أ.محمد العبدلي
27-11-2009, 07:32 PM
بسم الله الرحمن الرحيم...
في اول مشاركة لأحبائي وأبنائي منتدى الرائديه يسعدني أن اطرح هذه القصيدة ولا سيما للأستاذ ابو رائد ..
ِ عين وجرة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
الا هل في حياة المرء أسرار خبئت,,,وكان حريصاً لا يبيح بها سرا
فإني امرء أسرار قلبي كثيرةٌ ,,,أعددها لاحدََّ عندي ولا حصــرا
وأبــسطُها حــب قديـم عـرفته,,,لفـاتنةٍ فـــي حسنها تشـبه البـــدرا
وكان لقائي بالجميلة صدفة ,,,, على عيـن ماء تدعى في حينا وجرا
فقلتُ: غزال تأتي للعين وحدها ,, ولم تخش في الشعبين ذئباً ولا نمرا
فقالت: وقد شعَّ الضياء بوجهها ,,, رصاصُ أبي قد طيّر َ الذئب والنِّمرا
فزرنا إذا أحببت نُسمعـــكَ شعرنا ’’’ فإن أبــانا يعشقُ الشـــعرَ والنثراَ
وكن حــذراً إن جئت بالليل طــارقا,,, فكلبُ أبينا كالــعملّـسِ أو أضرى
فقلتُ: كلابُ الحيِّ أعرف سّـرها,,,بقطعةِ خبزٍ تُخرسُ الغيضَ والشرا
ولكــنني أخشـى يقولون زائراً,,,بليل ولم يــرسل رسـولاً ولا عـُذرا
فقالت: لدينــا مسجدٌ وسط دارنا,,,فصِّــل به ليلاً وقد تجدُ العُـــذرا
فقلت: لها إِنّي خجول ومسـتحٍ,,,ولم أهدكم من كسوة الشام أو بُصرى
فقالت: لقانا في المساءِ هديةٌ,,,ولا تخلفِ المــــيعاد تُـسمعنا الشــعرا
فقلت: لها شعري فصيحٌ وشعركم هجينٌ,,,فشتانِ بين الشعر في الوزن والمجرى
فقالت: وقد جالت بإنســان عينها يميناً,,,فــــديتك انت فـــي ذي وذي أدرى
فزرنا إذا أحـــببت تؤنسُ والــــدي,,,لقد كــــان عند الأمس يذكـــركم ذكــرا
فقلتُ: أبــــوكِ فــــوق رأسي أُجلُّهُ,,,زيارتـــه في خطــــوها تحمـــلُ الأجـرا
ولما تلاقينا بدار فسيحةٍ,,,على ساحة تستقطــبُ الــــعبدَ والـــحُرّا
وجاء أبوها مثل ليثٍ غضنفر,,,يزمجر بالترحاب أخــجلنا بِشــــرا
وقال: لشخص ٍعنده شُُبَّ نارَنا,,,وأسق الضيوف الشاي والقهوة المُرا
فشبَّ جحيما من سُمّرٍ وعُرفُطٍ,,,أضاء لهيباً واســـتوى بعدها جــمرا
وقرّب إتريكاً يضيئ ذُبالُه,,,كأن كوكباً في تلكم الســـاح أو فجرا
ومــاهي إلا لحظة ٌثم قُدّمت ,,,إلينا صواني التّمر والقهوة الـــمرّا
فلما شربناها ودب دبيبُــها,,,نسينا فــــلا صغرى القــصيدِ ولا كبرى
فقلنــا له ياعم أطلق عقالنا,,,ورانـــا طريقٌ شاسعٌ يقطعُ الظــــهرا
أجاب فما من بت ذا الليل عندنا,,,أخاف عليكم لدغةَ الرُقشِ في الصحرا
فقلنا :ألفنا الدرب لم نخش غيلةً,,, ومن هاب حوض الموتِ يرتاده قصرا
فقال: دعــــونــا لا نكــدّرُ صفونا,,,هلـــمَّ عشـــاكم لم نف حـــقكم قــدرا
ولمـــا رأينا الــــزادَ تبــــذيَر مُسرفٍ,,,لحــــوما ومعصـــوبا وحـيسيـــةً بُـرّا
