اميرة
25-05-2012, 04:33 AM
أكثر من 40 طريقة تعينك على ترك المعصية
http://www.elfger.net/userfiles//2012/4/924185916/584.jpg
يا أيها التائب.. يا أيتها التائبة يا من يريد ترك الذنوب ارفع يديك إلى الذي يسمع الدعاء ويكشف البلاء، لعل الله أن يرى صدقك ودموعك وتضرعك فيعينك ويمنحك القوة على ترك الذنوب.
قال تعالى: (( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ))[غافر:60] وقال: (( أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ))[النمل:62].
وكم من رجل وامرأة كانا يجدان صعوبة في ترك بعض الذنوب ولكنهم لما التجئوا إلى الله وجدوا التوفيق والعون الرباني، وما أجمل الدعاء في السجود في تلك اللحظة " وأنت ساجد تكون قريباً من الله ".
قال صلى الله عليه وسلم: ( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا من الدعاء ) رواه مسلم [ 744 ] . فيا غالي ويا غالية " ابك في سجودك وأبشر بخير ".
2- المجاهدة؛ لا تظن أن ترك المعصية يكون بين يوم وليلة.. إن ذلك يحتاج إلى مجاهدة وصبر ومصابرة، ولكن اعلم أن المجاهدة دليل على صدقك في ترك الذنوب وربنا تبارك وتعالى يقول: (( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ))[العنكبوت:69].
3- معرفة عواقب المعصية ونتائجها؛ إنك كلما تفكرت في النتائج المترتبة على الذنوب فإنك حينها تستطيع تركها.
فمن عواقب الذنوب " الهم والغم والحزن والاكتئاب والضيق، والوحشة بينك وبين الله.. وغيرها من عواقب الذنوب " انظر كتاب " الجواب الكافي " لترى مجموعة من عواقب الذنوب التي ذكرها ابن القيم رحمه الله تعالى.
4- البعد عن أسبابها ومقوياتها؛ فإن كل معصية لها سبب يدفع لها ويقويها ويساهم في الاستمرار فيها، ومن أصول العلاج: البعد عن كل سبب يقوي المرض.
5- الحذر من رفيق السوء؛ فإن بعض الشباب يريد ترك المعصية ولكن صديقه يدفعه، وفي الحديث الصحيح: ( الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل ) حسن. صحيح الجامع [ 5858 ] .
فوصيتي لك: " ابتعد عن صديق السوء " قبل أن تكون ممن قال الله فيهم (( وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَا وَيْلَتَا لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلًا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنسَانِ خَذُولًا ))[الفرقان:27-29] .
6- تذكر فجأة الموت (( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ))[آل عمران:185] فهل تخيلت أن الموت قد يأتيك وأنت تنظر إلى القنوات؟ لو جاءك الموت وأنت تكلم تلك الفتاة؟ يا ترى لو فاجأك الموت وأنت نائم عن الصلاة؟ حينها ماذا تتمنى؟.
(( حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ))[المؤمنون:99-100] إنه يتمنى الرجوع إلى الحياة لا ليستمتع بها ولا ليسهر على القنوات بل ليعمل صالحاً.. نعم ليتوب.. ليصلي.. ليترك المحرمات.
7- تذكر عندما توضع على مغسلة الأموات عندما توضع على السرير لكي يغسلونك وأنت جثة هامدة لا تتحرك وهم يحركونك، هناك لن تنفعك الذنوب ولا السيئات.
8- تذكر عندما تحمل على الأكتاف سوف يحملونك وأنت جنازة، فيا سبحان الله أين قوتك ؟ أين شبابك ؟ أين كبرياءك ؟ أين أصدقاءك ؟؟ لن ينفعك هناك إلا عمل صالح قد فعلته.
9- تذكر عندما توضع في القبر هناك يتركك الأهل والأصحاب ولكن أعمالك ستدخل معك في قبرك.. فيا ترى ما هي الأعمال التي ستكون معك في قبرك.. هل هي القنوات؟ والملهيات؟ والصور والمجلات؟.
10- تذكر العرض على الله (( وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ))[البقرة:281] سوف تقف بين يدي الله يا من يسهر على القنوات.. نعم والله ستقف يا من ينام عن الصلوات.. يا من يسافر إلى بلاد الآثام.. (( يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ ))[الحاقة:18].
هناك من ينفعك؟ هناك من ينصرك؟ وأنت يا أختاه هناك من الذي سيقف إلى جانبك؟ يا من أهملت الحجاب.. يا من نمصت.. يا من لبست العباءة الضيقة والمطرزة أنسيت ذلك الموقف؟ ((وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ))[البقرة:223].
11- إذا أردت أن تترك المعصية فتذكر المرور على الصراط.. ذلك الجسر الذي يوضع على متن جهنم.. " أحد من السيف وأدق من الشعرة " قال تعالى: (( وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا ))[مريم:71].
