عبدالله بن مهدي
31-03-2012, 10:20 AM
يسرني اطلاعكم على مقالي في الدرة بعنوان : صيد ( وجهة نظر ) من خلال الرابط التالي : ص 8
http://www.kjo.com.sa/irj/go/km/docs/documents/KJOWebSite/AD_DORRA/PDF/AD_DORRA_1579.pdf
صَـــيـــْـــد
الصيدُ هوايةٌ قديمةٌ امتاز بها العرب وأحبوها ، وقالوا فيها الشعر فصيحا عبر الزمان ، وما تزال لها هواتها الذين يمارسونها بشغف شديد ، وقالوا فيها الشعر عاميا يلتذون به ، ويتذكرون رحلاتهم بين بلدان العالم ، ومن فقدوه من رفاقهم في الهواية ، ولابن الجوزي كتاب سماه صيد الخاطر ، وهو كتاب مشهور ، وقيل أنه قام بتأليفه أثناء سفر له ، ولم يكن السفر في ذلك الوقت كسفر اليوم ، ومن ذلك الكتاب الرائع اخترت لكم صيدا من صيد :
ففي الحث على طلب العلم قوله : سبيل طالب الكمال في طلب العلم الاطلاع على الكتب التي قد تختلف من المصنفات ، فليكثر من المطالعة ، وما يخلو كتاب من فائدة.
وقوله : ما أكثر تفاوت الناس في الفهوم ، حتى العلماء يتفاوتون التفاوت الكثير في الأصول والفروع.
وله في ذلك قوله : من اقتصر على ما يعلمه فظنه كافيا استبد برأيه ، وصار تعظيمه لنفسه مانعا له من الاستفادة.
وقوله : الجاهل عدو لما جهله ، وأكبر الحماقة رد الجاهل على العالم.
وجاء في كتابه حث على الصبر والتزين به في قوله : إن ضاق بك أمر فاصبر ، فإن ضَعُفَ الصَبرُ فَسَلْ فاتحَ الأبواب ، فهو الكريم وعنده مفاتح الغيب.
وقوله : متى ضجت النفس لقلة صبر فاتلُ عليها أخبار الزهاد ، فإنها ترعوي وتستحي وتنكسر إن كانت لها همة أو فيها يقظة.
ومن ذلك قوله : متى رأيت صاحبك قد غضب وأخذ يتكلم بما لا يصلح ، اصبر لفورته ، فإن الشيطان قد غلبه ، والطبع قد هاج.
وحذر في كتابه من حبائل إبليس والوقوع في الذنوب بقوله : من قبائح الذنوب أن يتوب السارق أو الظالم ولا يرد المظالم ، والمفرط في الزكاة أو في الصلاة ولا يقضي.
كما حذر من تلبيس إبليس بقوله : لقد دخل إبليس على طائفة من المتزهدين بآفات أعظمها أنه صرفهم عن العلم ، فكأنه شرع في إطفاء المصباح ليسرق في الظلمة.
وقوله : رأيت كل من يعثر بشيء يلتفت إلى ما عثر به ، فينظر إليه إما ليحذر منه إن جاز عليه مرة أخرى ، أو لينظر كيف فاته التحرز من مثله.
وحذر في كتابه من التحاسد مبينا الحال السيئة للحاسد في قوله : لا ينبغي أن تطلب لحاسدك عقوبة أكثر مما هو فيه ، فإنه في أمر عظيم متصل لا يرضيه إلا زوال نعمتك.
