الدووووخي
01-05-2012, 02:18 PM
http://sportksa.net/main/images/stories/dawn1/deco2.JPG
حصد ديكو في رحلته مع الساحرة المستديرة حتى الآن 21 لقبا في أربعة بلدان مختلفة، من بينها لقبان في دوري أبطال أوروبا، ولا شك أن هذه المسيرة الرائعة كان لها أكبر الأثر في حياته، وهو ما تجلى في هدوئه وثقته بنفسه عندما التقينا به الآن وهو لا يزال في سن الرابعة والثلاثين. ولم يقتصر نجم خط الوسط البرتغالي، البرازيلي المولد، في حديثه على أدائه المتميز الحالي مع فلومينينسي في 2012، بل تطرق أيضا إلى ماضيه الاحترافي وآرائه في زميليه السابقين ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو، والنجم المنطلق بسرعة الصاروخ نيمار، الذي يرى أنه من أبرع لاعبي العالم. وفيما يلي تفاصيل حواره مع موقع FIFA.com.
بعد 13 سنة في أوروبا، تخوض الآن ثالث موسم لك بين صفوف فلومينينسي، وهي فترة لم تقض مثلها في أي ناد غير بورتو وبرشلونة. فهل نستطيع القول بأن النادي البرازيلي أصبح بمثابة بيت ثان لك؟
ديكو: حسنا، في البداية، كانت هذه العودة إلى البرازيل... معقدة. والسبب الرئيسي في ذلك هو أني عانيت إصابات كثيرة جعلتني أتأقلم بصعوبة، لكن بالإضافة إلى ذلك يوجد عامل البنية التحتية. فمن الواضح أنها مختلفة. لا سيما وأنني جئت من مستوى من أرقى ما يكون: نادي بورتو، النادي الأفضل في البرتغال من حيث البنية التحتية، والعملاقان برشلونة وتشيلسي. لكني الآن ألفت المكان تماما وأعيش فيه سعيدا.
لا شك أن هذه الفترة التي عانيت خلالها من الإصابات هزت ثقتك في أنك ستواصل مسيرتك الكروية، أليس كذلك؟
الواقع أنني كنت أشعر أني بخير بدنيا، وذلك منذ عودتي، لكن تعاقب الإصابات سبب لي كثيرا من الاضطراب، لأن المرء في هذه المرحلة، بعد كل هذه السنوات من التدريب والمعسكرات، لا يحفزه إلا اللعب وخوض المنافسات. لذلك فإن ابتعادي عن المباريات جعلني أشك فيما إذا كان الأمر يستحق الاستمرار. عندما يكون اللاعب في بداية مسيرته، فإنه يعرف أن الحياة كلها أمامه، لكن في هذا الوقت، كان من الصعب أن أجد معنى للاستمرار وأنا بعيد عن الملاعب.
لا يقوم الجميع بإحصاء عدد التمريرات التي تأتي بفضلها أهداف، لكن من المحتمل أن يكون عدد تمريراتك القاتلة من هذا النوع أكبر من عدد أهدافك، أليس كذلك؟
هذا ليس محتملا، بل مؤكدا (يضحك). أنا أحب تسجيل الأهداف بالتأكيد، لكني لم أكن يوما مهووسا بذلك. يعجبني كثيرا القيام بمهمة تنظيم اللعب، ومعرفة أن إيقاع الفريق يعتمد على أدائي. تعجبني هذه المسؤولية.
وهل كنت دائما هكذا، حتى عندما كنت أصغر سنا؟
دائما، فهذا يمنحني أيضا الرضا الشخصي؛ حيث كنت دائما أحب صنع الألعاب التي تأتي منها أهداف مثلما أحب تسجيل الأهداف بنفسي. ومن الواضح أني قمت بتعديل أسلوبي أيضا بمرور الوقت، ليس بسبب تراجع مستوى لياقتي وسرعتي فحسب، بل أيضا لأني تعلمت أشياء كثيرة عن اللعب الجماعي. وبرشلونة مثال جيد على ذلك؛ فهو فريق يضم دائما لاعبين متميزين، لكن لا يوجد بينهم من يراوغ لمجرد المراوغة، وإنما يلجأ إليها عند الحاجة فقط.
