اميرة
25-02-2012, 04:17 PM
المقالة السحرية
سألتها عندما كانت تجلس على سريرها شاردة متعثرة بأفكارها ولم تكن كعادتها لقد أرعبتني حقاً, لما لم تذهبي للسهر هذه الليلة كما كنت تفعلي دائماً, وقد استغرقت وقتاً طويلاً حتى رفعت رأسها فقط, ثم نظرت إلي بغرابة وكأني قلت شيء غريب ولم يعجبها, وجاءت لحظة الألم التي تقطع قلبي كل ليلة, وأخفت صراخ ألمها كي لا تخيفني أكثر من ذلك, لكن كيف تخفيه وأنا أراه في أذني, جلست قربها أهدأها وأصبرها على ألمها وأعطيتها دوائها, وبعدما قبلتها قالت لي لم أعد أحتمل أكثر, متى سأموت وأرتاح, فقلت لا أنا التي يجب أن تموت, ستعيشين أنت وسأموت أنا, ومن وقتها بدأت أجن وأكتب, وبدأ القلم بمحاولاته في التهرب والتملص مني, فقد كان أقوى من حركة أصابعي واستطاع الإفلات من جنون أفكاري وغضبي, وسافر إلى دفتر الذكريات عله يجد كلمة حلوة تنسيه آلامه, بينما كنت أفكر بطريقة لأزيدها, وكانت الكلمات أسرع من السطور, التي رسمت ملامح أول مساحة أكتبها, بعدما كانت أسيرة بين براثن المسودة الغبية, ولم أصدق عندما قالت أنها تريد من كل فكر شيء جديد, وكنا سبعة في منزل كبير جداً, وكانت وحدها في حلم أكبر منه, ولا يصدق عقل في الدنيا أن ما نفعله يدل على أشخاص عقلاء, لكن الذنب لم يكن ملكنا, وهي قد أدركت ذلك بكل سهولة, وكان الصبر حكمتها والحزن دمعتنا, بعد وفاة أمنا, وقد حاولنا بشتى الوسائل السيئة أن ننساها, ولم نفلح بذلك, كان مرار فقدانها يزيدنا غضب وعدم مبالاة والقيام بالأمور المؤذية لنا ولغيرنا, ودهاء القلم علمني شيء لن أنساه مهما حييت, علمني أنه عندما يمر عليك إنسان جيد في حياتك فحافظ عليه, مهما تكن الأسباب, فهو الذي استطاع أن يترك أثر لا يمحى مهما مر عليه الزمان, فكيف وإن كان هذا الأثر شيء سحري حول حياتنا من موت إلى حياة, قبل أن تصل البيت وبعدما أخذت موعد من والدي الذي سافر في نفس اليوم, تشاجرت مع أختي توأمي في مكان ما بعيد عن مدرستها, وهي لا تعرف من هي حتى, إن أختي طويلة اللسان بما فيه الكفاية, ولن أتخيل أبداً ما الذي قد قالته لها, ضمن هذا الشجار الرائع, وعندما وصلت البيت استبشرت خير باستقبال إخوتي التوأم الصغير لها, وأكلت نصيبها بكم ضربة كرة وكم كلمة حلوة مؤدبة, ثم دخلت المطبخ حيث كنت هناك, فاليوم لم أذهب المدرسة لأني كنت مريضة, وظنت أني هي وهجمت علي تريد معاتبتي, فصدتها الخادمة وقالت لها لم تكن هذه بل تلك, وكله أسوء من كله, ثم قالت للخادمة بعد رحيلي للداخل, هل كانت تساعدك فقاطعتها الخادمة قبل أن تكمل كلامها قائلة, الحمد لله على قدومك أنقذتني منها ومن أسألتها لقد طلعت روحي, ثم قالت بحزن, يا أسفي عليهم أصبحوا بلا أم, بلا قلب حنون يبعد عنه شقاء الحياة وقسوتها, لقد ماتت أمهم وهي تلد, مساكين هؤلاء الأولاد لا أم ترعاهم وأب غيابه أكثر من حضوره, ثم سألتها عن أمورنا وأمور البيت العامة, فقالت لها لا داعي لذلك فبعد لحظات ستهربين بلا عودة, ولم ترد عليها ودخلت الغرفة حيث استقبلت المزيد من ضربات إخوتي, مما جعلها تخرج للحديقة حيث كنت جالسة والسيجارة في يدي, ثم رميتها في حوض السباحة بلا مبالاة, ودخلت لأصعد غرفتي وإذ هي واقفة عند الباب, فألهمت قلبي بنظرتها تلك, بحق والقول الحق يقال, كانت امرأة حكيمة ومثقفة, كان كل شيء فيها هادئ ومرتب, وكلماتها وتصرفاتها حتى نظراتها كانت حكيمة, وما إن نظرت إلي بتلك النظرة, حتى شعرت أن البركان الذي كان نائماً في صدري كل هذه السنين يثور على أفعالي السيئة, لقد خجلت من نفسي وخبأت عنها الأمر, وصعدت مسرعة إلى غرفتي إلى أن جاءت توأمي, التي كانت أكثر واحدة فينا تعلقاً بأمي, لأنها ولدت ضعيفة وكانت تنام عند أمي لتعتني بها, فكانت أكثر تأثر لفقدانها, وكنت أراها تبكي دائماً, وكانت في الحقيقة هي ما ينقصني من ذكريات أحزاني, في البداية اعتقد والدي أن بمقدور أختي الكبيرة الاعتناء بها بينما يحضر لأختي الجديدة مربية خاصة بها, لكنه وجد بعد ذلك أن لا حياة لمن تنادي, فيكفيها الاعتناء بأمورها الخاصة المهمة جداً باعتقادها, مما جعله يضطر لإحضار مربية واحدة لتوأمي وأختي الجديدة معاً, ويبدو من أول لقاء بينهما أن الأمور ستكون صعبة جداً بينهما, وعندما وجدت أن التعامل معنا مستحيل والتفاهم معنا من رابع المستحيلات, فكرت بكل الحلول المجدية للتقرب منا ولفهمنا, وبعد أن قرأت بالصدفة مذكراتي أوحيت كلماتي لها بفكرة, فكرة جعلتها تذهب عند مُدرسة في أحد الجوامع لتسألها رأيها في الأمر, وبعدما شرحت لها عن الوضع بالكامل, نظرت إليها المدرسة وقالت الحل موجود بين عينيكِ, هل ستفعلينه مهما كانت الظروف, فإن كانت أمور هؤلاء الأولاد تهمك حقاً, ولهذه الدرجة ستفعلين ذلك, فقالت إن شاء الله, سيقدرني الله على فعل ذلك, فقالت أنا متأكدة إن اتكلت على الله تعالى ستفعلينه, فقالت ما هو هذا الحل, وما قصدك إن اتكلت على الله سأفعله, فقالت لها تعالي معي لأخبرك ما هو قصدي, ومن دون كلمة ولا تفكير ذهبت معها وشوقها يسبقها لمعرفة ما قصدها, وللأسف كانت توأمي قد ابتلت برفاق سوء من الدرجة الممتازة, وكانت كلما سافر والدي تذهب معهم لأحد الملاهي ويسهرون هناك حتى الفجر, أجل لا أبالغ فتاة في الثانية عشر من عمرها, تعود بيت والدها في ساعة متأخرة من الليل, لكن هذا ذنب من ومن يجب أن يعاقب عليه, المهم أحست المربية بحكمتها, أن مكروه ما يحصل معها, وهي التي كانت مسؤولة عنها, وهي سبب وجودها في هذا البيت, فهي أمانة في عنقها, فقررت التدخل السريع رغم أن ذلك سيكون سبب في صداع لا نهاية له معها, وخرجت وراءها تلك الليلة, في البداية لم أعرفها, فقد كانت تضع حجاب وترتدي ثياب جديدة ومختلفة, ولولا حركاتها الحكيمة والهادئة, ما كنت عرفتها أبداً, لقد كانت بحق إنسانة رائعة, ما مر علي أنا وإخوتي إنسانة مثلها, حتى إخوتي الصغار الأشقياء هدؤوا قليلاً منذ جاءت, رغم أنها في البداية تعرضت لبعض الجروح على يديهما, لكنها صبرت عليهما, وكانت تعاملهم بعطف وحنان, وهل يريد الطفل أكثر من ذلك, وحتى أني بدأت أحسد أختي المولودة حديثاً, لأنها تنام قربها كل ليلة وتعتني بها, وعندما خرجت وراء توأمي, لم يخطر في بالي أبداً ما هي وجهتها, فقد كانت حرة في قدومها ورحيلها, وعلى كلن هي هنا من أجل توأمي وليس من أجلي, لذلك لم أكن أتدخل بأمورها, وبعد ساعة عادت ومعها توأمي وفي الحقيقة لم أصدق هذا المنظر ظننت في البداية أني أشاهد مشهد من مسلسلات مكسيكية كنا نشاهدها كثيراً, ونضيع وقتنا بلا فائدة في مشاهدتها, وأيضاً نتأثر بها, ولحسن حظنا وما كان ينقصنا إلا المسلسلات التركية المدبلجة للغة أسوء من المسلسل نفسه, وكان ذلك سبب مشاجرتها معنا كل ليلة, حتى أصبح روتين يومي, ولم تكل ولم تمل حتى جعلتنا نمتنع عن مشاهدتها, وعوضاً عن ذلك طلبت من كل واحد منا أن يكتب في ورقة كل شيء يخطر في باله وكل شيء يريده, كلعبة أرادت أن نلعبها معها وأرادت بها إشغالنا عن أفعالنا الخاطئة, وكانت تصلح لنا ما نكتبه مهما كان, حتى ولو كانت بعض الكتابات كلام سيء عنها, كانت تضحك وتكتب أسفل الورقة حسن خطك وكلامك يا أشطر الشطار, وبجد لقد استطاعت أن تجذبنا إليها, بأسلوبها