خفجاااويه
02-08-2012, 05:09 PM
حين تلمع الفرصة.. هل تقتنصونها؟
http://i032.radikal.ru/0803/ec/9b7b42b8f72f.gif
حين تلمع الفرصة.. هل تقتنصونها؟
البلاغ
"فرصتك الأخيرة" "أسرع.. لم يتبق سوى يومين" عبارات غالباً ما بوجهها إليها بائعو الفرص عبر رسائل الـsms لشراء بضاعة ستنفد، وفي الطريق تطل علينا الإعلانات من قبيل: "فرصتك لإمتلاك منزل العمر" أو "رحلة العمر"، وجوائز كبرى بالملايين، بعضها أوهام وبعضها حقيقة، وقلة ممن كانوا من المحظوظين بالحصول عليها! لكن فرص الناس في الحياة تختلف، كل حسب رغبته فيها أو ظروفه، أو تقاليد مجتمعه، فما الفرصة التي وجدتها؟ هل ضيعتها أم حافظت عليها؟ أم ندمت عليها بعد اقتناصها؟ في هذا الموضوع نفتح ملف الفرص وما آلت إليه في القرن الواحد والعشرين.
قالت العرب إنّ الفرصة سريعة الفوت وبطيئة العود، والخطورة التي تكمن فيها أنّها مؤقتة ونادرة الحدوث، وإذا ذهبت فقد لا تعود، لذلك سمي من يغتنمها بـ"الجسور" أو "نهّاز الفرص"، وربما سمي بـ"الطماع" أو "المحظوظ"!
http://i037.radikal.ru/0803/23/c9b955535a6f.gif
- لو لم أضيعها!
عندما تطرق الفرصة الباب فإنّ البعض يشكو الضوضاء، فهي عند الشابة الزواج بثري تحبه، أمّا الشاب فيراها في تجارة يغنى بها، لكن عندما التحق محمد السرلي، طالب المغرب، بفريق كرة القدم بمدينة وزان رفضوه؛ لعدم إرتدائه حذاءً رياضيّاً خاصّاً، ويحلم محمد بأنّه لو حصل على فرصته لتهافتت عليه الآن الأندية الأوروبية المشهورة. وعندما عادت نوال يونس، معلمة في الإمارات، إلى بيتها، فوجئت بوليمة وضيوف، فأخبرها والدها أن شاباً من أسرة مقتدرة طلبها ووافق، فشعرت بنفسها كالبضاعة التي يتاجر بها، ورفضت الزواج المخطط له سلفاً، العريس الذي كان يجلس في غرفة الإستقبال اعتبر تصرفها تصغيراً له، فعاقبها والدها برفض أي عريس يتقدم لها، وبعد أن تجاوزت نوال الأربعين لم تجد مفراً من أن تتخيل أن لها ابناً ينتظر قدومها، تعلّق: "لو عاد بي الزمان لقبلت الزواج به".
لكن دقيقة زمن واحدة أضاعت فرصة ذهبية من الموظف المغربي عادل برقوش، وتشتت حلمه بأن يصبح إماماً مشهوراً يصلي بالناس؛ ذلك أنّه تأخر عن التسجيل في إحدى دور القرآن بمدينة مكناس، تلك الدقيقة لم يتغاض عنها الحارس رغم مجيئه من الرشيدية التي تبعد مئات الكيلومترات عن مكناس، يعلِّق عادل: "لو لم أتأخر لأصبحت الآن من كبار الخطباء في المساجد".
