكاء لأول مرة منذ أن دخلت السجن , لأعي بأنني ذبحت روحي من الوريد إلى الوريد بلا موت ..
عذابات تتكالب علي , سخط ربي و عقوق والداي وكره الناس لي لأختمها بدخول السجن المكان المحرم في عقلي منذ الصغر , و أنه ملاذ كل مجرم فاسق تعدى حدود الله أولا و الناس ثانيا , فلم يكن ليدر بخلدي بأنني سأكون من قاطنيه يوما ما ..
بدأت اخفف من تأنيب الضمير الذي يكاد يقتلني بإخبار الضابط بكل ما اعرف عنهم حتى سقطوا بين يديهم تباعا واحدا تلو الآخر ..
بدأ حالي يتغير بحسن سلوكي و المواظبة على الصلاة في المسجد و أصبحت أحفظ قدرا لابأس به من القرآن الكريم , و أحيانا أصلي بدل الإمام فقد كنت أملك صوتا شجيا ..
و لكن ما أسكن الراحة في صدري و الهدوء في روحي رؤيتي لأهلي و الأهم من ذاك رضا والداي علي اللذان ما فتئا يزوراني و يشدان من عزمي , حتى جاء الفرج بإطلاق سراحي ..
تفاؤل .. أمل .. شوق
هو ما كان يحدوني لحظة تنفسي لحريتي التي كدت أخنقها بيدي و لكن لم يدر بخلدي بأن الحياة ليست مجرد أهلي فقط بل أقاربي و الناس أجمع , لتبدأ معاناتي و موت أحلامي بعد أن ظننتها ذهبت بلا رجعه , أولها زواج ابنة عمي التي قد قمت بخطبتها رسميا منتظرا انتهاء دراستها , لأسمع بأذني حديث عمي الذي كان كخناجر تغرس بقلبي بلا رحمه حين قال :
أنت صاحب سوابق لا يشرفني أن تكون زوجا لابنتي
كما أنها لن توافق على الزواج بخريج سجون
بعد حديثه المؤلم حاولت أن أكبح جماح يأسي و قهري فهذا ما جنته يداي علي و الحمدلله على كل حال و أقنعت نفسي بان هذا هو قضاء الله و قدره و ان علي التحلي بعزيمة وصبر لأعايش الحياة و أسايرها من جديد , فالأمور ليست سهلة كما توقعت ..
و لكن الأمر لم يتوقف على ذلك فقد ظللت لمدة أربعة أشهر أبحث عن عمل و لكن الجواب هو هو لم يتغير : لا وظائف
بعدها بدأت أيأس من حالي فالناس لم يهنئوا بتلك الآمال المحطمة في روحي فقد أبعدوا أبناءهم عني و الويل لهم إن حاولوا مصادقتي أو حتى الجلوس معي , و دوامة من المصائب تجر بعضها بعضا و أنا من هذا كله مؤمن قانع بنصيبي ألاقي الناس بابتسامة رضا بما كتب لي , و إن أكثر ما يدفعني للحياة هو رضا ربي و أهلي و دعائهما في كل حين لي ..
جفل من شريط ذكرياته على نغمة رسالة استقبلها هاتفه المحمول
و بكل خمول اخرج الهاتف ليقرأ الرسالة التي كانت من قبل اخيه :
(( مبارك اخي
العم أبا عبد الله قبل بك موظفا في شركته
و قد خطب لك ابنته الوحيده ))
~ سجين السراب ~
الهدوء هو سيد المكان سوى من أصوات الموج الهادئ على غير العاده , و في تلك البقعة التي سادها ظلام أناره ضوء البدر جسد نحيل كان يوما ما يتوقد شبابا و فتوه , جلست ضاما أطرافي بحيرة يشوبها أمل كاد أن يخنق بقسوة اليأس ..
جراح هو اسمي أنا , أنا الذي أصبحت بقايا جراح الذي تشبث بالحياة بإيمان قوي عمر قلبه المتهالك ..
نظراتي لا معنى لها تتقلب في شتى الأنحاء , أسدلت أجفاني و تنهدت تنهيدة عميقه و بهدوء و سكينه قمت برسم شخبطات على تلك الرمال دون أي معنى لها , ليتداخل بفكري خيال شريط متقطع لبداية المأساة ..