هل وجدت طريقة تفكير مخالفة تماما لذلك عندما عدت إلى البرازيل؟
نظرا للمهارات الأكثر المتوفرة هنا، كانت كرة القدم البرازيلية تتمتع دائما بتلك الخاصية المتعلقة بفن التمرير بلمسة واحدة، لكني للأسف أرى أنها بدأت تفقد هذه الميزة إلى حد ما. ويبدو أن الفكرة السائدة هنا، بصفة عامة، هي أن المهارات الفردية وحدها قادرة على إيجاد كل الحلول، وأن وجود نجم أو اثنين يكفي.
ما سبب هذا التغيير في رأيك؟
أعتقد أن فئات الناشئين لا تعمل كما ينبغي؛ فأنا عندي انطباع أن التركيز ينصب على الفوز بالألقاب أكثر من إعداد اللاعبين. فنظرا لوجود كل هذه المواهب هنا، ساد بيننا اعتقاد بأنها تظهر من العدم. وهي تظهر بالتأكيد، كما في حالة نيمار وجانسو ولوكاس، لكننا نستطيع أن نجعل هذه المواهب أكثر وأفضل. وثمة عامل آخر يؤثر في الأمر هو اللاعبون الذين يخرجون من البرازيل في سن مبكرة جدا. فعلى مدى سنوات، خرج الكثير من اللاعبين الشباب للعب في بلدان مثل أوكرانيا واليابان، وهي دوريات – مع كل الاحترام – لا يلعب المرء فيها دائما ضد منافسين رفيعي المستوى. السلوك الصحيح في رأيي هو أن يبقى اللاعب هنا ويوطد مكانته أولا، أو يسافر للاحتراف في دوريات أفضل إن أراد الاحتراف في الخارج.
أصبح فريق برشلونة تحت قيادة جوزيب جوارديولا مثالا نموذجيا للكرة التي تعتمد على التمرير من لمسة واحدة والتي أشرت أنت إليها، فإلى أي درجة في رأيك يماثل هذا الفريق ذلك الذي كنت أحد لاعبيه تحت قيادة فرانك ريكارد؟
برشلونة ناد تتغير فيه الوجوه واللاعبون، لكن الفكر لا يتغير، وقد وصل مفهوم التمرير من لمسة واحدة إلى درجة الكمال مع جوارديولا، الذي يعي هذا الفكر جيدا. الفارق الكبير بين هذا الفريق وبين فريقنا هو أنه يضم لاعبين بهذه المميزات في كل المواقع، في حين كان يضم فريقنا أربعة لاعبين فقط أو خمسة. إنه شيء لا يصدق، فأمام أي احتمال لفقدان الكرة، مهما كانت ضآلة هذا الاحتمال، يفضل حتى أفضل لاعبيهم التمرير على المراوغة. إنه شيء لا يتطلب المهارات فحسب، بل حسن التفكير أيضا.
لقد لعبت أيضا إلى جانب ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو. فكيف ترى أداءهما خلال السنوات الأخيرة وأنت تشاهدهما الآن من بعيد؟
إنهما لاعبان رائعان. إنهما أفضل لاعبين في العالم بامتياز. لكل منهما أسلوب مختلف، لكن قدرتهما على صنع المفاجآت واحدة. كريستيانو يتمتع بقوة غير عادية وروح منافسة لا حدود لها، أما ميسي فهو عبارة عن خلاصة المهارة، حركاته تبدو كما لو كانت نفسها دائما، لكن أحدا لا يتمكن من إيقافه. وما يدهشني هو أنهما يصنعان الكثير من الفرص والهجمات، وفي الوقت نفسه يسجلان الكثير من الأهداف. وبالتأكيد كنت أرى أن مستواهما في شبابهما فوق العادي، لكني مع ذلك لا أملك إلا أن أعجب بهما أكثر لقدرتهما على الاحتفاظ بالمستوى لكل هذا الوقت وبحثهما دائما عن المزيد، فهما لا يتوقفان عن تسجيل الأرقام القياسية التي كانت تبدو مستحيلة.
