البــــــــــدر
01-09-2005, 09:54 AM
.
هو محمد بن حمد بن لعبون المدلجى الوائلى نسبة إلى وائل جد قبيلة ((عنزة)) القبيلة العربية الأصيلة والده حمد بن لعبون من أدباء نجد وقد ولي بيت مال سدير في وقت من الأوقات
ولد شاعرنا في نجد في قرية ((حرمه)) وقيل في بلدة ((تويم)) حوالي سنة 1200 هجري وتوفى بالكويت سنة 1247 هجري بعد أن أصيب بالطاعون
استفاد شاعرنا في سنين حياته الأولى من اطلاع وثقافة والده فقد كان ملماً بالأدب العربي وكانت اطلاعاته تلك تشكل الخلفية الأساسية في شاعرية ابن لعبون
نشأ شاعرنا في عصر اشتداد الدعوة الوهابية في نجد وقد كان ابن لعبون ميالاً إلى اللهو فلم توافق هواة تلك البيئة فهاجر إلى ((الزبير)) - في العراق الآن - وكان يقطنها مجموعة من العوائل النجدية ويتولون الرئاسة فيها وكان الأدب فيها في أوج عظمته وهناك برز ابن لعبون كشاعر علم بالشعر النبطي
أسلوبه الشعري فريد من نوعه فهو مزيج من لهجة أهل نجد وأهل الخليج وبه لمحات من اللهجة العراقية مستفيداً بذلك من كثر تنقلاته فأصبح شعره مفهوماً محبوباً من الجميع كقوله :
عـلامـة مـا ينـابينـى عـلامـه
ويخفـي مـا بقلبـه مـن مـلامـه
ويخلـف سنّــة العشــاق فينــا
ومثلـه مـا يغابـى فـي كـلامـه
وهـذي صفحـة القرطـاس عنـدي
ودنـي لـي دواتـي يـا سـلامـة
أبـا أكتـب لـه كـلامٍ بـه سـلام
علـى بعـد التنـايـف والمـهامـه
أبجبـر قلـب مـن فيـها خليــعٍ
وريـح المسـك مختـومٍ ختـامـة
وقد كان ابن لعبون كما أسفلنا ضليعاً بالأدب العربي من خلال والده ومنه اقتبس صوراً بلاغية أعاد صياغتها نبطياً وكذلك استفاد من أساليب المعالجة الأدبية عند كبار شعراء العربية حيث الرقي الأدبي في معالجة الفكرة وقد استخدم هذه الأساليب في طريقة معالجته هو لأفكار قصائده فامتاز أسلوبه الشعري بها وارتفعت مكانته بين الشعراء ونلاحظ تأثره بالأدب العربي واضحاً كقوله
ضحكتـي من بينـهم وأنـا رضيـع
ما تسـاوي عبرتـي يـوم الـوداع
وهذا يطابق قول المعري
حزنـا في ساعـة المـوت أضعـا
ف سـرور فـي سـاعـة الميـلاد
وقول ابن لعبون أيضاً
أمي وأبوي اللـي رمونـي بالأسبـاب
ياليتها عقـب الحمـال أسقطـت بـه
وهذا يطابق قول المعري أيضاً
هــذا ما جـنــاه أبـــي علــىّ
ومــا جنيــت علــى أحـــد
كما أدخل أسلوب النظم (( الزهيري )) إلى الشعر النبطي من خلال نظمه له وتفننه فيه وإبداعه كما لم يبدع شاعر قبله وكأن ابن لعبون هو مبتدعه
ولم يتوان ابن لعبون عن استعراض مقدرته الشعرية واختبار تمكنه لتأكيد مكانته كأمير الشعراء النبط كلما سنحت له الفرصة فقد نظم ((المهملات)) وهي القصائد الخالية من الحروف ذات النقط فينظم القصيدة الكاملة بكلمات حروفها خالية من النقط كقوله :
أحمـد المحمـود مـا دمـع همـل
أو عـدد مـا حـال واد لـه وسـال
أو عـدد مـا ورد ورّاد الـدحــل
أو رمى دلـوه ومـا صـدر ومـال
أو حـدا حـاد لسلمـى أو رحــل
سار هـاك الـدار أو داس المحـال
أحمـده دوم علـى حلـو العمــل
سامـع الدعـوى ومعـط للســوال
ووصل به التمكن لدرجة أنه كان يملي كاتبين في وقت واحد كل واحد منهم يكتب قصيدة منفصلة وإذا جمعت القصديتين أصبحتا قصيدة واحدة كقوله :
ما لون يا قلب دوى .. به اجراحـي
بهداك لي ما ترعوي .. شور نصـاح
يا قلب لو صاح الهوى .. لك وتاحـي
بالك تطيعه يا لغـوي .. وين مـاراح
كب السفاه و ما حوى .. من مزاجـي
ضامي ضعونه ترتوي .. دمع سفـاح
يا صاح لو بعد النوى .. و المشاحـي
يا عاذلـى بالمنتـوي .. كان ينسـاح
مازال يومن ما لتـوى .. له جناحـي
راعي الفراق وينزوي .. كلما صـاح
وكما هو معلوم فإن ((لزوم مالا يلزم)) يكون دائماً على حساب معنى القصيدة ولكن لتمكن ابن لعبون دور كبير بالمحافظة على قوة المعنى بالإضافة إلى الالتزام الذي تعمده الشاعر ليكون شكلاً ورونقاً لقصيدته دون الإخلال بالمضمون
ومن روائع ابن لعبون هذه الأبيات التي تبين لنا مهارته ومقدرته الفائقة حين يوجه شعره التوجيه السليم فيرتقي بغزله إلى العفو ويتسامى بعواطفه وقد قالها في رثاء محبوبته التي ماتت بالحج :
سقـا غيـث الحيـا مـزن تهـامـا
علـى قبـر بتلعـات الحجــازي
يعـط إبـه البختـري و الخـزامـا
وتـرتـع فيـه طفـلات الجـوازي
صــلاة الله ربــى والســلامـا
علـى مـن فيـه بالغفـران فـازي
عفيـف الجيـب ما داس المـلامـا
ولا وقف علـى طـرق المخـازي
أبـو زرقـا علـى خـده عـلامـا
تحـلاهـا كمـا نقــشٍ بغــازي
عليـه قلـوب عشـاقــه تـرامـا
تكســر مثـل تكسيـر القــزازي
عذولـي فـي هـواهـا بالمـلامـا
يعـزينـي وأنـا مـانـي بعـازي
سلينــا لاحــلال ولا حــرامـا
عليـهن الطــلاق بـلا جــوازي
وحيـاة الشــوق فيـها والهيـامـا
وقــدٍ منـه يهتــز اهتــزازي
فــلابـي عقبــها زادٍ ولا مــا
وجزت من الغـوى والغـي جـازي
وانتظرو مزيداً من التوضيح عن بعض الشعراء النبطيين القدامى
هو محمد بن حمد بن لعبون المدلجى الوائلى نسبة إلى وائل جد قبيلة ((عنزة)) القبيلة العربية الأصيلة والده حمد بن لعبون من أدباء نجد وقد ولي بيت مال سدير في وقت من الأوقات
ولد شاعرنا في نجد في قرية ((حرمه)) وقيل في بلدة ((تويم)) حوالي سنة 1200 هجري وتوفى بالكويت سنة 1247 هجري بعد أن أصيب بالطاعون
استفاد شاعرنا في سنين حياته الأولى من اطلاع وثقافة والده فقد كان ملماً بالأدب العربي وكانت اطلاعاته تلك تشكل الخلفية الأساسية في شاعرية ابن لعبون
نشأ شاعرنا في عصر اشتداد الدعوة الوهابية في نجد وقد كان ابن لعبون ميالاً إلى اللهو فلم توافق هواة تلك البيئة فهاجر إلى ((الزبير)) - في العراق الآن - وكان يقطنها مجموعة من العوائل النجدية ويتولون الرئاسة فيها وكان الأدب فيها في أوج عظمته وهناك برز ابن لعبون كشاعر علم بالشعر النبطي
أسلوبه الشعري فريد من نوعه فهو مزيج من لهجة أهل نجد وأهل الخليج وبه لمحات من اللهجة العراقية مستفيداً بذلك من كثر تنقلاته فأصبح شعره مفهوماً محبوباً من الجميع كقوله :
عـلامـة مـا ينـابينـى عـلامـه
ويخفـي مـا بقلبـه مـن مـلامـه
ويخلـف سنّــة العشــاق فينــا
ومثلـه مـا يغابـى فـي كـلامـه
وهـذي صفحـة القرطـاس عنـدي
ودنـي لـي دواتـي يـا سـلامـة
أبـا أكتـب لـه كـلامٍ بـه سـلام
علـى بعـد التنـايـف والمـهامـه
أبجبـر قلـب مـن فيـها خليــعٍ
وريـح المسـك مختـومٍ ختـامـة
