دانة الكون
01-06-2012, 08:35 PM
أبو سعيد الخدرى
سعد بن مالك بن سنان بن ثعلبة بن عبيد بن الأبجر الأنصارى الخزرجى أبو سعيد الخدري صحابي وابن صحابي رضي الله عنهما .
استصغره النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد .
قال أبو سعيد : عرضت يوم أحد على النبي صلى الله عليه وسلم وأنا ابن ثلاث عشرة ، فجعل أبى يأخذ بيدى ويقول : يا رسول الله إنه عبل العظام . وجعل نبى الله صلى الله عليه وسلم يصعد في النظر ويصوبه ثم قال : " رده " فردنى (سير أعلام النبلاء – 3/169 )
واستشهد أبوه مالك رضي الله عنه بأحد وغزا أبو سعيد ما بعد أحد فشهد الخندق وبيعة الرضوان وغيرهما .
قال الإمام الذهبى : الإمام المجاهد مفتى المدينة حدث عن النبي صلى الله عليه وسلم فأكثر وأطاب ( سير أعلام النبلاء – 3/168 )
وهو من المكثرين من الحديث وكان من أفقه أحداث الصحابة. قال الخطيب : كان من أفاضل الصحابة وحفظ حديثاً كثيرًا .
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم الكثير ، وعن الخلفاء الأربعة ، وغيرهم .
روى عنه من الصحابة ابن عباس وابن عمر وجابر ، وغيرهم .
وروى عنه من كبار التابعين سعـيد بن المسيب ، وأبو عثمان النهدي ، وطارق ابن شهاب ، ومن بعدهم عطاء ، ومجاهد ، وغيرهم .
روى أبو سعيد الخدرى ألفاً ومائة وسبعين حديثاً بالمكرر اتفق البخارى ومسلم على ثلاثة وأربعين حديثاً وانفرد البخارى بستة عشر حديثاً وانفرد مسلم باثنين وخمسين حديثاً .
كان أبو سعيد ممن بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن لا تأخذهم في الله لومة لائم .
عن سهل بن سعد عن أبيه عن جده قال : بايعت النبي صلى الله عليه وسلم أنا وأبو ذر وعبادة بن الصامت ومحمد بن مسلمة وأبو سعيد الخدري وسادس على أن لا تأخذنا في الله لومة لائم فاستقال السادس فأقاله (الإصابة في تمييز الصحابة – 2/35 )
كان رضي الله عنه عفيف النفس شديد الامتثال لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم والأخذ بنصحه وإرشاده ولثقته المطلقة بوعد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم لما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يعد المتعففين عن المسألة بأن الله تعالى سيغنيهم من فضله وإحسانه وقد جاء يسأل الرسول صلى الله عليه وسلم وقد بلغت به الحاجة مبلغاً عظيمًا حتى أنه ربط على بطنه الحجر من شدة الجوع إلا أنه آثر الصبر والاحتمال رجاء ما عند الله تعالى وقد تحقق له ما وعد به رسول الله صلى الله عليه وسلم فأغناه الله من فضله .