اللطيف والصادق والحكيم, وقد أشغلننا عن كل شيء سيء كنا نفعله, بهدوء وبسرعة ومن دون أن نشعر بذلك, وبعد تلك الليلة عرفت أنها لحقت توأمي إلى المكان الذي كانت تسهر فيه, وقبل أن تدخل وعندما ندهت عليها, قالت لها توأمي من أنت قالت ألم تعرفيني, فضحكت توأمي وقالت لها لماذا ترتدين هذه الثياب, فقالت لها لقد هداني الله تعالى, فقالت ماذا يعني هداك الله, فقالت لها تعالي معي البيت لأخبرك عن ذلك, ومن دون كلمة ولا تفكير عادت معها البيت, وشوقها يسبقها لمعرفة ماذا يعني أن الله تعالى هداها, وفي ليلة أرقني التفكير كثيراً, فتركت الغرفة ونزلت حديقة المنزل, وتركت توأمي وحدها, رغم معرفتي أني يجب ألا أتركها, فأنا الوحيدة بعد أمي التي تعرف مرضها وكيف تعالج منه كان مرضها عصبي وعندما تأتيها حالة عصبية تفقد الوعي وهذا ما يزيد في خطورة الأمر, وسمعت أختي الكبيرة صوتها وهي تتألم فركضت عند المربية لتطلب مساعدتها وهما لا تعرفان ماذا تفعلان فقالت لها أين توأمها فقالت أختي لا أدري لم أجدها هنا فقالت إنها في الحديقة فقالت أختي أجل أنها تحب البقاء هناك كثيراً وبسرعة نزلت لتنده علي كنت في الحقيقة أبكي والسيجارة في يدي ولا أعرف لماذا وكانت الكلمات تسبق قلمي إلى الورقة وتعانقها بكل ود وقد قاطعتها نداءات أختي الخائفة فأسرعت إليها وأنا أعرف تماماً ما الأمر ومن دون أن أسألها عن خطبها صعدت مباشرة عند توأمي وساعدتها وأعطيتها علاجها وعانقتها حتى نامت بهدوء وارتاحت من آلامها, ثم تركتها ترتاح وشدتني المربية للخارج وأغلقت الباب بهدوء على توأمي كي لا تزعجها, وبدأت معي بمسلسل جديد لم أراه قبل ذلك ولم أعتاد عليه ولم أعرفه إنه مسلسل العتاب القاسي لقد بقيت تعاتبني حتى انفجرت قنابل دموعي على خدودي ويدي حتى أني لم أعد أراها من شدة بكائي كنت فقط أسمع كلامها الجارح المداوي والقاسي الحنون, ثم صمتت بشكل غريب وأدارت ظهرها ودخلت غرفتها ولم أعد أعرف ماذا أفعل الآن دخلت الغرفة بهدوء وصوتها يدوي في رأسي كطنين نحلة تعيش فيه منذ زمن بعيد ثم جلست لأتابع كتابة آخر كلمة انشغلت عنها بيد وباليد الأخرى كنت أمسح الدموع التي لا تريد أن تتوقف عن زيارتي وقد نزلت واحدة منها بالسر على الورقة وعجنت نفسها بكلمة لم أفهمها بعد ذلك, واشتد علي البكاء فقلت أفضل شيء النوم, وضعت نفسي في سريري وأنا أتنهد متعبة, وكأني منذ قليل كنت أهد الصخور والجبال, وفي غمرة السكون شعرت بيد تسير فوق شعري بحنان ورفق ثم بيد أخرى قد بللت نفسها بدموعي الحارة المحرقة وهمست في أذني أنا آسفة, لكن ماذا فعلت لقد زدت في بكائي وقلبت دمعتي الحارقة الحزينة إلى دمعة رطبة سعيدة بل في غاية السعادة ومرت الليلة كأحلى ليلة أكتب فيها في حياة كتاباتي, وصباحاً ذهبنا المدرسة بكل نشاط وسرور, بعدما اكتفيت بابتسامة وجهتها لي بكل لطف وحب, وفي المساء كنا مع موعد مع لعبة جديدة مفيدة من أفكارها الرائعة, لكن أختي الكبيرة وبعد انتهاء اللعبة, وبينما كانت المربية في غرفة المكتب تقرأ, همت بالرحيل لكن إلى أين في هذه الساعة المتأخرة, وقد أحست عليها المربية وخرجت لتمنعها من الخروج, وكالعادة وقفت تتشاجر معها عند الباب قالت لها لا علاقة لك بي, أنت هنا من أجل أختي المريضة والجديدة, فاخرجي من دربي, وحاولت دفعها ولم تقدر وكانت تحمل بين يديها شيء ما جعلها تمتنع عن ذلك, فسألتها أختي ما هذا الذي تحملينه, قالت إنه القرآن الكريم كتاب الله تعالى, فقالت لها أختي دعيني أراه, فقالت لا يمكنك ذلك, فهذا الكتاب لا يمسه إلا من قام بالوضوء والطهارة, فضحكت