شمس الرائدية
08-07-2012, 06:47 AM
’’
- ضجيج المدرجات قبل بدء أي مُحاضرة يجلب الصداع !
هكذا أخبرت رفيقتي بضيق ثم ملت برأسي لأسندها على كتف تلك الأخيرة مُكملة في نفسي: أريد أن أفكر بعمق بعيدًا عن مشاكل المنزل .. كل ما أريده مكان لأفكر بحريتي وفيه يكون صفاء ذهني !
أغمضتُ عيني, مستمتعةً بوضعيتي, ومُقبلةً على النوم بشهية مفتوحة للغاية
رفعت رفيقتي كتفها قليلًا وهي تهمس: أفيقي .. ستبدأ المُحاضرة !
أبعدت رأسي بضيق, ونفسي ترغب عن تلك المُحاضرة بكل ما فيها ...
ظل المُحاضر يتحدث عن تأثير البيئة على الإنسان وكيف أنه في المناطق الباردة تكون الفتحات الأنفية للبشر صغيرة حتى تقلل من حجم الهواء البارد الذي يغزو الصدر ؛ فيُتعبه
ثم يخرج قليلًا عن الموضوع ويحكي لنا موقفًا حدث له أثناء سفراته العديدة ويعود للبيئة من جديد !
انتهت المُحاضرة بعد صلاة الظهر بقليل فلممت أشيائي وقلت لرفيقتي : سأنزل لاصلي الظهر
أومأت برأسها مُجيبة : سأتوضأ وألحقُ بكِ
-حسنًا
هكذا رددت قبل أن أُغادر قاعة المحاضرات
خلعتُ حذائي على عجلٍ بينما أزيح السِتارة الخاصة بالمكان الذي تصلي فيه الفتيات , ودلفتُ مُلقية السلام على فتاتين تتحادثان في الزاوية فردتا وعادتا لحديثهما , تركتُ حقيبتي أمامي وخلعتُ قفازاتي السوداء , غيّرت حالة هاتفي للصامت ثم بدأت الصلاة
وما أن أسندتُ رأسي للأرض : سُبحان ربي الأعلى
حتى شعرتُ أن هذا هو الكتف الذي أبحثُ عنه .. كتفُ الأرض !
تمشي أيها البشريّ باكي الأعين تبحث عمن يُسندُ رأسك المُتعب الذي أهلكه صُداع الحاجة والضعف , تركن رأسك لأكتف البشر فتجد من يُزيحها متأففًا بالألم وثقل رأسك المهموم
لا أحد يحمل رأسُك من البشر غيرك فلا تُلقها لبشريّ مسكين مثلك ..
فلا يوجد كتفٌ لا يتعب , لأنه يحمل فوقه رأسه .. ليست رأسُك !
فاحملها وحدك بما تحوي من آلام وأحزان وكُربات .. بما تحوي من أحلام لن يُحققها سواك ولن تشغل بال أحدٍ غيرُك , احضنها بين يديك علها تصبر قليلًا
وإن أردت حقًا أن تجد كتفٌ تسند رأسك عليه ولا يتعب ولا يشكي ولا يصرخ في وجهك : دعني وشأني , تكفيني همومي وأوجاعي ..
فهو كتف الأرض !
هل سمعت يومًا بأرضٍ تشتكي إن ركنت رأسك إليها ؟
وهمست في أذنها بكل ما يُتعبك ويُحجم سعة صدرك وشكوت آلامك وبثثت أحزانك في سجدة طويلة لله
لن تُزيح الأرض رأسك الثقيلة المُثقلة بكل ما يؤرق البشر ولن تصرخ فيك : كفاك شكوى ودموع
بل ابكِ براحتك وتكلم بقدر استطاعتك وناجي رب العباد يسمعك تهمس في أذن الأرض بأوجاعك
لا كتفُ مثل كتف الأرض تسكن إليها حين تعبك وحين حزنك ..