وها أنت اليوم هنا في البرازيل تشهد انطلاقة نيمار المذهلة. ما هو رأيك فيه مقارنة مع هذين النجمين اللذين بلغا أوج تألقهما؟
نيمار في نظري أصبح من فئة هذين النجمين بالفعل. إنه يشترك معهما في قدرته على تسجيل الكثير من الأهداف رغم عدم وجوده في مركز قلب الهجوم. أعتقد أنه إذا كان في ريال مدريد أو في برشلونة لفعل أكثر مما يفعله اليوم، لأنه كان سيحظى بدعم لاعبين أفضل يساعدونه، وسيستفيد من بنية تحتية أفضل، وما يجب وضعه في الاعتبار هو التناسب: فمن ناحية، يبدو من الواضح أن مستوى البرازيل الفني لا يرتقي لمستوى مباراة في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، لكن في الوقت نفسه يجب مواجهة مشكلات مختلفة. ليس الأمر أسهل أو أصعب، إنه فقط مختلف. أعتقد أنه من حيث المستوى الفني يتساوى مع ميسي وكريستيانو.
باعتبارك فزت بدوري أبطال أوروبا مرتين، كيف تنظر الآن لمنافسات كوبا ليبرتادوريس؟
إنهما تحديان مختلفان تماما. لكن فوز فريق كبير مثل فلومينينسي بكأس ليبرتادوريس أصعب في الحقيقة من فوز فريق أوروبي كبير بدوري الأبطال. وذلك يرجع ببساطة إلى نظرية الاحتمالات؛ ففريق فلومينينسي لا يتفوق تفوقا واضحا على كورينثيانز أو سانتوس أو إنترناسيونال أو بوكا جونيورز أو أونيفرسيداد دي تشيلي... لدينا هنا عشرة فرق على الأقل مرشحة لنيل اللقب، أما في أوروبا فهناك خمسة أو ستة. إن المستوى الفني لدوري الأبطال يكون أفضل بالتأكيد في المراحل الحاسمة من المنافسات، لكن في ليبرتادوريس تواجه الفرق الكبيرة صعوبة أكبر في الوصول إلى منصة التتويج.
بعد كل هذا النجاح في أوروبا، هل تشعر بأن لك مكانة متميزة هنا في أمريكا الجنوبية؟
صراحة، أشعر بذلك بالفعل. لأن الناس يتابعون كرة القدم الأوروبية هنا في أمريكا الجنوبية أكثر من الأوروبيين (يضحك). أعرف أن هناك من يقدرون هذه المسيرة التي قطعتها في الخارج، لكني أعرف أيضا أن الأمر يبقى كذلك إلى أن أدخل أرض الملعب؛ فعندما يصفر الحكم معلنا بداية المباراة، ينسى الجميع كل شيء (يضحك).
حصد ديكو في رحلته مع الساحرة المستديرة حتى الآن 21 لقبا في أربعة بلدان مختلفة، من بينها لقبان في دوري أبطال أوروبا، ولا شك أن هذه المسيرة الرائعة كان لها أكبر الأثر في حياته، وهو ما تجلى في هدوئه وثقته بنفسه عندما التقينا به الآن وهو لا يزال في سن الرابعة والثلاثين. ولم يقتصر نجم خط الوسط البرتغالي، البرازيلي المولد، في حديثه على أدائه المتميز الحالي مع فلومينينسي في 2012، بل تطرق أيضا إلى ماضيه الاحترافي وآرائه في زميليه السابقين ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو، والنجم المنطلق بسرعة الصاروخ نيمار، الذي يرى أنه من أبرع لاعبي العالم. وفيما يلي تفاصيل حواره مع موقع FIFA.com.
بعد 13 سنة في أوروبا، تخوض الآن ثالث موسم لك بين صفوف فلومينينسي، وهي فترة لم تقض مثلها في أي ناد غير بورتو وبرشلونة. فهل نستطيع القول بأن النادي البرازيلي أصبح بمثابة بيت ثان لك؟
ديكو: حسنا، في البداية، كانت هذه العودة إلى البرازيل... معقدة. والسبب الرئيسي في ذلك هو أني عانيت إصابات كثيرة جعلتني أتأقلم بصعوبة، لكن بالإضافة إلى ذلك يوجد عامل البنية التحتية. فمن الواضح أنها مختلفة. لا سيما وأنني جئت من مستوى من أرقى ما يكون: نادي بورتو، النادي الأفضل في البرتغال من حيث البنية التحتية، والعملاقان برشلونة وتشيلسي. لكني الآن ألفت المكان تماما وأعيش فيه سعيدا.