عَنْ هِلاَلِ بْنِ حِصْنٍ قَالَ : نَزَلْتُ عَلَى أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ فَضَمَّنِى وَ إِيَّاهُ الْمَجْلِسُ - قَالَ - فَحَدَّثَ أَنَّهُ أَصْبَحَ ذَاتَ يَوْمٍ وَقَدْ عَصَبَ عَلَى بَطْنِهِ حَجَراً مِنَ الْجُوعِ فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ أَوْ أُمُّهُ : ائْتِ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم فَاسْأَلْهُ فَقَدْ أَتَاهُ فُلاَنٌ فَسَأَلَهُ فَأَعْطَاهُ وَأَتَاهُ فُلاَنٌ فَسَأَلَهُ فَأَعْطَاهُ . فَقَالَ : قُلْتُ : حَتَّى ألْتَمِسَ شَيْئاً - قَالَ - فَالْتَمَسْتُ فَأَتَيْتُهُ - قَالَ حَجَّاجٌ : فَلَمْ أَجِدْ شَيْئاً فَأَتَيْتُهُ - وَهُوَ يَخْطُبُ فَأَدْرَكْتُ مِنْ قَوْلِهِ وَهُوَ يَقُولُ : « مَنِ اسْتَعَفَّ يُعِفَّهُ اللَّهُ وَمَنِ اسْتَغْنَى يُغْنِهِ اللَّهُ وَمَنْ سَأَلَنَا إِمَّا أَنْ نَبْذُلَ لَهُ وَ إِمَّا أَنْ نُوَاسِيَهُ - أَبُو حَمْزَةَ الشَّاكُّ - وَمَنْ يَسْتَعِفُّ عَنَّا أَوْ يَسْتَغْنِى أَحَبُّ إِلَيْنَا مِمَّنْ يَسْأَلُنَا » . قَالَ : فَرَجَعْتُ فَمَا سَأَلْتُهُ شَيْئاً فَمَا زَالَ اللَّهُ تعالى يَرْزُقُنَا حَتَّى مَا أَعْلَمُ فِي الأَنْصَارِ أَهْلَ بَيْتٍ أَكْثَرَ أَمْوَالاً مِنَّا
( أخرجه أحمد 3/44 . وأصل هذا الحديث فى الصحيحين بقصة أخرى غير هذه القصة راجع :
أ ـ صحيح البخارى ـ كتاب الزكاة ـ باب الاستعفاف عن المسألة 2/151-152 .
ب ـ صحيح مسلم بشرح النووى ـ كتاب الزكاة ـ باب التحذير من الاغترار بزينة الدنيا 7/144-145 )
كان أبو سعيد الخدري رضي الله عنه قوالاً بالحق لا يخاف في الله لومة لائم ، وموقفه من الرجل الذي أنكر على مروان بن الحكم تقديم خطبة العيد على الصلاة ، يشهد بذلك فلم يكتف أبو سعيد الخدري بتعضيده ، بل أنكر بيده حيث جذب مروان محاولاً منعه من صعود المنبر لأداء الخطبة قبل الصلاة ، غير أن مروان تغلب عليه وصعد المنبر وخطب قبل الصلاة ، كما جاء ذلك في صحيح مسلم.
ولم يكتف أبو سعيد الخدرى بتعضيد الذى أنكر على مروان بل أنكر أبو سعيد الخدرى على مروان بن الحكم تقديم الخطبة على الصلاة ولم يكتف أبو سعيد بالإنكار باللسان بل أنكر بيده حيث جذب مروان محاولاً منعه من صعود المنبر لأداء الخطبة قبل الصلاة وكانا قد جاءا معًا غير أن مروان تغلب عليه وصعد المنبر وخطب قبل الصلاة كما جاء ذلك فى الصحيحين.
عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : « لاَ يَمْنَعَنَّ أَحَدَكُمْ مَخَافَةُ النَّاسِ أَنْ يَقُولَ بِالْحَقِّ إِذَا شَهِدَهُ أَوْ عَلِمَهُ » . قَالَ أَبُو سَعِيدٍ فَحَمَلَنِي عَلَى ذَلِكَ أَنْ رَكِبْتُ إِلَى مُعَاوِيَةَ فَمَلأْتُ أُذُنَيْهِ ثُمَّ رَجَعْتُ(الإصابة فى تمييز الصحابة 2/35)
أسباب إكثار أبي سعيد الخدري رضي الله عنه من الرواية
نستطيع حصر أسباب إكثار أبي سعيد الخدري رضي الله عنه من الرواية في النقاط الآتية :
1 – أسلم أبو سعيد الخدري صغيرًا ، فكان له عند قدوم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة إحدى عشرة سنة ، وهذا هو سن الحفظ والتحصيل ، حيث يكون الذهن صافيًا والصوارف عن الحفظ ضعيفة .
2 – طول ملازمة أبي سعيد الخدري رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم ، فلقد لازم النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنوات مدة إقامته بالمدينة المنورة ولم يفارقه .