هذا كتفي الذي لا يتعب .
- ضجيج المدرجات قبل بدء أي مُحاضرة يجلب الصداع !
هكذا أخبرت رفيقتي بضيق ثم ملت برأسي لأسندها على كتف تلك الأخيرة مُكملة في نفسي: أريد أن أفكر بعمق بعيدًا عن مشاكل المنزل .. كل ما أريده مكان لأفكر بحريتي وفيه يكون صفاء ذهني !
أغمضتُ عيني, مستمتعةً بوضعيتي, ومُقبلةً على النوم بشهية مفتوحة للغاية
رفعت رفيقتي كتفها قليلًا وهي تهمس: أفيقي .. ستبدأ المُحاضرة !
أبعدت رأسي بضيق, ونفسي ترغب عن تلك المُحاضرة بكل ما فيها ...
ظل المُحاضر يتحدث عن تأثير البيئة على الإنسان وكيف أنه في المناطق الباردة تكون الفتحات الأنفية للبشر صغيرة حتى تقلل من حجم الهواء البارد الذي يغزو الصدر ؛ فيُتعبه
ثم يخرج قليلًا عن الموضوع ويحكي لنا موقفًا حدث له أثناء سفراته العديدة ويعود للبيئة من جديد !
انتهت المُحاضرة بعد صلاة الظهر بقليل فلممت أشيائي وقلت لرفيقتي : سأنزل لاصلي الظهر
أومأت برأسها مُجيبة : سأتوضأ وألحقُ بكِ
-حسنًا
هكذا رددت قبل أن أُغادر قاعة المحاضرات
خلعتُ حذائي على عجلٍ بينما أزيح السِتارة الخاصة بالمكان الذي تصلي فيه الفتيات , ودلفتُ مُلقية السلام على فتاتين تتحادثان في الزاوية فردتا وعادتا لحديثهما , تركتُ حقيبتي أمامي وخلعتُ قفازاتي السوداء , غيّرت حالة هاتفي للصامت ثم بدأت الصلاة
وما أن أسندتُ رأسي للأرض : سُبحان ربي الأعلى
حتى شعرتُ أن هذا هو الكتف الذي أبحثُ عنه .. كتفُ الأرض !
تمشي أيها البشريّ باكي الأعين تبحث عمن يُسندُ رأسك المُتعب الذي أهلكه صُداع الحاجة والضعف , تركن رأسك لأكتف البشر فتجد من يُزيحها متأففًا بالألم وثقل رأسك المهموم
لا أحد يحمل رأسُك من البشر غيرك فلا تُلقها لبشريّ مسكين مثلك ..
فلا يوجد كتفٌ لا يتعب , لأنه يحمل فوقه رأسه .. ليست رأسُك !
فاحملها وحدك بما تحوي من آلام وأحزان وكُربات .. بما تحوي من أحلام لن يُحققها سواك ولن تشغل بال أحدٍ غيرُك , احضنها بين يديك علها تصبر قليلًا
وإن أردت حقًا أن تجد كتفٌ تسند رأسك عليه ولا يتعب ولا يشكي ولا يصرخ في وجهك : دعني وشأني , تكفيني همومي وأوجاعي ..
فهو كتف الأرض !
هل سمعت يومًا بأرضٍ تشتكي إن ركنت رأسك إليها ؟
وهمست في أذنها بكل ما يُتعبك ويُحجم سعة صدرك وشكوت آلامك وبثثت أحزانك في سجدة طويلة لله
لن تُزيح الأرض رأسك الثقيلة المُثقلة بكل ما يؤرق البشر ولن تصرخ فيك : كفاك شكوى ودموع
بل ابكِ براحتك وتكلم بقدر استطاعتك وناجي رب العباد يسمعك تهمس في أذن الأرض بأوجاعك
لا كتفُ مثل كتف الأرض تسكن إليها حين تعبك وحين حزنك ..
هذا كتفي الذي لا يتعب .