قال العلماء: هذه الآية دليل على المرور على النار؛ هناك تضع قدمك لكي تعبر عليه والنار من تحتك والمكان مظلم.. والناس يتساقطون ويصيحون ويبكون.
ومن الناس من يثبته الله على الصراط لأنه " كان ممن يراقب الله ويخاف من الله ويعمل بطاعة الله ويبتعد عن معصية الله " قال تعالى: (( يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ ))[إبراهيم:27].
هناك تعرف قيمة الصلاة وقيمة الحسنات, في ذلك المكان تندم على كل نظرة وعلى كل كلمة لا ترضي الله هناك تبكي ولكن لا ينفع البكاء.
12- تذكر الميزان الذي يوضع يوم القيامة، وتوزن فيه الحسنات والسيئات.. إنه ميزان دقيق (( وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ ))[الأنبياء:47].
يا ترى هل تفكرت في هذا الميزان أخي الشاب؟ وأنت يا أختاه هل حاسبت نفسك على ذنوبك التي ستوضع في ذلك الميزان؟ (( فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ))[المؤمنون:102].
إنهم الذين حافظوا على طاعة الله.. إنهم الذين ابتعدوا عن الذنوب والعصيان... (( وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ ))[المؤمنون:103] إن الذي خف ميزانه هو الذي أساء في تعامله مع ربه.. هو الذي أعرض عن ربه.. هو الذي كثرت سيئاته وقلت حسناته.
13- تذكر الحوض الذي يكون لنبينا صلى الله عليه وسلم؛ طوله شهر وعرضه شهر, أحلى من العسل وأبيض من اللبن، وأطيب من المسك، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبداً، إن ذنوبك قد تمنعك من الشرب من ذلك الحوض، فاترك الذنوب الآن.
14- معرفة حقارة الدنيا ((وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ))[آل عمران:185] فكيف تؤثر الدنيا الحقيرة على الآخرة الباقية التي لانهاية لها، كيف تعمل معصية قد تحرمك من جنة عرضها السماوات والأرض؟.
15- الإرادة القوية؛ لا بد أن تكون صاحب إرادة قوية لكي تقوى على ترك الذنوب والشهوات.
16- تذكر اسم الرقيب ((وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا ))[الأحزاب:52] فالله يراقبك ويعلم بحالك ويراقب تحركاتك ونظراتك وسمعك وقلبك ((وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ ))[الأحزاب:51] فإذا دفعتك نفسك للذنوب فقل لنفسك: " إن الله يراني ".
17- احذر من أن تكون من هؤلاء: قال صلى الله عليه وسلم: ( ليأتين أقوام من أمتي بحسنات أمثال جبال تهامة يجعلها الله هباء منثوراً. قال الصحابة: منهم يا رسول الله ؟ قال: أما نهم مثلكم يصلون كما تصلون ويصومون كما تصومون ولهم من الليل مثل مالكم ولكنهم إذا خلو بمحارم الله انتهكوها ) صحيح. صحيح الترغيب والترهيب [ 2346 ].
نعم.. إنهم عندما يكونون لوحدهم يبدءون في ممارسة الذنوب والشهوات، فهذا يسهر على القنوات ولا يحب أن يعلم به أحد من أهله، وتلك الفتاة ترتكب السيئات عندما تغلق الباب على نفسها.. إنهم الذين لم يفكروا في نظر الله لهم ولم يبالوا باطلاع الله على أعمالهم.
18- تذكر شهادة الجوارح عليك.. تذكر يا أخي قبل أن تفعل أي معصية أن الجوارح التي سوف تعمل المعصية بها أنها ستشهد عليك وستفضحك ليس هنا بل في أرض المحشر (( الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ))[يس:65].
يا سبحان الله.. من أنطق اليدان؟ من أنطق القدمان؟ إنه الله جل في علاه.. وقال تعالى: (( حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ))[فصلت:20](( وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ ))[فصلت:21]. فلا إله إلا الله ما أعظم الله.
وأنت يا أختاه تذكري عندما تنطق الجوارح في ذلك اليوم العصيب، فيا حسرتاه على تلك النظرات، ويا أسفاه على تلك الكلمات.
19- تذكر كتابة الملائكة لأعمالك، فالملائكة تكتب أعمالك وأقوالك كما قال تعالى: (( وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ ))[الانفطار:10- 12] .
ولا يخفى عليهم شيء، وتستمر الملائكة في كتابة أعمالك حتى تخرج روحك من الحياة، وبعدما تموت.. ينتهي كتابك ولكن لك موعد معه في أرض المحشر عندما تُعطى ذلك الكتاب ويقول الله لك: (( اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا ))[الإسراء:14].
فيا ترى ماذا سوف تقرأ يا أخي المسلم.. يا من يسهر على المحرمات هل علمت بأن الملائكة قد كتبت عليك أعمالك؟ يا من يشرب الدخان هل تعلم أن الملائكة قد سجلت عليك خطاياك؟.
