فرحان الدهمشي
13-02-2012, 01:35 PM
أبولـُجين إبراهيم : حمزة كاشغري عرفناه .. فماذا عن البقية ؟!
http://www.lojainiat.com/attach/files/2012/02/231.jpg
لجينيات ـ ما من شك أن ما وقع فيه حمزة كاشغري من أقوال كفرية هو إفراز للصراع الفكري والعقدي الذي دارت رحاه بقوة منذ أكثر من عشر سنوات على مساحات إعلامنا بكل أشكاله .. بين فئتين اثنتين : فئة الليبراليين وهي أقلية ممقوتة لكنها مدعومة .. وفئة تتشكل من أغلبية المجتمع السعودي والسواد الأعظم بعلمائه ودعاته ومفكريه وقد أُوصدت دونهم أبواب الإعلام الرسمي وفشلت وسائله في تمثيلهم أو التعبير عنهم !
بدأ الصراع بمجرد إعلان بوش عن حملة شعواء ضد الإسلام والمسلمين على خلفية أحداث 11 سبتمبر! وكشفت مراكز الدراسات الأمريكية ذات التأثير السياسي والعسكري عن مشاريع لزعزعة عقائد المسلمين لاسيما في الشرق الأوسط وعن خطط للقضاء على (الإسلام التقليدي) كما صنفوه ومنها على سبيل المثال دراسة أعدّتها مؤسسة راند و نُشرت في عام 2004 بعنوان : " الإسلام الديمقراطي المدني، الشركاء والمصادر والاستراتيجيّات " .. والذي أعيد نشرها في كتاب بعنوان "العالَم المسلم بعد 11/9". وكانت واضحة في تبنيها لتلك المشاريع المبيّتة والتعويل في تنفيذها على الليبراليين العرب!!
لقد أعلنوها صراحةً في ديباجة الدراسة : "أنّ الحرب التي تدور رحاها في كثير من مناطق العالم الإسلامي هي حرب الأفكار، وستُحدّد نتائجها الاتجاه المستقبلي للعالم الإسلامي".!
ومن يومها بدأنا نلحظ تغيرا سلبيا في الخطاب الإعلامي لبعض الصحفيين السعوديين خاصة , يجسدون فيه الهجوم على القيم (لتغيير المعتقدات والأفكار) وما فتىء أن تحوّل ذلك الخطاب إلى هجوم ممنهج على ثوابت الإسلام تحت مسميات شتى وبجرأة لم نعهدها من قبل تحت مظلة (مكافحة الإرهاب) ولما أساء الرسام الدانمركي الخبيث لرسولنا محمد صلى الله عليه وسلم كان هؤلاء الرهط يسفّهون دعاة المقاطعة ولا يسفهون شعب الدانمرك الذي أجاز للرسام فعلته!! .. ومع غياب العقوبات الرادعة في هذا السياق نشطت مواقع ومنتديات سعودية على الإنترنت في التأصيل للانفلات الفكري والعقدي .. وبدأنا نرى على مواقعها سب الذات الإلهية علنا والاستهزاء والسخرية برسول الله صلى الله عليه وسلم والطعن في القرآن ولا سيما على المنتدى الذي ضم معظم رؤوس الليبرالية من كتاب الصحف وهي الشبكة الليبرالية السعودية التي وضعت بوابة البيت الأبيض الأمريكي شعارا لها !! ونادرا ما كانت تُحجب !! .. ولكن من يقف وراءها ومن الذي يمولها؟ !!!
في هذا المناخ المحرّض على بيضة الدين من قبل بعض الإعلاميين ومن ورائهم! نشأ أفراخ حدثاء الأسنان بالكتابة متأثرين بالجرأة التي انتهجها الليبراليون في التطاول والاستهزاء بثوابت الدين الإسلامي والهجوم غير المبرر على العلماء والدعاة والآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر .. فأشربوا في قلوبهم (الكفر والزندقة والجرأة على الله ورسوله مما طالعوه وقرأوه وسمعوه) .
إن سنينا قضاها رؤوس الليبرالية في ترسيخ وتعزيز التمرد على الثوابت والانتقاص من الحسبة وأهلها والتأسيس للبراءة من الدين كفيلة بإخراج جيل كامل متنكّر للقيم متجرئ على الله ورسوله!! ولولا حفظ الله لهذه الأمة وأبنائها لدكّت طاحونة التغريب المحلي قبل الخارجي إيمان شبابنا وفتياتنا كما أصابت من بعضهم في جانب الأخلاق والقيم.
