خفجاااويه
23-07-2012, 10:53 PM
توجيهات رمضانية
توجيهات رمضانية
إن الله قد امتن على عباده بمواسم الخيرات التي فيها تضاعف الحسنات، وتُمحى السيئات، وتُرفع الدرجات، وتتوجه فيها نفوس المؤمنين إلى مولاها، فيفلح من يزكيها، ويخيب من يدسيها، ومن أعظم هذه المواسم المباركة في هذه الأيام؛ شهر الصيام، إذ فيه تفتح أبواب الجنان، وتغلق أبواب النار، وتصفد الشياطين، وتضاعف الحسنات.
وشهر كهذا لا بد أن تستغل أوقاته، وتستثمر أنفاسه، وتعمر لياليه، لكن كيف يكون ذلك؟
هذه توجيهات رمضانية - أيها الحبيب - ننصح بها أنفسنا وإخواننا حتى يكون هذا الشهر العظيم لنا لا علينا، وحتى يخرج وقد رسمنا عليه بصمات خير، وعلقنا فيه مشاعل هداية تكون لنا ذخراً يوم الدين.
إن من أعظم التوجيهات التي لا بد على كل مسلم ومسلمة أن يجعلها محط اهتمامه في هذا الشهر هي:
1.استفرغ جهدك في حفظ الوقت:
فالوقت أيها المسلم هو عمرك الحقيقي، وكما قال الحسن: "ابن آدم إنما أنت أيام، إذا ذهب يومك ذهب بعضك، ويوشك إذا ذهب البعض أن يذهب الكل"، ويروى عنه أنه قال: "ما من يوم إلا ينادي: أني يوم جديد، وأنا على ما يعمل فيّ شهيد، فاغتنمني فلو غابت شمسي لم تدركني إلى يوم القيامة"1.
2.أكثر من قراءة القرآن:
فإن القرآن الكريم هو النور الذي يضيء لك الطريق، ويكشف لك الحقائق، ويرفع نفسك لتسمو درجات في سماء السعادة، وفضاء غذاء الروح، بل هو روح الأرواح، وتأمل معي قول الحق - سبحانه -: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}2، قال الضحاك: هو القرآن، وهو قول مالك بن دينار، وسماه روحاً لأن فيه حياة من موت الجهل، وجعله من أمره: بمعنى أنزله كما شاء على من يشاء من النظم المعجز، والتأليف المعجب"3، "وكان مالك بن دينار يقول: يا أهل القرآن ماذا زرع القرآن في قلوبكم؟ فإن القرآن ربيع القلوب كما أن الغيث ربيع الأرض"4.
فاعمر عمرك أيها المسلم بهذا القرآن العظيم، وخصَّ من عمرك هذا الشهر المبارك، ولا يَفُتْ عليك يوم ولم تقرأ فيه جزءاً من القرآن الكريم قراءةَ تدبر وتفكُّرٍ وتأمُّل عاملاً بقوله - تعالى -: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا}5.
3.احذر: فالبطنة تُذهب الفطنة:
"إن الله عزَّ وجل يكره من كان جُلَّ همِّه أن يملأ بطنه، لأن البِطنة تُذْهِب الفطنة، وتُوقع في الغفلة، وتشكِّل حجاباً حول القلب يحجب عنه نور المعرفة، ولذلك فرض الله - تعالى - الصِّيام على عباده تطهيراً لنفوسهم، وجلاءً لقلوبهم، وأمرهم بالاعتدال في طعامهم وشرابهم ليستفيدوا منه، ولئلا يُجهدوا جهازهم الهضمي، ويُحمِّلوه فوق طاقته، فتضطرب عمليات الهضم، ويؤدي بهم ذلك إلى أسوأ النتائج الَّتي تضرُّ بصحَّتهم، وسلامة أبدانهم، فالاعتدال مطلوب ومحمود، والشراهة والنهمة مكروهة مذمومة، والسعيد من احتاط للمرض واتَّقاه قبل وقوعه، وعمل بقوله - تعالى -: {وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}6"7، وعن أبي جحيفة - رضي الله عنه - قال: "أكلت ثريدة من خبز ولحم، ثم أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فجعلت أتجشأ، فقال: ((يا هذا كف عنا من جشائك؛ فإن أكثر الناس شبعاً في الدنيا أكثرهم جوعاً يوم القيامة))8، وفي دفتر الحكمة: "من قلَّ طعامه صح بطنه، وصفا قلبه، ومن كثر طعامه سقم بطنه، وقسا قلبه، وقالوا: لا تميتوا القلوب بكثرة الطعام والشراب؛ فإن القلب كالزرع إذا كثر عليه الماء مات
توجيهات رمضانية
إن الله قد امتن على عباده بمواسم الخيرات التي فيها تضاعف الحسنات، وتُمحى السيئات، وتُرفع الدرجات، وتتوجه فيها نفوس المؤمنين إلى مولاها، فيفلح من يزكيها، ويخيب من يدسيها، ومن أعظم هذه المواسم المباركة في هذه الأيام؛ شهر الصيام، إذ فيه تفتح أبواب الجنان، وتغلق أبواب النار، وتصفد الشياطين، وتضاعف الحسنات.