يا من ينام عن الصلوات هل تذكرت كتابة الملائكة لأعمالك؟ وأنت يا أختاه لقد كتب عليك الملائكة كل شيء.. وسوف تقرأين ذلك الكتاب يوم القيامة يوم الفضائح ((يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ ))[النبأ:40].
21- الزم الذين تنتفع برؤيتهم قبل كلامهم؛ لأن الإنسان يتأثر بمن يجالس و( المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل ) حسن. مختصر السلسلة الصحيحة [ 927 ] والقرين بالمقارن يقتدي.
وكم من إنسان أراد أن يترك الذنوب ولكن صديق السوء جعله يغير رأيه وقراره، وكم من شاب أراد الهداية ولكن صاحب السوء منعه من ذلك، وكم من فتاة قررت الرجوع إلى الله وترك الشهوات ولكن صديقة السوء هي السبب في استمرارها في طريق الضلالة.
فيا من يريد ترك المعاصي " ابتعد عن كل صديق يذكرك بها، وامسح رقم جواله، ولا تمر من أمام بيته " وسترى الهداية بإذن الله تعالى.
22- جالس التائبين من تلك المعصية ليخبروك بكيفية تركهم لها؛ لأن هؤلاء التائبين قد سبق أن فعلوا تلك المعاصي وسبقوك لها وعرفوا نهاياتها فأنت عندما تجلس معهم فسيخبروك بأن طريق الذنوب هو طريق الهموم والسموم والأحزان.
23- املأ فراغك " بأي شيء نافع من أمور الدين أو الدنيا " نعم.. لابد أن تملأ فراغك بأي شيء مباح سواء " لعب أو رياضة أو زيارة ونحو ذلك " لأن بقاءك فارغاً يعطي الشيطان فرصة في أن يوسوس لك بالذنوب والشهوات.
وأنت يا أختاه إن الفراغ سبب في بداية الضياع والانحراف فلا بد من الحرص على استغلال الوقت بما ينفع.
24- أخي.. أختي لابد من إيجاد البديل، فمثلاً: سماع الأناشيد الإسلامية النافعة والمؤثرة تعتبر بدلاً عن سماع الأغاني والموسيقى, والخروج للنزهة البريئة تعتبر بدلاً عن الخروج في الأمور المحرمة، والسفر للسياحة في البلاد المحافظة يعتبر بدلاً عن السفر للسياحة في بلاد الكفر والانحلال.
25- طلب العلم؛ لأن العلم ينير لك الطريق فتعرف به الخير من الشر، والعلم يبصرك بمداخل الشيطان عليك لكي تحذرها، والعلم يخبرك بالأمور التي ترفعك منازل عند الله تعالى، فاحرص على طلب العلم لعله يكون سبباً لابتعادك عن الشهوات.
26- دور الأب في تسهيل المعاصي، فيجب على الأب أن يساهم في تقليل المعاصي في البيت؛ وذلك بتطهير البيت من وجود أجهزة الفساد، والحرص على تربية الأبناء التربية الصحيحة.
27- علاقة الوالدين بالأبناء، فعلاقة المحبة والمودة والتفاهم بين الآباء والأبناء لها دور كبير في تقليل الذنوب؛ وذلك لأن بعض البيوت يغلب عليها التفكك الأسري مما يسبب الضياع والانحراف لدى الأبناء والبنات.
28- الاستغناء عن الكماليات؛ لأن الإسراف والتبذير والترف طريق الشيطان، والغنى من دوافع المعاصي.
29- دور الدعاة في تقليل المنكرات، وليعلم الدعاة - وفقهم الله - أن لهم دوراً كبيراً في تقليل الذنوب بسبب ما يقومون به من أنشطة دعوية، وكم من داعية كان سبباً في منع معصية أو تخفيفها، وكم من برنامج دعوي كان سبباً في هداية الشباب والفتيات.
30- التفكير في الفوائد المترتبة على ترك الذنوب، فلماذا لا تفكر في الفوائد التي تحصل لك عندما تترك المعاصي؛ فمنها: انشراح الصدر، وسلامة الروح وصفاء النفس، ومحبة الله والفوز بالجنة وغير ذلك.
31- تذكر قصص الهالكين، نعم.. إذا حدثتك نفسك بالذنوب فتذكر أولئك الشباب الذين ماتوا على ذنوبهم؛ فهذا مات وهو يعزف العود، وهذا مات وهو يستمع إلى شريط الغناء، وآخر مات وهو تارك للصلاة، فمن لهم الآن وهم في قبورهم؟.
لقد ماتوا وانقضت أعمارهم فهل نفعتهم تلك القنوات وتلك الشهوات؟ أين الشباب والقوة؟!.
وأنت يا أختاه تذكري قصص الفتيات الغافلات؛ فهذه تموت وهي مع صديقها في السيارة بعدما ارتكبت جريمة الزنا، وتلك تموت وقد لبست البنطلون الضيق لتفتن الرجال، ولكنها تموت وهذا البنطلون عليها فلما أرادوا خلعه بعد موتها إذا به يلتصق بجسدها ولا يخرج وإلا ومعه بعض الجلد والله المستعان.
32- تذكر لو كنت من أهل النار يوم تقلب في النار, قال تعالى: (( يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا ))[الأحزاب:66].
يا سبحان الله أين مكانهم؟! في النار، يتقلبون على النار، أين وجوههم؟ على النار. نعم.. تلك الوجوه التي كانت تنظر إلى الحرام.. تلك الأجساد التي لم تتقرب إلى الله سوف تتقلب في النار وبئس المصير.
33- تذكر أن الجوارح من النعم، فهل تذكرت ذلك الذي فقد سمعه أو بصره أو يده أو قدمه؟.
إن هؤلاء يتمنون أن تعود لهم جوارحهم لكي يستمتعوا بها ولكي يستخدموها فيما يرضي الله تعالى، ولكنك أخي وأنت يا أختاه ممن يبارزون الله بارتكاب الآثام بهذه الجوارح، فأين شكر النعم ؟!.
34- تذكر أنت لماذا موجود، حينها تعرف الغاية من سبب وجودك؛ إن الغاية من وجودك هي " العبادة " كما قال تعالى: (( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ))[الذاريات:56] فأنت لم تخلق لتلعب أو لتمرح أو.. بل لتعبد الله، فهل قمت بهذه الغاية ؟ أم أنك أضعت حياتك في اللهو واللعب ؟.
35- الصدق مع الله.. واعلم بأن من صدق مع الله في ترك الذنوب فسوف يشرح الله صدره ويفتح له أبواب التوبة.
36- اجعل والديك يدعوان لك؛ لأن دعاء الوالدين مستجاب.
37- أن تعلم أن الشيطان يريد إضلالك، وسيفعل كل ما يستطيع لأجل أن يعيدك إلى تلك الذنوب التي كنت تعملها.. قال تعالى: ((إِنَّمَا يَدْعُوا حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ ))[فاطر:6].
فاعرف ذلك واستعذ بالله منه (( وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ))[الأعراف:200].
38- ترك الصغائر؛ لأن الذي يتساهل في ارتكاب الصغائر سيقع في الكبائر.
39- إلقاء جميع آثار الجاهلية، فلا بد أن تزيل كل ما تبقى من آثار الجاهلية من الذنوب مثل " الصور.. سواء صور المجلات أو صور النساء في الجوال أو التي في الجرائد أو أشرطة الغناء.. الدش.. حبوب المخدرات.. الدخان.. أرقام الفتيات " لابد من إزالة جميع ما يذكرك بالماضي حتى لا تعود إليه.
40- اعلم أن الهداية لا تأتيك مجاناً، بل يلزمك أن تبحث عنها وتسعى لتحقيقها وتثبيتها في قلبك، وفي الحديث القدسي: ( يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم ) صحيح مسلم [ 4674 ] .
41- اليقين أن الابتلاء لا بد منه، فقد تسعى لترك المعصية ولكنك تتفاجأ وإذا بالفتنة تتزين لك من طريق آخر، وهكذا " جاهد نفسك " وفي الحديث: ( إذا أحب الله قوماً ابتلاهم ) صحيح. صحيح الترغيب والترهيب [ 3406 ] .
42- الجلوس مع العلماء الذين يبذلون للدين؛ لأنك عندما تجلس معهم فسوف ترى فيهم البذل للدين وعلو الهمة في معالي الأمور بحيث " تحتقر ذنوبك وشهواتك التي عملتها ".
43- استشعار عظمة الله، كما قال بعض السلف: " لا تنظر إلى صغر المعصية ولكن انظر عظمة من عصيت، فإن حدثتك نفسك بالمعصية فقل لنفسك أتدرين من تعصين ؟ ".
إنه الله جل في علاه.. إنه الله الذي لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء.. إنه الله الذي له ملك السماوات والأرض.. إنه الله الذي بيده مقاليد الأمور.. إنه الله الذي تسبح له الكائنات وتخضع له السماوات.
44- معرفة فضائل الصبر.. فاعلم يا أخي أنك عندما تعاني من الصبر على تلك المعصية أنك مأجور ولك من الحسنات ما لا يخطر في البال واقرأ في فضائل الصبر ((إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ))[البقرة:153] ((وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ ))[آل عمران:146] ((وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ ))[النحل:126].
والملائكة عند أبواب الجنة ترحب بأهل الجنة وتقول لهم: (( سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ ))[الرعد:24].
45- حسن الظن بالله والثقة به، وأن توقن أن الله قادر على أن يوفقك إلى الهداية وإلى ترك الذنوب، مهما كانت ذنوبك كثيرة أو صعبة.
46- وأخيراً: عليك بتقوية الإيمان والتقرب إلى الله بالأعمال الصالحة؛ لأن الله يقول: ( من تقرب مني شبراً تقربت منه ذراعاً، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة ) صحيح البخاري [ 6856 ].
وأسأل الله لي ولك التوفيق والثبات على الطريق الذي يرضي الله تعالى.
http://www.elfger.net/userfiles//2012/4/924185916/584.jpg
يا أيها التائب.. يا أيتها التائبة يا من يريد ترك الذنوب ارفع يديك إلى الذي يسمع الدعاء ويكشف البلاء، لعل الله أن يرى صدقك ودموعك وتضرعك فيعينك ويمنحك القوة على ترك الذنوب.
قال تعالى: (( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ))[غافر:60] وقال: (( أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ))[النمل:62].
وكم من رجل وامرأة كانا يجدان صعوبة في ترك بعض الذنوب ولكنهم لما التجئوا إلى الله وجدوا التوفيق والعون الرباني، وما أجمل الدعاء في السجود في تلك اللحظة " وأنت ساجد تكون قريباً من الله ".
قال صلى الله عليه وسلم: ( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا من الدعاء ) رواه مسلم [ 744 ] . فيا غالي ويا غالية " ابك في سجودك وأبشر بخير ".
2- المجاهدة؛ لا تظن أن ترك المعصية يكون بين يوم وليلة.. إن ذلك يحتاج إلى مجاهدة وصبر ومصابرة، ولكن اعلم أن المجاهدة دليل على صدقك في ترك الذنوب وربنا تبارك وتعالى يقول: (( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ))[العنكبوت:69].
3- معرفة عواقب المعصية ونتائجها؛ إنك كلما تفكرت في النتائج المترتبة على الذنوب فإنك حينها تستطيع تركها.
فمن عواقب الذنوب " الهم والغم والحزن والاكتئاب والضيق، والوحشة بينك وبين الله.. وغيرها من عواقب الذنوب " انظر كتاب " الجواب الكافي " لترى مجموعة من عواقب الذنوب التي ذكرها ابن القيم رحمه الله تعالى.
4- البعد عن أسبابها ومقوياتها؛ فإن كل معصية لها سبب يدفع لها ويقويها ويساهم في الاستمرار فيها، ومن أصول العلاج: البعد عن كل سبب يقوي المرض.
5- الحذر من رفيق السوء؛ فإن بعض الشباب يريد ترك المعصية ولكن صديقه يدفعه، وفي الحديث الصحيح: ( الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل ) حسن. صحيح الجامع [ 5858 ] .
فوصيتي لك: " ابتعد عن صديق السوء " قبل أن تكون ممن قال الله فيهم (( وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَا وَيْلَتَا لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلًا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنسَانِ خَذُولًا ))[الفرقان:27-29] .
6- تذكر فجأة الموت (( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ))[آل عمران:185] فهل تخيلت أن الموت قد يأتيك وأنت تنظر إلى القنوات؟ لو جاءك الموت وأنت تكلم تلك الفتاة؟ يا ترى لو فاجأك الموت وأنت نائم عن الصلاة؟ حينها ماذا تتمنى؟.
(( حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ))[المؤمنون:99-100] إنه يتمنى الرجوع إلى الحياة لا ليستمتع بها ولا ليسهر على القنوات بل ليعمل صالحاً.. نعم ليتوب.. ليصلي.. ليترك المحرمات.
7- تذكر عندما توضع على مغسلة الأموات عندما توضع على السرير لكي يغسلونك وأنت جثة هامدة لا تتحرك وهم يحركونك، هناك لن تنفعك الذنوب ولا السيئات.
8- تذكر عندما تحمل على الأكتاف سوف يحملونك وأنت جنازة، فيا سبحان الله أين قوتك ؟ أين شبابك ؟ أين كبرياءك ؟ أين أصدقاءك ؟؟ لن ينفعك هناك إلا عمل صالح قد فعلته.
9- تذكر عندما توضع في القبر هناك يتركك الأهل والأصحاب ولكن أعمالك ستدخل معك في قبرك.. فيا ترى ما هي الأعمال التي ستكون معك في قبرك.. هل هي القنوات؟ والملهيات؟ والصور والمجلات؟.
10- تذكر العرض على الله (( وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ))[البقرة:281] سوف تقف بين يدي الله يا من يسهر على القنوات.. نعم والله ستقف يا من ينام عن الصلوات.. يا من يسافر إلى بلاد الآثام.. (( يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ ))[الحاقة:18].
هناك من ينفعك؟ هناك من ينصرك؟ وأنت يا أختاه هناك من الذي سيقف إلى جانبك؟ يا من أهملت الحجاب.. يا من نمصت.. يا من لبست العباءة الضيقة والمطرزة أنسيت ذلك الموقف؟ ((وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ))[البقرة:223].
11- إذا أردت أن تترك المعصية فتذكر المرور على الصراط.. ذلك الجسر الذي يوضع على متن جهنم.. " أحد من السيف وأدق من الشعرة " قال تعالى: (( وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا ))[مريم:71].
قال العلماء: هذه الآية دليل على المرور على النار؛ هناك تضع قدمك لكي تعبر عليه والنار من تحتك والمكان مظلم.. والناس يتساقطون ويصيحون ويبكون.