التعليقات السلبية ممن حولنا تؤثر أحياناً على اقتناصنا للفرص، لذلك وضع سعيد الدهري، صحافي مغربي، اللوم على أصدقائه، فهو لم يتوجه لمعهد الدراسات الشرقية بمدينة أخن بألمانيا بعد أن تم قبوله للدراسة هناك باللغة العبرية؛ لأنّهم اتهموه بالتطبيع مع إسرائيل، يعلق سعيد: "لو لم أستمع لكلامهم لحصلت على شهادة كبرى من معهد معترف له بالكفاءة العلمية"، لكن ندم محمد يونس، طالب كويتي، وصل به إلى الرغبة في عض أصابعه؛ لأنّه لم يلتحق بفريق "العربي" لكرة القدم، ويعتقد لو أنّه كسر القاعدة لتغير كل مجرى حياته.
http://i037.radikal.ru/0803/23/c9b955535a6f.gif
- فرصة ضاعت:
تظل المرأة ولو بعد سن الستين تتحسر على شاب لم تتزوجه في أيام صباها، فهذه الفرصة الضائعة تحفر في ذاكرة الكثيرات، ومنهنّ مريم أفندي، مسؤولة علاقات عامة في السعودية، التي لم تعد تميز العريس المطلوب، واكتفت بالرفض لمجرد الرفض!
أمّا عبدالله عبدالعزيز، طالب كويتي، فيتحسر على علاقته العاطفية مع فتاة تركته وتزوجت: لأنّ الفرص لم تواتِه؛ كي يكون مستعداً لطلب يدها!
الفرص غرام هواة جمع القطع الفنية أيضاً، فما تتحسر عليه الدكتورة إنتصار النعمان، طبيبة أسنان من الكويت، هو عدم تمكنها من شراء لوحة فنية نادرة غالية الثمن، وبدت حتى هذه اللحظة نادمة على عدم اقتنائها.
وتذكر شيخ العشيرة مختار برير، من غزة، فرصة لقائه بفتاة بدوية جميلة في صحراء بلده، ولكن فجأة ظهر خلفها ابن عمها الذي يشبه عنترة ففر هارباً، وكان يعتقد أنّها قد ضلت طريقها في الصحراء، ويؤكد برير أن جمالها لم يفارق خياله حتى بعد أن بلغ الثمانين من عمره.
ومازالت ميس خليل، موظفة فلسطينية، تتحسر على عدم زواجها من محافظ مدينتها، وكلما رأت صورته في وسائل الإعلام يسرح بها الخيال، فتتصور نفسها بجواره في المناسبات الإجتماعية أو حين يفتتح إحدى المؤسسات.
لكن عادل البصري، شاب سعودي، ضاعت كل فرصة لبيع مسلسله الكوميدي الذي استغرق إعداده ثلاث سنوات؛ بسبب منافسة الأعمال الكوميدية السعودية، يعلّق: "رغم أنّها كانت تعاني من الإقتباس والتقليد". الخروج من فلسطين حلم الكثير من الشبان، ومنهم محمد يوسف، طالب، حيثُ ضيّع فرصة عمره حين كان بإمكانه السفر لإكمال دراسته الثانوية في أميركا، لكن العادات والتقاليد حالت دون ذلك!
http://i037.radikal.ru/0803/23/c9b955535a6f.gif
- فرصة السحب:
ما يدخل المصادفات السعيدة يعتبر فرصة لم يسع إليها صاحب الحظ، قد يفوز بها وقد يفقدها، فلم يخطر ببال صديق واصل، مدير إدارة الثقافة والفنون بأمانة مكة المكرمة، أنّه عندما تنازل عن كوبون يؤهله للدخول في السحب لطفل أثار عطفه وهو يظهر إحتجاجه لوالده لعدم حصوله على كوبون، أن يفوز الطفل بجهاز lcd، يتابع صديق: "غرقت في موجة من الضحك، حتى إن والد الطفل أراد أن يرد لي الهدية، لكنني رفضت".
وبرغم أنّ الموقف يخص زوجها، لكن فاطمة الوهيبي، موظفة من السعودية، مازالت تلومه عليه، فهي لا تنسى كيف ترك زوجها ميدان سباق الخيل في دبي، بعد ذلك أعلن عن فوزه بجائزة قدرها 100 ألف درهم، لكنه غادر ولم يترك حتى كوبون المسابقة، ولم يبق له سوى الحسرة على مشتريات وهمية وضعتها زوجته في قائمتها.