3 – تعدد مصادر التحمل بالنسبة لأبي سعيد ، فكما تحمل الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم فلقد تحمل الحديث عن كبار الصحابة ، فروى عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وزيد بن ثابت وغيرهم رضي الله عنهم.
4 – تخففه من الدنيا وتفرغه للتحديث والفقه ، فكان أحد الفقهاء المجتهدين .
5 – كثرة تلاميذه الذين أخذوا عنه الحديث ، فلقد حدث عنه خلق كثير من الصحابة والتابعين ، فحدث عنه ابن عمر وجابر وأنس وجماعة من أقرانه ، وقام هؤلاء بتبليغ ما سمعوا منه .
6 – تأخر وفاة أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، فلقد عاش بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم فترة زمنية طويلة ، نحو خمس وستين سنة ، وفي هذه الفترة احتاج الناس إلى علمه ، فتكاثر عليه طلاب العلم ينهلون من علمه ويحفظون عنه ما سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
توفى سنة أربع وسبعين من الهجرة رضي الله عنه
( سير أعلام النبلاء – 3/168 ؛ الإصابة في تمييز الصحابة – 2/35 )
ملحوظة :
يلاحظ أن المكثرين من رواية الحديث من الصحابة بينهم قاسم مشترك يجمعهم يتمثل فيما يأتي :
1 – طول ملازمة النبي صلى الله عليه وسلم ، وإن كان بينهم تفاوت في مدة الملازمة .
2 – تعدد مصادر التحمل ، فكما تحملوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تحملوا عن إخوانهم من كبار الصحابة ، وإن كانوا في الأعم الأغلب يحذفون الواسطة بينهم وبين الرسول صلى الله عليه وسلم لثقتهم بمن حدثوهم .
3 – تأخر وفاتهم ، فلقد مكثوا بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم فترة زمنية احتاج الناس فيها إلى علمهم .
4 – لم ينفردوا بما حدثوا به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بل شاركهم غيرهم من الصحابة في رواية كثير مما رووا.
سعد بن مالك بن سنان بن ثعلبة بن عبيد بن الأبجر الأنصارى الخزرجى أبو سعيد الخدري صحابي وابن صحابي رضي الله عنهما .
استصغره النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد .
قال أبو سعيد : عرضت يوم أحد على النبي صلى الله عليه وسلم وأنا ابن ثلاث عشرة ، فجعل أبى يأخذ بيدى ويقول : يا رسول الله إنه عبل العظام . وجعل نبى الله صلى الله عليه وسلم يصعد في النظر ويصوبه ثم قال : " رده " فردنى (سير أعلام النبلاء – 3/169 )
واستشهد أبوه مالك رضي الله عنه بأحد وغزا أبو سعيد ما بعد أحد فشهد الخندق وبيعة الرضوان وغيرهما .
قال الإمام الذهبى : الإمام المجاهد مفتى المدينة حدث عن النبي صلى الله عليه وسلم فأكثر وأطاب ( سير أعلام النبلاء – 3/168 )
وهو من المكثرين من الحديث وكان من أفقه أحداث الصحابة. قال الخطيب : كان من أفاضل الصحابة وحفظ حديثاً كثيرًا .
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم الكثير ، وعن الخلفاء الأربعة ، وغيرهم .
روى عنه من الصحابة ابن عباس وابن عمر وجابر ، وغيرهم .
وروى عنه من كبار التابعين سعـيد بن المسيب ، وأبو عثمان النهدي ، وطارق ابن شهاب ، ومن بعدهم عطاء ، ومجاهد ، وغيرهم .
روى أبو سعيد الخدرى ألفاً ومائة وسبعين حديثاً بالمكرر اتفق البخارى ومسلم على ثلاثة وأربعين حديثاً وانفرد البخارى بستة عشر حديثاً وانفرد مسلم باثنين وخمسين حديثاً .
كان أبو سعيد ممن بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن لا تأخذهم في الله لومة لائم .