صوت صراخ يصم الآذان
و أصوات مجلجلة تقول الله أكبر يا كفره
و أخرى تصدح سلموا أنفسكم
اتقوا الله فيما تفعلون نحن مسلمون أمثالكم
لتعاد الأصوات لا أنتم كفره و نحن مجاهدون
أصوات طلقات تكاد أن تصيبك بالصمم , و أجساد ملطخة بالدماء قد تناثرت , بقع دم , و ذاك الرفيق الذي مات بين يدي , و صوت الرصاص يدوي فوق رأسي , سكن كل شيء و أنا قد انكفأت عليه أبكي , لا أعرف ما الذي دهاني وقتها فقد حاولوا بي أن أترك رفيقي و اتخذ مكاني للدفاع إلا أنني لم أتحرك أبدا , انتهى كل شي و صوت القيد يعانق أذني ..
رحلة جديدة لمأساة الضياع
لم أكن كغيري من السجناء فأنا سجين أمن دولة و لي خطر لا يستهان به , قضيت أيامي الأولى بين جدران أسئلة و تحقيقات لا تنتهي و أنا مع هذا كله أجيب إجابة واحده لا أعلم ..
لا شيء أثر بي لا فقدي لأهلي و لا حتى العذاب الذي ألاقيه , فقط نظرة عيني ذاك الضابط الذي استلم قضيتي ليتغير كل شي , لم أعد أعذب و لا حتى أسأل فقط بدأت أتحدث بلا هواده :
كنت كغيري من الشباب لاهٍ ساهٍ لا أعبأ بصلاة ولا غيرها و كان لي أخٌ ملتزم ما فتئ يذكرني و ينصحني و كذلك أهلي , حتى جاء ذاك اليوم الذي قلبت فيه حياتي رأسا على عقب , فقد وقعت في حبال أولئك الذين يلعبون بعقول شباب المسلمين من ضعاف الدين و كنت أنا منهم , لتحال حياتي مع أهلي و من أعرف لجحيم لا يطاق فقد أصبحت كالأعمى المسير أقذف السباب لكل من أراه لا يحرص على دينه , لم أكن لأفكر حينها بقول رسولنا الكريم عليه افضل الصلاة والسلام (( الدين النصيحه )) حتى والدتي لم تسلم مني فلا احترام و لا أدب فأرفع صوتي لأقل شي أراه يصدر منها ولا يعجبني , أختي و هي أختي كنت ألقبها بلقب .. أصر على أسنانه و أغمض عينيه قهرا قال بصوت عال بعض الشيء : يا إلهي لا أعرف كيف تجرأت بأن أتلفظ بذاك اللفظ المنحط .. أخفض رأسه و وضع يديه على وجهه يمسح دموعا تهدد بنزولها , بعد برهة أكمل : أتعلم كل ذاك لأنها لم تكن لترتدي العباءة و غيرها من سلسلة الدنو الأخلاقي الذي كنت أتعامل بها مع الناس , حتى اعتزلتهم و في عقلي يقين بأن بلادنا بلاد كفر و حاكمنا كافر يجب علينا محاربته لأخوض غمار ثلاث عمليات كنا نعتقد بأنها جهاديه و ما هي إلا التخريب بعينه , في الرابعه منها سقطت و مات رفيقي أمام عيني لتصاب حواسي بالشلل ..
هنا رفعت رأسي لتلتقي مقلتاي بدمع عانق أهدابها بعينا الضابط , كانت مقلتاه قد اغرورقت بالدموع ليقول بعد برهة : كان لي أخ في مثل عمرك قضى نحبه شهيدا في البوسنه و الهرسك أحسبه كذلك و الله حسيبه و شتان بين الاثنان ..
لا اعرف كيف أصف مشاعري حزن احتضنه الأسى و ألم عصر قلبي , كانت لكلماته الأسهم القاضيه لشتات فكري , عدت لزنزانتي و قد قبض قلبي و هم جثا على صدري , و أسئلة تتوارد في خاطري ماذا لو كنت أنا المقتول بدل رفيقي ؟؟ كيف سأقابل ربي ؟؟ بدأت تلك الغشاوة التي أصيبت بها روحي تنجلي رويدا رويدا , ليتسلل إلى أذني ذلك الصوت الندي معلنا صلاة الظهر
الله أكبر
الله أكبر
أشهد أن لا إله إلا الله
و أشهد أن محمدا رسول الله
ارتخت أطرافي و سرى الخدر في جسدي , كنت حينها كظامئ غدا شهورا لا يشرب الماء سوى قطرة قطره , و بصوت يكاد يسمع رددت مع المؤذن ...
قمت بعدها طالبا من السجان أن يسمح لي بالصلاة بالمسجد , وقف يرمقني بنظرات ذات مغزى ثم سمح لي ..