وقد شُبه العلمُ بالصيد ، ومن ذلك ما هو منسوب للإمام محمد بن إدريس الشافعي – يرحمه الله – حيث وجه السامع إلى الطريقة التي يتم بها الوصول إليه ، والتمكن منه بقوله :
العِلمُ صَيدٌ والكتابَةُ قَيــــــــدُهُ ***** فَقيدْ صُيودَكَ بالحِبالِ الواثِقَة
فَمنِ الحَمَاقَةِ أنْ تَصيدَ غَزَالةً ***** وَتَتْرُكَها بَينَ الخلائقِ طَالِقَـة
http://www.kjo.com.sa/irj/go/km/docs/documents/KJOWebSite/AD_DORRA/PDF/AD_DORRA_1579.pdf
صَـــيـــْـــد
الصيدُ هوايةٌ قديمةٌ امتاز بها العرب وأحبوها ، وقالوا فيها الشعر فصيحا عبر الزمان ، وما تزال لها هواتها الذين يمارسونها بشغف شديد ، وقالوا فيها الشعر عاميا يلتذون به ، ويتذكرون رحلاتهم بين بلدان العالم ، ومن فقدوه من رفاقهم في الهواية ، ولابن الجوزي كتاب سماه صيد الخاطر ، وهو كتاب مشهور ، وقيل أنه قام بتأليفه أثناء سفر له ، ولم يكن السفر في ذلك الوقت كسفر اليوم ، ومن ذلك الكتاب الرائع اخترت لكم صيدا من صيد :
ففي الحث على طلب العلم قوله : سبيل طالب الكمال في طلب العلم الاطلاع على الكتب التي قد تختلف من المصنفات ، فليكثر من المطالعة ، وما يخلو كتاب من فائدة.
وقوله : ما أكثر تفاوت الناس في الفهوم ، حتى العلماء يتفاوتون التفاوت الكثير في الأصول والفروع.
وله في ذلك قوله : من اقتصر على ما يعلمه فظنه كافيا استبد برأيه ، وصار تعظيمه لنفسه مانعا له من الاستفادة.
وقوله : الجاهل عدو لما جهله ، وأكبر الحماقة رد الجاهل على العالم.
وجاء في كتابه حث على الصبر والتزين به في قوله : إن ضاق بك أمر فاصبر ، فإن ضَعُفَ الصَبرُ فَسَلْ فاتحَ الأبواب ، فهو الكريم وعنده مفاتح الغيب.
وقوله : متى ضجت النفس لقلة صبر فاتلُ عليها أخبار الزهاد ، فإنها ترعوي وتستحي وتنكسر إن كانت لها همة أو فيها يقظة.
ومن ذلك قوله : متى رأيت صاحبك قد غضب وأخذ يتكلم بما لا يصلح ، اصبر لفورته ، فإن الشيطان قد غلبه ، والطبع قد هاج.
وحذر في كتابه من حبائل إبليس والوقوع في الذنوب بقوله : من قبائح الذنوب أن يتوب السارق أو الظالم ولا يرد المظالم ، والمفرط في الزكاة أو في الصلاة ولا يقضي.
كما حذر من تلبيس إبليس بقوله : لقد دخل إبليس على طائفة من المتزهدين بآفات أعظمها أنه صرفهم عن العلم ، فكأنه شرع في إطفاء المصباح ليسرق في الظلمة.
وقوله : رأيت كل من يعثر بشيء يلتفت إلى ما عثر به ، فينظر إليه إما ليحذر منه إن جاز عليه مرة أخرى ، أو لينظر كيف فاته التحرز من مثله.
وحذر في كتابه من التحاسد مبينا الحال السيئة للحاسد في قوله : لا ينبغي أن تطلب لحاسدك عقوبة أكثر مما هو فيه ، فإنه في أمر عظيم متصل لا يرضيه إلا زوال نعمتك.
وقد شُبه العلمُ بالصيد ، ومن ذلك ما هو منسوب للإمام محمد بن إدريس الشافعي – يرحمه الله – حيث وجه السامع إلى الطريقة التي يتم بها الوصول إليه ، والتمكن منه بقوله :
العِلمُ صَيدٌ والكتابَةُ قَيــــــــدُهُ ***** فَقيدْ صُيودَكَ بالحِبالِ الواثِقَة
فَمنِ الحَمَاقَةِ أنْ تَصيدَ غَزَالةً ***** وَتَتْرُكَها بَينَ الخلائقِ طَالِقَـة