ومن الناس من يثبته الله على الصراط لأنه " كان ممن يراقب الله ويخاف من الله ويعمل بطاعة الله ويبتعد عن معصية الله " قال تعالى: (( يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ ))[إبراهيم:27].
هناك تعرف قيمة الصلاة وقيمة الحسنات, في ذلك المكان تندم على كل نظرة وعلى كل كلمة لا ترضي الله هناك تبكي ولكن لا ينفع البكاء.
12- تذكر الميزان الذي يوضع يوم القيامة، وتوزن فيه الحسنات والسيئات.. إنه ميزان دقيق (( وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ ))[الأنبياء:47].
يا ترى هل تفكرت في هذا الميزان أخي الشاب؟ وأنت يا أختاه هل حاسبت نفسك على ذنوبك التي ستوضع في ذلك الميزان؟ (( فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ))[المؤمنون:102].
إنهم الذين حافظوا على طاعة الله.. إنهم الذين ابتعدوا عن الذنوب والعصيان... (( وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ ))[المؤمنون:103] إن الذي خف ميزانه هو الذي أساء في تعامله مع ربه.. هو الذي أعرض عن ربه.. هو الذي كثرت سيئاته وقلت حسناته.
13- تذكر الحوض الذي يكون لنبينا صلى الله عليه وسلم؛ طوله شهر وعرضه شهر, أحلى من العسل وأبيض من اللبن، وأطيب من المسك، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبداً، إن ذنوبك قد تمنعك من الشرب من ذلك الحوض، فاترك الذنوب الآن.
14- معرفة حقارة الدنيا ((وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ))[آل عمران:185] فكيف تؤثر الدنيا الحقيرة على الآخرة الباقية التي لانهاية لها، كيف تعمل معصية قد تحرمك من جنة عرضها السماوات والأرض؟.
15- الإرادة القوية؛ لا بد أن تكون صاحب إرادة قوية لكي تقوى على ترك الذنوب والشهوات.
16- تذكر اسم الرقيب ((وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا ))[الأحزاب:52] فالله يراقبك ويعلم بحالك ويراقب تحركاتك ونظراتك وسمعك وقلبك ((وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ ))[الأحزاب:51] فإذا دفعتك نفسك للذنوب فقل لنفسك: " إن الله يراني ".
17- احذر من أن تكون من هؤلاء: قال صلى الله عليه وسلم: ( ليأتين أقوام من أمتي بحسنات أمثال جبال تهامة يجعلها الله هباء منثوراً. قال الصحابة: منهم يا رسول الله ؟ قال: أما نهم مثلكم يصلون كما تصلون ويصومون كما تصومون ولهم من الليل مثل مالكم ولكنهم إذا خلو بمحارم الله انتهكوها ) صحيح. صحيح الترغيب والترهيب [ 2346 ].
نعم.. إنهم عندما يكونون لوحدهم يبدءون في ممارسة الذنوب والشهوات، فهذا يسهر على القنوات ولا يحب أن يعلم به أحد من أهله، وتلك الفتاة ترتكب السيئات عندما تغلق الباب على نفسها.. إنهم الذين لم يفكروا في نظر الله لهم ولم يبالوا باطلاع الله على أعمالهم.
18- تذكر شهادة الجوارح عليك.. تذكر يا أخي قبل أن تفعل أي معصية أن الجوارح التي سوف تعمل المعصية بها أنها ستشهد عليك وستفضحك ليس هنا بل في أرض المحشر (( الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ))[يس:65].
يا سبحان الله.. من أنطق اليدان؟ من أنطق القدمان؟ إنه الله جل في علاه.. وقال تعالى: (( حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ))[فصلت:20](( وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ ))[فصلت:21]. فلا إله إلا الله ما أعظم الله.
وأنت يا أختاه تذكري عندما تنطق الجوارح في ذلك اليوم العصيب، فيا حسرتاه على تلك النظرات، ويا أسفاه على تلك الكلمات.
19- تذكر كتابة الملائكة لأعمالك، فالملائكة تكتب أعمالك وأقوالك كما قال تعالى: (( وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ ))[الانفطار:10- 12] .
ولا يخفى عليهم شيء، وتستمر الملائكة في كتابة أعمالك حتى تخرج روحك من الحياة، وبعدما تموت.. ينتهي كتابك ولكن لك موعد معه في أرض المحشر عندما تُعطى ذلك الكتاب ويقول الله لك: (( اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا ))[الإسراء:14].
فيا ترى ماذا سوف تقرأ يا أخي المسلم.. يا من يسهر على المحرمات هل علمت بأن الملائكة قد كتبت عليك أعمالك؟ يا من يشرب الدخان هل تعلم أن الملائكة قد سجلت عليك خطاياك؟.
يا من ينام عن الصلوات هل تذكرت كتابة الملائكة لأعمالك؟ وأنت يا أختاه لقد كتب عليك الملائكة كل شيء.. وسوف تقرأين ذلك الكتاب يوم القيامة يوم الفضائح ((يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ ))[النبأ:40].