توضأت ثم اتجهت للمسجد لأصلي الظهر جماعه حينها أحسست بلذة الصلاة وحلاوتها فأنا لم أصلها جماعة منذ ثلاثة أشهر أي منذ أن بدأنا نطارد من قبل أمن الدولة , أما دموعي فكانت كنبع لا ينضب , عندما انتهيت من الصلاة أكملتها بالسنة ثم قصدت أحد الأعمدة لأستند عليه وقبل أن أشرع في قراءة ما تيسر من القرآن الكريم , بدا إمام مسجدنا الطيب بإلقاء درس بسيط يتحدث عن عظم ذنب عقوق الوالدين و أن رضا الله تعالى من رضاهما , جلست مشدوها و كأنني أسمع حديثه لأول مرة في حياتي , قبل أن ينهي حديثه خرجت متجها لزنزانتي و عذاب آخر سيطر علي إنه غضب والداي علي , ليتني أستطيع أن أقبل أقدامهما علني أحضا برضاهما ..
أسندت رأسي إلى الجدار ودموعي تنسكب بحرارة تحرقني , و أنا أحادث نفسي ( رباه ماذا فعلت بنفسي ؟ ) أخفضت رأسي و أجهشت بالبكاء لأول مرة منذ أن دخلت السجن , لأعي بأنني ذبحت روحي من الوريد إلى الوريد بلا موت ..
عذابات تتكالب علي , سخط ربي و عقوق والداي وكره الناس لي لأختمها بدخول السجن المكان المحرم في عقلي منذ الصغر , و أنه ملاذ كل مجرم فاسق تعدى حدود الله أولا و الناس ثانيا , فلم يكن ليدر بخلدي بأنني سأكون من قاطنيه يوما ما ..
بدأت اخفف من تأنيب الضمير الذي يكاد يقتلني بإخبار الضابط بكل ما اعرف عنهم حتى سقطوا بين يديهم تباعا واحدا تلو الآخر ..
بدأ حالي يتغير بحسن سلوكي و المواظبة على الصلاة في المسجد و أصبحت أحفظ قدرا لابأس به من القرآن الكريم , و أحيانا أصلي بدل الإمام فقد كنت أملك صوتا شجيا ..
و لكن ما أسكن الراحة في صدري و الهدوء في روحي رؤيتي لأهلي و الأهم من ذاك رضا والداي علي اللذان ما فتئا يزوراني و يشدان من عزمي , حتى جاء الفرج بإطلاق سراحي ..
تفاؤل .. أمل .. شوق
هو ما كان يحدوني لحظة تنفسي لحريتي التي كدت أخنقها بيدي و لكن لم يدر بخلدي بأن الحياة ليست مجرد أهلي فقط بل أقاربي و الناس أجمع , لتبدأ معاناتي و موت أحلامي بعد أن ظننتها ذهبت بلا رجعه , أولها زواج ابنة عمي التي قد قمت بخطبتها رسميا منتظرا انتهاء دراستها , لأسمع بأذني حديث عمي الذي كان كخناجر تغرس بقلبي بلا رحمه حين قال :
أنت صاحب سوابق لا يشرفني أن تكون زوجا لابنتي
كما أنها لن توافق على الزواج بخريج سجون
بعد حديثه المؤلم حاولت أن أكبح جماح يأسي و قهري فهذا ما جنته يداي علي و الحمدلله على كل حال و أقنعت نفسي بان هذا هو قضاء الله و قدره و ان علي التحلي بعزيمة وصبر لأعايش الحياة و أسايرها من جديد , فالأمور ليست سهلة كما توقعت ..
و لكن الأمر لم يتوقف على ذلك فقد ظللت لمدة أربعة أشهر أبحث عن عمل و لكن الجواب هو هو لم يتغير : لا وظائف
بعدها بدأت أيأس من حالي فالناس لم يهنئوا بتلك الآمال المحطمة في روحي فقد أبعدوا أبناءهم عني و الويل لهم إن حاولوا مصادقتي أو حتى الجلوس معي , و دوامة من المصائب تجر بعضها بعضا و أنا من هذا كله مؤمن قانع بنصيبي ألاقي الناس بابتسامة رضا بما كتب لي , و إن أكثر ما يدفعني للحياة هو رضا ربي و أهلي و دعائهما في كل حين لي ..
جفل من شريط ذكرياته على نغمة رسالة استقبلها هاتفه المحمول
و بكل خمول اخرج الهاتف ليقرأ الرسالة التي كانت من قبل اخيه :
(( مبارك اخي
العم أبا عبد الله قبل بك موظفا في شركته
و قد خطب لك ابنته الوحيده ))