أختي وقالت وماذا تعنين بالوضوء, فقالت لها تعالي معي لأشرح لك وأريك ما معنى ذلك, ومن دون كلمة ولا تفكير, دخلت معها غرفتها وشوقها يسبقها لمعرفة ماذا يعني الوضوء والطهارة بالمعنى الذي أشارت إليه المربية, ولم تنسى مشوارها فقط بل نسيت نفسها أيضاً, حتى أنها ذلك اليوم عندما تكلم أخي الأكبر من التوأم معها بألفاظ سيئة, وبخته وطلبت منه أن يعتذر منها, ولقد وقفت مذهولة مصدومة من هول ما حدث أمامي, يا إلهي ماذا سمعت ورأيت,, أختي الكبيرة تدافع عن المربية التي طالما تشاجرت معها بسبب وبلا سبب, يا ترى ماذا قد تكون قالت لها تلك الليلة, وضحكت كثيراً, ضحكت من كل قلبي وأنا أبكي, وصدقاً حتى الآن لم أعرف سبب بكائي في كل مرة, لكني اكتشفت في نهاية مقالتي العجيبة أني كنت أبكي على حياتي التي أضعتها في الأمور السيئة والتافهة التي لا تقدم ولا تؤخر, بل التي كانت سبب دخولي إلى شيء سحري من نوع آخر, شيء اسمه العقاب الأخير, الذي طالما حذرت نفسي منه, لكن لا مجيب في هذا المكان لهذه الأحزان, ولقد انتصر القلم أخيراً على كلماتي لذلك أطلقت عليه أيضاً القلم السحري لأنه كتب لي بكل لطف أمام عيني سبب تدفق دموعي التي لم تتوقف منذ بدأت الكتابة بالطريقة التي تعلمتها من مربيتنا الغالية ... ومن قمة سعادتي ومن مكان بعيد جداً كنت أراقب الجميع وكنت سعيدة جداً لما آلت إليه الأمور معهم وكيف تغيرت حياتهم إلى ما يحب المرء ويتمناه بل وبكل صدق تغيرت من النار إلى الجنة, وشتان الوصف بين الاثنان, والغريب أن أول دمعة صادقة حزينة نزلت من أجلي كانت دمعتها لكن صدقيني وأرجوكِ ولا تبكي لم أكن نادمة ولا متأسفة عما فعلته من أجلها صحيح أني خسرت حياتي لكن كتب حياة جديدة لها وهذا ما شرفني وأفرحني ومنحني الصبر والرضا, تخليت عن روحي من أجل روح توأمي التي كانت تتألم كل ليلة ولم أعد أحتمل رؤيتها بهذه الصورة فأعطيتها الحل الشافي حلي الخاص لنهاية آلامها كما أعطانا الله تعالى الحل لنهاية حياتنا السيئة البائسة, ومن بعيد بقيت أنظر إليها وإلى هذه العائلة السعيدة المترابطة من جديد وأدعو لها بالخير والسعادة الدائمة, إن خير ما أرسله الله لنا إنسانة رائعة ومن الرائع أنها كانت أحد برامج حياتنا وقد مرت فيها لتبقى وتضع أثرها الذي أثر فينا وغيرنا نحو الأفضل وقد حافظت علينا مما جعلنا نحافظ على بقاءها معنا وبحق كان أشد ما آلمني بعد رحيلي فراقها فما أجمل إنها كانت تعيش معنا تحت سقف واحد تنشر فيه الخير والأمل والخلق الحسن, وختمت أخيراً مقالتي بإهداء لها قلت فيه لا نحتاج لمعجزة لنتغير فلا يوجد شيء مستحيل على وجه الأرض بل نحتاج لكلمة واحدة طيبة من قلب طاهر يخشى الله تعالى ويعرفه حق المعرفة, وقد كانت هذه الكلمة من كلماتي السحرية التي كتبها قلمي السحري بين سطور مقالتي السحرية الشيء السحري الذي ألهم المربية منذ البداية لهذا الحل السحري, ورغم أني في البداية غضبت منها لأنها قرأت بتطفل شديد ذكرياتي الحبيبة لكن في نفس الوقت فرحت جداً بعد ذلك, لأنها أرشدتها لقلب الوسيلة في إيجاد الحل المناسب لهذه المناسبة والنهاية السعيدة, فرجاء إن مر عليكم إنسانة كهذه فحافظوا عليها لأنها كنز بين أيديكم بل أغلى من أي كنز... وعدالة الحياة قالت لي إن عاشت أختك بسعادة وتخلصت من آلامها أفضل من أن تعيشي وتتابعي حياتك في المعاصي والآثام, ربما كان هذا الحل الإلهي لإنقاذك من ذلك قبل أن يكبر ويصبح شيء سحري لا يمكن أن يزول سحره إلا في نار تأكل الناس والحجارة ....... أجل بشيء سحري حولت حياتنا من موت إلى حياة, ولن أقول ما هو أنتم اعرفوا بأنفسكم ....
