طالب الحور
03-08-2012, 06:32 PM
هديه - صلى الله عليه وسلم - في الطهارة وقضاء الحاجة
د. أحمد بن عثمان المزيد
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعد: فإن من أعظم نعم الله علينا نعمةَ الإسلام، فهو دين الفطرة والوسطية، دينٌ شامل كامل، دين العلم والأخلاق، دينٌ صالح لكل زمان ومكان، دين اليسر والرحمة، دينٌ فيه حَلٌّ لجميع المشكلات.
فما أحوجنا في هذا العصر خصوصًا لتبيين خصائص هذا الدين ومحاسنه للعالم أجمع؛ ليظهر لهم الصورة الحقيقية الناصعة لدين الإسلام.
وإن هدي محمد صلى الله عليه وسلم هو التطبيق العملي لهذا الدين، فقد اجتمع في هديه صلى الله عليه وسلم كل تلك الخصائص التي جعلت من دين الإسلام دينًا سهل الاعتناق والتطبيق؛ وذلك لشموله لجميع مناحي الحياة التعبدية والعملية والأخلاقية، المادية والروحية.
وفي هذا الكتاب[1] الذي انتقيته من كتاب (زاد المعاد في هدي خير العباد للإمام ابن القيم)[2]- الذي يُعد من أفضل ما كُتب في هدي النبي صلى الله عليه وسلم - تقريب لهديه في سائر جوانب حياته؛ لنقتدي به ونسير على هديه صلى الله عليه وسلم.
نسأل الله الإخلاص والقبول، وأن يبارك في هذا الكتاب...
هَدْيُهُ صلى الله عليه وسلم في الطَّهَارَةِ وَقَضَاءِ الحَاجَة[3]ِ
أ – هَدْيُهُ صلى الله عليه وسلم في قَضَاءِ الحاجَةِ:
1- كان إذا دخلَ الخلاء قال: ((اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الخُبُثِ والخَبَائِثِ)) [ق]، وإذا خرج يقول: ((غُفْرَانَكَ)) [د، ت، جه].
2- وكانَ أكثرَ ما يبولُ وهو قاعدٌ.
3- وكان يستنجي بالماءِ تارةً، ويَسْتَجْمِرُ بالأحجارِ تارةً، ويجمعُ بينهما تارةً.
4- وكان يستنجي ويستجمرُ بشِمالِه.
5- وكان إذا اسْتَنْجَى بالماءِ ضَرَبَ يَدَهُ بَعْدَ ذَلِكَ عَلَى الأرضِ.
6- وكان إِذَا ذَهَبَ في سَفَرِه للحاجةِ انطلقَ حَتَّى يتوارَى عَنْ أَصْحَابِهِ.
7- وكان يستتِر بالهدفِ تارةً وبِحَائِشِ النَّخْلِ تارةً، وبشجرِ الوادي تارةً.
8 – وكان يرتاد لبوْلِه الموضعَ الدَّمِثَ [اللَّيِّنَ الرخو من الأرض].
9- وكان إِذَا جَلَسَ لحاجتِه لم يرفعْ ثوبَهُ حتى يَدْنُوَ مِنَ الأرضِ.
10 – وكانَ إِذَا سَلَّم عليه أحدٌ وهو يبولُ لم يَرُدَّ عليه.
ب – هَدْيُهُ صلى الله عليه وسلم في الوُضُوءِ[4]:
1- كان يتوضأ لكل صلاةٍ في غالبِ أحيانِه، وربما صَلَّى الصَّلواتِ بِوُضُوءٍ واحدٍ.
2- وكان يتوضأُ بالْمُدِّ[5] تارةً، وبثُلُثَيْهِ تارةً، وبأزيَد منه تارةً.
3- وكان من أيسرِ الناس صَبًّا لماء الوضوءِ ويُحَذِّرُ أمته مِنَ الإسرافِ فيه.
4- وكان يتوضأُ مرةً مرةً، ومرتينِ مرتينِ، وثلاثًا ثلاثًا، وفي بعضِ الأعضاءِ مرتينِ وبعضِهما ثلاثًا، ولم يتجاوز الثلاثَ قَطُّ.
5- وكان يتمضمضُ ويستنشقُ تارةً بغَرفة، وتارةً بغَرفتينِ، وتارةً بثلاث، وكان يصلُ بين المضمضةِ والاستنشاقِ.
6- وكان يستنشقُ باليمينِ ويستنثرُ باليسرى.
