أيمن البلوشي
19-06-2012, 02:46 AM
هاهي الشمس تبتسم للكون !!!
و خصلاتها الذهبية تداعب أجفان العصافير فتنهض من أوكارها و تفترش أوراق الشجر موائد لها لتحلق بعدها في السماء...
و تحين من الشمس التفاتة ضاحكة إلى الأشجار فتلمع ثمارها و إلى الأنهار فتتدفق مياهها و إلى الأزهار فيفوح عبيرها ...
و يرتد بصر الشمس إلى تلك النافذة في ذلك القصر الفاره فلا تلبث الشمس إلا أن تقطب جبينها و تهز رأسها في أسى !!
كل يوم أطل على الوجود فأراكِ تطلّين بذات الملامح يا ( نورة )...
حزن
و ضجر
و ملل
انظري يا ( نورة ) إلى الأسفل منك لتري حدائق قصرك المتخمة بالزهور و الورود ..
بل انظري خلفك يا ( نورة ) لتري غرفتك الأشبه بقصر صغير كل شيء لديك يا ( نورة ) لا أفهم سر هذا الاكتئاب !!!
ذات صباح و بعد أن قرأت ( نورة ) العتاب في عيني الشمس الحانقة راودتها فكرة أن تخرج من غرفتها أو بالأدق قصرها الخاص و تذهب مع أمها إلى أي مكان...
كانت أمها في ذلك الصباح ذاهبة إلى جارتهم التي تقطن في آخر الحي فقررت مرافقتها..
و خرجت نورة مع أمها من قصرها المنيف و تمشي في الشارع متجهة إلى بيت الجارة و شيئا فشيئا يبدأ الطريق في الانحدار و الضيق و تقصر قامة البيوت حتى وصلوا إلى بيت يقاربهم في الطول معتل الصحة مخلوع أحد كتفيه فتحت الجارة البيت و أدخلت الضيوف إلى أفخم مكان يليق بمقامهم العالي ...
بدأت ( نورة ) تحدق مذهولة !!!
و تتأمل !!!
حبر البؤس يصبغ أرواح ساكني هذا البيت و مياه الحزن تغمرهم ...
و تلتف حول البيت شجرة تين عملاقة تمد كفوفها إلى داخل البيت عبر النافذة فبدا البيت كأنه من الأحراش !!
كل شيء يوحي بالعوز و الفاقة..
و بدأ الحديث يتجاذب في كل شؤون الحياة و ( نورة ) لازالت تفرك عينيها هل حقا ما أراه أم أني لازلت نائمة ؟
و استرعى انتباهها حديث الجارة عن بناتها و عن بكائهن و حزنهن المتواصل على افتقادهن وسائل الترفيه و الملابس و . و . و
و بنظرة خاطفة إلى النافذة تلمح ( نورة ) من بين أغصان شجرة التين قصرها الشامخ فبدا لها كقصر أسطوري مجنح في في السماء و تذكرت حياتها الباذخة و . و . لم تستطع أن تكمل المقارنة فالبون شاسع و لا مجال للمقارنة تماما كالفرق بين السماء و الأرض
هو الفرق بين حياة ( نورة ) و حياة بنات الجيران ...
قرب النافذة وقفت نورة تتأمل الشمس و هي تتثاءب و تستلقي على فراش الليل و تتوسد النجوم ...
كثير هم من يعيشون في غروب لا تشرق شمسه إلاحياتي في شروق لا تغيب شمسه ...
يا شمس :
سأرش السعادة عطرا على من تبخر ببخور العوز و الحرمان...
يا شمس سألتقط من شعاعك دوما بذورا و ألقيها في حقول التعساء ...
فتثمر زهرا يبدد أريجه عتمة الغروب ....
فما قيمة أن أستمتع بشعاع الشمس وحدي و غيري في غروب أبدي !!!
العطاء و البذل شمس تتوهج في سماء النبلاء وحدهم ...
و شعاع يعزف لحن السعادة في قلب يبذل الخير دوما...
فأومأت الشمس برأسها مؤيدة و قالت:
و حينها لن تغرب الشمس !!!
يا ( نورة )..
