khlood&
16-10-2012, 08:41 PM
القلوب المطمئنة
د. عائض القرني
قال تعالى: (أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)، تطمئن القلوب من خوفها؛ فتسكن إلى موعود ربها، مع الثقة به، وحُسن التوكل عليه، وصدق اللجوء إليه.
وتطمئن من حزنها؛ فتجد الأمن من كل غمّ وهمّ وحزن؛ فتعيش راضية مرضية؛ لأنها بربها ومولاها راضية.
وتطمئن من قلقها؛ فتستقر بعد التذبذب، وتهدأ بعد التمزق، وتثبت بعد الاضطراب.
وتطمئن من الشتات؛ فيجتمع شملها، ويتحد توجهها، ويلمّ شعثها، وتنجو من شتات أمرها.
وتطمئن من كيد شيطانها، وغلبة هواها، وتحرش أعدائها، وكيد خصومها، وشرور أضدادها.
فليس للقلب دواء أنفع من ذكر الله؛ فمهما حصل القلب على مطلوبه ورغباته من دون ذكر الله فإن مصيره القلق والتمزق والفَرَق والخوف والغمّ والهمّ والحزن والكدر والاضطراب.
أبى الله أن يؤمِّن من عصاه، وأن يؤنس من خالفه، واتبع هواه.. وكيف يطمئن من بينه وبين الله وحشة، وبينه وبين خالقه قطيعة؟ وكيف يأنس من نسي مولاه، وأعرض عن كتابه، وأهمل أوامره، وتعدى حدوده؟..
إن طمأنينة القلب هي السعادة التي يسعى لها الكل، ويبحث عنها الجميع، والتي منهم من خطبها عن طريق المال فجمع وأوعى، وحصل وكنز، فإذا المال بلا إيمان شقاء، وإذا الحطام بلا طاعة وباء، ومنهم من طلب السعادة عن طريق المنصب فصب من أجله دمعه وعرقه ودمه، فلما تولاه بلا إيمان كان فيه حتفه وهلاكه وخيبته، ومنهم من طلبها عن طريق اللهو من غناء وشعر وهواية فما حصل عليها ولا نالها؛ لأنه عزلها عن عبودية ربه عز وجل.
فيا من تكاتفت سحب همومه اذكر الله لتسعد، ويا من أحاط به حزنه وأقلقله همه اذكر الله لتأنس، ويا من طوقه كربه وزلزله خطبه اذكر الله لتأمن، ويا من تشتت قلبه وذهب لبه اذكر الله لتهدأ؛ ذكر الله دواء وشفاء وهناء، وذكر غيره داء ووباء وشقاء. ويكفي الذكر فضلاً أن الله يذكر من ذكره، ويكفي الذكر شرفاً أنه العلم الوحيد الذي يبقى مع أهل الجنة، ويكفي الذكر أجراً أنه أفضل عمل.. الذكر حياة، ولكن المبنج لا يحس، والمخدر لا يشعر، والميت لا يتألم.. والذكر أمن وسكينة، ولكن العاصي مفرط، والفاجر هالك.
وفي كلمة (تَطْمَئِنُّ) رخاء ونداء وطلاوة؛ فكأن القلوب كالأرض، فما سهل منها فهو المطمئن، وما صعب وشق فهو القاسي الموحش المقفر.. فليت سحب الرضوان وغمام الرحمن تترك غيث الوحي على القلوب؛ لتؤتي أكلها كل حين بإذن ربها من الذكر والشكر والإنابة والمحبة والرهبة والرغبة.. (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ).
د. عائض القرني
قال تعالى: (أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)، تطمئن القلوب من خوفها؛ فتسكن إلى موعود ربها، مع الثقة به، وحُسن التوكل عليه، وصدق اللجوء إليه.
وتطمئن من حزنها؛ فتجد الأمن من كل غمّ وهمّ وحزن؛ فتعيش راضية مرضية؛ لأنها بربها ومولاها راضية.
وتطمئن من قلقها؛ فتستقر بعد التذبذب، وتهدأ بعد التمزق، وتثبت بعد الاضطراب.
وتطمئن من الشتات؛ فيجتمع شملها، ويتحد توجهها، ويلمّ شعثها، وتنجو من شتات أمرها.
وتطمئن من كيد شيطانها، وغلبة هواها، وتحرش أعدائها، وكيد خصومها، وشرور أضدادها.
فليس للقلب دواء أنفع من ذكر الله؛ فمهما حصل القلب على مطلوبه ورغباته من دون ذكر الله فإن مصيره القلق والتمزق والفَرَق والخوف والغمّ والهمّ والحزن والكدر والاضطراب.
أبى الله أن يؤمِّن من عصاه، وأن يؤنس من خالفه، واتبع هواه.. وكيف يطمئن من بينه وبين الله وحشة، وبينه وبين خالقه قطيعة؟ وكيف يأنس من نسي مولاه، وأعرض عن كتابه، وأهمل أوامره، وتعدى حدوده؟..
إن طمأنينة القلب هي السعادة التي يسعى لها الكل، ويبحث عنها الجميع، والتي منهم من خطبها عن طريق المال فجمع وأوعى، وحصل وكنز، فإذا المال بلا إيمان شقاء، وإذا الحطام بلا طاعة وباء، ومنهم من طلب السعادة عن طريق المنصب فصب من أجله دمعه وعرقه ودمه، فلما تولاه بلا إيمان كان فيه حتفه وهلاكه وخيبته، ومنهم من طلبها عن طريق اللهو من غناء وشعر وهواية فما حصل عليها ولا نالها؛ لأنه عزلها عن عبودية ربه عز وجل.
فيا من تكاتفت سحب همومه اذكر الله لتسعد، ويا من أحاط به حزنه وأقلقله همه اذكر الله لتأنس، ويا من طوقه كربه وزلزله خطبه اذكر الله لتأمن، ويا من تشتت قلبه وذهب لبه اذكر الله لتهدأ؛ ذكر الله دواء وشفاء وهناء، وذكر غيره داء ووباء وشقاء. ويكفي الذكر فضلاً أن الله يذكر من ذكره، ويكفي الذكر شرفاً أنه العلم الوحيد الذي يبقى مع أهل الجنة، ويكفي الذكر أجراً أنه أفضل عمل.. الذكر حياة، ولكن المبنج لا يحس، والمخدر لا يشعر، والميت لا يتألم.. والذكر أمن وسكينة، ولكن العاصي مفرط، والفاجر هالك.
وفي كلمة (تَطْمَئِنُّ) رخاء ونداء وطلاوة؛ فكأن القلوب كالأرض، فما سهل منها فهو المطمئن، وما صعب وشق فهو القاسي الموحش المقفر.. فليت سحب الرضوان وغمام الرحمن تترك غيث الوحي على القلوب؛ لتؤتي أكلها كل حين بإذن ربها من الذكر والشكر والإنابة والمحبة والرهبة والرغبة.. (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ).