بسمه
01-04-2012, 02:45 PM
الاستبداد الفكري...جائحة الجوائح في تاريخ عروبتنا المعاصرة للأسف...!!!
.-
...وهلْ أركسنا شيْءٌ-أخي الكريم باسم-منذ المائة السابعة إلى الآن،فهوينا في سقوطٍ شاقوليٍّّ حُرٍّ من تلكَ القِمةِ الشمَّاءِ التي تركنا عليها رسولُ الله صلى الله عليه وسلمَ-والتي اتسمتْ بالسموق العقلي والفكري والوجداني والإنساني-إلى الحضيض والتسفلِ والدونيةِ التي آلَ إليها الظرفُ والحالُ والزمانُ والمكانُ...هل أركسنا شيءٌ مذ ذاكَ إلا الاستبدادُ الفكري ومصادرة الرأي وإلغاء الآخر وقمْعِه والتصامم عن فن السماع والإصغاء..؟؟!!!
من تلكَ الذروة التي كان سَوَادُ الأمةِ الناضِج،يستقبلُ فيها رُخَصَ ابن عباسٍ وشدائدَ ابن عمرٍ-رضي الله عنهما-بأريَحيَّةٍ فكريةٍ،لا نظيرَ لسماحتِها وسَعَتِها وأفْقِها الرحب الواسع..وكان فقهاءُ المذاهب في حركةٍ دؤوبةٍ من فكر الاجتهاد في منطقةِ العَفْو والمتغيراتنولمْ يُسمَعْ عن واحدٍ منهم أنه ألغى صاحبَه أو صادرَ فيه رأياً،ولا كانتْ هناكَ-زمن الخلافة الراشدة-فجوةٌ بين قيادةِ الأمةِ السياسيةِ وقيادتها الفكرية...
كانَ العَوَامُّ والخواصُّ،يدركونَ-عن وعيٍ وفقهٍ-أهميةَ احترام مساحةِ الرأي،في غير تقتيرٍ أو مغالاةٍ...
كان الكُلُّ في إيقاعٍ واتساقٍ وانسجام....
من تلك الذِّرْوَةِ السامقةِ التي كان فيها الفكر العربي المسلم،يُعلِّمُ الدنيا أصولَ الاحترام الفكري..إلى هذه الدهاليز المظلمة التي خنقتْ أنوارَ الفكر،والتي بدأتْ بذرَتُها المشؤومةُ في تبسيق أشواكِها منذ أن تجرأ والي المدينةِ،فسجنَ الإمامَ مالك بن أنسٍ-رضي الله عنه-وعرَّضَهُ لعذابٍ،انتهى بكسْر ذراعيْه،عندما وقفَ الإمامُ وقفةً صارمةً،فرفض قصة ( اليمين المُغلَّظةِ ) التي فرضها أمراءُ بني العباس فرضاً على الأمة...!!!
ومنذ أن حُكِمَ على تلميذه الفقيه الإمام محمد بن إدريس الشافعي-رضي الله عنه-بالإعدام،وكان عاشرَ عشرةٍ حكمَ عليهم الخليفةُ،وقد نجَا بأعجوبةٍ...!!!
ومنذ أن عُذبَ إمام أهل الرأي أبو حنيفة النعمان بن ثابت-رضي الله عنه-وماتَ وهو الفقيهُ الضخمُ الحرُّ في سجنهِ مُهاناً...!!!
ومنذ جرى ما جرى لإمام أهل السنةِ أحمد بن حنبل الشيباني -رضي الله عنه-في قضيةٍ فكريةٍ تافهةٍ،استهلكتْ من عمر الإسلام سبعَ عشرة سنةً،وأركستْ إبداعَه لوراء..قضية ( خلق القرآن ) الشهيرة..وكلنا يعلم ما الذي جرى للإمام أحمد جرَّاءَها...!!!
ومنذ وقَّعَ حاكمُ الناصرةِ في الأندلس بجرةِ قلمٍ أثيمةٍ على إحراق كل كتب القاضي الفقيه الحر أبي الوليد محمد بن رشد،لأنها تخالف المَزاجَ العام لتوجهاتِ السلطة...هكذا ببساطةٍ...!!!
ومنذ....ومنذ....ومنذ.....ومنذ تتالتِ المآسي الفكرية إلى يوم الناس هذا...!!!!!
واتفقُ معكَ تماماً-أخي الكريم-أن السببَ الأساسي في هذه الجائحة الفكريةِ التي استشرتْ في عقل الأمةِ الجمعي هو الاختلال الفظيع في فهم روح هذا الدين العظيم...
وصدقَ العَلاَّمةُ الاجتماعي الكبير عبد الرحمان بن خلدون في الفصل السابع والعشرين من موسوعته ( المقدمة )،حيثُ خلُصَ بعد استقراءٍ في تركيبةِ النفسيةِ والطبيعةِ العربية أن العربَ جنسٌ ((...لا يَصلُحُ إلا بدينٍ ولا يُقادُ إلا به ولا تهدأ غرائز التسلط والاستحواذ الحادة التي رسَّختْها الجاهليةُ فيه...وبغير الدين-والكلام لابن خلدون- سيتحولُ إلى قطعانٍ يموجُ بعضُها في بعض...!!! ))....
