~أصداف~
08-10-2012, 08:30 PM
.
.
منذُ أول حضور لي في دار التحفيظ ، قالت لنا المعلمة كلمة ، ربما لم نفكر ولم نعتبر بها حينها - ونحن حديثيّ عهد في حفظ كتاب الله الكريم وتدارسه - ..
ولكن الآن استشعر بعظمة تلك المقولة وودت لو كانت عظمتها في قلبي منذ تلك الأيام حين قالت (القرآن جهاد مع النفس)
أنتِ تتركين دارك وأهلك وراحتك وتختلين مع كتاب الله في مجلس عظيم تحفه الملائكة من كل جانب لتتدارسين كتاب الله وتسعين لفهم الآيات ومعرفة تفسيرها وأسباب نزولها ، وحفظه في صدرك أن يسّر لكِ ربنا ذلك ، وكل هذا يحتاج إلى جهاد عظيم ..
جهاد ضد هوى النفس ، وجهاد ضد هذه الحياة الفانية ومشاغلها ، وجهاد ضد الجسد ورغبته الدائمة في الراحة ..
لا تفكري بالعوائق وبالوقت وبالمشقة بل أنتِ متى ما تعاهدتِ كتاب الله تسلميّن أمرك كلّه لله ، وتنذرين نفسك لطاعته وللعمل بكتابه ، وتجدين أن البركة تُطرح في وقتك وفي جهدك وفي عملك وفي قلبك المحب لله .
لا أقول أني حينها أهملت هذه الأمور لذا تأخرت في ختم حفظ كتاب الله ، ولكن ظروف الحياة وابتلاءات القدر التي وضعها الله في دربي لم تحبط من عزيمتي ولكن جعلتني أتأخر في هذا السبق العظيم لنيل رضا الله ، وأسأل الله أن يجعل في هذا التأخير خيرة لي .
الآن وأنا أقف على إدارة هذا الدار (بالنيابة) والذي لا زلت طالبة فيه على عتبة التخرج لنيل أعظم الشهادات ، يضنيني أن أجد هذا الكم الهائل من التغيب عن حضور الحلقات ، وقلّة الحرص و وهاء بعض الأعذار .
في الوقت الذي أجد فيه طالبات المدارس والجامعات أكثر حرصاً في الحضور من الخريجات بالرغم من دوامهن الصباحي واختباراتهن القصيرة المستمرة .
العمر يمضي بنا بسرعة هائلة دون أن نستطيع أن ندرك قيمة هذا الوقت ، والعقل الذي كان شاب بالأمس ويجد السهولة واليسر في الحفظ والاستذكار لم يعد كذلك .
فلم لا نجعل البركة خليفة أرواحنا ونتعاهد حفظ هذا الكتاب العظيم وتدارسه ، ونسأل الله بصدق وطهارة قلب أن يبلغنا حمله في صدورنا والعمل به كما يرضيه عنّا ويبلغنا فيه الدرجات العلى من الجنة والشفاعة في دار القرار .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم .
.
منذُ أول حضور لي في دار التحفيظ ، قالت لنا المعلمة كلمة ، ربما لم نفكر ولم نعتبر بها حينها - ونحن حديثيّ عهد في حفظ كتاب الله الكريم وتدارسه - ..
ولكن الآن استشعر بعظمة تلك المقولة وودت لو كانت عظمتها في قلبي منذ تلك الأيام حين قالت (القرآن جهاد مع النفس)
أنتِ تتركين دارك وأهلك وراحتك وتختلين مع كتاب الله في مجلس عظيم تحفه الملائكة من كل جانب لتتدارسين كتاب الله وتسعين لفهم الآيات ومعرفة تفسيرها وأسباب نزولها ، وحفظه في صدرك أن يسّر لكِ ربنا ذلك ، وكل هذا يحتاج إلى جهاد عظيم ..
جهاد ضد هوى النفس ، وجهاد ضد هذه الحياة الفانية ومشاغلها ، وجهاد ضد الجسد ورغبته الدائمة في الراحة ..
لا تفكري بالعوائق وبالوقت وبالمشقة بل أنتِ متى ما تعاهدتِ كتاب الله تسلميّن أمرك كلّه لله ، وتنذرين نفسك لطاعته وللعمل بكتابه ، وتجدين أن البركة تُطرح في وقتك وفي جهدك وفي عملك وفي قلبك المحب لله .
لا أقول أني حينها أهملت هذه الأمور لذا تأخرت في ختم حفظ كتاب الله ، ولكن ظروف الحياة وابتلاءات القدر التي وضعها الله في دربي لم تحبط من عزيمتي ولكن جعلتني أتأخر في هذا السبق العظيم لنيل رضا الله ، وأسأل الله أن يجعل في هذا التأخير خيرة لي .
الآن وأنا أقف على إدارة هذا الدار (بالنيابة) والذي لا زلت طالبة فيه على عتبة التخرج لنيل أعظم الشهادات ، يضنيني أن أجد هذا الكم الهائل من التغيب عن حضور الحلقات ، وقلّة الحرص و وهاء بعض الأعذار .
في الوقت الذي أجد فيه طالبات المدارس والجامعات أكثر حرصاً في الحضور من الخريجات بالرغم من دوامهن الصباحي واختباراتهن القصيرة المستمرة .
العمر يمضي بنا بسرعة هائلة دون أن نستطيع أن ندرك قيمة هذا الوقت ، والعقل الذي كان شاب بالأمس ويجد السهولة واليسر في الحفظ والاستذكار لم يعد كذلك .
فلم لا نجعل البركة خليفة أرواحنا ونتعاهد حفظ هذا الكتاب العظيم وتدارسه ، ونسأل الله بصدق وطهارة قلب أن يبلغنا حمله في صدورنا والعمل به كما يرضيه عنّا ويبلغنا فيه الدرجات العلى من الجنة والشفاعة في دار القرار .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم .