دانة الكون
05-12-2012, 09:42 PM
قَالَ سَلامٌ عَلَيْك سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبي إِنَّهُ كَانَ بي حَفِيّاً
http://www.alawfa.com/AyatImages/19_47.gif
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
http://www.ct-7ob.com/vb/imgcache/150981.png
( قاَلَ سَلامٌ عَلَيْك سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبي إِنَّهُ كَانَ بي حَفِياً ( 47 ) وَأَعْتِزِلُكُم وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ وَأَدْعُو رَبي عَسَى أَلاَّ أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبي شَقِياً ( 48 )
( قال )
إبراهيم ( سَلاَمٌ عَلَيْكَ ) أي سَلِمْتَ مِني لا أُصِيبُكَ بمَكْرُوهٍ ، وذلك أنه لم يؤمر بإذائه ..او مسه بالسوء.. على كفره .
وقيل : هذا سلام هجران ومفارقة .
وقيل :
سلام بِرٌّ وَلُطْفٌ وَهُوَ جَوابُ الحَلِيمِ للِسَّفِيهِ .
قال الله تعالى :
" وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاَماً " ( الفرقان : 63 ) .
قوله تعالى :
( سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبي )
قيل : إنه لما أعياه ، أمره ووعده أن يراجع الله فيه ، فيسأله أن يرزقه التوحيد ويغفر له .
معناه :
سَأَسْأَلُ اللهَ تَعَالىَ لَكَ تَوْبَةً تَنَالُ بهَا المغْفِرَةَ .
( إِنَّهُ كَانَ بي حَفِيّاً )
برا لطيفا .
قال الكلبي : عالما يستجيب لي إذا دعوته . قال مجاهد : عودني الإجابة لدعائي .
( وأعتزلكم وما تدعون من دون الله )
أي :
أعتزل ما تعبدون من دون الله . قال مقاتل : كان اعتزاله إياهم أنه فارقهم من " كوثى " فهاجر منها إلى الأرض المقدسة ، ( وأدعو ربي ) أي :
أعبد ربي
( عَسَى أَلاَّ أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبي شَقِيّاً )
أي : عسى أن لا أشقى بدعائه وعبادته ، كما تشقون أنتم بعبادة الأصنام .
إضاءة
" سلامٌ عَلَيْكَ "
أَتَتْ بِمَعْنى جَلِيٍّ بِأَنَّ دينَ الله تَعالى
هُوَ دينُ السَّلامِ أَصْلاً
فَهُنا ارْتَبَطَ قَوْلُهُ بـ
" لا إِكْراهَ في الدّين "
سَيِّدُنا ابْراهيم عَلَيْهِ السَّلامُ دَعا والِدَهُ فَلَمْ يَسْتَجِبْ لَهُ فَلَمْ يَقُلْ لَهُ إِلاّ
أَنِ ابْقَ يا أَبي سالِماً في أَمْنِكَ فلا أُكْرِهُكَ في أَمْرِكَ شَيْئاً
وَ هذا لا يُرادُ بِهِ أَنَّ عَدَمَ الإِكْراهِ سَيَمْنَعُ أَوْ يَنْفِيَ عِقابَ الحَقِّ
لِذا تَوَجَّبَ عَلى الوَلَدِ الصّالِحِ أَنْ يَدْعُوَ لِأَبيهِ رَأَفَةً بِهِ وَ رَغْبَةً في اتِّباعِهِ
الحَقَّ وَ الهُدى فَبادَرَ بالاسْتِغْفارِ لَهُ وَ طَلَبِ التَّوْبَةَ مِنَ الله تَعالى لَهُ
لكِنْ هُنا تَمَعَّنْ أَنْتَ بِقَوْلِهِ
" سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبّي إِنَّهُ كانَ بي حَفِيّا " رَبَطَ قَبولَ الله لَدُعائِهِ بِماذا ؟
" إِنَّهُ كانَ بي حَفِيّا "
المَقْصودُ هُنا كما أَرى " إِنَّهُ بي عالِماً "
فَنَسْأَلُ عالِماً بِماذا ؟
وَ نُجيبُ بِصَلاحِ سَيِّدِنا ابْراهيمَ وَ لكِنْ ما أَهَمِّيَّةُ
ذلكَ هُنا أَقولُ مَنَحَنا الله تعالى هُنا شَرْطَ قَبولِ الدُّعاءِ لِلْوالِدِ مِنَ الوَلَدِ
وَ هُوَ الصَّلاحُ فَحَتّى بَعْدَ مَوْتِ ابْنَ آدَمٍ نَجِدُ في الحَديثِ الشَّريفِ أَنَّ الأَعْمالَ تَنْقَطِعُ
إِلاّ مِنْ ثَلاثَةٍ مِنْ بَيْنِها وَلَدٌ صالِحٌ يَدْعو لَهُ فَلَمْ يُذْكَرُ لَفْظُ الوَلَدِ دونَ شَرْطِ الصَّلاحِ فيهِ
بَيْنَما الدُّعاءُ بِعُمومِهِ يُقْبَلُ مِنَ الصَّالِحِ وَ الفاجِرِ .