سألتها عندما كانت تجلس على سريرها شاردة متعثرة بأفكارها ولم تكن كعادتها لقد أرعبتني حقاً, لما لم تذهبي للسهر هذه الليلة كما كنت تفعلي دائماً, وقد استغرقت وقتاً طويلاً حتى رفعت رأسها فقط, ثم نظرت إلي بغرابة وكأني قلت شيء غريب ولم يعجبها, وجاءت لحظة الألم التي تقطع قلبي كل ليلة, وأخفت صراخ ألمها كي لا تخيفني أكثر من ذلك, لكن كيف تخفيه وأنا أراه في أذني, جلست قربها أهدأها وأصبرها على ألمها وأعطيتها دوائها, وبعدما قبلتها قالت لي لم أعد أحتمل أكثر, متى سأموت وأرتاح, فقلت لا أنا التي يجب أن تموت, ستعيشين أنت وسأموت أنا, ومن وقتها بدأت أجن وأكتب, وبدأ القلم بمحاولاته في التهرب والتملص مني, فقد كان أقوى من حركة أصابعي واستطاع الإفلات من جنون أفكاري وغضبي, وسافر إلى دفتر الذكريات عله يجد كلمة حلوة تنسيه آلامه, بينما كنت أفكر بطريقة لأزيدها, وكانت الكلمات أسرع من السطور, التي رسمت ملامح أول مساحة أكتبها, بعدما كانت أسيرة بين براثن المسودة الغبية, ولم أصدق عندما قالت أنها تريد من كل فكر شيء جديد, وكنا سبعة في منزل كبير جداً, وكانت وحدها في حلم أكبر منه, ولا يصدق عقل في الدنيا أن ما نفعله يدل على أشخاص عقلاء, لكن الذنب لم يكن ملكنا, وهي قد أدركت ذلك بكل سهولة, وكان الصبر حكمتها والحزن دمعتنا, بعد وفاة أمنا, وقد حاولنا بشتى الوسائل السيئة أن ننساها, ولم نفلح بذلك, كان مرار فقدانها يزيدنا غضب وعدم مبالاة والقيام بالأمور المؤذية لنا ولغيرنا, ودهاء القلم علمني شيء لن أنساه مهما حييت, علمني أنه عندما يمر عليك إنسان جيد في حياتك فحافظ عليه, مهما تكن الأسباب, فهو الذي استطاع أن يترك أثر لا يمحى مهما مر عليه الزمان, فكيف وإن كان هذا الأثر شيء سحري حول حياتنا من موت إلى حياة, قبل أن تصل البيت وبعدما أخذت موعد من والدي الذي سافر في نفس اليوم, تشاجرت مع أختي توأمي في مكان ما بعيد عن مدرستها, وهي لا تعرف من هي حتى, إن أختي طويلة اللسان بما فيه الكفاية, ولن أتخيل أبداً ما الذي قد قالته لها, ضمن هذا الشجار الرائع, وعندما وصلت البيت استبشرت خير باستقبال إخوتي التوأم الصغير لها, وأكلت نصيبها بكم ضربة كرة وكم كلمة حلوة مؤدبة, ثم دخلت المطبخ حيث كنت هناك, فاليوم لم أذهب المدرسة لأني كنت مريضة, وظنت أني هي وهجمت علي تريد معاتبتي, فصدتها الخادمة وقالت لها لم تكن هذه بل تلك, وكله أسوء من كله, ثم قالت للخادمة بعد رحيلي للداخل, هل كانت تساعدك فقاطعتها الخادمة قبل أن تكمل كلامها قائلة, الحمد لله على قدومك أنقذتني منها ومن أسألتها لقد طلعت روحي, ثم قالت بحزن, يا أسفي عليهم أصبحوا بلا أم, بلا قلب حنون يبعد عنه شقاء الحياة وقسوتها, لقد ماتت أمهم وهي تلد, مساكين هؤلاء الأولاد لا أم ترعاهم وأب غيابه أكثر من حضوره, ثم سألتها عن أمورنا وأمور البيت العامة, فقالت لها لا داعي لذلك فبعد لحظات ستهربين بلا عودة, ولم ترد عليها ودخلت الغرفة حيث استقبلت المزيد من ضربات إخوتي, مما جعلها تخرج للحديقة حيث كنت جالسة والسيجارة في يدي, ثم رميتها في حوض السباحة بلا مبالاة, ودخلت لأصعد غرفتي وإذ هي واقفة عند الباب, فألهمت قلبي بنظرتها تلك, بحق والقول الحق يقال, كانت امرأة حكيمة ومثقفة, كان كل شيء فيها هادئ ومرتب, وكلماتها وتصرفاتها حتى نظراتها كانت حكيمة, وما إن نظرت إلي بتلك النظرة, حتى شعرت أن البركان الذي كان نائماً في صدري كل هذه السنين يثور على أفعالي السيئة, لقد خجلت من نفسي وخبأت عنها الأمر, وصعدت مسرعة إلى غرفتي إلى أن جاءت