عن سهل بن سعد عن أبيه عن جده قال : بايعت النبي صلى الله عليه وسلم أنا وأبو ذر وعبادة بن الصامت ومحمد بن مسلمة وأبو سعيد الخدري وسادس على أن لا تأخذنا في الله لومة لائم فاستقال السادس فأقاله (الإصابة في تمييز الصحابة – 2/35 )
كان رضي الله عنه عفيف النفس شديد الامتثال لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم والأخذ بنصحه وإرشاده ولثقته المطلقة بوعد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم لما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يعد المتعففين عن المسألة بأن الله تعالى سيغنيهم من فضله وإحسانه وقد جاء يسأل الرسول صلى الله عليه وسلم وقد بلغت به الحاجة مبلغاً عظيمًا حتى أنه ربط على بطنه الحجر من شدة الجوع إلا أنه آثر الصبر والاحتمال رجاء ما عند الله تعالى وقد تحقق له ما وعد به رسول الله صلى الله عليه وسلم فأغناه الله من فضله .
عَنْ هِلاَلِ بْنِ حِصْنٍ قَالَ : نَزَلْتُ عَلَى أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ فَضَمَّنِى وَ إِيَّاهُ الْمَجْلِسُ - قَالَ - فَحَدَّثَ أَنَّهُ أَصْبَحَ ذَاتَ يَوْمٍ وَقَدْ عَصَبَ عَلَى بَطْنِهِ حَجَراً مِنَ الْجُوعِ فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ أَوْ أُمُّهُ : ائْتِ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم فَاسْأَلْهُ فَقَدْ أَتَاهُ فُلاَنٌ فَسَأَلَهُ فَأَعْطَاهُ وَأَتَاهُ فُلاَنٌ فَسَأَلَهُ فَأَعْطَاهُ . فَقَالَ : قُلْتُ : حَتَّى ألْتَمِسَ شَيْئاً - قَالَ - فَالْتَمَسْتُ فَأَتَيْتُهُ - قَالَ حَجَّاجٌ : فَلَمْ أَجِدْ شَيْئاً فَأَتَيْتُهُ - وَهُوَ يَخْطُبُ فَأَدْرَكْتُ مِنْ قَوْلِهِ وَهُوَ يَقُولُ : « مَنِ اسْتَعَفَّ يُعِفَّهُ اللَّهُ وَمَنِ اسْتَغْنَى يُغْنِهِ اللَّهُ وَمَنْ سَأَلَنَا إِمَّا أَنْ نَبْذُلَ لَهُ وَ إِمَّا أَنْ نُوَاسِيَهُ - أَبُو حَمْزَةَ الشَّاكُّ - وَمَنْ يَسْتَعِفُّ عَنَّا أَوْ يَسْتَغْنِى أَحَبُّ إِلَيْنَا مِمَّنْ يَسْأَلُنَا » . قَالَ : فَرَجَعْتُ فَمَا سَأَلْتُهُ شَيْئاً فَمَا زَالَ اللَّهُ تعالى يَرْزُقُنَا حَتَّى مَا أَعْلَمُ فِي الأَنْصَارِ أَهْلَ بَيْتٍ أَكْثَرَ أَمْوَالاً مِنَّا
( أخرجه أحمد 3/44 . وأصل هذا الحديث فى الصحيحين بقصة أخرى غير هذه القصة راجع :
أ ـ صحيح البخارى ـ كتاب الزكاة ـ باب الاستعفاف عن المسألة 2/151-152 .
ب ـ صحيح مسلم بشرح النووى ـ كتاب الزكاة ـ باب التحذير من الاغترار بزينة الدنيا 7/144-145 )
كان أبو سعيد الخدري رضي الله عنه قوالاً بالحق لا يخاف في الله لومة لائم ، وموقفه من الرجل الذي أنكر على مروان بن الحكم تقديم خطبة العيد على الصلاة ، يشهد بذلك فلم يكتف أبو سعيد الخدري بتعضيده ، بل أنكر بيده حيث جذب مروان محاولاً منعه من صعود المنبر لأداء الخطبة قبل الصلاة ، غير أن مروان تغلب عليه وصعد المنبر وخطب قبل الصلاة ، كما جاء ذلك في صحيح مسلم.
