شمس الرائدية
13-09-2012, 05:19 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين
أما بعد :
قال الله تبارك وتعالى : { وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء } (5) سورة البينة
{مخلصين له الدين} أي : قاصدين بجميع عباداتهم الظاهرة والباطنة وجه الله , وطلب الزلفى لديه .
وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أرأيت رجلا غزا يلتمس الأجر والذكر ما له ؟ , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا شيء له "
فأعادها ثلاث مِرَار , ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا شيء له " ثم قال : " إن الله عز وجل لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصا وابتغي وجهه " رواه أبو داود والنسائي وحسنه الألباني
الإخلاص شديدٌ عزيز
قال يوسف بن أسباط - رحمه الله - : " ما عالج المتعبدون شيئا أشد عليهم من اتقاء حب الثناء وهم يريدون بذلك الناس " المجالسة وجواهر العلم (7/20)
وقال سهل بن عبدالله التستري : " ليس على النفس شيءٌ أشقُّ من الإخلاص لأنه ليس لها فيه نصيب "
كيفَ نحصِّله ؟
قال ابن القيم - رحمه الله وطيَّب ثراه - : (( لا يجتمع الإخلاص في القلب ومحبة المدح والثناء والطمع فيما عند الناس ؛ إلا كما يجتمع الماء والنار , والضب والحوت , فإذا حدثتك نفسك بطلب الإخلاص فاقبل على الطمع أولا فأذبحه بسكين اليأس , وأقبل على المدح والثناء فازهد فيهما زهد عشاق الدنيا في الآخرة , فإذا استقام لك ذبح الطمع والزهد في الثناء والمدح ؛ سهل عليك الإخلاص , فإن قلتَ : وما الذي يسهل علي ذبح الطمع والزهد في الثناء والمدح ؟! , قلتُ : أما ذبح الطمع فيسهله عليك علمك يقيناً أنه ليس من شيء يطمع فيه إلا وبيد الله وحده خزائنه , لا يملكها غيره , ولا يؤتِي العبدَ منها شيئاً سواه , وأما الزهد في الثناء والمدح ؛ فيسهله عليك علمك أنه ليس أحد ينفع مدحه ويزين ويضر ذمه ويشين إلا الله وحده , كما قال ذلك الأعرابي للنبي- صلى الله عليه وسلم - : إن مدحي زين وذمي شين , فقال : ذلك الله عز و جل . فازهد في مدح من لا يزينك مدحه , وفي ذم من لا يشنيك ذمه , وارغب في مدح من كلُّ الزين في مدحه , وكل الشين في ذمه , ولن يُقْدَر على ذلك إلا بالصبر واليقين , فمتى فقدت الصبر واليقين كنتَ كمن أراد السفر في البحر في غير مركب ! . قال تعالى : { فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ } , وقال تعالى : { وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ } ))
الفــوائــد لابن القيم صــ 149
وخـذ هـذه الوسيلة النبوية للخلاص من الرياء تـظـفـر بـإذن البـاري جـل وعـلا
قال النبي صلى الله عليه وسلم : " يا أيها الناس اتقوا هذا الشرك فإنه أخفى من دبيب النمل "
فقال له من شاء الله أن يقول : وكيف نتقيه وهو أخفى من دبيب النمل يا رسول الله ؟! قال : " قولوا اللهم إنا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئا نعلمه ونستغفرك لِمَا لا نعلمه " رواه أحمد والطبراني وقال الألباني : حسن لغيره .
فعليكَ أيها المسلم بالإكثار مِن : ( اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم , وأستغفرك لِمَا لا أعلم )
والله المستعان على كلِّ حال
النقولات أُخِذتْ مِن ملتقى أهل الحديث
منقول ..
والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين
أما بعد :
قال الله تبارك وتعالى : { وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء } (5) سورة البينة
{مخلصين له الدين} أي : قاصدين بجميع عباداتهم الظاهرة والباطنة وجه الله , وطلب الزلفى لديه .
وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أرأيت رجلا غزا يلتمس الأجر والذكر ما له ؟ , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا شيء له "
فأعادها ثلاث مِرَار , ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا شيء له " ثم قال : " إن الله عز وجل لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصا وابتغي وجهه " رواه أبو داود والنسائي وحسنه الألباني
الإخلاص شديدٌ عزيز
قال يوسف بن أسباط - رحمه الله - : " ما عالج المتعبدون شيئا أشد عليهم من اتقاء حب الثناء وهم يريدون بذلك الناس " المجالسة وجواهر العلم (7/20)
وقال سهل بن عبدالله التستري : " ليس على النفس شيءٌ أشقُّ من الإخلاص لأنه ليس لها فيه نصيب "
كيفَ نحصِّله ؟
قال ابن القيم - رحمه الله وطيَّب ثراه - : (( لا يجتمع الإخلاص في القلب ومحبة المدح والثناء والطمع فيما عند الناس ؛ إلا كما يجتمع الماء والنار , والضب والحوت , فإذا حدثتك نفسك بطلب الإخلاص فاقبل على الطمع أولا فأذبحه بسكين اليأس , وأقبل على المدح والثناء فازهد فيهما زهد عشاق الدنيا في الآخرة , فإذا استقام لك ذبح الطمع والزهد في الثناء والمدح ؛ سهل عليك الإخلاص , فإن قلتَ : وما الذي يسهل علي ذبح الطمع والزهد في الثناء والمدح ؟! , قلتُ : أما ذبح الطمع فيسهله عليك علمك يقيناً أنه ليس من شيء يطمع فيه إلا وبيد الله وحده خزائنه , لا يملكها غيره , ولا يؤتِي العبدَ منها شيئاً سواه , وأما الزهد في الثناء والمدح ؛ فيسهله عليك علمك أنه ليس أحد ينفع مدحه ويزين ويضر ذمه ويشين إلا الله وحده , كما قال ذلك الأعرابي للنبي- صلى الله عليه وسلم - : إن مدحي زين وذمي شين , فقال : ذلك الله عز و جل . فازهد في مدح من لا يزينك مدحه , وفي ذم من لا يشنيك ذمه , وارغب في مدح من كلُّ الزين في مدحه , وكل الشين في ذمه , ولن يُقْدَر على ذلك إلا بالصبر واليقين , فمتى فقدت الصبر واليقين كنتَ كمن أراد السفر في البحر في غير مركب ! . قال تعالى : { فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ } , وقال تعالى : { وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ } ))
الفــوائــد لابن القيم صــ 149
وخـذ هـذه الوسيلة النبوية للخلاص من الرياء تـظـفـر بـإذن البـاري جـل وعـلا
قال النبي صلى الله عليه وسلم : " يا أيها الناس اتقوا هذا الشرك فإنه أخفى من دبيب النمل "
فقال له من شاء الله أن يقول : وكيف نتقيه وهو أخفى من دبيب النمل يا رسول الله ؟! قال : " قولوا اللهم إنا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئا نعلمه ونستغفرك لِمَا لا نعلمه " رواه أحمد والطبراني وقال الألباني : حسن لغيره .
فعليكَ أيها المسلم بالإكثار مِن : ( اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم , وأستغفرك لِمَا لا أعلم )
والله المستعان على كلِّ حال
النقولات أُخِذتْ مِن ملتقى أهل الحديث
منقول ..