نعم لقد أمضى بعض كتابنا المحسوبين على الإعلام أعمارهم في التبرير للكفر والزندقة والإلحاد ،بل وفي الاستهزاء بالله ورسوله علنا ودونوا ذلك في كتبهم ومقالاتهم وتغريداتهم !!ونحن هنا لا نتحدث عن الأفراخ وإنما عن أئمة الفكر الليبرالي وكتابه ودعاته ولدينا نماذج لبعضهم سطرها الدعاة والغيورون موجودة وموثقة من أقوال كفرية وما زال بعضهم مصراً عليها ولم يعلن تراجعه عنها .
إن ما وقع فيه حمزة كاشغري من الضلال ما هو إلا حلقة في سلسلة بدأت (سراً) قبل أحداث 11 سبتمبر فاتسعت وجاءت تلك الأحداث لتكشف المخبوء حيث أتت تغريدات حمزة كاشغري لتثبت أن السلسلة ماضية في غيها وضلالها فقد صرح على سبيل المثال كبيرهم الذي علمهم السحر صاحب المقولة الكفرية الشهيرة (الله والشيطان وجهان لعملة واحدة) !! بأن عبد الله القصيمي لم يكن ملحدا فقال في تغريدتين جديدتين له: ( لم يقل القصيمي أنه ملحد في يوم من الأيام ولكن ثقافة الأسئلة والشك المنهجي التي كان يحاول نشرها، هي ما أثارت عليه أرباب الثقافة الساكنة والعقول الجامدة، فقالوا بإلحاده. ولا تنس أن الإلحاد والزندقة كانت دائماً سلاحاً بيد من تنقصهم الحجة.)
مع أن العلماء كفروه وقالوا بإلحاده الذي ظهر واضحا في كتبه , ومما قاله فيه الشيخ ابن عقيل الظاهري - متأسفاً على إلحاده - :(أرجو له في شخصه أن يهديه الله للإيمان قبل الغرغرة ، فتكون خاتمته حسنة إن شاء الله ، فإن هذا الرجل الذي ألّف " الصراع بين الإسلام والوثنية " ممن يؤسف له على الكفر ).
مما يُظهر لك أن الكفر والإلحاد عند أولئك القوم هو أن ينسب الكفر إليه كأن يقول: (هو كافر) أما ماعدا ذلك فلا يُعد كفرا !! ما يؤكد قلبهم للحقيقة وتعمدهم لإفساد عقائد المسلمين بمثل هذه الشُبهات المضللة . كما صرح تركي الحمد أيضا تعقيبا على المنتقدين لردة حمزة كاشغري: (نحن نعيش في ظل ثقافة تحاصر الإبداع. ومجتمع يعادي العقل , ولكن البقاء للأجمل في النهاية...).
إن واقعة حمزة كاشغري لتستدعي محاسبة ومحاكمة أولئك الذين تطاولوا على الشريعة بأقلامهم المسمومة ، طيلة سنين مضت فهناك عصابة تمرست في خطاباتها ومقالاتها على التلفظ بما يناقض ثوابت الدين .. ولو أحيلت أقوالهم وعباراتهم إلى هيئة كبار العلماء (ويجب أن تحال) لوُجد في كلامهم الردة والكفر والتطاول على دين الله وشرعه وعلى رسول الله وأصحابه , ولكان أقلّهم تطاولا مُستحقا للجلد والتعزير والمنع من الكتابة ! وهذا واجبٌ فعله ديانة على ولاة الأمر والمسؤولين كافة ولا أقل من أن تنهال البرقيات على الجهات المختصة مطالبة بهذه المحاسبة الشاملة !! فهؤلاء هم العصبة الأفاكة التي فعلت فعلها في شبابنا كما فعله عبد الله بن أبي بن سلول وتولت كبرها كما تولى كبره في إفكه على عائشة رضي الله عنها .
كما قال الله جل وعلا: ( إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ )النور:11 قال ابن كثير رحمه الله: (إن الذين جاءوا بالإفك عصبة) أي : جماعة منكم ليسوا واحد ولا اثنان بل جماعة ، فكان المقدم في هذه اللعنة عبد الله بن أبي بن سلول رأس المنافقين ، فإنه كان يجمعه ويستوشيه ، حتى دخل ذلك في أذهان بعض المسلمين ، فتكلموا به ، وجوزه آخرون منهم).
وهكذا الحال مع عصبة الليبراليين الأفاكة حين خاض حمزة كاشغري في وحل أفكارهم النتنة .. كما تنبغي المحاسبة وبحزم لمن حاول تزييف الحقائق وإيجاد المعاذير لمثل هذه العبارات الكفرية أو لأصحابها الثائرين على شريعة الله .. من مثل تسمية بعضها بالأساليب الأدبية أو حرية الرأي والتعبير , أو بنسبة سببها لمن هو خارج المعادلة وأعني بهم أولئك الذين زعموا أن المدرسة المستمسكة بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم سبب في إنتاج هذه العينات النتنة ! وهو ما يحاول طرقه وبقوة كثيرٌ ممن كتبوا عن هذا الموضوع ليخفف وقع تلك العبارات الخطيرة .. وليدخل في الصراع من ليس طرفا فيه .
كما لا يفوتني أن أشير وبعجالة إلى موقف الزاعمين محبة النبي صلى الله عليه وسلم مع أننا لم نر منهم إلا غيرةً خاملة عند سبّه وهم الذين ينشطون في البدعة ! فأولئك الذين يدّعون محبته عليه الصلاة والسلام ممن لم تحرك تلك العبارات الخطيرة فيهم شعرة .. رأيناهم وقد تحركوا لفتوى تبديع أحياء ليلة المولد !
وموقف أولئك الذين ثارت ثائرتهم بتغريدة عابرة حكت واقعا مريراً لبعض ممارساتهم في بهو الماريوت ثم لم تهدأ عاصفتهم وانطلقوا لا يلوون على شيء وكأن قائلها نطق زورا أو غشى فجورا فسالت أقلامهم وانطلقت ألسنتهم ضده ! بل قام بعضهم مُجادلاً مُجالدا عن الظالم مما يكشف لك مدى تعظيم جناب الله تعالى ومقام رسوله صلى الله عليه وسلم في نفوسهم !.
أبو لـُجين إبراهيم
الأثنين 20ـ 3 ـ 1433هـ
http://www.lojainiat.com/attach/files/2012/02/231.jpg
لجينيات ـ ما من شك أن ما وقع فيه حمزة كاشغري من أقوال كفرية هو إفراز للصراع الفكري والعقدي الذي دارت رحاه بقوة منذ أكثر من عشر سنوات على مساحات إعلامنا بكل أشكاله .. بين فئتين اثنتين : فئة الليبراليين وهي أقلية ممقوتة لكنها مدعومة .. وفئة تتشكل من أغلبية المجتمع السعودي والسواد الأعظم بعلمائه ودعاته ومفكريه وقد أُوصدت دونهم أبواب الإعلام الرسمي وفشلت وسائله في تمثيلهم أو التعبير عنهم !
بدأ الصراع بمجرد إعلان بوش عن حملة شعواء ضد الإسلام والمسلمين على خلفية أحداث 11 سبتمبر! وكشفت مراكز الدراسات الأمريكية ذات التأثير السياسي والعسكري عن مشاريع لزعزعة عقائد المسلمين لاسيما في الشرق الأوسط وعن خطط للقضاء على (الإسلام التقليدي) كما صنفوه ومنها على سبيل المثال دراسة أعدّتها مؤسسة راند و نُشرت في عام 2004 بعنوان : " الإسلام الديمقراطي المدني، الشركاء والمصادر والاستراتيجيّات " .. والذي أعيد نشرها في كتاب بعنوان "العالَم المسلم بعد 11/9". وكانت واضحة في تبنيها لتلك المشاريع المبيّتة والتعويل في تنفيذها على الليبراليين العرب!!
لقد أعلنوها صراحةً في ديباجة الدراسة : "أنّ الحرب التي تدور رحاها في كثير من مناطق العالم الإسلامي هي حرب الأفكار، وستُحدّد نتائجها الاتجاه المستقبلي للعالم الإسلامي".!
