بسمه
15-08-2012, 08:30 PM
حياتك من صنع افكارك
من أسرار النفس البشرية تأثير الأفكار عليها في المشاعر والسلوك .
كثيرون منا قرأوا أو سمعوا باسم كتاب " دع القلق وابدأ الحياة "
للمؤلف " ديل كارنيجي " ، الذي اختار لأحد فصوله عنوان " حياتك من
صنع أفكارك " ..
فإذا راودتنا أفكار سعيدة أصبحنا سعداء ، وإذا سيطرت علينا أفكار التعاسة
غدونا أشقياء !
وإذا تملكتنا أفكار الخوف أو المرض فغالباً سوف نصبح مرضى أو جبناء
نشعر بالذلة !
وإذا فكرنا في الإخفاق أتانا الفشل سريعاً !
وإذ دأبنا نتحدث عن متاعبنا ونندب حظنا ، ونرثي لأنفسنا فسوف يهجرنا
الناس ويتجنبون صحبتنا ، فكل واحد عنده ما يكفيه من المتاعب
والمشكلات !
ثم يقول :
أعرف رجالاً ونساءً بوسعهم إقصاء القلق والمخاوف والأمراض ، بل
حولوا مجرى حياتهم تحويلاً شاملاً عن طريق " تحويل أفكارهم " ..
الإيحاء الذاتي
هذا مبدأ قديم وهو " تاثير الأفكار في حياة الإنسان " ، وهذا ما يعرف في
علم النفس ب " البرمجة العصبية اللغوية " أو ال " Nlp " .
تحدث الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله عن " الإيحاء الذاتي " في كتابه "
الفوائد " ، وقال : إن صلاح الأفعال والعادات مبني على صلاح الخواطر
والأفكار ، وردُ الأفكار الخاطئة وإبعادها عن الذهن منذ البداية أيسر من
قطعها بعد أن تصبح عادة مستحكمة " .
إن قوة الإيمان والعقل والحكمة تعين الإنسان على اختيار أحسن تلك
الخواطر والأفكار ، وعلى دفع السيئ منها .
الأفكار الضارة والنافعة :
هنا يثور سؤال مهم : كيف نزرع الأفكار النافعة ، ونقتلع الأفكار الضارة ؟
الفكرة الضارة تُقتلع بزرع فكرة نافعة مضادة لها . فأفكار الخوف نعارضها
بإفكار الشجاعة ، وأفكار القلق بأفكار الاطمئنان ، وأفكار التردد بأفكار
الإقدام ، وافكار ضعف الثقة بالنفس بأفكار قوة النفس والثقة بها ،
وهكذا ...
أما الأفكار النافعة فمن أفضل وسائل زراعتها بعد الدعاء المخلص وصدق
اللجوء إلى الله تعالى : اختيار عبارة قصيرة معبرة تكون بصيغة المتكلم
ولا يكون فيها نفي ولا استقبال .
مثال ذلك : رجل يريد الإقلاع عن التدخين ، يكتب على ورقة صغيرة : (
لقد أقلعت عن التدخين والحمد لله ) . ويردد هذه العبارة خمس دقائق في
الصباح ومثلها في المساء ، بتركيز وإيمان ، ويوحي لنفسه بأنها تحققت ،
ويتخيل نفسه قد تخلص من هذه الآفة وتحسنت صحته .
أما لماذا ينبغي أن تخلوا العبارة من " النفي والاستقبال " فلأن العقل
الباطن لا يمكن برمجته إلا بالتوكيدات كما وُجد بالتجربة .
تطبيقات عملية :
* إنسان مريض أخذ بأسباب التداوي والعلاج ، وألحّ في الدعاء : يُنصح أن
يكتب بخط كبير " وإذا مرضت فهو يشفين " . ويعلقها في غرفة نومه مثلاً
، ويرددها كل يوم صباحاً ومساءً مع الإيمان العميق بها .
* إنسان واجهته قضية حيرته ولا يدري ماذا يفعل ؟ ! يُنصح أن يكتب بخط
كبير : " وأفوض أمري إلى الله " ثم يتبع الخطوات المذكورة .
* إنسان تنازعه نفسه أن يستثمر ماله في مشاريع فيها بعض الشبهات ،
أن يكتب قوله تعالى : " يمحق الله الربا ويربي الصدقات " ويردده حتى
تنصرف نفسه عما فيه شبهة إلى ما هو متيقن من حله .
* طالب تُغريه الصوارف عن المذاكرة ويراوده الكسل وحب الراحة يكتب
مثلاً قول الشاعر :
لا تحسب المجد تمراً أنت آكلهُ *** لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا
* سيدة تشكو من زيادة وزنها ، تُنصح بأن تقرأ مقالات علمية عن أضرار
السمنة وعن الغذاء الصحيح ، وضرورة ممارسة الرياضة .
وتكتب عبارات مثل : " أنا أكره الدهون والحلويات " ، " لقد تخلصت من
وزني الزائد " ، " أنا أمشي كل يوم " . حينما تُبرمج عليها عقلها الباطن
يظهر أثرها بعد ذلك في سلوكها بإذن الله .
تلك لمحاتٌ يسيرة عن أثر " الأفكار " في حياة الإنسان في حالاته النفسية
والجسمية والعاطفية والصحية و الاجتماعية ، عسى أن يجد القارئ فيها
نفعاً . راجياً أن يجد التفاعل المأمول وأن نرى أفكاراً نيرة مفيدة في هذا
المجال ..