توأمي, التي كانت أكثر واحدة فينا تعلقاً بأمي, لأنها ولدت ضعيفة وكانت تنام عند أمي لتعتني بها, فكانت أكثر تأثر لفقدانها, وكنت أراها تبكي دائماً, وكانت في الحقيقة هي ما ينقصني من ذكريات أحزاني, في البداية اعتقد والدي أن بمقدور أختي الكبيرة الاعتناء بها بينما يحضر لأختي الجديدة مربية خاصة بها, لكنه وجد بعد ذلك أن لا حياة لمن تنادي, فيكفيها الاعتناء بأمورها الخاصة المهمة جداً باعتقادها, مما جعله يضطر لإحضار مربية واحدة لتوأمي وأختي الجديدة معاً, ويبدو من أول لقاء بينهما أن الأمور ستكون صعبة جداً بينهما, وعندما وجدت أن التعامل معنا مستحيل والتفاهم معنا من رابع المستحيلات, فكرت بكل الحلول المجدية للتقرب منا ولفهمنا, وبعد أن قرأت بالصدفة مذكراتي أوحيت كلماتي لها بفكرة, فكرة جعلتها تذهب عند مُدرسة في أحد الجوامع لتسألها رأيها في الأمر, وبعدما شرحت لها عن الوضع بالكامل, نظرت إليها المدرسة وقالت الحل موجود بين عينيكِ, هل ستفعلينه مهما كانت الظروف, فإن كانت أمور هؤلاء الأولاد تهمك حقاً, ولهذه الدرجة ستفعلين ذلك, فقالت إن شاء الله, سيقدرني الله على فعل ذلك, فقالت أنا متأكدة إن اتكلت على الله تعالى ستفعلينه, فقالت ما هو هذا الحل, وما قصدك إن اتكلت على الله سأفعله, فقالت لها تعالي معي لأخبرك ما هو قصدي, ومن دون كلمة ولا تفكير ذهبت معها وشوقها يسبقها لمعرفة ما قصدها, وللأسف كانت توأمي قد ابتلت برفاق سوء من الدرجة الممتازة, وكانت كلما سافر والدي تذهب معهم لأحد الملاهي ويسهرون هناك حتى الفجر, أجل لا أبالغ فتاة في الثانية عشر من عمرها, تعود بيت والدها في ساعة متأخرة من الليل, لكن هذا ذنب من ومن يجب أن يعاقب عليه, المهم أحست المربية بحكمتها, أن مكروه ما يحصل معها, وهي التي كانت مسؤولة عنها, وهي سبب وجودها في هذا البيت, فهي أمانة في عنقها, فقررت التدخل السريع رغم أن ذلك سيكون سبب في صداع لا نهاية له معها, وخرجت وراءها تلك الليلة, في البداية لم أعرفها, فقد كانت تضع حجاب وترتدي ثياب جديدة ومختلفة, ولولا حركاتها الحكيمة والهادئة, ما كنت عرفتها أبداً, لقد كانت بحق إنسانة رائعة, ما مر علي أنا وإخوتي إنسانة مثلها, حتى إخوتي الصغار الأشقياء هدؤوا قليلاً منذ جاءت, رغم أنها في البداية تعرضت لبعض الجروح على يديهما, لكنها صبرت عليهما, وكانت تعاملهم بعطف وحنان, وهل يريد الطفل أكثر من ذلك, وحتى أني بدأت أحسد أختي المولودة حديثاً, لأنها تنام قربها كل ليلة وتعتني بها, وعندما خرجت وراء توأمي, لم يخطر في بالي أبداً ما هي وجهتها, فقد كانت حرة في قدومها ورحيلها, وعلى كلن هي هنا من أجل توأمي وليس من أجلي, لذلك لم أكن أتدخل بأمورها, وبعد ساعة عادت ومعها توأمي وفي الحقيقة لم أصدق هذا المنظر ظننت في البداية أني أشاهد مشهد من مسلسلات مكسيكية كنا نشاهدها كثيراً, ونضيع وقتنا بلا فائدة في مشاهدتها, وأيضاً نتأثر بها, ولحسن حظنا وما كان ينقصنا إلا المسلسلات التركية المدبلجة للغة أسوء من المسلسل نفسه, وكان ذلك سبب مشاجرتها معنا كل ليلة, حتى أصبح روتين يومي, ولم تكل ولم تمل حتى جعلتنا نمتنع عن مشاهدتها, وعوضاً عن ذلك طلبت من كل واحد منا أن يكتب في ورقة كل شيء يخطر في باله وكل شيء يريده, كلعبة أرادت أن نلعبها معها وأرادت بها إشغالنا عن أفعالنا الخاطئة, وكانت تصلح لنا ما نكتبه مهما كان, حتى ولو كانت بعض الكتابات كلام سيء عنها, كانت تضحك وتكتب أسفل الورقة حسن خطك وكلامك يا أشطر الشطار, وبجد لقد استطاعت أن تجذبنا إليها, بأسلوبها اللطيف والصادق