.-
...وهلْ أركسنا شيْءٌ-أخي الكريم باسم-منذ المائة السابعة إلى الآن،فهوينا في سقوطٍ شاقوليٍّّ حُرٍّ من تلكَ القِمةِ الشمَّاءِ التي تركنا عليها رسولُ الله صلى الله عليه وسلمَ-والتي اتسمتْ بالسموق العقلي والفكري والوجداني والإنساني-إلى الحضيض والتسفلِ والدونيةِ التي آلَ إليها الظرفُ والحالُ والزمانُ والمكانُ...هل أركسنا شيءٌ مذ ذاكَ إلا الاستبدادُ الفكري ومصادرة الرأي وإلغاء الآخر وقمْعِه والتصامم عن فن السماع والإصغاء..؟؟!!!
من تلكَ الذروة التي كان سَوَادُ الأمةِ الناضِج،يستقبلُ فيها رُخَصَ ابن عباسٍ وشدائدَ ابن عمرٍ-رضي الله عنهما-بأريَحيَّةٍ فكريةٍ،لا نظيرَ لسماحتِها وسَعَتِها وأفْقِها الرحب الواسع..وكان فقهاءُ المذاهب في حركةٍ دؤوبةٍ من فكر الاجتهاد في منطقةِ العَفْو والمتغيراتنولمْ يُسمَعْ عن واحدٍ منهم أنه ألغى صاحبَه أو صادرَ فيه رأياً،ولا كانتْ هناكَ-زمن الخلافة الراشدة-فجوةٌ بين قيادةِ الأمةِ السياسيةِ وقيادتها الفكرية...
كانَ العَوَامُّ والخواصُّ،يدركونَ-عن وعيٍ وفقهٍ-أهميةَ احترام مساحةِ الرأي،في غير تقتيرٍ أو مغالاةٍ...
كان الكُلُّ في إيقاعٍ واتساقٍ وانسجام....
من تلك الذِّرْوَةِ السامقةِ التي كان فيها الفكر العربي المسلم،يُعلِّمُ الدنيا أصولَ الاحترام الفكري..إلى هذه الدهاليز المظلمة التي خنقتْ أنوارَ الفكر،والتي بدأتْ بذرَتُها المشؤومةُ في تبسيق أشواكِها منذ أن تجرأ والي المدينةِ،فسجنَ الإمامَ مالك بن أنسٍ-رضي الله عنه-وعرَّضَهُ لعذابٍ،انتهى بكسْر ذراعيْه،عندما وقفَ الإمامُ وقفةً صارمةً،فرفض قصة ( اليمين المُغلَّظةِ ) التي فرضها أمراءُ بني العباس فرضاً على الأمة...!!!
ومنذ أن حُكِمَ على تلميذه الفقيه الإمام محمد بن إدريس الشافعي-رضي الله عنه-بالإعدام،وكان عاشرَ عشرةٍ حكمَ عليهم الخليفةُ،وقد نجَا بأعجوبةٍ...!!!
ومنذ أن عُذبَ إمام أهل الرأي أبو حنيفة النعمان بن ثابت-رضي الله عنه-وماتَ وهو الفقيهُ الضخمُ الحرُّ في سجنهِ مُهاناً...!!!
ومنذ جرى ما جرى لإمام أهل السنةِ أحمد بن حنبل الشيباني -رضي الله عنه-في قضيةٍ فكريةٍ تافهةٍ،استهلكتْ من عمر الإسلام سبعَ عشرة سنةً،وأركستْ إبداعَه لوراء..قضية ( خلق القرآن ) الشهيرة..وكلنا يعلم ما الذي جرى للإمام أحمد جرَّاءَها...!!!
ومنذ وقَّعَ حاكمُ الناصرةِ في الأندلس بجرةِ قلمٍ أثيمةٍ على إحراق كل كتب القاضي الفقيه الحر أبي الوليد محمد بن رشد،لأنها تخالف المَزاجَ العام لتوجهاتِ السلطة...هكذا ببساطةٍ...!!!
ومنذ....ومنذ....ومنذ.....ومنذ تتالتِ المآسي الفكرية إلى يوم الناس هذا...!!!!!
واتفقُ معكَ تماماً-أخي الكريم-أن السببَ الأساسي في هذه الجائحة الفكريةِ التي استشرتْ في عقل الأمةِ الجمعي هو الاختلال الفظيع في فهم روح هذا الدين العظيم...
وصدقَ العَلاَّمةُ الاجتماعي الكبير عبد الرحمان بن خلدون في الفصل السابع والعشرين من موسوعته ( المقدمة )،حيثُ خلُصَ بعد استقراءٍ في تركيبةِ النفسيةِ والطبيعةِ العربية أن العربَ جنسٌ ((...لا يَصلُحُ إلا بدينٍ ولا يُقادُ إلا به ولا تهدأ غرائز التسلط والاستحواذ الحادة التي رسَّختْها الجاهليةُ فيه...وبغير الدين-والكلام لابن خلدون- سيتحولُ إلى قطعانٍ يموجُ بعضُها في بعض...!!! ))....