من أسرار النفس البشرية تأثير الأفكار عليها في المشاعر والسلوك .
كثيرون منا قرأوا أو سمعوا باسم كتاب " دع القلق وابدأ الحياة "
للمؤلف " ديل كارنيجي " ، الذي اختار لأحد فصوله عنوان " حياتك من
صنع أفكارك " ..
فإذا راودتنا أفكار سعيدة أصبحنا سعداء ، وإذا سيطرت علينا أفكار التعاسة
غدونا أشقياء !
وإذا تملكتنا أفكار الخوف أو المرض فغالباً سوف نصبح مرضى أو جبناء
نشعر بالذلة !
وإذا فكرنا في الإخفاق أتانا الفشل سريعاً !
وإذ دأبنا نتحدث عن متاعبنا ونندب حظنا ، ونرثي لأنفسنا فسوف يهجرنا
الناس ويتجنبون صحبتنا ، فكل واحد عنده ما يكفيه من المتاعب
والمشكلات !
ثم يقول :
أعرف رجالاً ونساءً بوسعهم إقصاء القلق والمخاوف والأمراض ، بل
حولوا مجرى حياتهم تحويلاً شاملاً عن طريق " تحويل أفكارهم " ..
الإيحاء الذاتي
هذا مبدأ قديم وهو " تاثير الأفكار في حياة الإنسان " ، وهذا ما يعرف في
علم النفس ب " البرمجة العصبية اللغوية " أو ال " Nlp " .
تحدث الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله عن " الإيحاء الذاتي " في كتابه "
الفوائد " ، وقال : إن صلاح الأفعال والعادات مبني على صلاح الخواطر
والأفكار ، وردُ الأفكار الخاطئة وإبعادها عن الذهن منذ البداية أيسر من
قطعها بعد أن تصبح عادة مستحكمة " .
إن قوة الإيمان والعقل والحكمة تعين الإنسان على اختيار أحسن تلك
الخواطر والأفكار ، وعلى دفع السيئ منها .
الأفكار الضارة والنافعة :
هنا يثور سؤال مهم : كيف نزرع الأفكار النافعة ، ونقتلع الأفكار الضارة ؟
الفكرة الضارة تُقتلع بزرع فكرة نافعة مضادة لها . فأفكار الخوف نعارضها
بإفكار الشجاعة ، وأفكار القلق بأفكار الاطمئنان ، وأفكار التردد بأفكار
الإقدام ، وافكار ضعف الثقة بالنفس بأفكار قوة النفس والثقة بها ،
وهكذا ...
أما الأفكار النافعة فمن أفضل وسائل زراعتها بعد الدعاء المخلص وصدق
اللجوء إلى الله تعالى : اختيار عبارة قصيرة معبرة تكون بصيغة المتكلم
ولا يكون فيها نفي ولا استقبال .
مثال ذلك : رجل يريد الإقلاع عن التدخين ، يكتب على ورقة صغيرة : (
لقد أقلعت عن التدخين والحمد لله ) . ويردد هذه العبارة خمس دقائق في
الصباح ومثلها في المساء ، بتركيز وإيمان ، ويوحي لنفسه بأنها تحققت ،
ويتخيل نفسه قد تخلص من هذه الآفة وتحسنت صحته .
أما لماذا ينبغي أن تخلوا العبارة من " النفي والاستقبال " فلأن العقل
الباطن لا يمكن برمجته إلا بالتوكيدات كما وُجد بالتجربة .
تطبيقات عملية :
* إنسان مريض أخذ بأسباب التداوي والعلاج ، وألحّ في الدعاء : يُنصح أن
يكتب بخط كبير " وإذا مرضت فهو يشفين " . ويعلقها في غرفة نومه مثلاً
، ويرددها كل يوم صباحاً ومساءً مع الإيمان العميق بها .
* إنسان واجهته قضية حيرته ولا يدري ماذا يفعل ؟ ! يُنصح أن يكتب بخط
كبير : " وأفوض أمري إلى الله " ثم يتبع الخطوات المذكورة .
* إنسان تنازعه نفسه أن يستثمر ماله في مشاريع فيها بعض الشبهات ،
أن يكتب قوله تعالى : " يمحق الله الربا ويربي الصدقات " ويردده حتى
تنصرف نفسه عما فيه شبهة إلى ما هو متيقن من حله .
* طالب تُغريه الصوارف عن المذاكرة ويراوده الكسل وحب الراحة يكتب
مثلاً قول الشاعر :
لا تحسب المجد تمراً أنت آكلهُ *** لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا
* سيدة تشكو من زيادة وزنها ، تُنصح بأن تقرأ مقالات علمية عن أضرار
السمنة وعن الغذاء الصحيح ، وضرورة ممارسة الرياضة .
وتكتب عبارات مثل : " أنا أكره الدهون والحلويات " ، " لقد تخلصت من
وزني الزائد " ، " أنا أمشي كل يوم " . حينما تُبرمج عليها عقلها الباطن
يظهر أثرها بعد ذلك في سلوكها بإذن الله .
تلك لمحاتٌ يسيرة عن أثر " الأفكار " في حياة الإنسان في حالاته النفسية
والجسمية والعاطفية والصحية و الاجتماعية ، عسى أن يجد القارئ فيها
نفعاً . راجياً أن يجد التفاعل المأمول وأن نرى أفكاراً نيرة مفيدة في هذا
المجال ..