فيما تعتبر الصحفية بجريدة الأهرام المصرية، مروة مرعي، والمقيمة في السودية، أن عدم مشاركتها في تداعيات الخامس والعشرين، من يناير أكبر خسارة من أي جائزة، تتابع: "اكتفيت وقتها بمتابعة ما يجري عبر شاشات التليفزيون، أو مواقع الإنترنت".
http://i037.radikal.ru/0803/23/c9b955535a6f.gif
- كسبناها:
بعض فرص الحياة تأخذ منحى المكسب التاريخي بالنسبة لأصحابها، لذلك تعتبر الدكتورة سامية العمودي، رئيسة كرسي الشيخ محمد حسين العمودي لسرطان الثدي بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة، أنّ الصورة التي جمعت المشاركات في الحوار الوطني مع خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمير سلطان بن عبدالعزيز، فرصة تاريخية لهنّ؛ لأنّها تعكس إهتمام القادة بالمرأة السعودية.
وحينما أعلن إتحاد الكرة عن قبول عدد من الفتيات لإختبارات التحكيم، أحست شيماء منصور، حكم كرة دولي من مصر، أنّ الفرصة تلمع أمامها، فدخلت الإختبار، وكانت بين الـ25 الأوائل من أصل 1500 متقدم، واستلمت شارة التحكيم، وفي أوّل تجربة لإدارة مباراة لم يقبلها لا الجمهور ولا الفريقان، قامت بمهمتها، وبمجرد أن أطلقت صافرة النهاية غادرت المكان مسرعة إلى بيتها؛ مخافة بطش الجمهور، تعلّق شيماء: "تتالت بعدها الفرص التي جعلتني أقوى وأقوى".
فرصتان اغتنمهما عبدالله الخضاري، موظف كويتي، في حياته، وهو ليس نادماً عليهما، أولهما ارتباطه بزوجة صالحة، وثانيهما شراؤه سيارة قديمة مكنته من المشاركة بها في الكثير من معارض السيارات، فدرت عليه الأموال.
بينما صابرين مشعشع، من غزة، ترى أنّها لم تضيع فرصة حياتها حين لم تكمل دراستها الجامعية؛ لكن فرصتها كانت كبيرة حين افتتحت نادياً لتعليم الطبخ للصغار.
أمّا الفرصة التي اغتنمها إسماعيل السيد، معلم مدرسة في فلسطين، فهي إمتلاك دراجة نارية والتجول بها على شاطئ البحر! لكن ابن بلده حسن قنيش، موظف، يرى أنّ الإستجمام بعيداً عن الزوجة والأولاد مرة في الأسبوع مع رفاقه وزملائه أجمل فرصة تشعره بأنّه في طريقه نحو الحرِّية، لكنه يتساءل: "إلى متى ستستمر.. سأستغل فرصي في الخفاء".
http://i037.radikal.ru/0803/23/c9b955535a6f.gif
- اغتنمتها وندمت:
بعض الفرص تقع وبالاً على أصحابها ولو بعد سنين، حيثُ كان سفر أسامة أحمد، من المغرب إلى أميركا، حلمه الذي تخطى صعوباته بطرق غير شرعية إلى أن تمكن من الحصول على الأوراق الرسمية بعدما اشتغل في أحد المطاعم.. لكنه بعد سنوات من الغربة والعمل المضني وجد أنّ الحلم الذي اغتنم فرصته لم يكن سوى كابوس من الحرمان.. يعلّق: "شتان بين الأفلام الأميركية والواقع الذي عشته".
نوال محمد، مترجمة لغة إنجليزية، من الإمارات، فسخت خطوبتها من رجل ثري وطيب عندما ظهر لها فجأة الشاب الذي أحبته سابقاً، وعاد للتودد لها من جديد، اعتقدت أن فرصة حياتها عادت إليها، لكنها نادمة على اقتناصها؛ فهي اليوم مطلقة بعد 15 عاماً من الضرب والإذلال، وقد وصل به الأمر لمحاولة طعنها.
شاركتها الندم أم سلطان، ربة منزل من الكويت، التي اغتنمت فرصة حياتها في سن صغيرة، وهي الزواج الذي أضاع منها أشياء معنوية افتقدتها كثيراً، وتأسف أنّ هذا أعاقها كثيراً بسبب إرتباطاتها الأسرية، تعلّق: "الفرصة الوحيدة التي اغتنمتها بصعوبة هي وظيفتي، خاصة أن زوجي كان معترضاً عليها بشدة".
فيما وجد حمادة قديح، نادل فلسطيني أصم، نفسه نادماً على فرصة اعتقد أنّه انتهزها؛ وذلك حين تزوج من فتاة غير معاقة، فتعالت عليه وأجبرته على أشياء لا يحبها، ووصل الأمر بينهما إلى الطلاق.
http://i037.radikal.ru/0803/23/c9b955535a6f.gif
- بين الإقتصاد وعلم النفس:
يعتمد الفوز بالفرص على تركيبة شخصية الإنسان، وما إذا كان واثقاً من نفسه أو إتكالياً، حسب رأي إستشاري الطب النفسي السعودي الدكتور جمال الطويرقي: "فإذا ضاعت الفرص من أصحاب الشخصيات الدونية أو الأنانية، غالباً ما يلقون باللوم على الآخرين، حيث يرون أنّ الحياة قد انتهت بالنسبة لهم"، فيما تبعد عنهم الدكتورة المغربية خديجة بنت العربي، المتخصصة في علم الإجتماع، فكرة أنّ الحياة تتوقف على فرصة واحدة، وتعتبرها نظرة ضيقة.
لا يوافقهما الرأي تماماً الخبير الإقتصادي المصري الدكتور عبدالخالق فاروق؛ ذلك أنّ العالم الذي نعيش فيه يتصف بالندرة وعلى الأفراد أن يقوموا بعملية الإختيار ما بين البدائل المتاحة، وهذا العمل بدوره ينطوي على مفهوم تكلفة الفرصة الضائعة.
فيما ترجع الدكتورة مديحة الصباحي، إستشارية الصحة النفسية بجامعة عين شمس من مصر، أسباب ضياع الفرص لضعف الإستجابة لها".
يوافقها الرأي الكاتب الإقتصادي جمال بنون، من السعودية؛ ذلك أنّ الفرص قد لا تأتي دائماً ولا تتكرر بنفس المواصفات؛ لذا لابدّ من عامل السرعة وخطفها والتعامل معها وفقا للمتغيرات ولظروف الحياة؛ حتى يحقق الفائز أقصى إستفادة منها. ويستثني بنون من ذلك الصفقات والمشاريع التجارية الكبرى التي تدار بمبالغ ضخمة، والتي تحتاج إلى تأنٍ ودراسة؛ حتى لا تكون النتائج وخيمة.
عندما نتحدث عن الحياة فنحن بالطبع سنتحدث عن طريقة استفادتنا من كل يوم فيها، هذا أمر يراه أستاذ علم النفس الدكتور حسن الموسوي من الكويت، جوهرياً؛ ذلك أننا نعيش ظروفاً محبطة، لكن يجب أن نستمر وننتهز كل فرصة تمر بنا مهما كانت صغيرة، وفي كل هذا يأمل الموسوي أن يظل الإنسان نزيهاً صادقاً مع نفسه والآخرين، وهو ينتهز فرصه!
كل ممنوع مرغوب برأي الإختصاصي النفسي الدكتور فضل أبو هين، من فلسطين، الذي يرى أنّ هناك رغبات مكبوتة لدى كل إنسان تشعره بالقلق، ولا يستقر وضعه إلا حين يقتنص فرصها، وإلا تعرض للحسرة.
http://i032.radikal.ru/0803/ec/9b7b42b8f72f.gif
حين تلمع الفرصة.. هل تقتنصونها؟
البلاغ
"فرصتك الأخيرة" "أسرع.. لم يتبق سوى يومين" عبارات غالباً ما بوجهها إليها بائعو الفرص عبر رسائل الـsms لشراء بضاعة ستنفد، وفي الطريق تطل علينا الإعلانات من قبيل: "فرصتك لإمتلاك منزل العمر" أو "رحلة العمر"، وجوائز كبرى بالملايين، بعضها أوهام وبعضها حقيقة، وقلة ممن كانوا من المحظوظين بالحصول عليها! لكن فرص الناس في الحياة تختلف، كل حسب رغبته فيها أو ظروفه، أو تقاليد مجتمعه، فما الفرصة التي وجدتها؟ هل ضيعتها أم حافظت عليها؟ أم ندمت عليها بعد اقتناصها؟ في هذا الموضوع نفتح ملف الفرص وما آلت إليه في القرن الواحد والعشرين.
قالت العرب إنّ الفرصة سريعة الفوت وبطيئة العود، والخطورة التي تكمن فيها أنّها مؤقتة ونادرة الحدوث، وإذا ذهبت فقد لا تعود، لذلك سمي من يغتنمها بـ"الجسور" أو "نهّاز الفرص"، وربما سمي بـ"الطماع" أو "المحظوظ"!
http://i037.radikal.ru/0803/23/c9b955535a6f.gif
- لو لم أضيعها!
عندما تطرق الفرصة الباب فإنّ البعض يشكو الضوضاء، فهي عند الشابة الزواج بثري تحبه، أمّا الشاب فيراها في تجارة يغنى بها، لكن عندما التحق محمد السرلي، طالب المغرب، بفريق كرة القدم بمدينة وزان رفضوه؛ لعدم إرتدائه حذاءً رياضيّاً خاصّاً، ويحلم محمد بأنّه لو حصل على فرصته لتهافتت عليه الآن الأندية الأوروبية المشهورة. وعندما عادت نوال يونس، معلمة في الإمارات، إلى بيتها، فوجئت بوليمة وضيوف، فأخبرها والدها أن شاباً من أسرة مقتدرة طلبها ووافق، فشعرت بنفسها كالبضاعة التي يتاجر بها، ورفضت الزواج المخطط له سلفاً، العريس الذي كان يجلس في غرفة الإستقبال اعتبر تصرفها تصغيراً له، فعاقبها والدها برفض أي عريس يتقدم لها، وبعد أن تجاوزت نوال الأربعين لم تجد مفراً من أن تتخيل أن لها ابناً ينتظر قدومها، تعلّق: "لو عاد بي الزمان لقبلت الزواج به".
لكن دقيقة زمن واحدة أضاعت فرصة ذهبية من الموظف المغربي عادل برقوش، وتشتت حلمه بأن يصبح إماماً مشهوراً يصلي بالناس؛ ذلك أنّه تأخر عن التسجيل في إحدى دور القرآن بمدينة مكناس، تلك الدقيقة لم يتغاض عنها الحارس رغم مجيئه من الرشيدية التي تبعد مئات الكيلومترات عن مكناس، يعلِّق عادل: "لو لم أتأخر لأصبحت الآن من كبار الخطباء في المساجد".
