المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عروة بن الزبير (قروب الابداع القادم)


ام حمزة
08-03-2012, 03:27 PM
http://im14.gulfup.com/2012-03-08/1331209475581.gif (http://www.gulfup.com/show/X3helt0u4lyxp)

.............عروة بن الزبير..........

ولادته ونسبه:

وُلد عروة بن الزبير في بيت أعز بيوت المسلمين شأناً وأرفعها مقاماً فأبوه الزبير بن العوام حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم وأول من سلّ سيفاً في الإسلام وأحد العشرة المبشرين بالجنة .
وأمه هي أسماء بنت أبي بكر الملقّبة بذات النطاقين . وجدّه لأمه هو أبو بكر الصدّيق خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وصاحبه في الغار .
وجدّته لأبيه هي صفية بنت عبد المطّلب عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وخالته هي أمّ المؤمنين عائشة عليها رضوان الله .
فقد نزل إلى قبرها حين دفنت بنفسه ، وسوّى عليها لحدها بيديه.

http://im17.gulfup.com/2012-03-08/133120788334.gif (http://www.gulfup.com/show/Xcjxqllj06se)


صفاته الدينية والخلقية :

يقول عبد الملك بن مروان ((من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى عروة بن الزبير ))

كان عروة بن الزبير رضي الله عنه صوّاماً في الهواجر ( شدة الحر ) ، قوّاماً في العتمات،رطب اللسان دائماً بذكر الله،مصاحباً لكتاب الله عزّ وجل،عاكفاً على تلاوته،كان يقرأ ربع القرآن كل نهار نظراً في المصحف، ثم يقوم به الليل تلاوة عن ظهر قلب ، وما ترك ذلك منذ أول شبابه إلى يوم وفاته غير مرة واحدة لخطب نزل به سيمر معنا بعد قليل .


كان يجد في الصلاة راحة نفسه وقرة عينه،وجنته على الأرض، فيحسنها كل الإحسان ويتقن شعائرها تمام الإتقان،ويطيلها غاية الطول .
حيث يروى عنه أنّه مرة شاهد رجلاً يصلي صلاة خفيفة فعندما انتهى دعاه وقال : يا ابن أخي ، أما كانت لك عند ربك جلّ وعزّ حاجة ؟
والله إني لأسأل الله تبارك وتعالى في صلاتي كل شيءٍ حتى المِلح .

بالإضافة إلى ذلك كان سمحاً جواداً سخيّ اليد ،والدليل على سخاءه وجوده أنّه كان له بستان من أعظم بساتين المدينة ، عذب المياه، ظليل الأشجار ، باسق النخيل ، فكان يسوّر بستانه طوال العام لحماية الأشجار من أذى الماشية ، حتى إذا آن أوان الرُّطب وأينعت الثمار وطابت ، واشتهتها ،كسر حائط بستانه في أكثر من جهة ليُجيز للناس دخوله .

فكان الناس يدخلون إليه ذاهبين آيبيين ، يأكلون من ثمره ما لذّ لهم الأكل ، ويحملون ما طاب لهم الحَمْل .وكلما دخل بستانه ردّد قوله جلّ وعزّ : ((وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاء اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّه)) الكهف اية 39

http://im17.gulfup.com/2012-03-08/133120788334.gif (http://www.gulfup.com/show/Xcjxqllj06se)

إبتلاء عروة بن الزبير :

في ذات سنة من خلافة الوليد بن عبد الملك شاء الله أن يمتحن عروة بن الزبير امتحاناً لا يثبت له إلا ذوُو الأفئدة التي عَمَرَها الإيمان وأترعها (ملأها ) اليقين .
فلقد دعا خليفة المسلمين عروة بن الزبير لزيارته في دمشق فلبى دعوته وصحب معه أكبر بنيه ولما قدم على الخليفة رحب بمقدمه أعظم الترحيب،وأكرم وفادته أوفى الإكرام، وبالغ في الحفاوة به. ثم شاء الله سبحانه أن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن .
ذلك أن ابن عروة دخل على إصطبل الوليد ليتفرج على جياده الصافنات ، فرمحته دابة رمحة قاضية أودت بحياته.ولم يكد الأب المفجوع ينفُضُ يديه من تراب قبر ولده،حتى أصابت إحدى قدميه الآكلة ( داء يصيب العضو فيتاكل منه ) فتورمت ساقه وجعل الورم يشتد ويمتد بسرعة مذهلة،فاستدعى الخليفة لضيفه الأطباء من كل جهةوحضهم على معالجته بأي وسيلة,لكن الأطباء أجمعوا على أنه لا بدْ ولا مفر من بتر ساق عروة قبل أن يسري الورم إلى سائر جسده كله ،ويكون سببا في القضاء عليه, فلم يجد بُداً من الإذعان لذلك ولما حضر الجراح لبتر الساق،وأحضر معه مباضعه (آله يشق بها الطبيب الجلد ) لشق اللحم ، ومناشيره لنشر العظم .
قال الطبيب لعروة : أرى أن نسقيك جرعة من مسكر لكي لا تشعر بآلام البتر المبرحة, فقال : هيهات لا أستعين بحرام على ما أرجوه من العافية,
فقال له : إذن نسقيك المخدر،فقال:ما أحب أن أُسْلب عضواً من أعضائي دون أن أشعر بألمه وأحتسب ذلك عند الله ,
لما همّ الجراح بقطع الساق، تقدم نحو عروة طائفة من الرجال
فقال: من هؤلاء ؟!
فقيل : لقد جيء بهم ليمسكوك ، فلربما اشتد عليك الألم،فجذبت قدمك جذبة أضرت بك, قال : ردوهم لا حاجة لي بهم إني لأرجوا أن أكفيكم ذلك بالذكر والتسبيح ثم أقبل عليه الطبيب فقطع اللحم بالمبضع ولما بلغ العظم وضع عليه المنشار وطفق ينشر به, وعروة يقول: لا إله إلا الله والله أكبر,
وما فتئ الجراح ينشر وعروة يهلل ويكبر حتى بُترت الساق بتراً .
ثم أغلي الزيت في مغارف الحديد ،وغمست به ساق عروة لإيقاف تدفق الدم،وحسم الجراح ، فأغمي عليه إغماءة طويلة حالت دونه ودون أن يقرأ حصته من كتاب الله في ذلك اليوم .....
وكانت المرة الوحيدة التي فاته فيها ذلك الخير منذ صدر شبابه ولما صحا عروة دعا بقدمه المبتورة فناولوه إياها .. فجعل يقبلها بيده وهو يقول أما والذي حملني عليك في عتمات الليل إلى المساجد إنه ليعلم أنني ما مشيت بك إلى حرام قط .

ثم جعل يقول أبياتاً لمعن بن أوس :
لعمرُك ما أهويت كفّي لريبة ولا حملتني نحو فاحشة رجلي
ولا قادني سمعي ولا بصري لها ولا دلّني رأيي عليها ولا عقلي
وأعلم أنّي لم تصبني مصيبة من الدهر إلا قد أصابت فتىً قبلي

http://im17.gulfup.com/2012-03-08/133120788334.gif (http://www.gulfup.com/show/Xcjxqllj06se)

عودته للمدينة:


ولما حُمل عروة بن الزبير إلى المدينة وأدخل على أهله
بادرهم قائلا: لا يهولنكم ما ترون ... فلقد وهبني الله عز وجل أربعة من البنين ، ثم أخذ منهم واحدا وأبقى لي ثلاثة فله الحمد.......
وأعطاني أربعة من الأطراف ثم أخذ منها واحدا وأبقى لي ثلاثة
فله الحمد....
وأيم الله لئن أخذ الله مني قليلا ، فلقد أبقى لي كثيراً, ولئن ابتلاني مرة فلطالما عافاني مرات .

أمّا أهل المدينة لمّا عرفوا بوصول إمامهم وعالمهم عروة بن الزبير توافدوا على بيته من كل جهة ليواسوه ويعزّوه ، فكان من أحسن ما عُزّي به كلمة إبراهيم بن محمد بن طلحة حيث قال له :
(( أبشر يا أبا عبد الله ، فقد سبقك عضو من أعضاءك ، وولد من أبنائك إلى الجنة ، والكل يتبع البعض إن شاء الله ولقد أبقى الله لنا منك ما نحن إليه فقراء وعنه غير أغنياء من علمك ، وفقهك ، ورأيك ، نفعك الله وإيّانا به ، والله وليّ ثوابك والضّمين بحسن ثوابك))

http://im17.gulfup.com/2012-03-08/133120788334.gif (http://www.gulfup.com/show/Xcjxqllj06se)

أعماله:

كان عروة بن الزبير جالس مع ثلاث من أصدقائه عند الركن اليماني للكعبة الشريفة وتمنى كل منهم أمنية ,أما عروة بن الزبير عندما سأله أصدقاؤه عن أمنيته سكت قليلا ثم قال (أما أنا فأتمنى أن أكون عالماً عاملا ، يأخذ الناس عني كتاب ربهم وسنة نبيهم وأحكام دينه,وأن أفوز في الآخرة برضى الله وأحظى بجنته..)

ولكي يحقق عروة أمنيته التي تمنّاها على الله عند الكعبة المعظّمة أكبّ على طلب العلم وانقطع له، واغتنم البقية الباقية من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فطفق يؤم بيوتهم ويصلّي خلفهم ويتتبع مجالسهم ثم روى عنهم ، وأخذ كثيراً عن خالته عائشة أم المؤمنين حتى غدا أحد فقهاء المدينة السبعة الذين يفزع إليهم المسلمون في دينهم ويستعين بهم الولاة الصالحون على ما استرعاهم الله جلّ وعزّ من أمر العباد والبلاد .
ظلّ منارة هدى ودليل فلاح وداعية خيرطوال حياته،اهتم بتربية أولاده تربية خاصة،وسائر أبناء المسلمين عامة ، فاغتنم جميع الفرص لتوجيههم وتقديم النصح لهم .
فكان يحضّهم على طلب العلم ويقول لهم
(( يا بَنيّ تعلّموا العلم ، وابذلوا له حقه فإنّكم إن تكونوا صغار قوم ، فعسى أن يجعلكم الله بالعلم كبراءه ثم يقول : واسوأتاه ، هل في الدنيا شيء أقبح من شيخ جاهل ؟
وكان يطلب منهم أن يجعلوا الصدقة هدية تُهدى لله عزّ وجل فيقول : ))يا بَنيّ لا يُهدِينّ أحدكم إلى ربه ما يستحي أن يُهديه إلى عزيز قومه ، فإن الله تعالى أعزُّ الأعزّاء أكرم الكرماء ،وأحقّ من يُختار له ))
كان يبصّرهم بالناس وينفذ بهم إلى جوهرهم فيقول ((يا بَنيّ إذا رأيتم من رجل فعلة خيررائعة فأمّلوا به خيراً ، ولو كان في نظر الناس رجل سوء ، فإنّ لها عنده أخوات ، وإذا رأيتم من رجل فعلة شرٍ فظيعة فاحذروه ، وإن كان في نظر الناس رجل خير ، فإنّ لها عنده أيضاً أخوات
واعلموا أنّ الحسنة تدلّ على أخواتها وأنّ السيئة تدلّ على أخواتها أيضاً ))

وكان يوصيهم بلين الجانب وطِيب الكلام وبِشر الوجه فيقول(( يا بَنيّ مكتوب في الحكمة ،لتكن كلمتك طيبة ،وليكن وجهك طلقاً ، تكن أحبّ إلى الناس ممن يَبذل لهم العطاء ))
كان يُّذكر الناس بما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم من شظف العيش وخشونة الحياة إذا رآهم مالوا إلى الترف واستمرؤا ( طاب لهم ) النعيم وهنا نروي قصة لمحمد بن المُكَنْدِر يقول ((لقيني عروة فأخذ بيدي وقال يا أبا عبد الله ، فقلت : لبّيك فقال : دخلتُ على أمي عائشة رضي الله عنها فقالت : يا بُنَيّ فقلت : لبّيك ، فقالت : والله إن كنّا لنمكث أربعين ليلة ما نوقد في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بنار مصباحاً ولا غيره ، فقلت يا أمّه : فيم كنتم تعيشون ؟ فقالت : بالأسودين التمر والماء((


http://im17.gulfup.com/2012-03-08/133120788334.gif (http://www.gulfup.com/show/Xcjxqllj06se)

وفاته رضي الله عنه :

عاش واحداً وسبعين عاماً مترعة بالخير حافلة بالبر مكللة بالتقى ، فلمّا جاءه الأجل المحتوم أدركه وهو صائم،ولقد ألحّ عليه أهله أن يفطرفأبى.
لقد أبى لأنه كان يرجو أن يكون فطره على شربة من نهر الكوثرفي قوارير من فضة بأيدي الحور العين .وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول: " من أصبح منكم آمنا في سربه، معافى في بدنه، عنده قوت يومه ، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها ". ( الحديث حسّنه الألباني في صحيح الجامع الصغير)


قصة التابعي رضوان الله عليه الذي يعتبر مثال على الصبر والمصابرة .

http://im17.gulfup.com/2012-03-08/133120788334.gif (http://www.gulfup.com/show/Xcjxqllj06se)

المراجع:

كتاب صور من حياة التابعين
عبدالرحمن رأفت باشا

ويكيبيديا

http://im17.gulfup.com/2012-03-08/133120788334.gif (http://www.gulfup.com/show/Xcjxqllj06se)

رياحين الجنة
08-03-2012, 03:40 PM
بارك الله فيك أختي الكريمه على طرحك
في ميزان حسناتك يااااااااااارب

رياحين الجنة
08-03-2012, 03:42 PM
بارك الله فيك أختي الكريمه
بميزان حسناتك يااارب

صانع الإبداع
08-03-2012, 06:40 PM
’’

* شخصية رآئعة ..
ألف شكر لك ..

:101:

ام حمزة
08-03-2012, 08:07 PM
اشكر تواجدكم هنا
بارك الله فيكم

سـَمآ ♪
09-03-2012, 09:02 AM
تسلمين ع الطرح...~ْ
الف شكرلك..~ْ

خيالات الجنون
09-03-2012, 10:19 PM
!

شخصية رائعةةةة
رعاكِ الله

:101:

الدووووخي
13-03-2012, 12:44 AM
الله يعطيك العافيه على الطرح ..:101:

شمس الرائدية
13-03-2012, 01:11 AM
’’
تسلمييييين ي آلغلا على آلطرح ..’’

اميرة
17-03-2012, 05:07 PM
كل الشكر والامتنان على روعهـ بوحـكـ ..

وروعهـ مانــثرت .. وجماليهـ طرحكـ ..

دائما متميز في الانتقاء
سلمت على روعه طرحك
نترقب المزيد من جديدك الرائع
دمت ودام لنا روعه مواضيعك

لكـ خالص احترامي

ḾίşṦ ₣ŭǾηķα
29-03-2012, 06:04 PM
يعطيك العافيه على طرحك

الف شكر لك

رباب
02-04-2012, 03:19 PM
يعآفيك ربي ويسلمك
على هالطرح
شكرا على مجهودك الجميل..
دمت بود
ودي ووردي لك
http://www.xx5xx.com/vb/images/smilies/43232.gif

لحظات
02-04-2012, 10:42 PM
كما لنا في الصحاابة قدوة حسنة كذلك لنا في التاابعين
فهم الزاد الذي نستقي منهم كل تقى وخلق وعظة وعبرة
يسعدك ربي ع الانتقاء المميز

تباشير الصباح
03-04-2012, 03:39 PM
سلمت يداااااااك

ام حمزة
06-04-2012, 02:54 PM
اشكركم على المرور

بارك الله فيكم

بشاش
01-07-2012, 01:50 AM
سلمت على موضوعك


يعطيك العافية

ghassano
06-08-2012, 04:13 AM
رضي الله عنه
بارك الله فيك ويعطيك الصحة والعافية ...

شمس الأبداع
10-08-2012, 01:36 AM
يسلمووووو
يعطيك العافيه.

جنى الورد
12-08-2012, 12:02 PM
بارك الله فيك

روح أنسانه
16-08-2012, 06:51 AM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

نجــلاء
20-08-2012, 08:43 AM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

نجــلاء
20-08-2012, 08:43 AM
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

كاتمة الهم
20-08-2012, 07:25 PM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

فايزة11
26-08-2012, 11:26 PM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

lalosh
27-08-2012, 04:11 PM
يعطيك الف عافية

K.S.A
28-08-2012, 09:26 PM
" جزاك الله خير "

ام الشيخ
29-08-2012, 09:32 AM
سلمت يداك وجزاك الله خيرا

وأن شاء الله في موازين حسناتك يا رب

بقلمي أسطر
29-08-2012, 10:15 AM
يعطيك العاااااااااافية على موضوعك القيم والجممميييييييييييل

شكرا لك

حسين ابوزياد
31-08-2012, 03:57 PM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

دانة الكون
18-10-2012, 03:09 AM
الله يعطيك العافيه