لا شك أن هذه الفترة التي عانيت خلالها من الإصابات هزت ثقتك في أنك ستواصل مسيرتك الكروية، أليس كذلك؟
الواقع أنني كنت أشعر أني بخير بدنيا، وذلك منذ عودتي، لكن تعاقب الإصابات سبب لي كثيرا من الاضطراب، لأن المرء في هذه المرحلة، بعد كل هذه السنوات من التدريب والمعسكرات، لا يحفزه إلا اللعب وخوض المنافسات. لذلك فإن ابتعادي عن المباريات جعلني أشك فيما إذا كان الأمر يستحق الاستمرار. عندما يكون اللاعب في بداية مسيرته، فإنه يعرف أن الحياة كلها أمامه، لكن في هذا الوقت، كان من الصعب أن أجد معنى للاستمرار وأنا بعيد عن الملاعب.
لا يقوم الجميع بإحصاء عدد التمريرات التي تأتي بفضلها أهداف، لكن من المحتمل أن يكون عدد تمريراتك القاتلة من هذا النوع أكبر من عدد أهدافك، أليس كذلك؟
هذا ليس محتملا، بل مؤكدا (يضحك). أنا أحب تسجيل الأهداف بالتأكيد، لكني لم أكن يوما مهووسا بذلك. يعجبني كثيرا القيام بمهمة تنظيم اللعب، ومعرفة أن إيقاع الفريق يعتمد على أدائي. تعجبني هذه المسؤولية.
وهل كنت دائما هكذا، حتى عندما كنت أصغر سنا؟
دائما، فهذا يمنحني أيضا الرضا الشخصي؛ حيث كنت دائما أحب صنع الألعاب التي تأتي منها أهداف مثلما أحب تسجيل الأهداف بنفسي. ومن الواضح أني قمت بتعديل أسلوبي أيضا بمرور الوقت، ليس بسبب تراجع مستوى لياقتي وسرعتي فحسب، بل أيضا لأني تعلمت أشياء كثيرة عن اللعب الجماعي. وبرشلونة مثال جيد على ذلك؛ فهو فريق يضم دائما لاعبين متميزين، لكن لا يوجد بينهم من يراوغ لمجرد المراوغة، وإنما يلجأ إليها عند الحاجة فقط.
هل وجدت طريقة تفكير مخالفة تماما لذلك عندما عدت إلى البرازيل؟
نظرا للمهارات الأكثر المتوفرة هنا، كانت كرة القدم البرازيلية تتمتع دائما بتلك الخاصية المتعلقة بفن التمرير بلمسة واحدة، لكني للأسف أرى أنها بدأت تفقد هذه الميزة إلى حد ما. ويبدو أن الفكرة السائدة هنا، بصفة عامة، هي أن المهارات الفردية وحدها قادرة على إيجاد كل الحلول، وأن وجود نجم أو اثنين يكفي.
ما سبب هذا التغيير في رأيك؟
أعتقد أن فئات الناشئين لا تعمل كما ينبغي؛ فأنا عندي انطباع أن التركيز ينصب على الفوز بالألقاب أكثر من إعداد اللاعبين. فنظرا لوجود كل هذه المواهب هنا، ساد بيننا اعتقاد بأنها تظهر من العدم. وهي تظهر بالتأكيد، كما في حالة نيمار وجانسو ولوكاس، لكننا نستطيع أن نجعل هذه المواهب أكثر وأفضل. وثمة عامل آخر يؤثر في الأمر هو اللاعبون الذين يخرجون من البرازيل في سن مبكرة جدا. فعلى مدى سنوات، خرج الكثير من اللاعبين الشباب للعب في بلدان مثل أوكرانيا واليابان، وهي دوريات – مع كل الاحترام – لا يلعب المرء فيها دائما ضد منافسين رفيعي المستوى. السلوك الصحيح في رأيي هو أن يبقى اللاعب هنا ويوطد مكانته أولا، أو يسافر للاحتراف في دوريات أفضل إن أراد الاحتراف في الخارج.
أصبح فريق برشلونة تحت قيادة جوزيب جوارديولا مثالا نموذجيا للكرة التي تعتمد على التمرير من لمسة واحدة والتي أشرت أنت إليها، فإلى أي درجة في رأيك يماثل هذا الفريق ذلك الذي كنت أحد لاعبيه تحت قيادة فرانك ريكارد؟
برشلونة ناد تتغير فيه الوجوه واللاعبون، لكن الفكر لا يتغير، وقد وصل مفهوم التمرير من لمسة واحدة إلى درجة الكمال مع جوارديولا، الذي يعي هذا الفكر جيدا. الفارق الكبير بين هذا الفريق وبين فريقنا هو أنه يضم لاعبين بهذه المميزات في كل المواقع، في حين كان يضم فريقنا أربعة لاعبين فقط أو خمسة. إنه شيء لا يصدق، فأمام أي احتمال لفقدان الكرة، مهما كانت ضآلة هذا الاحتمال، يفضل حتى أفضل لاعبيهم التمرير على المراوغة. إنه شيء لا يتطلب المهارات فحسب، بل حسن التفكير أيضا.
لقد لعبت أيضا إلى جانب ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو. فكيف ترى أداءهما خلال السنوات الأخيرة وأنت تشاهدهما الآن من بعيد؟
إنهما لاعبان رائعان. إنهما أفضل لاعبين في العالم بامتياز. لكل منهما أسلوب مختلف، لكن قدرتهما على صنع المفاجآت واحدة. كريستيانو يتمتع بقوة غير عادية وروح منافسة لا حدود لها، أما ميسي فهو عبارة عن خلاصة المهارة، حركاته تبدو كما لو كانت نفسها دائما، لكن أحدا لا يتمكن من إيقافه. وما يدهشني هو أنهما يصنعان الكثير من الفرص والهجمات، وفي الوقت نفسه يسجلان الكثير من الأهداف. وبالتأكيد كنت أرى أن مستواهما في شبابهما فوق العادي، لكني مع ذلك لا أملك إلا أن أعجب بهما أكثر لقدرتهما على الاحتفاظ بالمستوى لكل هذا الوقت وبحثهما دائما عن المزيد، فهما لا يتوقفان عن تسجيل الأرقام القياسية التي كانت تبدو مستحيلة.
وها أنت اليوم هنا في البرازيل تشهد انطلاقة نيمار المذهلة. ما هو رأيك فيه مقارنة مع هذين النجمين اللذين بلغا أوج تألقهما؟
نيمار في نظري أصبح من فئة هذين النجمين بالفعل. إنه يشترك معهما في قدرته على تسجيل الكثير من الأهداف رغم عدم وجوده في مركز قلب الهجوم. أعتقد أنه إذا كان في ريال مدريد أو في برشلونة لفعل أكثر مما يفعله اليوم، لأنه كان سيحظى بدعم لاعبين أفضل يساعدونه، وسيستفيد من بنية تحتية أفضل، وما يجب وضعه في الاعتبار هو التناسب: فمن ناحية، يبدو من الواضح أن مستوى البرازيل الفني لا يرتقي لمستوى مباراة في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، لكن في الوقت نفسه يجب مواجهة مشكلات مختلفة. ليس الأمر أسهل أو أصعب، إنه فقط مختلف. أعتقد أنه من حيث المستوى الفني يتساوى مع ميسي وكريستيانو.
باعتبارك فزت بدوري أبطال أوروبا مرتين، كيف تنظر الآن لمنافسات كوبا ليبرتادوريس؟
إنهما تحديان مختلفان تماما. لكن فوز فريق كبير مثل فلومينينسي بكأس ليبرتادوريس أصعب في الحقيقة من فوز فريق أوروبي كبير بدوري الأبطال. وذلك يرجع ببساطة إلى نظرية الاحتمالات؛ ففريق فلومينينسي لا يتفوق تفوقا واضحا على كورينثيانز أو سانتوس أو إنترناسيونال أو بوكا جونيورز أو أونيفرسيداد دي تشيلي... لدينا هنا عشرة فرق على الأقل مرشحة لنيل اللقب، أما في أوروبا فهناك خمسة أو ستة. إن المستوى الفني لدوري الأبطال يكون أفضل بالتأكيد في المراحل الحاسمة من المنافسات، لكن في ليبرتادوريس تواجه الفرق الكبيرة صعوبة أكبر في الوصول إلى منصة التتويج.
بعد كل هذا النجاح في أوروبا، هل تشعر بأن لك مكانة متميزة هنا في أمريكا الجنوبية؟
صراحة، أشعر بذلك بالفعل. لأن الناس يتابعون كرة القدم الأوروبية هنا في أمريكا الجنوبية أكثر من الأوروبيين (يضحك). أعرف أن هناك من يقدرون هذه المسيرة التي قطعتها في الخارج، لكني أعرف أيضا أن الأمر يبقى كذلك إلى أن أدخل أرض الملعب؛ فعندما يصفر الحكم معلنا بداية المباراة، ينسى الجميع كل شيء (يضحك).