7 – ولم يتوضأ إلا تمضمضَ واستنشقَ.
8 – وكان يمسحُ رأسهُ كلَّه، وتارةً يُقْبِل بيديه ويُدْبِر.
9 – وكان إذا مسحَ على ناصيتِه كَمَّل على العِمَامَةِ.
10 – وكان يمسحُ أذنيه – ظاهرَهما وباطنَهما – مع رأسه.
11- وكان يغسلُ رِجْلَيْهِ إذا لم يكونَا في خُفَّيْنِ ولا جَوْرَبَيْنِ.
12- وكان وُضُوؤه مُرَتَّـبًا متواليًا ولم يُخِلّ به مرة واحدة.
13- وكان يبدأ وضوءَه بالتَّسْمِيَةِ، ويقول في آخره: ((أَشْهَدُ أَنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وحده لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنَ التوَّابِينَ واجْعَلْنِي مِنَ المُتَطَهِّرِينَ)) [ت].
ويقول: ((سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إلهَ إِلَّا أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وأَتُوبُ إلَيْكَ)).
14- ولم يَقُلْ في أوله: نَوَيْتُ رفعَ الحَدثِ ولا استباحةَ الصَّلاةِ، لا هوَ ولا أحدٌ من أصحابِه الْبَتَّةَ.
15- ولم يَكُنْ يتجاوز المِرْفَقَيْنِ والكعبينِ.
16 – ولم يكن يعتاد تنشيفَ أعضائِهِ.
17- وكان يُخَلِّلُ لِحْيَتَهُ أحيانًا، ولم يُوَاظِبْ على ذلك.
18 – وكان يخللُ بينَ الأصابعِ، ولم يكن يحافظ على ذلك.
19 – ولم يَكُنْ من هَدْيه أن يُصَبَّ عليه الماءُ كلما توضأ، ولكن تارةً يَصُبُّ على نفسِه، وربما عاونَهُ مَنْ يَصُبُّ عليه أحيانًا لحاجةٍ.
جـ – هَدْيُهُ صلى الله عليه وسلم في الْمسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ[6]:
1- صَحَّ عنه أنه مسح في الحضر والسفر، وَوَقَّتَ للمقيم يومًا وليلةً، وللمسافر ثلاثةَ أيامٍ ولياليهنَّ.
2- وكان يمسحُ ظَاهِرَ الخُفَّيْنِ، ومَسَحَ عَلَى الجوْرَبينِ، وَمَسَحَ على العِمَامَةِ مُقْتَصِرًا عليها، ومع الناصيةِ.
3- ولم يكن يتكلفُ ضِدَّ الحالة التي عليها قدماه، بل إن كانتا في الخفين مَسَحَ، وإن كانتا مكشوفتين غَسَلَ.
د- هَدْيُهُ صلى الله عليه وسلم في التُّيَمُّمِ[7]:
1- كان يتيمم بالأرضِ التي يُصَلِّي عليها ترابًا كانت أَوْ سَبِخَةً أَوْ رملًا، ويقول: ((حَيْثُمَا أَدْرَكَتْ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِي الصَّلاةُ فَعِنْدَهُ مَسْجِدُهُ وَطَهُورُه)) [حم].
2- ولم يكن يحمل الترابَ في السفرِ الطويل، ولا أمرَ به.
3- ولم يَصحَّ عنه التيممُ لكل صلاةٍ، ولا أمَرَ به، بل أطلقَ التيممَ وجعله قائمًا مقامَ الوضوءِ.
4- وكان يتيممُ بضربةٍ واحدةٍ للوجهِ والكفينِ.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] سيتم – بمشيئة الله تعالى – ترجمة الكتاب لأهم اللغات العالمية, وإتاحته على الإنترنت؛ ليسهل انتشاره والإفادة منه في سائر أنحاء العالم وسيتبعه إن شاء الله كتاب "خصائص الإسلامي ومحاسنه".
[2] قمت باختصار عزو الأحاديث النبوية, فما كان في الصحيحين رمزت له بالرمز "ق"، والبخاري "خ" ومسلم "م" وأبي داود "د"، والترمذي "ت"، والنسائي "ن", وابن ماجه "جه", والمسند "حم".
[3] زاد المعاد (1/163).
[4] زاد المعاد (1/184).
[5] المدُّ: مِلْء كفَّي الإنسان المعتدل إذا ملأهما ومدَّ يده بهما. (ج) أمداد.