هذا وَ الله أَعْلَمُ بِمُرادِهِ وَ تِبْيانِهِ إِنَّهُ الحَكيم
http://www.alawfa.com/AyatImages/19_47.gif
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
http://www.ct-7ob.com/vb/imgcache/150981.png
( قاَلَ سَلامٌ عَلَيْك سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبي إِنَّهُ كَانَ بي حَفِياً ( 47 ) وَأَعْتِزِلُكُم وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ وَأَدْعُو رَبي عَسَى أَلاَّ أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبي شَقِياً ( 48 )
( قال )
إبراهيم ( سَلاَمٌ عَلَيْكَ ) أي سَلِمْتَ مِني لا أُصِيبُكَ بمَكْرُوهٍ ، وذلك أنه لم يؤمر بإذائه ..او مسه بالسوء.. على كفره .
وقيل : هذا سلام هجران ومفارقة .
وقيل :
سلام بِرٌّ وَلُطْفٌ وَهُوَ جَوابُ الحَلِيمِ للِسَّفِيهِ .
قال الله تعالى :
" وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاَماً " ( الفرقان : 63 ) .
قوله تعالى :
( سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبي )
قيل : إنه لما أعياه ، أمره ووعده أن يراجع الله فيه ، فيسأله أن يرزقه التوحيد ويغفر له .
معناه :
سَأَسْأَلُ اللهَ تَعَالىَ لَكَ تَوْبَةً تَنَالُ بهَا المغْفِرَةَ .
( إِنَّهُ كَانَ بي حَفِيّاً )
برا لطيفا .
قال الكلبي : عالما يستجيب لي إذا دعوته . قال مجاهد : عودني الإجابة لدعائي .
( وأعتزلكم وما تدعون من دون الله )
أي :
أعتزل ما تعبدون من دون الله . قال مقاتل : كان اعتزاله إياهم أنه فارقهم من " كوثى " فهاجر منها إلى الأرض المقدسة ، ( وأدعو ربي ) أي :
أعبد ربي
( عَسَى أَلاَّ أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبي شَقِيّاً )
أي : عسى أن لا أشقى بدعائه وعبادته ، كما تشقون أنتم بعبادة الأصنام .
إضاءة
" سلامٌ عَلَيْكَ "
أَتَتْ بِمَعْنى جَلِيٍّ بِأَنَّ دينَ الله تَعالى
هُوَ دينُ السَّلامِ أَصْلاً
فَهُنا ارْتَبَطَ قَوْلُهُ بـ
" لا إِكْراهَ في الدّين "
سَيِّدُنا ابْراهيم عَلَيْهِ السَّلامُ دَعا والِدَهُ فَلَمْ يَسْتَجِبْ لَهُ فَلَمْ يَقُلْ لَهُ إِلاّ
أَنِ ابْقَ يا أَبي سالِماً في أَمْنِكَ فلا أُكْرِهُكَ في أَمْرِكَ شَيْئاً
وَ هذا لا يُرادُ بِهِ أَنَّ عَدَمَ الإِكْراهِ سَيَمْنَعُ أَوْ يَنْفِيَ عِقابَ الحَقِّ
لِذا تَوَجَّبَ عَلى الوَلَدِ الصّالِحِ أَنْ يَدْعُوَ لِأَبيهِ رَأَفَةً بِهِ وَ رَغْبَةً في اتِّباعِهِ
الحَقَّ وَ الهُدى فَبادَرَ بالاسْتِغْفارِ لَهُ وَ طَلَبِ التَّوْبَةَ مِنَ الله تَعالى لَهُ
لكِنْ هُنا تَمَعَّنْ أَنْتَ بِقَوْلِهِ
" سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبّي إِنَّهُ كانَ بي حَفِيّا " رَبَطَ قَبولَ الله لَدُعائِهِ بِماذا ؟
" إِنَّهُ كانَ بي حَفِيّا "
المَقْصودُ هُنا كما أَرى " إِنَّهُ بي عالِماً "
فَنَسْأَلُ عالِماً بِماذا ؟
وَ نُجيبُ بِصَلاحِ سَيِّدِنا ابْراهيمَ وَ لكِنْ ما أَهَمِّيَّةُ
ذلكَ هُنا أَقولُ مَنَحَنا الله تعالى هُنا شَرْطَ قَبولِ الدُّعاءِ لِلْوالِدِ مِنَ الوَلَدِ
وَ هُوَ الصَّلاحُ فَحَتّى بَعْدَ مَوْتِ ابْنَ آدَمٍ نَجِدُ في الحَديثِ الشَّريفِ أَنَّ الأَعْمالَ تَنْقَطِعُ
إِلاّ مِنْ ثَلاثَةٍ مِنْ بَيْنِها وَلَدٌ صالِحٌ يَدْعو لَهُ فَلَمْ يُذْكَرُ لَفْظُ الوَلَدِ دونَ شَرْطِ الصَّلاحِ فيهِ
بَيْنَما الدُّعاءُ بِعُمومِهِ يُقْبَلُ مِنَ الصَّالِحِ وَ الفاجِرِ .
هذا وَ الله أَعْلَمُ بِمُرادِهِ وَ تِبْيانِهِ إِنَّهُ الحَكيم