ومن يومها بدأنا نلحظ تغيرا سلبيا في الخطاب الإعلامي لبعض الصحفيين السعوديين خاصة , يجسدون فيه الهجوم على القيم (لتغيير المعتقدات والأفكار) وما فتىء أن تحوّل ذلك الخطاب إلى هجوم ممنهج على ثوابت الإسلام تحت مسميات شتى وبجرأة لم نعهدها من قبل تحت مظلة (مكافحة الإرهاب) ولما أساء الرسام الدانمركي الخبيث لرسولنا محمد صلى الله عليه وسلم كان هؤلاء الرهط يسفّهون دعاة المقاطعة ولا يسفهون شعب الدانمرك الذي أجاز للرسام فعلته!! .. ومع غياب العقوبات الرادعة في هذا السياق نشطت مواقع ومنتديات سعودية على الإنترنت في التأصيل للانفلات الفكري والعقدي .. وبدأنا نرى على مواقعها سب الذات الإلهية علنا والاستهزاء والسخرية برسول الله صلى الله عليه وسلم والطعن في القرآن ولا سيما على المنتدى الذي ضم معظم رؤوس الليبرالية من كتاب الصحف وهي الشبكة الليبرالية السعودية التي وضعت بوابة البيت الأبيض الأمريكي شعارا لها !! ونادرا ما كانت تُحجب !! .. ولكن من يقف وراءها ومن الذي يمولها؟ !!!
في هذا المناخ المحرّض على بيضة الدين من قبل بعض الإعلاميين ومن ورائهم! نشأ أفراخ حدثاء الأسنان بالكتابة متأثرين بالجرأة التي انتهجها الليبراليون في التطاول والاستهزاء بثوابت الدين الإسلامي والهجوم غير المبرر على العلماء والدعاة والآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر .. فأشربوا في قلوبهم (الكفر والزندقة والجرأة على الله ورسوله مما طالعوه وقرأوه وسمعوه) .
إن سنينا قضاها رؤوس الليبرالية في ترسيخ وتعزيز التمرد على الثوابت والانتقاص من الحسبة وأهلها والتأسيس للبراءة من الدين كفيلة بإخراج جيل كامل متنكّر للقيم متجرئ على الله ورسوله!! ولولا حفظ الله لهذه الأمة وأبنائها لدكّت طاحونة التغريب المحلي قبل الخارجي إيمان شبابنا وفتياتنا كما أصابت من بعضهم في جانب الأخلاق والقيم.
نعم لقد أمضى بعض كتابنا المحسوبين على الإعلام أعمارهم في التبرير للكفر والزندقة والإلحاد ،بل وفي الاستهزاء بالله ورسوله علنا ودونوا ذلك في كتبهم ومقالاتهم وتغريداتهم !!ونحن هنا لا نتحدث عن الأفراخ وإنما عن أئمة الفكر الليبرالي وكتابه ودعاته ولدينا نماذج لبعضهم سطرها الدعاة والغيورون موجودة وموثقة من أقوال كفرية وما زال بعضهم مصراً عليها ولم يعلن تراجعه عنها .
إن ما وقع فيه حمزة كاشغري من الضلال ما هو إلا حلقة في سلسلة بدأت (سراً) قبل أحداث 11 سبتمبر فاتسعت وجاءت تلك الأحداث لتكشف المخبوء حيث أتت تغريدات حمزة كاشغري لتثبت أن السلسلة ماضية في غيها وضلالها فقد صرح على سبيل المثال كبيرهم الذي علمهم السحر صاحب المقولة الكفرية الشهيرة (الله والشيطان وجهان لعملة واحدة) !! بأن عبد الله القصيمي لم يكن ملحدا فقال في تغريدتين جديدتين له: ( لم يقل القصيمي أنه ملحد في يوم من الأيام ولكن ثقافة الأسئلة والشك المنهجي التي كان يحاول نشرها، هي ما أثارت عليه أرباب الثقافة الساكنة والعقول الجامدة، فقالوا بإلحاده. ولا تنس أن الإلحاد والزندقة كانت دائماً سلاحاً بيد من تنقصهم الحجة.)
مع أن العلماء كفروه وقالوا بإلحاده الذي ظهر واضحا في كتبه , ومما قاله فيه الشيخ ابن عقيل الظاهري - متأسفاً على إلحاده - :(أرجو له في شخصه أن يهديه الله للإيمان قبل الغرغرة ، فتكون خاتمته حسنة إن شاء الله ، فإن هذا الرجل الذي ألّف " الصراع بين الإسلام والوثنية " ممن يؤسف له على الكفر ).