[6] زاد المعاد (1/192).
[7] زاد المعاد (1/192).
د. أحمد بن عثمان المزيد
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعد: فإن من أعظم نعم الله علينا نعمةَ الإسلام، فهو دين الفطرة والوسطية، دينٌ شامل كامل، دين العلم والأخلاق، دينٌ صالح لكل زمان ومكان، دين اليسر والرحمة، دينٌ فيه حَلٌّ لجميع المشكلات.
فما أحوجنا في هذا العصر خصوصًا لتبيين خصائص هذا الدين ومحاسنه للعالم أجمع؛ ليظهر لهم الصورة الحقيقية الناصعة لدين الإسلام.
وإن هدي محمد صلى الله عليه وسلم هو التطبيق العملي لهذا الدين، فقد اجتمع في هديه صلى الله عليه وسلم كل تلك الخصائص التي جعلت من دين الإسلام دينًا سهل الاعتناق والتطبيق؛ وذلك لشموله لجميع مناحي الحياة التعبدية والعملية والأخلاقية، المادية والروحية.
وفي هذا الكتاب[1] الذي انتقيته من كتاب (زاد المعاد في هدي خير العباد للإمام ابن القيم)[2]- الذي يُعد من أفضل ما كُتب في هدي النبي صلى الله عليه وسلم - تقريب لهديه في سائر جوانب حياته؛ لنقتدي به ونسير على هديه صلى الله عليه وسلم.
نسأل الله الإخلاص والقبول، وأن يبارك في هذا الكتاب...
هَدْيُهُ صلى الله عليه وسلم في الطَّهَارَةِ وَقَضَاءِ الحَاجَة[3]ِ
أ – هَدْيُهُ صلى الله عليه وسلم في قَضَاءِ الحاجَةِ:
1- كان إذا دخلَ الخلاء قال: ((اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الخُبُثِ والخَبَائِثِ)) [ق]، وإذا خرج يقول: ((غُفْرَانَكَ)) [د، ت، جه].
2- وكانَ أكثرَ ما يبولُ وهو قاعدٌ.
3- وكان يستنجي بالماءِ تارةً، ويَسْتَجْمِرُ بالأحجارِ تارةً، ويجمعُ بينهما تارةً.
4- وكان يستنجي ويستجمرُ بشِمالِه.
5- وكان إذا اسْتَنْجَى بالماءِ ضَرَبَ يَدَهُ بَعْدَ ذَلِكَ عَلَى الأرضِ.
6- وكان إِذَا ذَهَبَ في سَفَرِه للحاجةِ انطلقَ حَتَّى يتوارَى عَنْ أَصْحَابِهِ.
7- وكان يستتِر بالهدفِ تارةً وبِحَائِشِ النَّخْلِ تارةً، وبشجرِ الوادي تارةً.
8 – وكان يرتاد لبوْلِه الموضعَ الدَّمِثَ [اللَّيِّنَ الرخو من الأرض].
9- وكان إِذَا جَلَسَ لحاجتِه لم يرفعْ ثوبَهُ حتى يَدْنُوَ مِنَ الأرضِ.
10 – وكانَ إِذَا سَلَّم عليه أحدٌ وهو يبولُ لم يَرُدَّ عليه.
ب – هَدْيُهُ صلى الله عليه وسلم في الوُضُوءِ[4]:
1- كان يتوضأ لكل صلاةٍ في غالبِ أحيانِه، وربما صَلَّى الصَّلواتِ بِوُضُوءٍ واحدٍ.
2- وكان يتوضأُ بالْمُدِّ[5] تارةً، وبثُلُثَيْهِ تارةً، وبأزيَد منه تارةً.
3- وكان من أيسرِ الناس صَبًّا لماء الوضوءِ ويُحَذِّرُ أمته مِنَ الإسرافِ فيه.
4- وكان يتوضأُ مرةً مرةً، ومرتينِ مرتينِ، وثلاثًا ثلاثًا، وفي بعضِ الأعضاءِ مرتينِ وبعضِهما ثلاثًا، ولم يتجاوز الثلاثَ قَطُّ.
5- وكان يتمضمضُ ويستنشقُ تارةً بغَرفة، وتارةً بغَرفتينِ، وتارةً بثلاث، وكان يصلُ بين المضمضةِ والاستنشاقِ.
6- وكان يستنشقُ باليمينِ ويستنثرُ باليسرى.
7 – ولم يتوضأ إلا تمضمضَ واستنشقَ.