وقد كان ابن لعبون كما أسفلنا ضليعاً بالأدب العربي من خلال والده ومنه اقتبس صوراً بلاغية أعاد صياغتها نبطياً وكذلك استفاد من أساليب المعالجة الأدبية عند كبار شعراء العربية حيث الرقي الأدبي في معالجة الفكرة وقد استخدم هذه الأساليب في طريقة معالجته هو لأفكار قصائده فامتاز أسلوبه الشعري بها وارتفعت مكانته بين الشعراء ونلاحظ تأثره بالأدب العربي واضحاً كقوله
ضحكتـي من بينـهم وأنـا رضيـع
ما تسـاوي عبرتـي يـوم الـوداع
وهذا يطابق قول المعري
حزنـا في ساعـة المـوت أضعـا
ف سـرور فـي سـاعـة الميـلاد
وقول ابن لعبون أيضاً
أمي وأبوي اللـي رمونـي بالأسبـاب
ياليتها عقـب الحمـال أسقطـت بـه
وهذا يطابق قول المعري أيضاً
هــذا ما جـنــاه أبـــي علــىّ
ومــا جنيــت علــى أحـــد
كما أدخل أسلوب النظم (( الزهيري )) إلى الشعر النبطي من خلال نظمه له وتفننه فيه وإبداعه كما لم يبدع شاعر قبله وكأن ابن لعبون هو مبتدعه
ولم يتوان ابن لعبون عن استعراض مقدرته الشعرية واختبار تمكنه لتأكيد مكانته كأمير الشعراء النبط كلما سنحت له الفرصة فقد نظم ((المهملات)) وهي القصائد الخالية من الحروف ذات النقط فينظم القصيدة الكاملة بكلمات حروفها خالية من النقط كقوله :
أحمـد المحمـود مـا دمـع همـل
أو عـدد مـا حـال واد لـه وسـال
أو عـدد مـا ورد ورّاد الـدحــل
أو رمى دلـوه ومـا صـدر ومـال
أو حـدا حـاد لسلمـى أو رحــل
سار هـاك الـدار أو داس المحـال
أحمـده دوم علـى حلـو العمــل
سامـع الدعـوى ومعـط للســوال
ووصل به التمكن لدرجة أنه كان يملي كاتبين في وقت واحد كل واحد منهم يكتب قصيدة منفصلة وإذا جمعت القصديتين أصبحتا قصيدة واحدة كقوله :
ما لون يا قلب دوى .. به اجراحـي
بهداك لي ما ترعوي .. شور نصـاح
يا قلب لو صاح الهوى .. لك وتاحـي
بالك تطيعه يا لغـوي .. وين مـاراح
كب السفاه و ما حوى .. من مزاجـي
ضامي ضعونه ترتوي .. دمع سفـاح
يا صاح لو بعد النوى .. و المشاحـي
يا عاذلـى بالمنتـوي .. كان ينسـاح
مازال يومن ما لتـوى .. له جناحـي
راعي الفراق وينزوي .. كلما صـاح
وكما هو معلوم فإن ((لزوم مالا يلزم)) يكون دائماً على حساب معنى القصيدة ولكن لتمكن ابن لعبون دور كبير بالمحافظة على قوة المعنى بالإضافة إلى الالتزام الذي تعمده الشاعر ليكون شكلاً ورونقاً لقصيدته دون الإخلال بالمضمون
ومن روائع ابن لعبون هذه الأبيات التي تبين لنا مهارته ومقدرته الفائقة حين يوجه شعره التوجيه السليم فيرتقي بغزله إلى العفو ويتسامى بعواطفه وقد قالها في رثاء محبوبته التي ماتت بالحج :
سقـا غيـث الحيـا مـزن تهـامـا
علـى قبـر بتلعـات الحجــازي
يعـط إبـه البختـري و الخـزامـا
وتـرتـع فيـه طفـلات الجـوازي
صــلاة الله ربــى والســلامـا
علـى مـن فيـه بالغفـران فـازي
عفيـف الجيـب ما داس المـلامـا
ولا وقف علـى طـرق المخـازي
أبـو زرقـا علـى خـده عـلامـا
تحـلاهـا كمـا نقــشٍ بغــازي
عليـه قلـوب عشـاقــه تـرامـا
تكســر مثـل تكسيـر القــزازي
عذولـي فـي هـواهـا بالمـلامـا
يعـزينـي وأنـا مـانـي بعـازي
سلينــا لاحــلال ولا حــرامـا
عليـهن الطــلاق بـلا جــوازي
وحيـاة الشــوق فيـها والهيـامـا
وقــدٍ منـه يهتــز اهتــزازي
فــلابـي عقبــها زادٍ ولا مــا
وجزت من الغـوى والغـي جـازي
وانتظرو مزيداً من التوضيح عن بعض الشعراء النبطيين القدامى