ثم غطت الشمس في سبات عميق....
و خصلاتها الذهبية تداعب أجفان العصافير فتنهض من أوكارها و تفترش أوراق الشجر موائد لها لتحلق بعدها في السماء...
و تحين من الشمس التفاتة ضاحكة إلى الأشجار فتلمع ثمارها و إلى الأنهار فتتدفق مياهها و إلى الأزهار فيفوح عبيرها ...
و يرتد بصر الشمس إلى تلك النافذة في ذلك القصر الفاره فلا تلبث الشمس إلا أن تقطب جبينها و تهز رأسها في أسى !!
كل يوم أطل على الوجود فأراكِ تطلّين بذات الملامح يا ( نورة )...
حزن
و ضجر
و ملل
انظري يا ( نورة ) إلى الأسفل منك لتري حدائق قصرك المتخمة بالزهور و الورود ..
بل انظري خلفك يا ( نورة ) لتري غرفتك الأشبه بقصر صغير كل شيء لديك يا ( نورة ) لا أفهم سر هذا الاكتئاب !!!
ذات صباح و بعد أن قرأت ( نورة ) العتاب في عيني الشمس الحانقة راودتها فكرة أن تخرج من غرفتها أو بالأدق قصرها الخاص و تذهب مع أمها إلى أي مكان...
كانت أمها في ذلك الصباح ذاهبة إلى جارتهم التي تقطن في آخر الحي فقررت مرافقتها..
و خرجت نورة مع أمها من قصرها المنيف و تمشي في الشارع متجهة إلى بيت الجارة و شيئا فشيئا يبدأ الطريق في الانحدار و الضيق و تقصر قامة البيوت حتى وصلوا إلى بيت يقاربهم في الطول معتل الصحة مخلوع أحد كتفيه فتحت الجارة البيت و أدخلت الضيوف إلى أفخم مكان يليق بمقامهم العالي ...
بدأت ( نورة ) تحدق مذهولة !!!
و تتأمل !!!
حبر البؤس يصبغ أرواح ساكني هذا البيت و مياه الحزن تغمرهم ...
و تلتف حول البيت شجرة تين عملاقة تمد كفوفها إلى داخل البيت عبر النافذة فبدا البيت كأنه من الأحراش !!
كل شيء يوحي بالعوز و الفاقة..
و بدأ الحديث يتجاذب في كل شؤون الحياة و ( نورة ) لازالت تفرك عينيها هل حقا ما أراه أم أني لازلت نائمة ؟
و استرعى انتباهها حديث الجارة عن بناتها و عن بكائهن و حزنهن المتواصل على افتقادهن وسائل الترفيه و الملابس و . و . و
و بنظرة خاطفة إلى النافذة تلمح ( نورة ) من بين أغصان شجرة التين قصرها الشامخ فبدا لها كقصر أسطوري مجنح في في السماء و تذكرت حياتها الباذخة و . و . لم تستطع أن تكمل المقارنة فالبون شاسع و لا مجال للمقارنة تماما كالفرق بين السماء و الأرض
هو الفرق بين حياة ( نورة ) و حياة بنات الجيران ...
قرب النافذة وقفت نورة تتأمل الشمس و هي تتثاءب و تستلقي على فراش الليل و تتوسد النجوم ...
كثير هم من يعيشون في غروب لا تشرق شمسه إلاحياتي في شروق لا تغيب شمسه ...
يا شمس :
سأرش السعادة عطرا على من تبخر ببخور العوز و الحرمان...
يا شمس سألتقط من شعاعك دوما بذورا و ألقيها في حقول التعساء ...
فتثمر زهرا يبدد أريجه عتمة الغروب ....
فما قيمة أن أستمتع بشعاع الشمس وحدي و غيري في غروب أبدي !!!
العطاء و البذل شمس تتوهج في سماء النبلاء وحدهم ...
و شعاع يعزف لحن السعادة في قلب يبذل الخير دوما...
فأومأت الشمس برأسها مؤيدة و قالت:
و حينها لن تغرب الشمس !!!
يا ( نورة )..
ثم غطت الشمس في سبات عميق....