8 – وكان يمسحُ رأسهُ كلَّه، وتارةً يُقْبِل بيديه ويُدْبِر.
9 – وكان إذا مسحَ على ناصيتِه كَمَّل على العِمَامَةِ.
10 – وكان يمسحُ أذنيه – ظاهرَهما وباطنَهما – مع رأسه.
11- وكان يغسلُ رِجْلَيْهِ إذا لم يكونَا في خُفَّيْنِ ولا جَوْرَبَيْنِ.
12- وكان وُضُوؤه مُرَتَّـبًا متواليًا ولم يُخِلّ به مرة واحدة.
13- وكان يبدأ وضوءَه بالتَّسْمِيَةِ، ويقول في آخره: ((أَشْهَدُ أَنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وحده لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنَ التوَّابِينَ واجْعَلْنِي مِنَ المُتَطَهِّرِينَ)) [ت].
ويقول: ((سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إلهَ إِلَّا أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وأَتُوبُ إلَيْكَ)).
14- ولم يَقُلْ في أوله: نَوَيْتُ رفعَ الحَدثِ ولا استباحةَ الصَّلاةِ، لا هوَ ولا أحدٌ من أصحابِه الْبَتَّةَ.
15- ولم يَكُنْ يتجاوز المِرْفَقَيْنِ والكعبينِ.
16 – ولم يكن يعتاد تنشيفَ أعضائِهِ.
17- وكان يُخَلِّلُ لِحْيَتَهُ أحيانًا، ولم يُوَاظِبْ على ذلك.
18 – وكان يخللُ بينَ الأصابعِ، ولم يكن يحافظ على ذلك.
19 – ولم يَكُنْ من هَدْيه أن يُصَبَّ عليه الماءُ كلما توضأ، ولكن تارةً يَصُبُّ على نفسِه، وربما عاونَهُ مَنْ يَصُبُّ عليه أحيانًا لحاجةٍ.
جـ – هَدْيُهُ صلى الله عليه وسلم في الْمسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ[6]:
1- صَحَّ عنه أنه مسح في الحضر والسفر، وَوَقَّتَ للمقيم يومًا وليلةً، وللمسافر ثلاثةَ أيامٍ ولياليهنَّ.
2- وكان يمسحُ ظَاهِرَ الخُفَّيْنِ، ومَسَحَ عَلَى الجوْرَبينِ، وَمَسَحَ على العِمَامَةِ مُقْتَصِرًا عليها، ومع الناصيةِ.
3- ولم يكن يتكلفُ ضِدَّ الحالة التي عليها قدماه، بل إن كانتا في الخفين مَسَحَ، وإن كانتا مكشوفتين غَسَلَ.
د- هَدْيُهُ صلى الله عليه وسلم في التُّيَمُّمِ[7]:
1- كان يتيمم بالأرضِ التي يُصَلِّي عليها ترابًا كانت أَوْ سَبِخَةً أَوْ رملًا، ويقول: ((حَيْثُمَا أَدْرَكَتْ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِي الصَّلاةُ فَعِنْدَهُ مَسْجِدُهُ وَطَهُورُه)) [حم].
2- ولم يكن يحمل الترابَ في السفرِ الطويل، ولا أمرَ به.
3- ولم يَصحَّ عنه التيممُ لكل صلاةٍ، ولا أمَرَ به، بل أطلقَ التيممَ وجعله قائمًا مقامَ الوضوءِ.
4- وكان يتيممُ بضربةٍ واحدةٍ للوجهِ والكفينِ.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] سيتم – بمشيئة الله تعالى – ترجمة الكتاب لأهم اللغات العالمية, وإتاحته على الإنترنت؛ ليسهل انتشاره والإفادة منه في سائر أنحاء العالم وسيتبعه إن شاء الله كتاب "خصائص الإسلامي ومحاسنه".
[2] قمت باختصار عزو الأحاديث النبوية, فما كان في الصحيحين رمزت له بالرمز "ق"، والبخاري "خ" ومسلم "م" وأبي داود "د"، والترمذي "ت"، والنسائي "ن", وابن ماجه "جه", والمسند "حم".
[3] زاد المعاد (1/163).
[4] زاد المعاد (1/184).
[5] المدُّ: مِلْء كفَّي الإنسان المعتدل إذا ملأهما ومدَّ يده بهما. (ج) أمداد.
[6] زاد المعاد (1/192).
[7] زاد المعاد (1/192).