التعليقات السلبية ممن حولنا تؤثر أحياناً على اقتناصنا للفرص، لذلك وضع سعيد الدهري، صحافي مغربي، اللوم على أصدقائه، فهو لم يتوجه لمعهد الدراسات الشرقية بمدينة أخن بألمانيا بعد أن تم قبوله للدراسة هناك باللغة العبرية؛ لأنّهم اتهموه بالتطبيع مع إسرائيل، يعلق سعيد: "لو لم أستمع لكلامهم لحصلت على شهادة كبرى من معهد معترف له بالكفاءة العلمية"، لكن ندم محمد يونس، طالب كويتي، وصل به إلى الرغبة في عض أصابعه؛ لأنّه لم يلتحق بفريق "العربي" لكرة القدم، ويعتقد لو أنّه كسر القاعدة لتغير كل مجرى حياته.
http://i037.radikal.ru/0803/23/c9b955535a6f.gif
- فرصة ضاعت:
تظل المرأة ولو بعد سن الستين تتحسر على شاب لم تتزوجه في أيام صباها، فهذه الفرصة الضائعة تحفر في ذاكرة الكثيرات، ومنهنّ مريم أفندي، مسؤولة علاقات عامة في السعودية، التي لم تعد تميز العريس المطلوب، واكتفت بالرفض لمجرد الرفض!
أمّا عبدالله عبدالعزيز، طالب كويتي، فيتحسر على علاقته العاطفية مع فتاة تركته وتزوجت: لأنّ الفرص لم تواتِه؛ كي يكون مستعداً لطلب يدها!
الفرص غرام هواة جمع القطع الفنية أيضاً، فما تتحسر عليه الدكتورة إنتصار النعمان، طبيبة أسنان من الكويت، هو عدم تمكنها من شراء لوحة فنية نادرة غالية الثمن، وبدت حتى هذه اللحظة نادمة على عدم اقتنائها.
وتذكر شيخ العشيرة مختار برير، من غزة، فرصة لقائه بفتاة بدوية جميلة في صحراء بلده، ولكن فجأة ظهر خلفها ابن عمها الذي يشبه عنترة ففر هارباً، وكان يعتقد أنّها قد ضلت طريقها في الصحراء، ويؤكد برير أن جمالها لم يفارق خياله حتى بعد أن بلغ الثمانين من عمره.
ومازالت ميس خليل، موظفة فلسطينية، تتحسر على عدم زواجها من محافظ مدينتها، وكلما رأت صورته في وسائل الإعلام يسرح بها الخيال، فتتصور نفسها بجواره في المناسبات الإجتماعية أو حين يفتتح إحدى المؤسسات.
لكن عادل البصري، شاب سعودي، ضاعت كل فرصة لبيع مسلسله الكوميدي الذي استغرق إعداده ثلاث سنوات؛ بسبب منافسة الأعمال الكوميدية السعودية، يعلّق: "رغم أنّها كانت تعاني من الإقتباس والتقليد". الخروج من فلسطين حلم الكثير من الشبان، ومنهم محمد يوسف، طالب، حيثُ ضيّع فرصة عمره حين كان بإمكانه السفر لإكمال دراسته الثانوية في أميركا، لكن العادات والتقاليد حالت دون ذلك!
http://i037.radikal.ru/0803/23/c9b955535a6f.gif
- فرصة السحب:
ما يدخل المصادفات السعيدة يعتبر فرصة لم يسع إليها صاحب الحظ، قد يفوز بها وقد يفقدها، فلم يخطر ببال صديق واصل، مدير إدارة الثقافة والفنون بأمانة مكة المكرمة، أنّه عندما تنازل عن كوبون يؤهله للدخول في السحب لطفل أثار عطفه وهو يظهر إحتجاجه لوالده لعدم حصوله على كوبون، أن يفوز الطفل بجهاز lcd، يتابع صديق: "غرقت في موجة من الضحك، حتى إن والد الطفل أراد أن يرد لي الهدية، لكنني رفضت".
وبرغم أنّ الموقف يخص زوجها، لكن فاطمة الوهيبي، موظفة من السعودية، مازالت تلومه عليه، فهي لا تنسى كيف ترك زوجها ميدان سباق الخيل في دبي، بعد ذلك أعلن عن فوزه بجائزة قدرها 100 ألف درهم، لكنه غادر ولم يترك حتى كوبون المسابقة، ولم يبق له سوى الحسرة على مشتريات وهمية وضعتها زوجته في قائمتها.
فيما تعتبر الصحفية بجريدة الأهرام المصرية، مروة مرعي، والمقيمة في السودية، أن عدم مشاركتها في تداعيات الخامس والعشرين، من يناير أكبر خسارة من أي جائزة، تتابع: "اكتفيت وقتها بمتابعة ما يجري عبر شاشات التليفزيون، أو مواقع الإنترنت".
http://i037.radikal.ru/0803/23/c9b955535a6f.gif
- كسبناها:
بعض فرص الحياة تأخذ منحى المكسب التاريخي بالنسبة لأصحابها، لذلك تعتبر الدكتورة سامية العمودي، رئيسة كرسي الشيخ محمد حسين العمودي لسرطان الثدي بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة، أنّ الصورة التي جمعت المشاركات في الحوار الوطني مع خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمير سلطان بن عبدالعزيز، فرصة تاريخية لهنّ؛ لأنّها تعكس إهتمام القادة بالمرأة السعودية.
وحينما أعلن إتحاد الكرة عن قبول عدد من الفتيات لإختبارات التحكيم، أحست شيماء منصور، حكم كرة دولي من مصر، أنّ الفرصة تلمع أمامها، فدخلت الإختبار، وكانت بين الـ25 الأوائل من أصل 1500 متقدم، واستلمت شارة التحكيم، وفي أوّل تجربة لإدارة مباراة لم يقبلها لا الجمهور ولا الفريقان، قامت بمهمتها، وبمجرد أن أطلقت صافرة النهاية غادرت المكان مسرعة إلى بيتها؛ مخافة بطش الجمهور، تعلّق شيماء: "تتالت بعدها الفرص التي جعلتني أقوى وأقوى".
فرصتان اغتنمهما عبدالله الخضاري، موظف كويتي، في حياته، وهو ليس نادماً عليهما، أولهما ارتباطه بزوجة صالحة، وثانيهما شراؤه سيارة قديمة مكنته من المشاركة بها في الكثير من معارض السيارات، فدرت عليه الأموال.
بينما صابرين مشعشع، من غزة، ترى أنّها لم تضيع فرصة حياتها حين لم تكمل دراستها الجامعية؛ لكن فرصتها كانت كبيرة حين افتتحت نادياً لتعليم الطبخ للصغار.
أمّا الفرصة التي اغتنمها إسماعيل السيد، معلم مدرسة في فلسطين، فهي إمتلاك دراجة نارية والتجول بها على شاطئ البحر! لكن ابن بلده حسن قنيش، موظف، يرى أنّ الإستجمام بعيداً عن الزوجة والأولاد مرة في الأسبوع مع رفاقه وزملائه أجمل فرصة تشعره بأنّه في طريقه نحو الحرِّية، لكنه يتساءل: "إلى متى ستستمر.. سأستغل فرصي في الخفاء".
http://i037.radikal.ru/0803/23/c9b955535a6f.gif
- اغتنمتها وندمت:
بعض الفرص تقع وبالاً على أصحابها ولو بعد سنين، حيثُ كان سفر أسامة أحمد، من المغرب إلى أميركا، حلمه الذي تخطى صعوباته بطرق غير شرعية إلى أن تمكن من الحصول على الأوراق الرسمية بعدما اشتغل في أحد المطاعم.. لكنه بعد سنوات من الغربة والعمل المضني وجد أنّ الحلم الذي اغتنم فرصته لم يكن سوى كابوس من الحرمان.. يعلّق: "شتان بين الأفلام الأميركية والواقع الذي عشته".
نوال محمد، مترجمة لغة إنجليزية، من الإمارات، فسخت خطوبتها من رجل ثري وطيب عندما ظهر لها فجأة الشاب الذي أحبته سابقاً، وعاد للتودد لها من جديد، اعتقدت أن فرصة حياتها عادت إليها، لكنها نادمة على اقتناصها؛ فهي اليوم مطلقة بعد 15 عاماً من الضرب والإذلال، وقد وصل به الأمر لمحاولة طعنها.
