ندى
20-11-2012, 11:51 AM
إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين
سبحانه وتعالى خير الرازقين: وإن الله لهو خير الرازقين [الحج:58].
كيف لا يكون خير الرازقين وهو الذي يرسل الملك بعد مضي أربعـة أشهـر وبضعة أيام إلى رحم المرأة فينفخ في الجنين
الـروح ويؤمـر بكتب أربع: يكتب: رزقه ، وأجله ، وعمله ، وشقي أو سعيـد.
فالـرزق مقـدر معلـوم، والإنسان في بطن أمه لم يكتمل بناء أو تشكيلاً، فلا يزيد رزقه عند خروجه على ما كتب ولا ينقص
. روي عن عبد الله بن مسعود عن النبي قال: (( إن روح القدس نفث في روعي أن نفساً لن تموت حتى تستكمل
رزقها، ألا فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ، ولا يحملنكم استبطاء الرزق أن تطلبوه بمعاصي الله ، فإنه لا يدرك ما عند الله إلا بطاعته ))
نعم لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها، فلماذا إذا يسرق السارق ، ويرتشي المرتشي ، ويختلس المختلس
، ويرابي المرابي ويتقاضى الفائدة طالما أن رزقه آتيه لا محالة ، إنه لو استقرت هذه الحقيقة في ذهنه لما عصى الله وتجرأ
على محارمه فالمولى جل وعلا ضمن حتى للبهيمة العاجزة الضعيفة قوتها:
وكأين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها وإياكم [العنكبوت:60].
فكم من الطير والبهائم ما يدب على الأرض تأكل لوقتها ولا تدخر لغد فالله يرزقها أينما توجهت
، وعندما يقول لنا سبحانه: الله يرزقها وإياكم فإنه يسوي بين الحريص والمتوكل في رزقه ،
وبين الراغب والقانع ، وبين القوي والضعيف فلا يغتر جلد قوي أنه مرزوق بقوته ، ولا يتصور العاجز
أنه ممنوع من رزقه بعجزه، وعندما يخاطبنا الله في محكم آياته فيقول: وما من دابة فى الأرض
إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين [هود:6].
فإنه يضمن للخليقة جمعاء رزقها فضلا منه لا وجوبا عليه، ووعداً منه حقاً، فهو لم يخلق الخلق ليضيعهم .
ولربما يخيل للبعض أنه بعلمه وقوته وفطنته يتحصل على الرزق، وليس الأمر كذلك، فالله
أضاف الرزق إلى نفسه إذ يقول: كلوا واشربوا من رزق الله [البقرة:60].
فإذا تحصل الإنسان على رزقه بوسيلة أو بسبب ما فليعلم أن الله هو واهبه هذه الوسيلة،
وهذا السبب وهما كذلك من رزق الله.
نعم قد يغفل الإنسان في وقت ما فيصرف بصره تلقاء الأسباب الأرضية في الحصول على الرزق
هنا تأتي الإجابة سريعا لترد الأمور إلى نصابها ولتوقظ هذه الغفلة:
وفي السماء رزقكم وما توعدون فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون [الذاريات:22-23].
فعندئذ يتعلق القلب بالله أولاً وآخرا لا بالسبب الأرضي الحقير، ومن يهتم بالرزق اهتماماً
يجاوز الحد المشروع فإننا نقدم له حديث رسول الله
الذي يرويه الطبراني وفيه يقول: (( إن الرزق ليطلب العبد أكثر مما يطلبه أجله ))
فالاهتمام الزائد بشأن الرزق فيه شغل للقلوب عـن عـلام الغيوب وعن القيام
بحق المعبود. وقد قال بعضهم لآخر:
(اجتهادك فيما ضمن لك وتقصيرك فيما طلب منك دليل على انطماس بصيرتك).
ويقول لرجل: من أين تأكل؟ فقال: الذي خلق الرحى يأتيها بالطحين والذي شدق الأشداق هو خالق الأرزاق .
ذكر الحكيم الترمذي في نوادر الأصول بإسناده : أن الأشعريين أبا موسى وأبا عامر وأبا مالك
في نفر منهم لما هاجروا وقدموا على رسول الله
… وقد أرملوا من الزاد، فأرسلوا رجلاً منهم إلى رسول الله يسأله، فلما انتهى
إلى باب رسول الله سمعه يقرأ هذه الآية:
وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين [هود:6].
