تباشير الصباح
18-04-2012, 12:42 PM
الحسن الحازمي2012/4/18
400 ألف ريال لدورة مياه!
يبدو أن بعضنا يؤمن بمقولة الشاعر السوري الراحل محمد الماغوط، الذي قال إن «الإنسان العربي مسؤولاً كان أم مفكراً أم عاشقاً لا يظهر على حقيقته إلا في الحمَّام». لذا فبعضنا، خاصة عندما يصبح مسؤولاً، يعمل جاهداً على أن يستكشف المواطن بنفسه تجليات تلك اللحظات الرومانسية الصادقة الحاسمة ويعيشها كما يجب. الأرقام تقول إن تجهيز حمَّاماتنا «كومبليتلي ديفرنت»، ويفترض أن تقدم للمواطنين أجواء إلهام شاعرية نادرة ليس مثلها حمامات الفراعنة ولا حمام كليوباترا ولا الأندلس ولا حمام الملاطيلي وسمندور، ولا يملكها بيل غيتس وكارلوس سليم وغيرهما من أثرياء العالم بجلالة قدرهم!
أمين منطقة عسير تحدث في حوار «ملياري» لزميلتنا «عكاظ». ويقول بالنص «سنعمل على توفير خمسين دورة مياه موزعة على المتنزهات بتكلفة إجمالية تبلغ عشرين مليوناً» انتهى. وهذا معناه بإجراء عملية حسابية بسيطة أن دورة المياه الواحدة تكلف 400 ألف «ريال ينطح ريال». وإذا عدنا بالذاكرة قليلاً إلى مقال الأستاذ خالد السليمان في عكاظ بعنوان «حمامات خمس نجوم»، الذي انتقد فيه رصد مبلغ 650 مليون ريال لإنشاء 36 ألف دورة مياه في المشاعر المقدسة، لوجدنا أن دورة المياه تكلف 18 ألف ريال!
كنت أظن وبعض الظن إثم أنه ما من أحد في هذا الزمن يهمه البحث عن الحقيقة، ولكن أمين عسير خيّب ظني الآثم، لا مشكلة في تلبيس الرداء المليوني على بعض مشروعاتنا حتى ولو كانت التكلفة ما «تنبلع».
نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (136) صفحة (6) بتاريخ (18-04-2012)
400 ألف ريال لدورة مياه!
يبدو أن بعضنا يؤمن بمقولة الشاعر السوري الراحل محمد الماغوط، الذي قال إن «الإنسان العربي مسؤولاً كان أم مفكراً أم عاشقاً لا يظهر على حقيقته إلا في الحمَّام». لذا فبعضنا، خاصة عندما يصبح مسؤولاً، يعمل جاهداً على أن يستكشف المواطن بنفسه تجليات تلك اللحظات الرومانسية الصادقة الحاسمة ويعيشها كما يجب. الأرقام تقول إن تجهيز حمَّاماتنا «كومبليتلي ديفرنت»، ويفترض أن تقدم للمواطنين أجواء إلهام شاعرية نادرة ليس مثلها حمامات الفراعنة ولا حمام كليوباترا ولا الأندلس ولا حمام الملاطيلي وسمندور، ولا يملكها بيل غيتس وكارلوس سليم وغيرهما من أثرياء العالم بجلالة قدرهم!
أمين منطقة عسير تحدث في حوار «ملياري» لزميلتنا «عكاظ». ويقول بالنص «سنعمل على توفير خمسين دورة مياه موزعة على المتنزهات بتكلفة إجمالية تبلغ عشرين مليوناً» انتهى. وهذا معناه بإجراء عملية حسابية بسيطة أن دورة المياه الواحدة تكلف 400 ألف «ريال ينطح ريال». وإذا عدنا بالذاكرة قليلاً إلى مقال الأستاذ خالد السليمان في عكاظ بعنوان «حمامات خمس نجوم»، الذي انتقد فيه رصد مبلغ 650 مليون ريال لإنشاء 36 ألف دورة مياه في المشاعر المقدسة، لوجدنا أن دورة المياه تكلف 18 ألف ريال!
كنت أظن وبعض الظن إثم أنه ما من أحد في هذا الزمن يهمه البحث عن الحقيقة، ولكن أمين عسير خيّب ظني الآثم، لا مشكلة في تلبيس الرداء المليوني على بعض مشروعاتنا حتى ولو كانت التكلفة ما «تنبلع».
نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (136) صفحة (6) بتاريخ (18-04-2012)