والحكيم, وقد أشغلننا عن كل شيء سيء كنا نفعله, بهدوء وبسرعة ومن دون أن نشعر بذلك, وبعد تلك الليلة عرفت أنها لحقت توأمي إلى المكان الذي كانت تسهر فيه, وقبل أن تدخل وعندما ندهت عليها, قالت لها توأمي من أنت قالت ألم تعرفيني, فضحكت توأمي وقالت لها لماذا ترتدين هذه الثياب, فقالت لها لقد هداني الله تعالى, فقالت ماذا يعني هداك الله, فقالت لها تعالي معي البيت لأخبرك عن ذلك, ومن دون كلمة ولا تفكير عادت معها البيت, وشوقها يسبقها لمعرفة ماذا يعني أن الله تعالى هداها, وفي ليلة أرقني التفكير كثيراً, فتركت الغرفة ونزلت حديقة المنزل, وتركت توأمي وحدها, رغم معرفتي أني يجب ألا أتركها, فأنا الوحيدة بعد أمي التي تعرف مرضها وكيف تعالج منه كان مرضها عصبي وعندما تأتيها حالة عصبية تفقد الوعي وهذا ما يزيد في خطورة الأمر, وسمعت أختي الكبيرة صوتها وهي تتألم فركضت عند المربية لتطلب مساعدتها وهما لا تعرفان ماذا تفعلان فقالت لها أين توأمها فقالت أختي لا أدري لم أجدها هنا فقالت إنها في الحديقة فقالت أختي أجل أنها تحب البقاء هناك كثيراً وبسرعة نزلت لتنده علي كنت في الحقيقة أبكي والسيجارة في يدي ولا أعرف لماذا وكانت الكلمات تسبق قلمي إلى الورقة وتعانقها بكل ود وقد قاطعتها نداءات أختي الخائفة فأسرعت إليها وأنا أعرف تماماً ما الأمر ومن دون أن أسألها عن خطبها صعدت مباشرة عند توأمي وساعدتها وأعطيتها علاجها وعانقتها حتى نامت بهدوء وارتاحت من آلامها, ثم تركتها ترتاح وشدتني المربية للخارج وأغلقت الباب بهدوء على توأمي كي لا تزعجها, وبدأت معي بمسلسل جديد لم أراه قبل ذلك ولم أعتاد عليه ولم أعرفه إنه مسلسل العتاب القاسي لقد بقيت تعاتبني حتى انفجرت قنابل دموعي على خدودي ويدي حتى أني لم أعد أراها من شدة بكائي كنت فقط أسمع كلامها الجارح المداوي والقاسي الحنون, ثم صمتت بشكل غريب وأدارت ظهرها ودخلت غرفتها ولم أعد أعرف ماذا أفعل الآن دخلت الغرفة بهدوء وصوتها يدوي في رأسي كطنين نحلة تعيش فيه منذ زمن بعيد ثم جلست لأتابع كتابة آخر كلمة انشغلت عنها بيد وباليد الأخرى كنت أمسح الدموع التي لا تريد أن تتوقف عن زيارتي وقد نزلت واحدة منها بالسر على الورقة وعجنت نفسها بكلمة لم أفهمها بعد ذلك, واشتد علي البكاء فقلت أفضل شيء النوم, وضعت نفسي في سريري وأنا أتنهد متعبة, وكأني منذ قليل كنت أهد الصخور والجبال, وفي غمرة السكون شعرت بيد تسير فوق شعري بحنان ورفق ثم بيد أخرى قد بللت نفسها بدموعي الحارة المحرقة وهمست في أذني أنا آسفة, لكن ماذا فعلت لقد زدت في بكائي وقلبت دمعتي الحارقة الحزينة إلى دمعة رطبة سعيدة بل في غاية السعادة ومرت الليلة كأحلى ليلة أكتب فيها في حياة كتاباتي, وصباحاً ذهبنا المدرسة بكل نشاط وسرور, بعدما اكتفيت بابتسامة وجهتها لي بكل لطف وحب, وفي المساء كنا مع موعد مع لعبة جديدة مفيدة من أفكارها الرائعة, لكن أختي الكبيرة وبعد انتهاء اللعبة, وبينما كانت المربية في غرفة المكتب تقرأ, همت بالرحيل لكن إلى أين في هذه الساعة المتأخرة, وقد أحست عليها المربية وخرجت لتمنعها من الخروج, وكالعادة وقفت تتشاجر معها عند الباب قالت لها لا علاقة لك بي, أنت هنا من أجل أختي المريضة والجديدة, فاخرجي من دربي, وحاولت دفعها ولم تقدر وكانت تحمل بين يديها شيء ما جعلها تمتنع عن ذلك, فسألتها أختي ما هذا الذي تحملينه, قالت إنه القرآن الكريم كتاب الله تعالى, فقالت لها أختي دعيني أراه, فقالت لا يمكنك ذلك, فهذا الكتاب لا يمسه إلا من قام بالوضوء والطهارة, فضحكت أختي وقالت وماذا تعنين