21- الزم الذين تنتفع برؤيتهم قبل كلامهم؛ لأن الإنسان يتأثر بمن يجالس و( المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل ) حسن. مختصر السلسلة الصحيحة [ 927 ] والقرين بالمقارن يقتدي.
وكم من إنسان أراد أن يترك الذنوب ولكن صديق السوء جعله يغير رأيه وقراره، وكم من شاب أراد الهداية ولكن صاحب السوء منعه من ذلك، وكم من فتاة قررت الرجوع إلى الله وترك الشهوات ولكن صديقة السوء هي السبب في استمرارها في طريق الضلالة.
فيا من يريد ترك المعاصي " ابتعد عن كل صديق يذكرك بها، وامسح رقم جواله، ولا تمر من أمام بيته " وسترى الهداية بإذن الله تعالى.
22- جالس التائبين من تلك المعصية ليخبروك بكيفية تركهم لها؛ لأن هؤلاء التائبين قد سبق أن فعلوا تلك المعاصي وسبقوك لها وعرفوا نهاياتها فأنت عندما تجلس معهم فسيخبروك بأن طريق الذنوب هو طريق الهموم والسموم والأحزان.
23- املأ فراغك " بأي شيء نافع من أمور الدين أو الدنيا " نعم.. لابد أن تملأ فراغك بأي شيء مباح سواء " لعب أو رياضة أو زيارة ونحو ذلك " لأن بقاءك فارغاً يعطي الشيطان فرصة في أن يوسوس لك بالذنوب والشهوات.
وأنت يا أختاه إن الفراغ سبب في بداية الضياع والانحراف فلا بد من الحرص على استغلال الوقت بما ينفع.
24- أخي.. أختي لابد من إيجاد البديل، فمثلاً: سماع الأناشيد الإسلامية النافعة والمؤثرة تعتبر بدلاً عن سماع الأغاني والموسيقى, والخروج للنزهة البريئة تعتبر بدلاً عن الخروج في الأمور المحرمة، والسفر للسياحة في البلاد المحافظة يعتبر بدلاً عن السفر للسياحة في بلاد الكفر والانحلال.
25- طلب العلم؛ لأن العلم ينير لك الطريق فتعرف به الخير من الشر، والعلم يبصرك بمداخل الشيطان عليك لكي تحذرها، والعلم يخبرك بالأمور التي ترفعك منازل عند الله تعالى، فاحرص على طلب العلم لعله يكون سبباً لابتعادك عن الشهوات.
26- دور الأب في تسهيل المعاصي، فيجب على الأب أن يساهم في تقليل المعاصي في البيت؛ وذلك بتطهير البيت من وجود أجهزة الفساد، والحرص على تربية الأبناء التربية الصحيحة.
27- علاقة الوالدين بالأبناء، فعلاقة المحبة والمودة والتفاهم بين الآباء والأبناء لها دور كبير في تقليل الذنوب؛ وذلك لأن بعض البيوت يغلب عليها التفكك الأسري مما يسبب الضياع والانحراف لدى الأبناء والبنات.
28- الاستغناء عن الكماليات؛ لأن الإسراف والتبذير والترف طريق الشيطان، والغنى من دوافع المعاصي.
29- دور الدعاة في تقليل المنكرات، وليعلم الدعاة - وفقهم الله - أن لهم دوراً كبيراً في تقليل الذنوب بسبب ما يقومون به من أنشطة دعوية، وكم من داعية كان سبباً في منع معصية أو تخفيفها، وكم من برنامج دعوي كان سبباً في هداية الشباب والفتيات.
30- التفكير في الفوائد المترتبة على ترك الذنوب، فلماذا لا تفكر في الفوائد التي تحصل لك عندما تترك المعاصي؛ فمنها: انشراح الصدر، وسلامة الروح وصفاء النفس، ومحبة الله والفوز بالجنة وغير ذلك.
31- تذكر قصص الهالكين، نعم.. إذا حدثتك نفسك بالذنوب فتذكر أولئك الشباب الذين ماتوا على ذنوبهم؛ فهذا مات وهو يعزف العود، وهذا مات وهو يستمع إلى شريط الغناء، وآخر مات وهو تارك للصلاة، فمن لهم الآن وهم في قبورهم؟.
لقد ماتوا وانقضت أعمارهم فهل نفعتهم تلك القنوات وتلك الشهوات؟ أين الشباب والقوة؟!.
وأنت يا أختاه تذكري قصص الفتيات الغافلات؛ فهذه تموت وهي مع صديقها في السيارة بعدما ارتكبت جريمة الزنا، وتلك تموت وقد لبست البنطلون الضيق لتفتن الرجال، ولكنها تموت وهذا البنطلون عليها فلما أرادوا خلعه بعد موتها إذا به يلتصق بجسدها ولا يخرج وإلا ومعه بعض الجلد والله المستعان.