مما يُظهر لك أن الكفر والإلحاد عند أولئك القوم هو أن ينسب الكفر إليه كأن يقول: (هو كافر) أما ماعدا ذلك فلا يُعد كفرا !! ما يؤكد قلبهم للحقيقة وتعمدهم لإفساد عقائد المسلمين بمثل هذه الشُبهات المضللة . كما صرح تركي الحمد أيضا تعقيبا على المنتقدين لردة حمزة كاشغري: (نحن نعيش في ظل ثقافة تحاصر الإبداع. ومجتمع يعادي العقل , ولكن البقاء للأجمل في النهاية...).
إن واقعة حمزة كاشغري لتستدعي محاسبة ومحاكمة أولئك الذين تطاولوا على الشريعة بأقلامهم المسمومة ، طيلة سنين مضت فهناك عصابة تمرست في خطاباتها ومقالاتها على التلفظ بما يناقض ثوابت الدين .. ولو أحيلت أقوالهم وعباراتهم إلى هيئة كبار العلماء (ويجب أن تحال) لوُجد في كلامهم الردة والكفر والتطاول على دين الله وشرعه وعلى رسول الله وأصحابه , ولكان أقلّهم تطاولا مُستحقا للجلد والتعزير والمنع من الكتابة ! وهذا واجبٌ فعله ديانة على ولاة الأمر والمسؤولين كافة ولا أقل من أن تنهال البرقيات على الجهات المختصة مطالبة بهذه المحاسبة الشاملة !! فهؤلاء هم العصبة الأفاكة التي فعلت فعلها في شبابنا كما فعله عبد الله بن أبي بن سلول وتولت كبرها كما تولى كبره في إفكه على عائشة رضي الله عنها .
كما قال الله جل وعلا: ( إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ )النور:11 قال ابن كثير رحمه الله: (إن الذين جاءوا بالإفك عصبة) أي : جماعة منكم ليسوا واحد ولا اثنان بل جماعة ، فكان المقدم في هذه اللعنة عبد الله بن أبي بن سلول رأس المنافقين ، فإنه كان يجمعه ويستوشيه ، حتى دخل ذلك في أذهان بعض المسلمين ، فتكلموا به ، وجوزه آخرون منهم).
وهكذا الحال مع عصبة الليبراليين الأفاكة حين خاض حمزة كاشغري في وحل أفكارهم النتنة .. كما تنبغي المحاسبة وبحزم لمن حاول تزييف الحقائق وإيجاد المعاذير لمثل هذه العبارات الكفرية أو لأصحابها الثائرين على شريعة الله .. من مثل تسمية بعضها بالأساليب الأدبية أو حرية الرأي والتعبير , أو بنسبة سببها لمن هو خارج المعادلة وأعني بهم أولئك الذين زعموا أن المدرسة المستمسكة بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم سبب في إنتاج هذه العينات النتنة ! وهو ما يحاول طرقه وبقوة كثيرٌ ممن كتبوا عن هذا الموضوع ليخفف وقع تلك العبارات الخطيرة .. وليدخل في الصراع من ليس طرفا فيه .
كما لا يفوتني أن أشير وبعجالة إلى موقف الزاعمين محبة النبي صلى الله عليه وسلم مع أننا لم نر منهم إلا غيرةً خاملة عند سبّه وهم الذين ينشطون في البدعة ! فأولئك الذين يدّعون محبته عليه الصلاة والسلام ممن لم تحرك تلك العبارات الخطيرة فيهم شعرة .. رأيناهم وقد تحركوا لفتوى تبديع أحياء ليلة المولد !
وموقف أولئك الذين ثارت ثائرتهم بتغريدة عابرة حكت واقعا مريراً لبعض ممارساتهم في بهو الماريوت ثم لم تهدأ عاصفتهم وانطلقوا لا يلوون على شيء وكأن قائلها نطق زورا أو غشى فجورا فسالت أقلامهم وانطلقت ألسنتهم ضده ! بل قام بعضهم مُجادلاً مُجالدا عن الظالم مما يكشف لك مدى تعظيم جناب الله تعالى ومقام رسوله صلى الله عليه وسلم في نفوسهم !.
أبو لـُجين إبراهيم
الأثنين 20ـ 3 ـ 1433هـ