بالوضوء, فقالت لها تعالي معي لأشرح لك وأريك ما معنى ذلك, ومن دون كلمة ولا تفكير, دخلت معها غرفتها وشوقها يسبقها لمعرفة ماذا يعني الوضوء والطهارة بالمعنى الذي أشارت إليه المربية, ولم تنسى مشوارها فقط بل نسيت نفسها أيضاً, حتى أنها ذلك اليوم عندما تكلم أخي الأكبر من التوأم معها بألفاظ سيئة, وبخته وطلبت منه أن يعتذر منها, ولقد وقفت مذهولة مصدومة من هول ما حدث أمامي, يا إلهي ماذا سمعت ورأيت,, أختي الكبيرة تدافع عن المربية التي طالما تشاجرت معها بسبب وبلا سبب, يا ترى ماذا قد تكون قالت لها تلك الليلة, وضحكت كثيراً, ضحكت من كل قلبي وأنا أبكي, وصدقاً حتى الآن لم أعرف سبب بكائي في كل مرة, لكني اكتشفت في نهاية مقالتي العجيبة أني كنت أبكي على حياتي التي أضعتها في الأمور السيئة والتافهة التي لا تقدم ولا تؤخر, بل التي كانت سبب دخولي إلى شيء سحري من نوع آخر, شيء اسمه العقاب الأخير, الذي طالما حذرت نفسي منه, لكن لا مجيب في هذا المكان لهذه الأحزان, ولقد انتصر القلم أخيراً على كلماتي لذلك أطلقت عليه أيضاً القلم السحري لأنه كتب لي بكل لطف أمام عيني سبب تدفق دموعي التي لم تتوقف منذ بدأت الكتابة بالطريقة التي تعلمتها من مربيتنا الغالية ... ومن قمة سعادتي ومن مكان بعيد جداً كنت أراقب الجميع وكنت سعيدة جداً لما آلت إليه الأمور معهم وكيف تغيرت حياتهم إلى ما يحب المرء ويتمناه بل وبكل صدق تغيرت من النار إلى الجنة, وشتان الوصف بين الاثنان, والغريب أن أول دمعة صادقة حزينة نزلت من أجلي كانت دمعتها لكن صدقيني وأرجوكِ ولا تبكي لم أكن نادمة ولا متأسفة عما فعلته من أجلها صحيح أني خسرت حياتي لكن كتب حياة جديدة لها وهذا ما شرفني وأفرحني ومنحني الصبر والرضا, تخليت عن روحي من أجل روح توأمي التي كانت تتألم كل ليلة ولم أعد أحتمل رؤيتها بهذه الصورة فأعطيتها الحل الشافي حلي الخاص لنهاية آلامها كما أعطانا الله تعالى الحل لنهاية حياتنا السيئة البائسة, ومن بعيد بقيت أنظر إليها وإلى هذه العائلة السعيدة المترابطة من جديد وأدعو لها بالخير والسعادة الدائمة, إن خير ما أرسله الله لنا إنسانة رائعة ومن الرائع أنها كانت أحد برامج حياتنا وقد مرت فيها لتبقى وتضع أثرها الذي أثر فينا وغيرنا نحو الأفضل وقد حافظت علينا مما جعلنا نحافظ على بقاءها معنا وبحق كان أشد ما آلمني بعد رحيلي فراقها فما أجمل إنها كانت تعيش معنا تحت سقف واحد تنشر فيه الخير والأمل والخلق الحسن, وختمت أخيراً مقالتي بإهداء لها قلت فيه لا نحتاج لمعجزة لنتغير فلا يوجد شيء مستحيل على وجه الأرض بل نحتاج لكلمة واحدة طيبة من قلب طاهر يخشى الله تعالى ويعرفه حق المعرفة, وقد كانت هذه الكلمة من كلماتي السحرية التي كتبها قلمي السحري بين سطور مقالتي السحرية الشيء السحري الذي ألهم المربية منذ البداية لهذا الحل السحري, ورغم أني في البداية غضبت منها لأنها قرأت بتطفل شديد ذكرياتي الحبيبة لكن في نفس الوقت فرحت جداً بعد ذلك, لأنها أرشدتها لقلب الوسيلة في إيجاد الحل المناسب لهذه المناسبة والنهاية السعيدة, فرجاء إن مر عليكم إنسانة كهذه فحافظوا عليها لأنها كنز بين أيديكم بل أغلى من أي كنز... وعدالة الحياة قالت لي إن عاشت أختك بسعادة وتخلصت من آلامها أفضل من أن تعيشي وتتابعي حياتك في المعاصي والآثام, ربما كان هذا الحل الإلهي لإنقاذك من ذلك قبل أن يكبر ويصبح شيء سحري لا يمكن أن يزول سحره إلا في نار تأكل الناس والحجارة ....... أجل بشيء سحري حولت حياتنا من موت إلى حياة, ولن أقول ما هو أنتم اعرفوا بأنفسكم ....