شاركتها الندم أم سلطان، ربة منزل من الكويت، التي اغتنمت فرصة حياتها في سن صغيرة، وهي الزواج الذي أضاع منها أشياء معنوية افتقدتها كثيراً، وتأسف أنّ هذا أعاقها كثيراً بسبب إرتباطاتها الأسرية، تعلّق: "الفرصة الوحيدة التي اغتنمتها بصعوبة هي وظيفتي، خاصة أن زوجي كان معترضاً عليها بشدة".
فيما وجد حمادة قديح، نادل فلسطيني أصم، نفسه نادماً على فرصة اعتقد أنّه انتهزها؛ وذلك حين تزوج من فتاة غير معاقة، فتعالت عليه وأجبرته على أشياء لا يحبها، ووصل الأمر بينهما إلى الطلاق.
http://i037.radikal.ru/0803/23/c9b955535a6f.gif
- بين الإقتصاد وعلم النفس:
يعتمد الفوز بالفرص على تركيبة شخصية الإنسان، وما إذا كان واثقاً من نفسه أو إتكالياً، حسب رأي إستشاري الطب النفسي السعودي الدكتور جمال الطويرقي: "فإذا ضاعت الفرص من أصحاب الشخصيات الدونية أو الأنانية، غالباً ما يلقون باللوم على الآخرين، حيث يرون أنّ الحياة قد انتهت بالنسبة لهم"، فيما تبعد عنهم الدكتورة المغربية خديجة بنت العربي، المتخصصة في علم الإجتماع، فكرة أنّ الحياة تتوقف على فرصة واحدة، وتعتبرها نظرة ضيقة.
لا يوافقهما الرأي تماماً الخبير الإقتصادي المصري الدكتور عبدالخالق فاروق؛ ذلك أنّ العالم الذي نعيش فيه يتصف بالندرة وعلى الأفراد أن يقوموا بعملية الإختيار ما بين البدائل المتاحة، وهذا العمل بدوره ينطوي على مفهوم تكلفة الفرصة الضائعة.
فيما ترجع الدكتورة مديحة الصباحي، إستشارية الصحة النفسية بجامعة عين شمس من مصر، أسباب ضياع الفرص لضعف الإستجابة لها".
يوافقها الرأي الكاتب الإقتصادي جمال بنون، من السعودية؛ ذلك أنّ الفرص قد لا تأتي دائماً ولا تتكرر بنفس المواصفات؛ لذا لابدّ من عامل السرعة وخطفها والتعامل معها وفقا للمتغيرات ولظروف الحياة؛ حتى يحقق الفائز أقصى إستفادة منها. ويستثني بنون من ذلك الصفقات والمشاريع التجارية الكبرى التي تدار بمبالغ ضخمة، والتي تحتاج إلى تأنٍ ودراسة؛ حتى لا تكون النتائج وخيمة.
عندما نتحدث عن الحياة فنحن بالطبع سنتحدث عن طريقة استفادتنا من كل يوم فيها، هذا أمر يراه أستاذ علم النفس الدكتور حسن الموسوي من الكويت، جوهرياً؛ ذلك أننا نعيش ظروفاً محبطة، لكن يجب أن نستمر وننتهز كل فرصة تمر بنا مهما كانت صغيرة، وفي كل هذا يأمل الموسوي أن يظل الإنسان نزيهاً صادقاً مع نفسه والآخرين، وهو ينتهز فرصه!
كل ممنوع مرغوب برأي الإختصاصي النفسي الدكتور فضل أبو هين، من فلسطين، الذي يرى أنّ هناك رغبات مكبوتة لدى كل إنسان تشعره بالقلق، ولا يستقر وضعه إلا حين يقتنص فرصها، وإلا تعرض للحسرة.