وشهر كهذا لا بد أن تستغل أوقاته، وتستثمر أنفاسه، وتعمر لياليه، لكن كيف يكون ذلك؟
هذه توجيهات رمضانية - أيها الحبيب - ننصح بها أنفسنا وإخواننا حتى يكون هذا الشهر العظيم لنا لا علينا، وحتى يخرج وقد رسمنا عليه بصمات خير، وعلقنا فيه مشاعل هداية تكون لنا ذخراً يوم الدين.
إن من أعظم التوجيهات التي لا بد على كل مسلم ومسلمة أن يجعلها محط اهتمامه في هذا الشهر هي:
1.استفرغ جهدك في حفظ الوقت:
فالوقت أيها المسلم هو عمرك الحقيقي، وكما قال الحسن: "ابن آدم إنما أنت أيام، إذا ذهب يومك ذهب بعضك، ويوشك إذا ذهب البعض أن يذهب الكل"، ويروى عنه أنه قال: "ما من يوم إلا ينادي: أني يوم جديد، وأنا على ما يعمل فيّ شهيد، فاغتنمني فلو غابت شمسي لم تدركني إلى يوم القيامة"1.
2.أكثر من قراءة القرآن:
فإن القرآن الكريم هو النور الذي يضيء لك الطريق، ويكشف لك الحقائق، ويرفع نفسك لتسمو درجات في سماء السعادة، وفضاء غذاء الروح، بل هو روح الأرواح، وتأمل معي قول الحق - سبحانه -: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}2، قال الضحاك: هو القرآن، وهو قول مالك بن دينار، وسماه روحاً لأن فيه حياة من موت الجهل، وجعله من أمره: بمعنى أنزله كما شاء على من يشاء من النظم المعجز، والتأليف المعجب"3، "وكان مالك بن دينار يقول: يا أهل القرآن ماذا زرع القرآن في قلوبكم؟ فإن القرآن ربيع القلوب كما أن الغيث ربيع الأرض"4.
فاعمر عمرك أيها المسلم بهذا القرآن العظيم، وخصَّ من عمرك هذا الشهر المبارك، ولا يَفُتْ عليك يوم ولم تقرأ فيه جزءاً من القرآن الكريم قراءةَ تدبر وتفكُّرٍ وتأمُّل عاملاً بقوله - تعالى -: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا}5.
3.احذر: فالبطنة تُذهب الفطنة:
"إن الله عزَّ وجل يكره من كان جُلَّ همِّه أن يملأ بطنه، لأن البِطنة تُذْهِب الفطنة، وتُوقع في الغفلة، وتشكِّل حجاباً حول القلب يحجب عنه نور المعرفة، ولذلك فرض الله - تعالى - الصِّيام على عباده تطهيراً لنفوسهم، وجلاءً لقلوبهم، وأمرهم بالاعتدال في طعامهم وشرابهم ليستفيدوا منه، ولئلا يُجهدوا جهازهم الهضمي، ويُحمِّلوه فوق طاقته، فتضطرب عمليات الهضم، ويؤدي بهم ذلك إلى أسوأ النتائج الَّتي تضرُّ بصحَّتهم، وسلامة أبدانهم، فالاعتدال مطلوب ومحمود، والشراهة والنهمة مكروهة مذمومة، والسعيد من احتاط للمرض واتَّقاه قبل وقوعه، وعمل بقوله - تعالى -: {وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}6"7، وعن أبي جحيفة - رضي الله عنه - قال: "أكلت ثريدة من خبز ولحم، ثم أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فجعلت أتجشأ، فقال: ((يا هذا كف عنا من جشائك؛ فإن أكثر الناس شبعاً في الدنيا أكثرهم جوعاً يوم القيامة))8، وفي دفتر الحكمة: "من قلَّ طعامه صح بطنه، وصفا قلبه، ومن كثر طعامه سقم بطنه، وقسا قلبه، وقالوا: لا تميتوا القلوب بكثرة الطعام والشراب؛ فإن القلب كالزرع إذا كثر عليه الماء مات