فقال الرجل: ما الأشعريون بأهون الدواب على الله.
فرجع ولم يدخل على رسول الله ، فقال لأصحابه: أبشروا أتاكم الغوث
ولا يظنون إلا أنه قد كلم رسول الله فوعده، فبينما هم كذلك إذ أتاهم رجلان
يحملان قصعة لبن لو أنا رددنا هذا الطعام إلى رسول الله
ه ليقضي به حاجته فقالوا للرجلين: اذهبا بهذا الطعام إلى رسول الله فإنا قد قضينا منه حاجتنا.
ثم إنهم أتوا رسول الله فقالوا: يا رسول الله ما رأينا طعاماً أكثر ولا أطيب
من طعام أرسلت به قال : ما أرسلت إليكم طعاماً، فأخبروه أنهم أرسلوا
صاحبهم، فسأله رسول الله فأخبره ما صنع وما قال له ، فقال : )) ذلك شيء رزقكموه الله ((.
سبحانه وتعالى خير الرازقين: وإن الله لهو خير الرازقين [الحج:58]
فالـرزق مقـدر معلـوم، والإنسان في بطن امه لم يكتمل بناء أو تشكيلاً،
فلا يزيد رزقه عند خروجه على ما كتب ولا ينقص. روي عن عبد الله بن مسعود عن النبي قال:
كيف لا يكون خير الرازقين وهو الذي يرسل الملك بعد مضي أربعـة أشهـر
وبضعة أيام إلى رحم المرأة فينفخ في الجنين الـروح ويؤمـر
بكتب أربع: يكتب: رزقه ، وأجله ، وعمله ، وشقي أو سعيـد.
(( إن روح القدس نفث في روعي أن نفساً لن تموت حتى تستكمل رزقها،
ألا فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ، ولا يحملنكم استبطاء الرزق أن
تطلبوه بمعاصي الله ، فإنه لا يدرك ما عند الله إلا بطاعته ))
نعم لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها، فلماذا إذا يسرق السارق
، ويرتشي المرتشي ، ويختلس المختلس ، ويرابي المرابي ويتقاضى الفائدة طالما أن
رزقه آتيه لا محالة ، إنه لو استقرت هذه الحقيقة في ذهنه لما عصى الله وتجرأ
على محارمه فالمولى جل وعلا ضمن حتى للبهيمة العاجزة الضعيفة قوتها:
وكأين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها وإياكم [العنكبوت:60].
فكم من الطير والبهائم ما يدب على الأرض تأكل لوقتها ولا تدخر لغد فالله
يرزقها أينما توجهت ، وعندما يقول لنا سبحانه: الله يرزقها وإياكم
فإنه يسوي بين الحريص والمتوكل في رزقه ، وبين الراغب والقانع ،
وبين القوي والضعيف فلا يغتر جلد قوي أنه مرزوق بقوته ، ولا يتصور
العاجز أنه ممنوع من رزقه بعجزه، وعندما يخاطبنا الله في محكم آياته فيقول:
وما من دابة فى الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين [هود:6].
فإنه يضمن للخليقة جمعاء رزقها فضلا منه لا وجوبا عليه، ووعداً منه حقاً، فهو لم يخلق الخلق ليضيعهم .
ولربما يخيل للبعض أنه بعلمه وقوته وفطنته يتحصل على الرزق، وليس
الأمر كذلك، فالله أضاف الرزق إلى نفسه إذ يقول: كلوا واشربوا من رزق الله [البقرة:60].
فإذا تحصل الإنسان على رزقه بوسيلة أو بسبب ما فليعلم أن الله هو واهبه
نعم قد يغفل الإنسان في وقت ما فيصرف بصره تلقاء الأسباب الأرضية في
الحصول على الرزق. هنا تأتي الإجابة سريعا لترد الأمور إلى
نصابها ولتوقظ هذه الغفلة:
وفي السماء رزقكم وما توعدون فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون [الذاريات:22-23].
فعندئذ يتعلق القلب بالله أولاً وآخرا لا بالسبب الأرضي الحقير، ومن يهتم بالرزق
اهتماماً يجاوز الحد المشروع فإننا نقدم له حديث
رسول الله الذي يرويه الطبراني وفيه يقول: (( إن الرزق ليطلب العبد أكثر مما يطلبه أجله ))
فالاهتمام الزائد بشأن الرزق فيه شغل للقلوب عـن عـلام الغيوب
وعن القيام بحق المعبود.
(اجتهادك فيما ضمن لك وتقصيرك فيما طلب منك دليل على انطماس بصيرتك).
ويقول لرجل:
من أين تأكل؟ فقال
الذي خلق الرحى يأتيها بالطحين والذي شدق الأشداق هو خالق الأرزاق .
ذكر الحكيم الترمذي في نوادر الأصول بإسناده : أن الأشعريين أبا موسى وأبا عامر وأبا مالك في نفر منهم لما هاجروا
وقدموا على رسول الله … وقد أرملوا من الزاد، فأرسلوا رجلاً منهم إلى رسول الله يسأله، فلما انتهى
إلى باب رسول الله سمعه
يقرأ هذه الآية: وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين
[هود:6]. فقال الرجل:
ما الأشعريون بأهون الدواب على الله.
فرجع ولم يدخل على رسول الله ، فقال لأصحابه: أبشروا أتاكم الغوث ولا يظنون إلا أنه قد كلم رسول الله فوعده، فبينما هم كذلك إذ
أتاهم رجلان يحملان قصعة لبن لو أنا رددنا هذا الطعام إلى رسول الله ليقضي به حاجته فقالوا للرجلين: اذهبا بهذا الطعام إلى رسول
الله فإنا قد قضينا منه حاجتنا.
ثم إنهم أتوا رسول الله فقالوا: يا رسول الله ما رأينا طعاماً أكثر ولا أطيب من طعام أرسلت به قال : ما أرسلت إليكم طعاماً، فأخبروه
أنهم أرسلوا صاحبهم، فسأله رسول الله فأخبره ما صنع وما قال له ، فقال : )) ذلك شيء رزقكموه الله ((.
سبحانه وتعالى خير الرازقين: وإن الله لهو خير الرازقين [الحج:58].
كيف لا يكون خير الرازقين وهو الذي يرسل الملك بعد مضي أربعـة أشهـر وبضعة أيام إلى رحم المرأة فينفخ في الجنين
الـروح ويؤمـر بكتب أربع: يكتب: رزقه ، وأجله ، وعمله ، وشقي أو سعيـد.
فالـرزق مقـدر معلـوم، والإنسان في بطن أمه لم يكتمل بناء أو تشكيلاً، فلا يزيد رزقه عند خروجه على ما كتب ولا ينقص
. روي عن عبد الله بن مسعود عن النبي قال: (( إن روح القدس نفث في روعي أن نفساً لن تموت حتى تستكمل
رزقها، ألا فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ، ولا يحملنكم استبطاء الرزق أن تطلبوه بمعاصي الله ، فإنه لا يدرك ما عند الله إلا بطاعته ))
نعم لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها، فلماذا إذا يسرق السارق ، ويرتشي المرتشي ، ويختلس المختلس
، ويرابي المرابي ويتقاضى الفائدة طالما أن رزقه آتيه لا محالة ، إنه لو استقرت هذه الحقيقة في ذهنه لما عصى الله وتجرأ
على محارمه فالمولى جل وعلا ضمن حتى للبهيمة العاجزة الضعيفة قوتها:
وكأين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها وإياكم [العنكبوت:60].
فكم من الطير والبهائم ما يدب على الأرض تأكل لوقتها ولا تدخر لغد فالله يرزقها أينما توجهت
، وعندما يقول لنا سبحانه: الله يرزقها وإياكم فإنه يسوي بين الحريص والمتوكل في رزقه ،
وبين الراغب والقانع ، وبين القوي والضعيف فلا يغتر جلد قوي أنه مرزوق بقوته ، ولا يتصور العاجز
أنه ممنوع من رزقه بعجزه، وعندما يخاطبنا الله في محكم آياته فيقول: وما من دابة فى الأرض
إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين [هود:6].