32- تذكر لو كنت من أهل النار يوم تقلب في النار, قال تعالى: (( يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا ))[الأحزاب:66].
يا سبحان الله أين مكانهم؟! في النار، يتقلبون على النار، أين وجوههم؟ على النار. نعم.. تلك الوجوه التي كانت تنظر إلى الحرام.. تلك الأجساد التي لم تتقرب إلى الله سوف تتقلب في النار وبئس المصير.
33- تذكر أن الجوارح من النعم، فهل تذكرت ذلك الذي فقد سمعه أو بصره أو يده أو قدمه؟.
إن هؤلاء يتمنون أن تعود لهم جوارحهم لكي يستمتعوا بها ولكي يستخدموها فيما يرضي الله تعالى، ولكنك أخي وأنت يا أختاه ممن يبارزون الله بارتكاب الآثام بهذه الجوارح، فأين شكر النعم ؟!.
34- تذكر أنت لماذا موجود، حينها تعرف الغاية من سبب وجودك؛ إن الغاية من وجودك هي " العبادة " كما قال تعالى: (( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ))[الذاريات:56] فأنت لم تخلق لتلعب أو لتمرح أو.. بل لتعبد الله، فهل قمت بهذه الغاية ؟ أم أنك أضعت حياتك في اللهو واللعب ؟.
35- الصدق مع الله.. واعلم بأن من صدق مع الله في ترك الذنوب فسوف يشرح الله صدره ويفتح له أبواب التوبة.
36- اجعل والديك يدعوان لك؛ لأن دعاء الوالدين مستجاب.
37- أن تعلم أن الشيطان يريد إضلالك، وسيفعل كل ما يستطيع لأجل أن يعيدك إلى تلك الذنوب التي كنت تعملها.. قال تعالى: ((إِنَّمَا يَدْعُوا حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ ))[فاطر:6].
فاعرف ذلك واستعذ بالله منه (( وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ))[الأعراف:200].
38- ترك الصغائر؛ لأن الذي يتساهل في ارتكاب الصغائر سيقع في الكبائر.
39- إلقاء جميع آثار الجاهلية، فلا بد أن تزيل كل ما تبقى من آثار الجاهلية من الذنوب مثل " الصور.. سواء صور المجلات أو صور النساء في الجوال أو التي في الجرائد أو أشرطة الغناء.. الدش.. حبوب المخدرات.. الدخان.. أرقام الفتيات " لابد من إزالة جميع ما يذكرك بالماضي حتى لا تعود إليه.
40- اعلم أن الهداية لا تأتيك مجاناً، بل يلزمك أن تبحث عنها وتسعى لتحقيقها وتثبيتها في قلبك، وفي الحديث القدسي: ( يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم ) صحيح مسلم [ 4674 ] .
41- اليقين أن الابتلاء لا بد منه، فقد تسعى لترك المعصية ولكنك تتفاجأ وإذا بالفتنة تتزين لك من طريق آخر، وهكذا " جاهد نفسك " وفي الحديث: ( إذا أحب الله قوماً ابتلاهم ) صحيح. صحيح الترغيب والترهيب [ 3406 ] .
42- الجلوس مع العلماء الذين يبذلون للدين؛ لأنك عندما تجلس معهم فسوف ترى فيهم البذل للدين وعلو الهمة في معالي الأمور بحيث " تحتقر ذنوبك وشهواتك التي عملتها ".
43- استشعار عظمة الله، كما قال بعض السلف: " لا تنظر إلى صغر المعصية ولكن انظر عظمة من عصيت، فإن حدثتك نفسك بالمعصية فقل لنفسك أتدرين من تعصين ؟ ".
إنه الله جل في علاه.. إنه الله الذي لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء.. إنه الله الذي له ملك السماوات والأرض.. إنه الله الذي بيده مقاليد الأمور.. إنه الله الذي تسبح له الكائنات وتخضع له السماوات.
44- معرفة فضائل الصبر.. فاعلم يا أخي أنك عندما تعاني من الصبر على تلك المعصية أنك مأجور ولك من الحسنات ما لا يخطر في البال واقرأ في فضائل الصبر ((إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ))[البقرة:153] ((وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ ))[آل عمران:146] ((وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ ))[النحل:126].
والملائكة عند أبواب الجنة ترحب بأهل الجنة وتقول لهم: (( سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ ))[الرعد:24].
45- حسن الظن بالله والثقة به، وأن توقن أن الله قادر على أن يوفقك إلى الهداية وإلى ترك الذنوب، مهما كانت ذنوبك كثيرة أو صعبة.
46- وأخيراً: عليك بتقوية الإيمان والتقرب إلى الله بالأعمال الصالحة؛ لأن الله يقول: ( من تقرب مني شبراً تقربت منه ذراعاً، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة ) صحيح البخاري [ 6856 ].
وأسأل الله لي ولك التوفيق والثبات على الطريق الذي يرضي الله تعالى.