ولم يكتف أبو سعيد الخدرى بتعضيد الذى أنكر على مروان بل أنكر أبو سعيد الخدرى على مروان بن الحكم تقديم الخطبة على الصلاة ولم يكتف أبو سعيد بالإنكار باللسان بل أنكر بيده حيث جذب مروان محاولاً منعه من صعود المنبر لأداء الخطبة قبل الصلاة وكانا قد جاءا معًا غير أن مروان تغلب عليه وصعد المنبر وخطب قبل الصلاة كما جاء ذلك فى الصحيحين.
عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : « لاَ يَمْنَعَنَّ أَحَدَكُمْ مَخَافَةُ النَّاسِ أَنْ يَقُولَ بِالْحَقِّ إِذَا شَهِدَهُ أَوْ عَلِمَهُ » . قَالَ أَبُو سَعِيدٍ فَحَمَلَنِي عَلَى ذَلِكَ أَنْ رَكِبْتُ إِلَى مُعَاوِيَةَ فَمَلأْتُ أُذُنَيْهِ ثُمَّ رَجَعْتُ(الإصابة فى تمييز الصحابة 2/35)
أسباب إكثار أبي سعيد الخدري رضي الله عنه من الرواية
نستطيع حصر أسباب إكثار أبي سعيد الخدري رضي الله عنه من الرواية في النقاط الآتية :
1 – أسلم أبو سعيد الخدري صغيرًا ، فكان له عند قدوم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة إحدى عشرة سنة ، وهذا هو سن الحفظ والتحصيل ، حيث يكون الذهن صافيًا والصوارف عن الحفظ ضعيفة .
2 – طول ملازمة أبي سعيد الخدري رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم ، فلقد لازم النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنوات مدة إقامته بالمدينة المنورة ولم يفارقه .
3 – تعدد مصادر التحمل بالنسبة لأبي سعيد ، فكما تحمل الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم فلقد تحمل الحديث عن كبار الصحابة ، فروى عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وزيد بن ثابت وغيرهم رضي الله عنهم.
4 – تخففه من الدنيا وتفرغه للتحديث والفقه ، فكان أحد الفقهاء المجتهدين .
5 – كثرة تلاميذه الذين أخذوا عنه الحديث ، فلقد حدث عنه خلق كثير من الصحابة والتابعين ، فحدث عنه ابن عمر وجابر وأنس وجماعة من أقرانه ، وقام هؤلاء بتبليغ ما سمعوا منه .
6 – تأخر وفاة أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، فلقد عاش بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم فترة زمنية طويلة ، نحو خمس وستين سنة ، وفي هذه الفترة احتاج الناس إلى علمه ، فتكاثر عليه طلاب العلم ينهلون من علمه ويحفظون عنه ما سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
توفى سنة أربع وسبعين من الهجرة رضي الله عنه
( سير أعلام النبلاء – 3/168 ؛ الإصابة في تمييز الصحابة – 2/35 )
ملحوظة :
يلاحظ أن المكثرين من رواية الحديث من الصحابة بينهم قاسم مشترك يجمعهم يتمثل فيما يأتي :
1 – طول ملازمة النبي صلى الله عليه وسلم ، وإن كان بينهم تفاوت في مدة الملازمة .
2 – تعدد مصادر التحمل ، فكما تحملوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تحملوا عن إخوانهم من كبار الصحابة ، وإن كانوا في الأعم الأغلب يحذفون الواسطة بينهم وبين الرسول صلى الله عليه وسلم لثقتهم بمن حدثوهم .
3 – تأخر وفاتهم ، فلقد مكثوا بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم فترة زمنية احتاج الناس فيها إلى علمهم .
4 – لم ينفردوا بما حدثوا به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بل شاركهم غيرهم من الصحابة في رواية كثير مما رووا.