فإنه يضمن للخليقة جمعاء رزقها فضلا منه لا وجوبا عليه، ووعداً منه حقاً، فهو لم يخلق الخلق ليضيعهم .
ولربما يخيل للبعض أنه بعلمه وقوته وفطنته يتحصل على الرزق، وليس الأمر كذلك، فالله
أضاف الرزق إلى نفسه إذ يقول: كلوا واشربوا من رزق الله [البقرة:60].
فإذا تحصل الإنسان على رزقه بوسيلة أو بسبب ما فليعلم أن الله هو واهبه هذه الوسيلة،
وهذا السبب وهما كذلك من رزق الله.
نعم قد يغفل الإنسان في وقت ما فيصرف بصره تلقاء الأسباب الأرضية في الحصول على الرزق
هنا تأتي الإجابة سريعا لترد الأمور إلى نصابها ولتوقظ هذه الغفلة:
وفي السماء رزقكم وما توعدون فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون [الذاريات:22-23].
فعندئذ يتعلق القلب بالله أولاً وآخرا لا بالسبب الأرضي الحقير، ومن يهتم بالرزق اهتماماً
يجاوز الحد المشروع فإننا نقدم له حديث رسول الله
الذي يرويه الطبراني وفيه يقول: (( إن الرزق ليطلب العبد أكثر مما يطلبه أجله ))
فالاهتمام الزائد بشأن الرزق فيه شغل للقلوب عـن عـلام الغيوب وعن القيام
بحق المعبود. وقد قال بعضهم لآخر:
(اجتهادك فيما ضمن لك وتقصيرك فيما طلب منك دليل على انطماس بصيرتك).
ويقول لرجل: من أين تأكل؟ فقال: الذي خلق الرحى يأتيها بالطحين والذي شدق الأشداق هو خالق الأرزاق .
ذكر الحكيم الترمذي في نوادر الأصول بإسناده : أن الأشعريين أبا موسى وأبا عامر وأبا مالك
في نفر منهم لما هاجروا وقدموا على رسول الله
… وقد أرملوا من الزاد، فأرسلوا رجلاً منهم إلى رسول الله يسأله، فلما انتهى
إلى باب رسول الله سمعه يقرأ هذه الآية:
وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين [هود:6].
فقال الرجل: ما الأشعريون بأهون الدواب على الله.
فرجع ولم يدخل على رسول الله ، فقال لأصحابه: أبشروا أتاكم الغوث
ولا يظنون إلا أنه قد كلم رسول الله فوعده، فبينما هم كذلك إذ أتاهم رجلان
يحملان قصعة لبن لو أنا رددنا هذا الطعام إلى رسول الله
ه ليقضي به حاجته فقالوا للرجلين: اذهبا بهذا الطعام إلى رسول الله فإنا قد قضينا منه حاجتنا.
ثم إنهم أتوا رسول الله فقالوا: يا رسول الله ما رأينا طعاماً أكثر ولا أطيب
من طعام أرسلت به قال : ما أرسلت إليكم طعاماً، فأخبروه أنهم أرسلوا
صاحبهم، فسأله رسول الله فأخبره ما صنع وما قال له ، فقال : )) ذلك شيء رزقكموه الله ((.
سبحانه وتعالى خير الرازقين: وإن الله لهو خير الرازقين [الحج:58]
فالـرزق مقـدر معلـوم، والإنسان في بطن امه لم يكتمل بناء أو تشكيلاً،
فلا يزيد رزقه عند خروجه على ما كتب ولا ينقص. روي عن عبد الله بن مسعود عن النبي قال:
كيف لا يكون خير الرازقين وهو الذي يرسل الملك بعد مضي أربعـة أشهـر
وبضعة أيام إلى رحم المرأة فينفخ في الجنين الـروح ويؤمـر
بكتب أربع: يكتب: رزقه ، وأجله ، وعمله ، وشقي أو سعيـد.