جلسنا وأبطأنا الجـــلوس كـــأننا ,,,لعمــــرك ممـنوعون من أكلنا شهرا
وقـمنـــا وباقي الــزاد بــاق كما هو,,,كـأنا نظــرنا حوله نظــــرةً عـبرى
وعــــدنا لمجلسِنا نـجرجر أرجلاً,,,ثقـــالاً وفضلنا المــبيتَ على المســرى
ودارت عــلينا قــهوة عـــربيةٌ ,,,من الزعفــــران الـــحُرّ تحسبهــا عطــرا
وكأس من الشـاي الربيع تخدّرت,,,على الجمر لم نعرف لنكـهتها سِــرا
فقال: جـليسي بالشمطري تمازجـت,,,وآخر منّا فضل الــهيل والــزّرا
إذا رُشِفـت تغريك من حُســنِ لونها,,, وإن تُركَــت قلت اسقني مرةً أُخرى
فوالله حـِرنا لم نصل وصف طعمها,,,ولــولا حفاظ الــقومِ أسميتُها خمــرا
وجاء إلينا صاحب الـــدار ناثراً,,,وريقــاتــهُ في الشعـــرِ والــخطُ لا يُقــرا
وقــال: لــنا إني كــَبِرتُ ولــم أزل ,,,حـــفياً بشعري لم أُضَيع بــهِ سطـــرا
فهــاذي لـــها خمســون عامــاً تقادمـت ,,,وهـاذي أظُـن لم تجـاوز لها عشـرا
وتلك تحــاكي بعض قومٍ هجــوتهم,,,وهاذي تُحاكــي السهـل والخُلقَ الوعــرا
ولا تســألوني في النســيبِ فإنني ,,,بَكــيتُ دمــاً إذ قــيل لي سـافـرت فَـجرا
مَشــيتُ وراهــا مستحـثاً مطـيّتي,,,أســــائلُ عنهـا مــا يَدبُّ على الــــغبرا
فـأعييتُ لا أدري إلـى أيِّ وجهــةٍ,,,هــواهــا وعـانيتُ الــصبابةَ والهــجرا
ولولا الحــياءُ أعلنتُ في النــاس ذكــرها,,,ولكن حيـائي أبقـى من دونها سِترا
فقـلتُ له : يا عـمُ أنتَ متيــّمٌ ,,, ومن عــادة المـرزوءِ يسـتلهــمُ الصــبرا
أتيتكَ والأشــواقُ تطــوي مسافتي,,,أحثُ الخُطـى مـستعطفـاً عطـفكَ الغمرا
أضـعتُ فؤادي عند عيــنٍ بوجــرةٍ,,,وإن قــدّر المــولى فأنت لنــا صهـــرا
وعـن مهرها سل مـا تشاء فـإنني ,,, إذا نلــتُ تلـك الـزُهر قـدمتُها مهـــرا
تبسمَ حتى خلــتُ اســرار وجهـهِ,,, وكــان صــبوراً لا يضــيقُ بِـنا صـدرا
يسـائلني عـن إسمها قلتُ مثلكـم,,,معـاذ الهـوى أن أُبـدي ممـا جــرى خُبـرا
ولكــنها شـــبهُ أبيـــها بليغـــةٌ ,,, تُحبُ القصـيدَ الجـزلَ والمنطقَ الحُرا
وقال:عرفــنا من تُـريدُ وإنهـــا,,,لمخطوبةٌ فـالعفـوَ والصـفـحَ و العُـذرا
فـإن شئتَ زوجناك أُخرى بديلةً,,,فـعمتُها أولى بذي الفضـلَ أو أحرى
فقلتُ: هـواء النفسِ ما كنتُ آخذاً,,,سـواها وهل يصبو الفؤادُ إلى أُخرى!
دعــوتُ لها أن يسعـِدَ الله حالَها,,,وأن تلـق بعد العُـسرِ من أمـرها يُسـرا
ورحـتُ ودمـع العين يطـفحُ جارياً,,,كـأن كـَبِداً على وضَــمٍ مُقـَطعةً تُفـرى
عَــجبتُ لأمري كيف بحتُ بحبها,,,أمـا كان عند البوحِ أن أُعمـلَ الفكرا ؟
للإستاذ: محمد على طاهر العبدلي
وعيدكم مبارك ..
في اول مشاركة لأحبائي وأبنائي منتدى الرائديه يسعدني أن اطرح هذه القصيدة ولا سيما للأستاذ ابو رائد ..
ِ عين وجرة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
الا هل في حياة المرء أسرار خبئت,,,وكان حريصاً لا يبيح بها سرا
فإني امرء أسرار قلبي كثيرةٌ ,,,أعددها لاحدََّ عندي ولا حصــرا
وأبــسطُها حــب قديـم عـرفته,,,لفـاتنةٍ فـــي حسنها تشـبه البـــدرا
وكان لقائي بالجميلة صدفة ,,,, على عيـن ماء تدعى في حينا وجرا
فقلتُ: غزال تأتي للعين وحدها ,, ولم تخش في الشعبين ذئباً ولا نمرا
فقالت: وقد شعَّ الضياء بوجهها ,,, رصاصُ أبي قد طيّر َ الذئب والنِّمرا
فزرنا إذا أحببت نُسمعـــكَ شعرنا ’’’ فإن أبــانا يعشقُ الشـــعرَ والنثراَ
وكن حــذراً إن جئت بالليل طــارقا,,, فكلبُ أبينا كالــعملّـسِ أو أضرى
فقلتُ: كلابُ الحيِّ أعرف سّـرها,,,بقطعةِ خبزٍ تُخرسُ الغيضَ والشرا
ولكــنني أخشـى يقولون زائراً,,,بليل ولم يــرسل رسـولاً ولا عـُذرا
فقالت: لدينــا مسجدٌ وسط دارنا,,,فصِّــل به ليلاً وقد تجدُ العُـــذرا
فقلت: لها إِنّي خجول ومسـتحٍ,,,ولم أهدكم من كسوة الشام أو بُصرى
فقالت: لقانا في المساءِ هديةٌ,,,ولا تخلفِ المــــيعاد تُـسمعنا الشــعرا
فقلت: لها شعري فصيحٌ وشعركم هجينٌ,,,فشتانِ بين الشعر في الوزن والمجرى
فقالت: وقد جالت بإنســان عينها يميناً,,,فــــديتك انت فـــي ذي وذي أدرى
فزرنا إذا أحـــببت تؤنسُ والــــدي,,,لقد كــــان عند الأمس يذكـــركم ذكــرا
فقلتُ: أبــــوكِ فــــوق رأسي أُجلُّهُ,,,زيارتـــه في خطــــوها تحمـــلُ الأجـرا
ولما تلاقينا بدار فسيحةٍ,,,على ساحة تستقطــبُ الــــعبدَ والـــحُرّا
وجاء أبوها مثل ليثٍ غضنفر,,,يزمجر بالترحاب أخــجلنا بِشــــرا
وقال: لشخص ٍعنده شُُبَّ نارَنا,,,وأسق الضيوف الشاي والقهوة المُرا
فشبَّ جحيما من سُمّرٍ وعُرفُطٍ,,,أضاء لهيباً واســـتوى بعدها جــمرا
وقرّب إتريكاً يضيئ ذُبالُه,,,كأن كوكباً في تلكم الســـاح أو فجرا
ومــاهي إلا لحظة ٌثم قُدّمت ,,,إلينا صواني التّمر والقهوة الـــمرّا
فلما شربناها ودب دبيبُــها,,,نسينا فــــلا صغرى القــصيدِ ولا كبرى
فقلنــا له ياعم أطلق عقالنا,,,ورانـــا طريقٌ شاسعٌ يقطعُ الظــــهرا
أجاب فما من بت ذا الليل عندنا,,,أخاف عليكم لدغةَ الرُقشِ في الصحرا
فقلنا :ألفنا الدرب لم نخش غيلةً,,, ومن هاب حوض الموتِ يرتاده قصرا
فقال: دعــــونــا لا نكــدّرُ صفونا,,,هلـــمَّ عشـــاكم لم نف حـــقكم قــدرا
ولمـــا رأينا الــــزادَ تبــــذيَر مُسرفٍ,,,لحــــوما ومعصـــوبا وحـيسيـــةً بُـرّا
جلسنا وأبطأنا الجـــلوس كـــأننا ,,,لعمــــرك ممـنوعون من أكلنا شهرا
وقـمنـــا وباقي الــزاد بــاق كما هو,,,كـأنا نظــرنا حوله نظــــرةً عـبرى
وعــــدنا لمجلسِنا نـجرجر أرجلاً,,,ثقـــالاً وفضلنا المــبيتَ على المســرى
ودارت عــلينا قــهوة عـــربيةٌ ,,,من الزعفــــران الـــحُرّ تحسبهــا عطــرا
وكأس من الشـاي الربيع تخدّرت,,,على الجمر لم نعرف لنكـهتها سِــرا
فقال: جـليسي بالشمطري تمازجـت,,,وآخر منّا فضل الــهيل والــزّرا
إذا رُشِفـت تغريك من حُســنِ لونها,,, وإن تُركَــت قلت اسقني مرةً أُخرى
فوالله حـِرنا لم نصل وصف طعمها,,,ولــولا حفاظ الــقومِ أسميتُها خمــرا
وجاء إلينا صاحب الـــدار ناثراً,,,وريقــاتــهُ في الشعـــرِ والــخطُ لا يُقــرا
وقــال: لــنا إني كــَبِرتُ ولــم أزل ,,,حـــفياً بشعري لم أُضَيع بــهِ سطـــرا
فهــاذي لـــها خمســون عامــاً تقادمـت ,,,وهـاذي أظُـن لم تجـاوز لها عشـرا
وتلك تحــاكي بعض قومٍ هجــوتهم,,,وهاذي تُحاكــي السهـل والخُلقَ الوعــرا
ولا تســألوني في النســيبِ فإنني ,,,بَكــيتُ دمــاً إذ قــيل لي سـافـرت فَـجرا
مَشــيتُ وراهــا مستحـثاً مطـيّتي,,,أســــائلُ عنهـا مــا يَدبُّ على الــــغبرا
فـأعييتُ لا أدري إلـى أيِّ وجهــةٍ,,,هــواهــا وعـانيتُ الــصبابةَ والهــجرا
ولولا الحــياءُ أعلنتُ في النــاس ذكــرها,,,ولكن حيـائي أبقـى من دونها سِترا
فقـلتُ له : يا عـمُ أنتَ متيــّمٌ ,,, ومن عــادة المـرزوءِ يسـتلهــمُ الصــبرا
أتيتكَ والأشــواقُ تطــوي مسافتي,,,أحثُ الخُطـى مـستعطفـاً عطـفكَ الغمرا
أضـعتُ فؤادي عند عيــنٍ بوجــرةٍ,,,وإن قــدّر المــولى فأنت لنــا صهـــرا
وعـن مهرها سل مـا تشاء فـإنني ,,, إذا نلــتُ تلـك الـزُهر قـدمتُها مهـــرا
تبسمَ حتى خلــتُ اســرار وجهـهِ,,, وكــان صــبوراً لا يضــيقُ بِـنا صـدرا
يسـائلني عـن إسمها قلتُ مثلكـم,,,معـاذ الهـوى أن أُبـدي ممـا جــرى خُبـرا
ولكــنها شـــبهُ أبيـــها بليغـــةٌ ,,, تُحبُ القصـيدَ الجـزلَ والمنطقَ الحُرا
وقال:عرفــنا من تُـريدُ وإنهـــا,,,لمخطوبةٌ فـالعفـوَ والصـفـحَ و العُـذرا
فـإن شئتَ زوجناك أُخرى بديلةً,,,فـعمتُها أولى بذي الفضـلَ أو أحرى
فقلتُ: هـواء النفسِ ما كنتُ آخذاً,,,سـواها وهل يصبو الفؤادُ إلى أُخرى!
دعــوتُ لها أن يسعـِدَ الله حالَها,,,وأن تلـق بعد العُـسرِ من أمـرها يُسـرا
ورحـتُ ودمـع العين يطـفحُ جارياً,,,كـأن كـَبِداً على وضَــمٍ مُقـَطعةً تُفـرى
عَــجبتُ لأمري كيف بحتُ بحبها,,,أمـا كان عند البوحِ أن أُعمـلَ الفكرا ؟
للإستاذ: محمد على طاهر العبدلي
وعيدكم مبارك ..