(( إن روح القدس نفث في روعي أن نفساً لن تموت حتى تستكمل رزقها،
ألا فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ، ولا يحملنكم استبطاء الرزق أن
تطلبوه بمعاصي الله ، فإنه لا يدرك ما عند الله إلا بطاعته ))
نعم لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها، فلماذا إذا يسرق السارق
، ويرتشي المرتشي ، ويختلس المختلس ، ويرابي المرابي ويتقاضى الفائدة طالما أن
رزقه آتيه لا محالة ، إنه لو استقرت هذه الحقيقة في ذهنه لما عصى الله وتجرأ
على محارمه فالمولى جل وعلا ضمن حتى للبهيمة العاجزة الضعيفة قوتها:
وكأين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها وإياكم [العنكبوت:60].
فكم من الطير والبهائم ما يدب على الأرض تأكل لوقتها ولا تدخر لغد فالله
يرزقها أينما توجهت ، وعندما يقول لنا سبحانه: الله يرزقها وإياكم
فإنه يسوي بين الحريص والمتوكل في رزقه ، وبين الراغب والقانع ،
وبين القوي والضعيف فلا يغتر جلد قوي أنه مرزوق بقوته ، ولا يتصور
العاجز أنه ممنوع من رزقه بعجزه، وعندما يخاطبنا الله في محكم آياته فيقول:
وما من دابة فى الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين [هود:6].
فإنه يضمن للخليقة جمعاء رزقها فضلا منه لا وجوبا عليه، ووعداً منه حقاً، فهو لم يخلق الخلق ليضيعهم .
ولربما يخيل للبعض أنه بعلمه وقوته وفطنته يتحصل على الرزق، وليس
الأمر كذلك، فالله أضاف الرزق إلى نفسه إذ يقول: كلوا واشربوا من رزق الله [البقرة:60].
فإذا تحصل الإنسان على رزقه بوسيلة أو بسبب ما فليعلم أن الله هو واهبه
نعم قد يغفل الإنسان في وقت ما فيصرف بصره تلقاء الأسباب الأرضية في
الحصول على الرزق. هنا تأتي الإجابة سريعا لترد الأمور إلى
نصابها ولتوقظ هذه الغفلة:
وفي السماء رزقكم وما توعدون فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون [الذاريات:22-23].
فعندئذ يتعلق القلب بالله أولاً وآخرا لا بالسبب الأرضي الحقير، ومن يهتم بالرزق
اهتماماً يجاوز الحد المشروع فإننا نقدم له حديث
رسول الله الذي يرويه الطبراني وفيه يقول: (( إن الرزق ليطلب العبد أكثر مما يطلبه أجله ))
فالاهتمام الزائد بشأن الرزق فيه شغل للقلوب عـن عـلام الغيوب
وعن القيام بحق المعبود.
(اجتهادك فيما ضمن لك وتقصيرك فيما طلب منك دليل على انطماس بصيرتك).
ويقول لرجل:
من أين تأكل؟ فقال
الذي خلق الرحى يأتيها بالطحين والذي شدق الأشداق هو خالق الأرزاق .
ذكر الحكيم الترمذي في نوادر الأصول بإسناده : أن الأشعريين أبا موسى وأبا عامر وأبا مالك في نفر منهم لما هاجروا
وقدموا على رسول الله … وقد أرملوا من الزاد، فأرسلوا رجلاً منهم إلى رسول الله يسأله، فلما انتهى
إلى باب رسول الله سمعه
يقرأ هذه الآية: وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين
[هود:6]. فقال الرجل:
ما الأشعريون بأهون الدواب على الله.
فرجع ولم يدخل على رسول الله ، فقال لأصحابه: أبشروا أتاكم الغوث ولا يظنون إلا أنه قد كلم رسول الله فوعده، فبينما هم كذلك إذ
أتاهم رجلان يحملان قصعة لبن لو أنا رددنا هذا الطعام إلى رسول الله ليقضي به حاجته فقالوا للرجلين: اذهبا بهذا الطعام إلى رسول
الله فإنا قد قضينا منه حاجتنا.
ثم إنهم أتوا رسول الله فقالوا: يا رسول الله ما رأينا طعاماً أكثر ولا أطيب من طعام أرسلت به قال : ما أرسلت إليكم طعاماً، فأخبروه
أنهم أرسلوا صاحبهم، فسأله رسول الله فأخبره ما صنع وما قال له ، فقال : )) ذلك شيء رزقكموه الله ((.